جميع المصادر التاريخية المسيحية، التي تطرقت الى سيرة بولس، أجمعت على أمور عديدة حوله، ويمكن اختصار قصته، بأنه كان يهودي متعصب، من الذين ساهموا في اضطهاد وتعذيب المؤمنين الاوائل بالمسيحية، وخلال رحلة له الى دمشق من أجل تتبع بعض المسيحيين، ظهر له في الطريق يسوع...

القديس بولس او رسول الامم هو احد اهم اعمدة الرسل في الكنيسة المسيحية الاولى، بل يمكن اعتباره الشخصية الأهم في التاريخ المسيحي، بعد شخصية يسوع الناصري، ويكفي القارئ الكريم، ان يعلم، ان العهد الجديد، وهو الكتاب المقدس لدى الاخوة المسيحيين، والذي يتألف من 27 جزءا، ما بين رسائل واناجيل وأسفار، هذا الكتاب يضم 14 رسالة تعود لبولس (بعد اضافة رسالته الى العبرانيين)... أي ان الرسائل التي احتوت على أفكار ومواعظ وتعليمات بولس تؤلف الجزء الأعظم من محتويات العهد الجديد، والذي يؤمن المسيحيون انه، وبكل محتوياته، يمثل (كلمة الله).

ولد بولس في مدينة (طرسوس) التركية، والتي كانت في ذلك الزمان تعتبر من حواضر الامبراطورية الرومانية، ومركزا مهما من مراكز الثقافة الهيلينية، والفلسفة الرواقية، وكان اسمه (شاول الطرسوسي) قبل ان يصير اسمه بولس وتعني (الصغير)....وكان ينتمي الى عائلة يهودية تتمتع بصفة المواطنة الرومانية، وقد نشأ بولس في (طرسوس) وتلقى تعليمه فيها، قبل ان يشد الرحال إلى اورشليم لاستكمال تعليمه الديني اليهودي هناك، بعد حادثة صلب المسيح، على الأرجح.

المصادر التاريخية والدراسات البحثية والتي تناولت شخصية بولس، كثيرة جدا، ومتنوعة، ولعل أهمها وأقدمها هو العهد الجديد نفسه، والذي اشتمل على رسائل بولس العديدة، وكذلك، سفر أعمال الرسل، والذي تضمن في جزئه الأكبر، الحديث عن بولس، وقصة تحوله للمسيحية، ورحلاته، ونشاطه الكرازي.

جميع المصادر التاريخية المسيحية، التي تطرقت الى سيرة بولس، أجمعت على أمور عديدة حوله، ويمكن اختصار قصته، بأنه كان يهودي متعصب، من الذين ساهموا في اضطهاد وتعذيب المؤمنين الاوائل بالمسيحية، وخلال رحلة له الى دمشق من أجل تتبع بعض المسيحيين، ظهر له في الطريق يسوع المسيح، موجها له اللوم على أفعاله الشريرة، فامتلأ قلب بولس بالإيمان!!!... وحصل على تكليف من الرب يسوع بأن يكون رسوله الى الأمم البعيدة (غير اليهود)!!

في هذا البحث سنختار ثلاثة مواضيع، لكي نناقشها من خلال مطابقتها مع الثوابت التاريخية المعروفة، من أجل اختبار مصداقية تلك الأخبار التاريخية، التي تضمنتها سرديات المصادر المسيحية المبكرة….وهذه الأمور الثلاثة هي:

ان بولس كان قبل ظهور يسوع المسيح له، ينتمي الى طائفة الفريسيين اليهود، وانه كان ناشطا في مجال ملاحقة واضطهاد المسيحيين الاوائل، و كذلك أظهرته بعض المصادر، وكأنه عالما بكتاب اليهود المقدس، وفاهما لمضامين التوراة الى الحد الذي مكنه من الخروج بتأويلات وأفكار جديدة، كانت نتيجتها أبطال العمل بناموس اليهود..والى الابد !!

في البداية نحتاج الى مقدمة مختصرة عن الفريسيين، وهم إحدى الفئات الدينية اليهودية الرئيسية الثلاث التي كانت معروفة عند اليهود في زمن مجيء المسيح. وهذه الفئات الثلاث، هي: الصدوقيون، والأسينيون والفريسيون.

وكلمة فريسي، كلمة آرامية ومعناها (المنعزل) لانهم كانوا يعتبرون أنفسهم مفروزين عن الشعب لقداستهم. وكانوا يمارسون التعليم والوعظ مع التشدد والتمسك بحرفية الناموس في التفسير، وكانوا ينتشرون في جميع قرى ومدن المناطق اليهودية في ذلك الوقت.

وفي نفس الوقت، كان هناك طائفة اليهود الصدوقيون، وهم الطبقة الأرستقراطية بين اليهود، ومنهم معظم رؤساء الكهنة، وكان عملهم المحافظة على نظم الهيكل والضرائب ومراقبة الخزائن، وهم مرتبطون مع السلطة الرومانية المحتلة، وإليهم أسندت السلطة الدينية ومهمة رئاسة الهيكل و النشاط الكهنوتي، على اعتبار انه حق تاريخي لهم منذ زمن جدهم (صادوق) الذي تولى رئاسة الهيكل في زمن النبي سليمان، واليه أصبحوا ينسبون بالتسمية.

كانت العلاقة بين الفريسيين والصدوقيين، متوترة في أغلب الأحيان، نتيجة لصراع المصالح والنفوذ، وكذلك بسبب الخلافات العقدية بين الطائفتين، من قبيل الايمان بقيامة الأموات، والارواح، ووجود الملائكة والشياطين، والذي يؤمن بها الفريسيون، وينكرها الصدوقيون، هذا بالإضافة الى الإيمان بالتوراة الشفوية، والعلاقة مع سلطة المحتل الروماني، والتي تسببت باستمرار الصراع بين الطائفتين في فترة يسوع المسيح وما بعدها.

عندما بدأ يسوع الناصري كرازته في قرى الجليل، اصطدم اولا مع الفريسيين، وكان الخلاف بين الطرفين، على شكل سجالات عقدية لم تكن تخلو من تبادل للاتهامات !!

ولكن عندما ذهب يسوع الى أورشليم، وبعد حادثة تطهير المعبد الشهيرة، بدأ الاصطدام مع جماعة الصدوقيين، الذين بدأوا يتحسسون، في دعوة الشاب المصلح، الخطر على مصالحهم ومكانتهم ونفوذهم….فأخذوا بالتخطيط للتخلص منه، ومن دعوته، فحرضوا السلطات الرومانية عليه، وهيجوا عامة الشعب ضده، وتصدى كبرائهم امثال (حنانيا) و(قيافا) لمحاكمته، وفي نهاية المطاف، نجحوا فعلا، في التخلص منه، باستصدار الحكم بصلبه.

بعد صلب المسيح، بقي تلاميذه نشطين في الدعوة الى الإيمان بمسيحانيته، واخذ ينضم إليهم بعض الاتباع الجدد، وكان مركز دعوتهم في أورشليم، مع حرصهم على التواجد في المعبد الرئيسي لليهود (الهيكل)، وممارسة الدعوة هناك، وهذا الأمر كان بمثابة جرس إنذار للصدوقيين، من أجل المسارعة الى القضاء على هؤلاء الأتباع وسحق الدعوة التي تهدد نفوذهم ومصالحهم، فابتدأ منذ ذلك الوقت الصدام بين الصدوقيين وبين تلاميذ المسيح واتباعه، وابتدأ الاضطهاد والملاحقة وممارسات التنكيل التي شرع بها الصدوقيون، مستغلين قربهم من المحتل الروماني، والصلاحيات التي منحها لهم والتي تخولهم لإدارة شؤون المعبد والكهانة وما يتعلق بها من حفظ التشريعات و القوانين الخاصة باليهود.

هذا فيما يتعلق بالصدوقيين، اما الفريسيون، فيبدو ان نظرتهم الى تلاميذ المسيح واتباعه، كانت مختلفة، حيث كانوا يرونهم مجموعة صغيرة، لم تعد تشكل خطرا على الديانة اليهودية، وربما كانوا يعتبرون صراعهم التقليدي مع الصدوقيين اهم واولى من الدخول في صراع مع مجموعة صغيرة، سيتكفل الزمن بإضمحلالها واندثار دعوتها.

ان هذه النظرة الفريسية، تجاه تلاميذ المسيح، نقلها لنا سفر أعمال الرسل، على لسان، شخصية تعتبر من ابرز واشهر شخصيات اليهود الفريسيين، ويدعى (غمالائيل)...حيث ينقل لنا كاتب السفر في الإصحاح الخامس/34:

(فَقَامَ فِي الْمَجْمَعِ رَجُلٌ فَرِّيسِيٌّ اسْمُهُ غَمَالاَئِيلُ، مُعَلِّمٌ لِلنَّامُوسِ، مُكَرَّمٌ عِنْدَ جَمِيعِ الشَّعْبِ، وَأَمَرَ أَنْ يُخْرَجَ الرُّسُلُ قَلِيلاً).

هذا العالم اليهودي الفريسي الكبير، وقف في محاكمة بطرس وبقية الرسل، حيث كان الصديقيون يحاولون ان يتخلصوا منهم، من خلال الحكم عليهم بالقتل….وقف كبير الفريسيين (غمالائيل) وقال:

(أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ، احْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ جِهَةِ هؤُلاَءِ النَّاسِ فِي مَا أَنْتُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ تَفْعَلُوا…. وَالآنَ أَقُولُ لَكُمْ: تَنَحَّوْا عَنْ هؤُلاَءِ النَّاسِ وَاتْرُكُوهُمْ! لأَنَّهُ إِنْ كَانَ هذَا الرَّأْيُ أَوْ هذَا الْعَمَلُ مِنَ النَّاسِ فَسَوْفَ يَنْتَقِضُ، وَإِنْ كَانَ مِنَ اللهِ فَلاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنْقُضُوهُ، لِئَلاَّ تُوجَدُوا مُحَارِبِينَ للهِ أَيْضًا فَانْقَادُوا إِلَيْهِ. وَدَعُوا الرُّسُلَ وَجَلَدُوهُمْ، وَأَوْصَوْهُمْ أَنْ لاَ يَتَكَلَّمُوا بِاسْمِ يَسُوعَ، ثُمَّ أَطْلَقُوهُمْ.

وَأَمَّا هُمْ فَذَهَبُوا فَرِحِينَ مِنْ أَمَامِ الْمَجْمَعِ، لأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ).

من هذا النص المهم جدا، نفهم ان موقف الفريسيين المتمثل برأي كبير علمائهم، كان عدم تأييد قتل ومضايقة أتباع يسوع الناصري، وان يتم الكف عن اضطهادهم، وتركهم للزمن، الذي هو كفيل بإظهار صدق دعوتهم او بطلانها، وقد كان لهذا الموقف الفريسي، أهمية كبرى في إنقاذ التلاميذ من مؤامرة القتل التي كان الصدوقيون يحاولون تمريرها، لولا تصدي الفريسيون!

وبعد ان عرفنا موقف اليهود الفريسيين، من تلاميذ وأتباع المسيح، والمتمثل برأي(غمالائيل) كبير الفريسيين في ذلك الزمن، نحتاج لمعرفة نوع العلاقة بين هذا العالم اليهودي الفريسي وبين بولس، في تلك الفترة….يقول بولس:

(أَنَا رَجُلٌ يَهُودِيٌّ وُلِدْتُ فِي طَرْسُوسَ كِيلِيكِيَّةَ، وَلكِنْ رَبَيْتُ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ مُؤَدَّبًا عِنْدَ رِجْلَيْ غَمَالاَئِيلَ عَلَى تَحْقِيقِ النَّامُوسِ الأَبَوِيِّ) اعمال الرسل 22/3

هذا النص الذي يقر فيه بولس انه كان من تلاميذ كبير الفريسيين، في تلك الفترة، يظهر لنا مغالطة صريحة وخطيرة، لان الفريسي (بولس/شاول) نفسه، تظهره لنا نصوص اخرى، وكانه أشد تعصبا وتطرفا من الصدوقيين ضد تلاميذ المسيح، حيث كان مهتما جدا بملاحقتهم، واقتحام أماكنهم وبل وحتى قتلهم، على الضد من رأي وموقف طائفته وكبيرها !!

(أَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ يَنْفُثُ تَهَدُّدًا وَقَتْلاً عَلَى تَلاَمِيذِ الرَّبِّ، فَتَقَدَّمَ إِلَى رَئِيسِ الْكَهَنَةِ) اعمال 9/1

ومن التناقضات التي تبرز لنا، هي أننا نجد الفريسي، بولس، ليس فقط يخالف تعاليم معلمه وكبير طائفته، بل ايضا، وعلى غير عادة الفريسيين، نجده متحمسا للتعاون مع الصدوقيين، خصوم طائفته التقليديين، من أجل اضطهاد مجموعة صغيرة، يطالب معلمه وزعيمه الروحي، بالكف عن أذيتهم وتركهم وشأنهم!!

والتناقض الغريب، اننا نجد هذا اليهودي الفريسي، يطلب من رئيس الكهنة، وهو من الصدوقيين، ان يمنحه تخويلا، بملاحقة اتباع يسوع المسيح في خارج الأراضي الفلسطينية... وان يلقي القبض على من يجده منهم في الطريق.

ولو صدقنا، ان الفريسي (شاول/ بولس) كان غير مبالي ولا يحترم راي وتعاليم استاذه، كبير الفريسيين، يبقى الامر الاكثر غرابة وصعوبة على التصديق، هو كيف يثق رئيس الكهنة (الصدوقي) بشخص ينتمي لطائفة تعتبر من خصومه وفي صراع مستمر مع طائفته، ويعطيه صلاحيات ودور محوري لم تذكر لنا المصادر انه اعطي مثله حتى للصدوقيين؟!!

ان التصديق بهكذا حكاية متناقضة، يشبه تماما التصديق بحكاية افتراضية تخبرنا:

ان فلان (الشيعي المتعصب) طلب من المفتي الاكبر (للسلفية) بالسعودية، ان يخوله ويعطيه صلاحيات لملاحقة والقاء القبض على المسلمين (الصوفية) في دمشق، او من يجدهم بالطريق، وجلبهم مقيدين بالأغلال !!!!

المغالطة التاريخية الاخرى، في نصوص العهد الجديد، التي تحكي عن بولس، أثناء فترة نشاطه في اضطهاد المسيحيين الاوائل، هي اننا نجد تلك النصوص، تصوره لنا، وكأنه ضابط في الجيش الامبراطوري الروماني، الذي كان هو صاحب السلطة الفعلية في تلك الفترة، والذي لم يكن يسمح بظهور سلطة موازية له.

النصوص المسيحية، اظهرت لنا بولس، وهو يقتحم البيوت، ويقتل، ويطارد المسيحيين حتى خارج حدود فلسطين، ويجلب اناس مقيدين بالأغلال، كل هذه الأعمال، تجري في غياب السلطة الرومانية وجنودها التي كانت تحكم البلاد بقبضة حديدية، وفي تناقض لافت مع الحقائق التاريخية التي تؤكد ان اليهود في تلك الفترة كانوا في حالة احتقان و تشنج مع المحتل الروماني الذي كان يعاملهم باحتقار و قهر وإذلال، الامر الذي ادى، لاحقا، الى اندلاع الثورة اليهودية الكبرى ضده...

مع التذكير هنا، ان كهنة الهيكل لم تكن لديهم صلاحيات ممنوحة من الرومان لممارسة سلطتهم الدينية خارج فلسطين، الأمر الذي يبين لنا ان ادعاء بولس، حول رحلاته الى دمشق، ونشاطه النضالي في الطريق إليها، مجرد كذبة مضخمة!!

ان عوامل الشك في مصداقية دعاوى وقصص بولس، ومحاولته اضفاء معالم الاهمية والمركزية على شخصيته، تزداد لدى الباحث لهذه الشخصية، من خلال تتبع رسائله وما تضمنته من اقتباسات غير حقيقية كان ينسبها الى كتب اليهود المقدسة، ضمن التعاليم والمواعظ التي كان ينشط في إرسالها الى اتباعه المؤمنين الجدد، من غير اليهود، الذين ليس لديهم اطلاع ولا معرفة بتفاصيل عقائد اليهود، فيستقبلون تأصيلات بولس على اساس انها حقائق إيمانية يقينية!

ومن الامثلة على ذلك، ادعاء بولس، وهو يؤصل للعقيدة التي ابتدعها، ان لا مغفرة بدون سفك دم !!

(وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيبًا يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ) عبرانيين 22/9

هنا نلاحظ، ان بولس، ينسب هذا الادعاء العريض والخطير الى الناموس(التوراة) وهو ادعاء غير صحيح، حيث تؤكد نصوص التوراة الكثيرة على ان المغفرة، تحصل بالتوبة والعودة الى الله، والكف عن عمل الخطيئة:

(فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقًّا وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ.

كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا) سفر حزقيال 18/21

ومن الامثلة الاخرى، والعجيبة، على جرأة بولس في المغالطة والتحريف، نجد الخطأ الذي يمرره لإقناع أتباعه غير المطلعين على اللغة العبرية ولوازمها، حيث يخاطب أهل غلاطية في رسالته...غلاطية 3/16

(وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ. لاَ يَقُولُ: «وَفِي الأَنْسَالِ» كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ: «وَفِي نَسْلِكَ» الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ….!!!)

وهنا يجد القارئ محاولة بولس لتمرير خطأ مضحك، يكتشفه اي عارف بلغة اليهود (العبرية)، والتي لا توجد فيها اصلا، كلمة (انسال) وانما فقط كلمة (نسل) والتي تأتي للدلالة على الجمع فقط، كما هو الحال مع كلمة (ابل) في اللغة العربية.

ان لجوء بولس الى استخدام أسلوب التلون من أجل نجاح دعوته!!... كما أقر هو في كورنثيوس الأولى 20/9

(فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ. وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ).

وكذلك اعتماده على منهجية (الكذب المقدس) من اجل مجد الرب !!

(فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ، فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟)

كل هذه الحقائق، تقودنا الى فهم المغالطات والاخطاء التي أوردها بولس، او أتباعه، في سرديات قصته، وكذلك تفسر لنا حقيقة الأسباب التي جعلت هذا الشخص ينجح في تحويل دين يسوع المسيح، الى دين جديد، يقوم بأكمله على شخص المسيح...فقط !!

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق