في اعتراف مثير ذكر النائب مشعان الجبوري ان جميع الطبقة السياسية العراقية (لم يستثن احدا منها الا من رحمه ربه، ولانه يخاف) فاسدة ومفسدة، وهي سبب الخراب الذي نشهده حاليا..

من جملة ماذكره الجبوري، انه يخشى على نفسه من القتل لو كشف جميع ما لديه من ملفات تدين الطبقة السياسية..

طبعا مثل هذا الاعتراف لم يمر بسهولة على الطبقة السياسية العراقية، فقد سارع الكثيرون الى استنكار هذا الاعتراف وادانة الجبوري، وتم التحشيد ضده عبر عدد من الاجراءات المزمع اتخاذها تجاهه..

اللافت ان جميع التصريحات لم تطالب الادعاء العام بفتح التحقيق بهذه الاعترافات، وهي من اختصاصه، بل طالبت لجنة النزاهة (وهي المتهمة اصلا بنزاهتها) بتولي التحقيق، اضافة الى التحشيد لرفع الحصانة عن النائب الجبوري..

اعتراف النائب الذي استدعى هذا التنكيل باعترافه سببه الخوف مما قد يكشفه مستقبلا عبر فلتات لسانه، وهو المعروف عنه تصريحاته المستفزة وتقلباته الكثيرة.. وهي ايضا تكشف عن نوعية العقلية التي تدار بها الدولة العراقية بعد العام 2003، وهي عقلية التنظيم المافيوي، حيث الجميع شركاء في الجريمة، طالما ان الجميع يستفيد من الجريمة المشتركة، والجميع يسكت عن الجميع.

تصريح اخر وهذه المرة من وزير رفيع المستوى، هو وزير النفط عادل عبد المهدي، لم يسلط عليه الضوء كثيرا، ذكره في ندوة عقدها معهد التقدّم عن (شركة النفط الوطنية) حيث كشف الوزير (أن الاقتصاد العراقي دخل خلال السنوات الاخيرة مرحلة جديدة من مراحل التحول وهي مرحلة الاقتصاد (المافيوي) فاصبح التشوه الاقتصادي كبيراً والحكومة تضع يدها على كل شيء وفي الوقت نفسه لا نجدها ممسوكة بعقل واحد او سياسة او فلسفة واحدة انما نجد صراعات المصالح في كل شيء في النفط والجمارك والبطاقة التموينية.. الخ واصبحت هناك شبكات داخلية يمكن ان نسميها بالنظام شبه المافيوي وهو الذي يتحرك في جميع الاتجاهات حتى في حال اتخاذ اجراءات او خطوات لصالح الشعب لانها تتقاطع مع مصالح هذه المافيات) ويخلص الوزير الى ( صعوبة الاصلاح في ظل وجود هذه المافيات).

كيف تعمل المافيات؟

في التسعينيات من القرن الماضي، اشتهر كتاب حمل عنوان "مدير المافيا" لمؤلف مجهول الهوية حتى الان، حيث اكتفى بالاشارة الى اسمه بالحرف v وتضمن هذا الكتاب شرحا لأبرز المبادئ التي تحكم عصابات المافيا.

من خلالها نعرف أن تلك العصابات ليست مجرد مجموعة من المجرمين، وإنما تمثل كل عصابة منها تنظيما كاملا، له إدارته، ودرجاته الوظيفية، والأهم من ذلك أن له مبادئه التي تحكم تصرفاته وعلاقاته بالآخرين، سواء داخل المافيا الواحدة، أو خارجها.

من هذه المبادئ:

1

أفضل طريقة لدخول عالمنا هو أن تكون مولودا بداخله.

2

إذا كان الإناء يغلي، فاستعمل ملعقة طويلة.

3

كل المشاكل تحل نفسها.. فقط امنحها الوقت.

4

المشاكل المتطرفة تتطلب حلولا متطرفة

5

اجعل أصدقائك قريبين منك، ولكن اجعل أعدائك أقرب.

6

الإنسان الذي ليس له أعداء، يكون بلا مواهب ولا مميزات.

7

العالم يملكه الرجل الصبور.

8

إذا لم يكن بوسعك أن تفوز في حرب عادلة، استعن بطرف ثالث يقاتل بالنيابة عنك

9

إن دق مسمار في الظلام يستغرق ألف دقة

10

أفضل دفاع في مواجهة الخائن هو أن تخونه

11

أفضل صديق للصقر الجائع هو حصان ميت.

12

النسور لا تصطاد الحشرات

13

الدواء الجيد يكون مريرا دائما

14

عندما ينبغي أن تبتر.. عليك أن تقنع الضحية بأنك جراح

15

من يدفع يحصل على خدمات أفضل

16

المال لا يذهب أبدا إلى السجن

17

إذا كنت سندانا فاصبر، وإذا كنت مطرقة فاضرب

18

يقف الحظ دائما إلى جانب القوي

19

إذا أردت السلام فاستعد للحرب

20

عندما تصطاد.. دع الفريسة تأتي إليك.

21

طالما كنت مستعدا للتنازل ستخسر

22

بوسعك أن تكون ثريا دون أن تعرف كيف تكون قويا، ولكنك لا تسطيع أن تكون قويا بدون المال

23

عندما تهب العاصفة، أدع الله.. ولكن اسبح إلى الشاطئ فورا

24

لا تعزز الفشل بوضع يدك في يد فاشل

25

بعد تحقيق الانتصار.. اشحذ سكينك

من خلال تلك المباديء يمكننا استدعاء الكثير من الامثلة من واقع حياة الطبقة السياسية في العراق واسقاطها عليها، وسوف لن نكون متجنين عليها..

اضف تعليق