تماشيا مع حقيقة الواقع الشبابي المثقل بالكثير من التحديات خصوصا في العراق حيث تواجه سوق العمل العراقي وتنامي حالة البطالة في قطاع الشباب، حرصت مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام ان تقيم ملتقاها الاسبوعي للشباب تحت عنوان (سبل نجاح ادارة المشاريع الصغيرة الاقتصادية الخاصة بالشباب)، حيث اعد الاستاذ ايهاب علي الباحث الاقتصادي في شبكة النبأ المعلوماتية ورقة بحثية بين فيها طبيعة تلك التحديات التي تواجه الشباب على مستوى المشاريع الصغيرة والاقتصادية.

فقد اشار الباحث "الى ان مصادر الامم المتحدة تقر بوجود ما يقرب من (125) مليون شاب في اسر تحت خط الفقر، خصوصا وان مستوى دخل تلك الاسر يصل الى (1،25) دولار امريكي في اليوم، ولا يتم الاستفادة من (75%) من الشباب في بعض الاقتصادات النامية، اي بمعنى انهم عاطلين عن العمل او يعملون بالعمالة غير المنتظمة وعلى الارجح في القطاع غير الرسمي".

يضيف علي " بحسب الإحصاءات الرسمية يعد العراق من اكثر البلدان الفتية في العالم"، وذلك لان نصف عدد سكانه تقريبا هم دون سن (21) سنة، ويرى الكثير من الاقتصاديين انه ليس فقط الجانب الديني والتربوي، هو الذي يقوم الشباب ويجعلهم قادرين على خوض معترك الحياة، فللجانب الاقتصادي دورا مهما في تطويع الشباب وتهذيبهم وصقل مهاراتهم ليكونوا افرادا ناجحين في المجتمع، عبر اشركهم وتمكينهم في الحياة لاسيما في النشاط الاقتصادي".

يكمل علي بقوله "يرى المختصون ان اغلب المشاكل يرجع سببها لتردي الوضع الاقتصادي في البلد، اذا تصل نسبة البطالة لدى الشباب الى نسبة (12%) وهي نسبة مرتفعة قياسا للدول الاخرى، وتصل نسبة التوظيف للشباب الى (30%) فقط ونسبة الشباب العاطلين من الذكور تصل الى(38%)، وهي خمس اضعاف نسبة الاناث العاملات مما يدل على عدم وجود التوازن ما بين الاناث والذكور في تولي الوظائف، كما تشير الاحصاءات الى هجرة ما يقارب (50) الف عراقي معظمهم من الشباب الى الخارج، وان ما يقارب من (17%) من الشباب يفكرون بشدة في الهجرة الى الخارج".

واوضح علي "هذا بدوره انعكس الى ان يصل الشباب وبسبب الظروف البيئية المحيطة بهم، الى عادات سلوكية سلبية تتمثل في الاستهلاك الترفي والتبذير والاسراف والمحاكاة والتقليد للأخرين دون وعي ودراسة، يختم علي "بدأت الكثير من المؤسسات في العالم تمارس وتؤثر في صنع شبابها منذ الطفولة، لذلك نجد ما يعرف بالحواضن الاجتماعية التي تساعد في دعم وتطوير الشباب وخلق شباب كفوء قادر عبر الولوج الى الاسواق المحلية ومن ثمة العالمية، كما نعرف من التجارب الكثيرة لدول العالم بينت ان اغلب المشاريع الكبيرة كانت في البداية مشروعات صغيرة روادها وقادتها هم من الشباب، الا ان الوضع مختلف في العراق لظروف واسباب كثيرة.

 بعد عرض الورقة تم طرح الاسئلة التالية:

 السؤال الاول، ما هي اسباب فشل مشروعات الشباب الاقتصادية وعدم استمرارها؟

- يرى الدكتور حيدر ال طعمة كلية الادارة والاقتصاد وباحث في مركز الفرات "ان سبب تعثر المشاريع الخاصة بالشباب اولها البيئة الاقتصادية في العراق وعدم وجود مظلة حماية من قبل الحكومة، تندرج المشاريع الشبابية على مستوى القطاع الخاص بانها تواجه منافسة شديدة من قبل المنتج الاجنبي هذا من جانب، من جانب اخر هذه المشاريع بحاجة الى مؤسسات او حاضنات ترعاها، وهي موجودة في البلدان المتقدمة وعلى مستوى الشركات الكبرى لتطوير وتشغيل الشباب في قطاعات معينة".

يضيف آل طعمة بقوله ان نقص التمويل وعدم وجود مؤسسات راعية لهذه المشاريع من الاسباب الرئيسية في فشل مشروعات الشباب، وكان بإمكان الحكومة ان تنشئ مجالس خاصة مرتبطة بهذا الموضوع، مكون من اقتصاديين وخبراء للقيام بإنشاء مشاريع ممكن ان ينخرط بها الشباب.

- من جهته يرى الشيخ مرتضى معاش رئيس مجلس إدارة مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام "ان المشكلة تتركز حول عوامل الثقافة والبيئة والنظام، وهذه العوامل الثلاثة تسهم بشكل فعال في عملية بناء المشروعات الصغيرة للشباب، نبدأ اولا بالثقافة الموجودة وهي ثقافة ريعية بمعنى ان الدولة هي التي تقوم برعاية الناس وتغذيتهم من خلال الاقتصاد الاشتراكي، ويبقى هؤلاء الناس تابعين للدول بكل شيء في عملية معيشتهم، من خلال الدعم الموجود للمواد الغذائية أو الاحتياجات الاساسية ومن خلال التعيين في وظائف الدولة".

يضيف معاش "فالدول تقوم بهذا الشيء من اجل اما تكون ثقافة رائجة مستمرة تراكمية، واما ان تكون الدولة متسلطة على الناس وتجعل الناس بحاجه لها، من جهة اخرى الثقافة التي تربى عليها المواطن منذ نعومة اظفاره صغره وهو دائما يسعى الى ان يصبح موظفا في الدولة، باعتبار ان الدولة هي أفضل فرصة للمواطن من ناحية الضمان الاجتماعي (التقاعد) والامتيازات المجانية التي يحصل عليها، مما سيؤدي الى نمو القطاع العام المتضخم والمترهل بالأساس، وبطبيعة هذا الحال هو يشوبه في الكثير من الاحيان الفساد على حساب القطاع الخاص"، يكمل معاش "هذه الثقافة لا تشجع الشباب ان يكون عندهم مشاريع خاصة بهم مستقلة غير تابعة للدولة، لذا هنا يكمن سر وسبب فشل مشاريع الشباب.

- على الصعيد نفسه يعتقد باسم الزيدي مدير وكالة النبأ للأخبار "ان العراق لا يمتلك ارثا اقتصاديا ناجحا يمكن الاعتماد عليها في تأسيس مشاريع صغيرة او كبيرة، واذا اردنا ان نعتمد على تجارب الاخرين وهي مرت بفترات وتراكمات الى ان وصلوا الى ما وصلوا اليه، فاذا استوردنا تلك التجارب الجاهزة ستكون حالها حال التجارب السياسية الجاهزة التي استوردناها وهي لا تتناسب وحجم العراق، ايضا الكل يعرف ان الاستثمار ورأس المال في الاوضاع غير المستقرة لا يستطيع ان يعطي ثمار حقيقية، العراق هو بلد غير مستقر سياسيا وهذا هو السبب الاهم طبعا تلتحق اليه الاسباب الاخرى من ارث اجتماعي وثقافي وبيئي.

- من جانبه يرى الشاب محسن معاش "ان اسلوب تفكير الشباب بعيد عن المشاريع الخاصة وهو يسعى دائما الى الارتباط بالقطاع العام".

- من جهته يوضح كمال عبيد مدير تحرير شبكة النبأ المعلوماتية ومدير تحرير صحيفة المختار الاسباب الاساسية التي تشكل عاملا حاسما في فشل المشاريع الصغيرة للشباب، وهي ما يلي الفجوة بين مهارات الخارجيين ومتطلبات سوق العمل، عدم التفكير العلمي والعملي وبالتالي لا تتوفر منهجية وليس هناك شيء اسمه دراسة جدوى، الى جانب ذلك غياب الوعي الاقتصادي، غياب المؤسسات الداعمة للشباب، كذلك الاعتماد على الاقتصاد الموجه من قبل الدولة وحتى القروض الميسرة ليست بالمستوى المطلوب، واخيرا النموذج الاقتصادي المحلي الناجح يكاد ان يكون مفقودا، ففي ظل تلك المعوقات لا يصح وجود مشاريع ناجحة للشباب على المستوى المنظور".

- من جهة أخرى يصف محمد الصافي ناشط مدني "ان مشكلة ادارة المشاريع الشبابية في العراق تعتمد على العقلية التي يفكر بها الشاب العراقي او تربى عليها من خلال تحصيله العلمي، خصوصا وان الواقع العراقي قد تخلى عن فكرة الاقتصاد الحر، وحتى المعاهد الفنية فالبرنامج الحكومي اتجه نحو الغائها، وبالتالي قطعا هذا السلوك يصلنا بنا الى الغاء الكوادر الفنية الماهرة، التي في حال دعمها والاشتغال عليها سننتج تجارب فردية ماهرة وان تؤسس الورش الفنية، الى جانب ذلك لابد ان نفعل من دور التجارب العملية الى جانب الواقع النظري".

- الى ذلك يعزو الشاب عمار العطار "سبب فشل المشاريع الصغيرة في العراق لعدم وجود نموذج واضح وناجح لهذه المشاريع، فبعض الشباب لا يعرف ما هي المشاريع الصغيرة وما هي طبيعة عملها، الشيء الاخر اغلب الشباب تفكيره احادي الجانب وهو يحرص دائما على العمل بالقطاع الحكومي، ايضا الوضع الامني هو مانع طبيعي لنمو المشاريع بالإضافة الى ذلك ثقافة المجتمع نفسه، لا تسهم في توعية الشباب على فكرة المشاريع الصغيرة، لذا نحن نحتاج من المؤسسات من الحكومة من مؤسسات المجتمع المدني، ان تعمل ورش لتوضيح فكرة ادارة المشاريع الصغيرة وما هي المشاريع الصغيرة وكيفية تأسيس المشاريع، ناهيك عن حقيقة تضافر الجهود ومحاول استيعاب فئة الشباب باي صورة كانت".

السؤال الثاني: ما هي متطلبات المشاريع الناجحة للشباب في بلد كالعراق؟

الدكتور حيدر آل طعمه يعول "كثيرا على الدعم الحكومي وان الجهات غير الحكومية لا تستطيع ان تساهم بهذا المجال، وذلك لان هذا الموضوع يحتاج الى تمويل والى خطط وبالتالي لا تستطيع تلك المؤسسات ان توفر الدعم اللازم، وهو جزء من واجب المؤسسة الرسمية الى جانب خطط التنمية التي تعدها، كذلك يمكن تشكل مجلس او مؤسسات خاصة بهذا الموضوع ورسم سياسات لتطوير هذا الجانب".

في حين يعتقد الشيخ مرتضى معاش "ان الدولة غير قادرة على ان تقوم بهذا الدور خاصة قيادة الشباب وبناء مشاريع لهم، وان كان هذا واجب وزارة التخطيط من اجل تأهيل الشباب وان تكون لهم مشاريع ناجحة، لذلك فنحن نحتاج الى منظمات المجتمع المدني كي تقوم بهذه العملية، لان الدولة متفرغة للقضايا الامنية ولديها ازمات كثيرة".

يضيف معاش "اليوم نحن نحتاج الى نهضة اجتماعية، من خلال الدورات التدريبة والتثقيف المستمر بأهمية الاقتصاد الحر وأهمية القطاع الخاص والمبادرات الخاصة، وايضا لابد على المجتمع نفسه ان يتصدى لهذه الامور ويقوم بتأسيس حواضن لهذه المشاريع، وان يكون لدينا بنك خاص لتمويل الشباب من خلال مشاريعهم الخاصة، ومن خلال دراستهم الجامعية واعطاء منح او قروض بدون فوائد لهؤلاء الشباب، ايضا دعم التعليم ودعم المشاريع الخاصة والمساهمة في عملية تزويج هؤلاء الشباب وقروض لبناء مساكن للشباب بدون فوائد".

- من جهته يعلق الشاب عمار العطار، قائلا "ان من متطلبات المشاريع الناجح في العراق ان تتضافر جهود الحكومة ومنظمات المجتمع المدني، فلدينا مثلا في كل محافظة دائرة تحمل اسم دائرة التدريب المهني فلابد ان تتكاتف الجهود لتطوير دوائر التدريب المهني، ومحاولة استقدام مئات او الالاف الشباب سنويا للتدريب على الاعمال البسيطة كورش البناء او الرسم او صيانة الاجهزة ومنها اجهزة خريجي، هذه الدورات التدريبية المهنية سوف تكون البذرة الاساسية لإقامة المشاريع الصغيرة، ايضا نحن نحتاج الى اقامة ورش عمل واقامة دورات تدريبية ودورات تثقيفية للشباب بخصوص المشاريع الصغيرة وكيفية ادارة هذه المشاريع، ايضا نحتاج الى تسهيل عملية القروض الميسرة للشباب للبدء بهكذا مشاريع ومن ثمة دعم المنتج الوطني في مقابل المنتج الاجنبي".

- بينما يعتقد الشاب محسن معاش "اننا في عصر التكنلوجيا ووصلنا الى مرحلة ان الكثير من المشاريع لا تحتاج الى رأس مال، هي فقط تحتاج الى افكار والى تطبيق تلك الافكار الناجحة، واكثر المشاريع الناجحة في هذا المجال تتشكل على اساس روح الفريق الواحد وليس على اساس فردي، فمثلا هناك مواقع فيسبوك وغوغل وتويتر هذه المشاريع كلها بدأت صغيرة ونمت تدريجيا".

- كمال عبيد "يذهب نحو توفير لجنة متخصصة لوضع الحلول المناسبة، ايضا المتطلبات هي نهج عكسي للأسباب نفسها التي تؤدي الى الفشل، ولابد من زيادة الوعي الاقتصادي لدى الشباب، تشريع قانون لتنمية المشاريع الصغيرة للشباب، واذا كان هذا القانون موجودا فمن الضروري ان يفعل بالشكل الصحيح، ايضا لابد من تدريب وتأهيل وتطوير الشباب العراقي وايجاد مؤسسات تعني بهذا الهدف، التفكير العلمي والعملي هو ضمانة حقيقية لنجاح اي مشروع فما بالك بالمشاريع الصغيرة للشباب".

- من جهته اشار محمد الصافي "الى نه سبق وان عمل مع أحد المؤسسات التي تدعم المشاريع الصغيرة بالعراق وهي الى الان موجودة، واساس عمل تلك المؤسسات يقوم على اقراض مشاريع الشباب مقابل نسبة فائدة بسيطة، بعض القروض كانت لإدامة بعض المشاريع القائمة والبعض منها كان مبادرات مشروع جديد، وفي مثل تلك الحالة المؤسسة لا تعطي الشباب المبلغ مباشرة، الا انها تعمد الى ادخال الشاب دورة كي يتعلم كيف يحسب الجدوى الاقتصادية للمشروع".

يضيف الصافي "وان يختار المجال الذي يعمل به المهارات التي يمتلكها ويمكن ان يستثمرها في اختياره للمشروع، وهذه المؤسسة لا تتعامل وحدها بل لديها شراكات مع معهد الاعداد والتدريب وهناك معاهد صناعيين ونقابات للعمال، هذه ممكن ان يعيد احياءها مع تمويل بسيط لهذا الشاب كي يباشر الخطوة الاولى لتأسيس هذا المشروع، كذلك الان على مستوى محافظة كربلاء نحتاج من المؤسسات الدينية ان تفعل مشروع القرض الحسن لتشغيل الشباب، علما انه كانت تجارب مشابه في ستينيات القرن الماضي في العراق وكان يتصدى لهذا الموضوع السيد مهدي الشيرازي والسيد محمد الشيرازي خصوصا وان النشاطات قد تمتد نحو المشاريع الاقتصادية والزراعية".

بينما يعتبر باسم الزيدي ان كل مفاتيح حل مشكلة المشاريع الصغيرة للشباب هي اساسا سبب مهم في تأزيم تلك المشكلة، ابتداءا من الحكومة ومرورا بمنظمات المجتمع المدني فالجميع مقصر، الدولة قبل ان تنخفض اسعار النفط كانت تعطي بسخاء قروضا للمشاريع الصناعية والزراعية، لكن ثقافة المجتمع حولة هذه القروض الى طريق الاحتيال عليها".

يضيف الزيدي "مثل قروض المخازن وتربية الابقار وحتى منظمات المجتمع المدني كانت تطرح قروض صغيرة ومتوسطة وكبيرة، بعض الشباب عمد الى جعل القروض مشاريع للسفر او للزواج، المهم هنا ان نصنع قادة فكر اقتصادي على اعتبار الانسان أكبر استثمار اقتصادي وعندها من الممكن ان نحول تلك الظاهرة السلبية الى ايجابية بدل ان نبحث عن شراكه مع شركات عالمية ممكن ان نصنع قادة شباب مبدعين في أي مجال من المجالات".

 اخيرا يرد الباحث ايهاب علي على مجمل المداخلات التي وردت بقوله "من المعيب على شخص يختص بقطاع الاقتصاد ان يكون عاطل عن العمل، ايضا لابد من الاستفادة من تجارب الاخرين ومحاولة الاستفادة منها في تعزيز واقع مشاريع الشباب، الأسوأ من ذلك ورغم ما تقدمه الدولة من دعم للمشاريع الا ان الشباب حول وجهة تلك القروض نحو اشياء اخرى بعيدة كل البعد عن فكرة المشاريع. وبالتالي لابد من خلق بيئة تعليمية رصينة، الشيء الاخر نحن بحاجة الى ان نجعل الشاب يفكر وان نحرص ايضا على تدعيم فكرة القراءة منذ الصغر، والغريب ان منظمة اليونيسف تقول ان الطالب العراقي لا يقرأ خارج منهاجه الدراسي اكثر من ستة دقائق.

التوصيات:

- بحاجة الى تمكين الشباب اقتصاديا.

- الشاب بحاجة الى التشجيع والى سياسات وطنية محفزة.

- توفير الخدمات المجتمعية كالإرشاد والتوجيه.

- تسهيل عملية اقراض الشباب.

- برامج تدريب وتأهيل الشباب.

- ايجاد دورات لتعليم الشباب كيف يحول الفكرة الى واقع.

- على الشاب ان يجتهد اكثر ويطور مهاراته.

- عدم الاعتماد على الدولة بشكل قاطع.

- الاستفادة من التكنلوجيا.

- تشكيل اتحاد من الشباب الاقتصاديين.

- تأسيس بنك للشباب

اضف تعليق