ما زالت تجربة الإمام علي (ع) في حكمه بكراً لم يَقربها أحد، فهي تُربةٌ خصبةٌ، وتجربةٌ فريدة من نوعها لم يشهد العالم مثيلاً لها إلا القليل النادر في تاريخ البشرية، وأما في تاريخ الأمة الإسلامية فهي يتيمة لا ثاني لها. تلك التجربة التي ما سمحت قريش ورجالها...

مقدمة

مسألة الحكومة والحكم هي من المسائل التي رافقت تطور المجتمع البشري خلال مراحله التي انتقل منها من الصيد، إلى الزراعة، ومن عيش الغابات والجبال والكهوف إلى القرى والأرياف، ثم المدن المختلفة فكانت مسألة الحكومة تنتقل معه من أب الأسرة، إلى شيخ القبيلة، ثم زعيم المنطقة، حتى وصل الإنسان بتطوره وحضارته إلى ما نصطلح عليه اليوم بالدَّولة التي مرَّت هي الأخرى بمراحل ولها أشكال وأنواع نراها ونعيشُ في ظلِّها في هذا العصر الرقمي حيث وصلت الحضارة الرقمية إلى أن حوَّلت الحياة على هذه الأرض إلى ما يشبه دولة إلكترونية واحدة، والعالم إلى قرية صغيرة يتحكَّمون بها في الأزرار من شاشاتهم التي صارت في أيديهم.

فالكرة الترابية اليوم التي تضم قارات ست، وأكثر من مئتي دولة مختلفة وشعوب يَعدون أكثر من سبعة مليارات، عادت واجتمعت افتراضياً في دولة عابرة للقارات والحدود التي اصطنعها البشر فيما بينهم لتكريس الفرقة والاختلاف، لا للعدل والصلاح، بل مقدمة للتنازع والاحتراب فيما بينهم كما نرى في عالمنا اليوم، فالحدود بين الشعوب كارثة عليها فعلاً.

فلا بد من الحُكم والحكومة العالمية العادلة، والحاكم الذي يجب أن يتصف بصفات استثنائية في بني البشر ليستطيعَ أن يحكم بالعدل كما يجب، ويُشيع القسط في الناس ليعيش الناس بسعادة لا يخافون الجور والظلم التَّعدي على أنفسهم وحقوقهم وممتلكاتهم.

فالحكومة ضرورة حضارية لضبط سير الحياة الاجتماعية، وتنظيم شؤون الناس وحركتهم في أنفسهم وأسرهم وفي المجتمع والحياة من حولهم، ولولا وجود الحكومة لتحوَّلت الحياة إلى غابة يأكل فيها القوي الضعيف، ولخرجت المجتمعات الإنسانية إلى الغابة أو البحر المحيط الذي يأكل الكبير الصغير، ولا عهد لهم بالقيم والفضيلة لأنها يحكمها الغرائز فقط والبشر يجب أن يحكمهم العقل (الخارجي والداخلي) ليتميَّزوا عن بقية الحيوانات في حركتهم وحياتهم ويكونوا لائقين لعمارة الأرض والاستخلاف عليها.

الإمام علي (ع) حكيم الأمة

والمتتبع للتاريخ البشري يجد أن الحكومة مرتبطة بوصول الإنسان إلى المدينة، ولذا عندما كتب أفلاطون عن المدينة الفاضلة جعل الحاكم فيها الفيلسوف، وكان ذلك منه ردَّة فعل على إعدام أستاذه سقراط الحكيم من قبل الحكومة الاستبدادية الظالمة، حين أجبروه على شرب السم فقتلوه نتيجة ذلك، فتأثر بشكل كبير أفلاطون وكتب أول كتاب في السياسة المدنية وأعطى رأيه السياسي في الحُكم، الذي لخَّصه في كتابه (المدينة الفاضلة)، فالحاكم يجب أن يكون حكيماً (فيلسوفاً)، والحكومة منطقية، والهدف العدالة الاجتماعية والخير للجميع.

وفي التاريخ الإسلامي جاء المعلم الثاني أبو نصر الفارابي وكتب أيضاً مدينته المثالية، وكانت نظريته السياسية قريبة جداً من نظرية أفلاطون ولكن ألبسها لباس الشريعة الإسلامية ونُظمها وتشريعاتها وقوانينها الراقية في دنيا الحضارة الإنسانية ولكن السؤال هل هناك تطبيق عملي لهذه النظرية السياسية في الواقع عبر العصور والدهور، فكل الفلاسفة والحكماء والعقلاء يُقرون بضرورة وجود الحكومة العادلة والحاكم الحكيم.

ولكن هل من حاكم إسلامي حكم وكانت تنطبق عليه الصفات المثالية، ليكون حاكماً وحكيماً، ومثالياً في نفسه، وفي أهله ومن ثم في حكومته ليكون مثالاً يُقتدى به، في حياته وتأخذ الأمة منه أقواله، وترى أفعاله التي تتطابق مع أقواله ومع الدِّين الذي يحكم باسمه والشريعة التي يجب عليه أن يُنفِّذها في سلطته؟، أم أن كل الحكام الذين تسنَّموا سدَّة الحكم ما إن وصلوا إلى الكرسي حتى نسوا كل ما تربُّوا عليه، حتى قال أحدهم: "لا يأمرني أحد بتقوى الله إلا ضربت عنقه"، والآخر: "لا أحد يأمرني بالعمل فيه – القرآن - إلا قتلته".

فالمستقرئ لتاريخ أولئك الحكام والسلاطين أو ما يسمونهم الخلفاء المسلمين لا يجد واحداً منهم يتصف ببعض الصفات ليكون الحاكم مثالياً، والمدينة المحكومة فاضلة، لأنهم بدؤوا حكوماتهم منذ اليوم الأول بالمعصية، لأحكام الله وتشريعاته في القرآن الكريم، ولسُنَّة رسوله وسيرته المثالية (ص)، فمن رزية يوم الخميس حيث منعت عصابة قريش رسول الله (ص) من كتابة وصيته العاصمة لهم من الضلال حيث اختاروا ضلال قريش ونظريتهم؛ "حسبنا كتاب الله"، وقذف ذاك الرجل الفظ الغليظ النبي بالهجر حين قال: "إن نبيَّكم ليهجر"، فطردهم (ص) من بيته ومجلسه بقوله لهم: (قوموا عني).

هذه العصابة التي وضعها رسول الله (ص) في جيش أسامة بن زيد وأمرهم بالخروج إلى تبوك، فتقاعسوا أياماً وليالي، يُخرجهم بالنهار، فيهربون ويرجعون في الليل، وحاولوا احتلال المسجد بالصلاة بالناس قهراً فلما سمعهم خرج متحاملاً بين رجلين علي والفضل بن العباس، فأخَّر الرَّجل وصلى بالناس، ثم خطب فيهم محذراً وقال: (أنفذوا جيش أسامة لعن الله مَنْ تخلَّف عنه) ثلاثاً، فتخلَّفوا وتربَّصوا به الدَّوائر حتى يوم الاثنين حيث ثقل به المرض، فجاؤوا بالدواء (اللدد) وسقوه إياه رغماً عنه لأنه قد أوصاهم بعدم سقيه الدواء، فأمرهم أن يشربوا منه جميعاً إلا عمَّه العباس لأنه لم يشهدهم، لماذا؟

وما إن انتقل الرسول القائد (ص) إلى الرفيق الأعلى حتى تراكضوا إلى سقيفة بني ساعدة ليخرجوا منها بخليفة وولي عهد يزفونهما إلى المسجد كالعروس ورسول الله (ص) مسجى بين أهله يقومون بواجبه المقدس، وأخَّروا دفنه حتى ليلة الأربعاء، وزوجته تقول: (ما علمنا بدفن رسول الله (ص) حتى سمعنا المساحي في آخر الليل)، فأين كنتِ والمتوفي زوجك؟

هؤلاء عرفوا الحكيم فيهم الذي يقول رسول الله (ص) فيه: (عليّ مع القرآن، والقرآن مع عليّ)، و(عليّ مع الحقّ، والحقّ مع عليّ)، و(عليّ على الحقّ؛ من اتّبعه اتّبع الحقّ، ومن تركه ترك الحقّ)، و(عليّ مع الحقّ والقرآن، والحقّ والقرآن مع عليّ)، فإذا كان مدار الحُكم على الحق، فهذا قطبه الوحيد، وإذا كان مداره على القرآن الكريم فهو القرآن الناطق، وقطبه أيضاً، وإذا كان كلاهما فهو يدور معهما وهما يدوران عليه، فهو الحكيم الذي يجب أن يكون حاكماً على هذه الأمة، ولو لم يوصِ له رسول الله (ص) لأنه الشَّخص الوحيد الذي يتصف بصفات الحِكمة المطلقة، ويكون ميزاناً لها ومعياراً للأمة في تطبيق الحق على نفسه أولاً كما تشهد له سيرته وقصته مع اليهودي وحاكمه شُريح القاضي معروفة ومشهورة الذي كره فيها أن يُكنِّيه القاضي ولا يُكنِّي اليهودي وهو أمير المؤمنين وحاكم الأمة الإسلامية التي يعيش فيها ذاك اليهودي، وما ذلك إلا حفاظاً على مقياس الحق والعدل في الأمة.

وهو الذي قال فيه رسول الله (ص): (أقضاكم عليّ)، و(أعلمكم عليّ) و(أعلم أُمّتي من بعدي عليّ)، و(عليٌّ أشجع الناس قلباً، وأعلم الناس علماً)، فهو الحكيم الذي بيَّنه وأشار إليه رسول الله (ص) منذ طفولته حيث اختصَّه به وربَّاه في حِجره، واستخلصه لنفسه، فكان أنيسه ورفيقه الذي يحمله على صدره ويدور به في جبال مكة ووديانها، حتى نزل عليه الوحي وهو في الغار وكان معه وسمع رنَّة الشيطان وقال له يومها: (إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ، وَتَرَى مَا أَرَى، إِلاَّ أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيّ، وَلكِنَّكَ وَزِيرٌ، وَإِنَّكَ لَعَلَى خَيْر).

وهذا ما شهد به الصحابة والحُكام أنفسهم وأقوالهم معروفة ومشهورة عند الجميع، ففي البخاري عن عمر قال: (أقضانا عليّ)، وفي المناقب عن عمر قال: (كنّا أُمرنا إذا اختلفنا في شيء أن نُحكِّم عليّاً)، وفي شرح نهج البلاغة قال: (إنّ عليّاً(عليه السلام) جلس إلى عمر في المسجد وعنده ناس، فلمّا قام عرَّض واحدٌ بذِكره، ونسبه إلى التِّيه والعُجب؛ فقال عمر: حقّ لمثله أن يَتيهَ! واللَّه، لولا سيفه لما قام عمود الإسلام، وهو بعدُ أقضى الأُمّة، وذو سابقتها، وذو شرفها).

والإمام الباقر (عليه السلام) يروي فيقول: (تقدّم إلى عمر بن الخطّاب رجلان يختصمان وعليّ (عليه السلام) جالس إلى جانبه، فقال له: اقضِ بينهما يا أبا الحسن؛ فقال أحد الخصمين: يا أمير المؤمنين، يقضي هذا بيننا وأنتَ قاعد! قال: ويحك! أتدري مَنْ هذا؟! هذا مولاي ومولى كلّ مسلم؛ فمَنْ لم يكن هذا مولاه فليس بمسلم).

وفي المستدرك عن بن مسعود: (كنّا نتحدّث أنّ أقضى أهل المدينة عليّ بن أبي طالب)، فهذه الأقوال والروايات والشهادات التي تُصرِّح بأن علي بن أبي طالب (ع) هو الأقوى، والأقضى، والأعلم، والأفقه، والأتقى، والأرقى، والأنقى، والأقدر، والأقهر، والأنور، ألا يعني ذلك أنه هو الأحكم، والأعلم، والأتمم، في هذه الأمة؟ فهو حكيمها، وعظيمها، وسيِّدها، ولا أجرؤ أن أقول فيلسوفها؟

فمَنْ اجتمعت فيه كل هذه الصفات، بل كان مجمعاً للفضائل كلها، ولأضدادها أيضاً، فهو الذي "جُمعت في صفاته الأضداد، ولذا قلَّت له الأنداد"، الجوهرة التي خلقها الله وصاغها رسوله (ص) فجاءت فريدة في الكون، ويتيمة في العالمين، شخصية متكاملة متتامَّة من كل جهاتها وجوانبها، فجدير بنا أن نُسمِّه "الإنسان الكامل"، ونُطلق عليه "الإنسان المثال"، أو "الإنسان المعيار، والمقياس، والميزان" في الإنسانية؟

ألا يجدر بالأمة أن تُنصِّب هذا الرَّجل الحكيم الذي اعترف بحكمته أهل الدنيا في هذا العصر واتخذوه (أعدل حاكم في التاريخ)، ووضعوا بعض كتبه في السياسة كـ(عهده لمالك الأشتر)، ليكون من نصوص التراث الإنساني وراحوا يناشدون حُكام ورؤساء وملوك العرب والمسلمين أن يقتدوا بعلي بن أبي طالب (ع)؟

أليس من العار علينا وعلى حُكامنا أن ينصحنا أولئك الذين درسوا كتاباً للإمام علي (ع) ونحن لدينا علي (ع) كله لأكثر من ستة عقود من حياته الشريفة، وتجربته في الحكم في زمن صنوه رسول الله (ص) لربع قرن ثم حكومته المباركة لخمس سنوات وفيها كل ما نحتاج إليه ليكون حكمنا راقياً وإنسانياً وقدوة لأهل الدنيا في تحقيق العدالة في الحكم، والقسط في المجتمع الذي نحكمه، وهو بيننا ومعنا لأكثر من أربعة عشر قرناً؟

الإمام علي (ع) حاكم الأمة

بعدما تقدَّم أدَّعي؛ أنه ما زالت تجربة الإمام علي (ع) في حكمه بكراً لم يَقربها أحد، فهي تُربةٌ خصبةٌ، وتجربةٌ فريدة من نوعها لم يشهد العالم مثيلاً لها إلا القليل النادر في تاريخ البشرية، وأما في تاريخ الأمة الإسلامية فهي يتيمة لا ثاني لها.

تلك التجربة التي ما سمحت قريش ورجالها لها أن تكتمل وتتبلور حتي يروا جمالها وكمالها بل استعجلوا بالحكم عليها، لأنهم أرادوها لهم، ولكن جبنوا وتقاعسوا لما كان منهم في حق الخليفة الثالث الأموي، الذي حرَّضوا وأقاموا الدنيا عليه حتى قُتل على فراشه أمام أعينهم ولم يدفعوا عنه بشيء، فجبنوا عن الإقدام على الحكم الذي عرضه أمير المؤمنين عليهم بقوله لهم: (دَعُونِي وَاِلْتَمِسُوا غَيْرِي... وَاِعْلَمُوا أَنِّي إِنْ أَجَبْتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ، وَلَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ اَلْقَائِلِ، وَعَتْبِ اَلْعَاتِبِ، وَإِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنَا كَأَحَدِكُمْ وَلَعَلِّي أَسْمَعُكُمْ، وَأَطْوَعُكُمْ لِمَنْ وَلَّيْتُمُوهُ أَمْرَكُمْ، وَأَنَا لَكُمْ وَزِيراً خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراً).

ولكنهم يعرفون جيداً أن بني أمية ورأسهم المُتربِّص في الشام، والآخر في اليمن، والثالث في مصر، حيث كان (أوتاد الأرض وحكامها من بني أمية)، كما أوصى أبو سفيان الخليفة عثمان يوم تسلَّم الحُكم، فتقاعس طلحة بن عُبيد وهو الذي استولى على مفاتيح بيت المال، وتقهقر الزبير وهو الذي منع الماء وكان يُحرِّض الناس عند أحجار الزيت، وأما أمهما فقد أشعلت الأرض تحت الحاكم وهي تُفتي به وتقول عنه: (اقتلوا نعثلاً (رجل يهودي) فقد كفر)، وخرجت إلى مكة تنتظر أن يُقتل ويُبايع إلى ابن عمِّها طلحة، أو زوج أختها الزبير، فكانت تتربص بنعثل القتل، وترجو الحُكم أن يعود تيمياً، أو لأحدهما لتكون هي الحاكم الفعلي في الدولة القرشية المنظورة.

الإمام علي (ع) حاكماً واقعياً

والمتأمل والباحث في النصوص التاريخية يجد، أن الخلافة، والحكومة، والسلطة، في السياسة الإسلامية تنعقد بالبيعة، الخاصَّة (الصحابة وأهل المدينة)، والعامَّة من بقية أفراد الأمة، ولكن الوحيد الذي أُخذت له البيعة في حياة رسول الله (ص) وبعده بالرضا والإجماع.

فكانت البيعة الأولى في حديث الدار، وأخيراً كانت البيعة العامَّة الهامَّة بأمر من الله في يوم غدير خم، حيث بايعه الحجيج وكانوا أكثر من مئة وعشرين ألف، وبقيت البيعة ثلاثة أيام وبايعته حتى النساء ونساء النبي (ص)، يوم قال لهم: (مَنْ كنتُ مولاه فهذا عليٌّ مولاه).

وأما بيعة الحُكم فقد جاءت متأخرة ربع قرن بعد أن تداولها رجال قريش وبيوتها من تيم، وعدي حتى أوصلوها إلى الشجرة الملعونة في القرآن الأموية، حيث جاءته الأمة تزحف إلى علمه، وعدالته، ودينه، وتقواه، وشدَّته، وصلابته في الحق، وتنمُّره في ذات الله، لأنه لا تأخذه في الله لومة لائم أبداً.

فالإمام علي (ع) هو الحاكم الواقعي للأمة الذي عيَّنه رسول الله (ص) بأمر من الله تعالى وإن أقصوه عن مكانه ولكن لم يستطيعوا أن يُبعدوه عن مكانته فيهم لأنه لا غنى عنه وهو بغنى عنهم جميعاً، فهم يحتاجون علمه، وحلمه، وفقهه، وتفسيره، وتأويله، وقوته، وشدَّته، وشجاعته، فكم من معضلة وقفوا عندها واحتاروا فيها حتى قال له الحاكم الأول: (لستُ بخيركم وعلي فيكم)، وكان الثاني يقول بمثلها: (معضلة وليس لها أبو الحسن)، وعندما يراه يقول له: (غِص لها يا غوَّاص)، وبعد أن يحلَّها لهم يقول: (لولا علي لهلك عمر)، وقالها أكثر من مئة مرة بألفاظ مختلفة ومجالس وقضايا متباينة معروفة ولا أحد يستطيع أن يُنكرها.

فالإمام علي (ع) هو الحكيم الحاكم في الأمة وإن تسمَّى بها غيره من رجال قريش، أما آن لهذه التجربة أن تُدرسَ وتُدرَّس في جامعاتنا ومحافلنا العلمية وتطبيقها في واقعنا المأزوم وسياساتنا الفاشلة لنُعيد التألق إلى أمتنا ونبني حضارتنا الراقية، وذلك بتسليم الحُكم إلى حكيم يسير بالأمة بالسيرة العلوية المباركة، ويُطبِّق تلك النصوص والقوانين والتشريعات الراقية في كل تفاصيل الحياة لا سيما الحقوق والأخلاق، والاقتصاد، والسياسة الشرعية العلوية؟

اضف تعليق