علي العلوي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وآله الاطهار

(1)

هناك ظاهرة تطفو على السطح في هذه الأيام ربما أكثر من أي وقت مضى. وهي ظاهرة انتعاش الخط الفلسفي والخط العرفاني، بشكليهما المنحرف.

لقد كان خط الفلسفة المنحرفة محارباً في السابق من قبل الحوزات العلمية، ومن قبل الفقهاء العظام، وكانت البينونة واضحة بين خط الفقهاء العظام وخط الفلاسفة المنحرفين وكان الفلاسفة المنحرفون مطرودين من قبل الحوزات منعزلين داخل اطر محدودة لا يستطيعون عنها خلاصاً.

مثلاً: يذكر في تاريخ الملا صدرا أنه مر بفترة عزلة قاسية بعد اظهاره لآرائه الفلسفية والعرفانية المنحرفة.. وفي هذا الصدد يقول الشيخ محمد رضا المظفر في مقدمة كتاب الاسفار في تعداد المراحل التي مر بها الملا صدرا.

.. المرحلة الثانية وهي دور العزلة والانقطاع إلى العبادة في بعض الجبال النائية.. وقيل أنها (كهك) من قرى قم وإنه استقام في هذه العزلة خمسة عشر عاماً وهي مدة طويلة.

وقد حكى لنا (يقصد ملا صدرا) قصة هذه الفترة من حياته في مقدمة الاسفار وغيرها فانه كما يقول (لما رأى الحال على ذلك المنوال من خلو الديار من أهل الديار من أهل المعرفة وضياع السير العادلة واشاعة الآراء الباطلة ضرب صفحاً عن أبناء الزمان والتجأ إلى أن ينزوي في بعض نواحي الديار منكسر البال، منقطع الآمال.

إلى أن يقول شاكياً من أهل زمانه أنه يرى من أهل الزمان قلة الإنصاف وكثرة الاعتساف وخفض الأعالي والافاضل ورفع الأداني والأراذل وظهور الجاهل والعامي على صورة العالم والنحرير وهيئة الحبر الخبير، إلى غير ذلك من القبائح والمفاسد(1).

وعلى هذا النحو كان سائر الفلاسفة والعرفاء المنحرفون هذه (العزلة) لم تعد في العصر الحاضر على ما كانت عليه سابقاً فقد انتعش الخط الفلسفي المنحرف مؤخراً وأصبح له دعاة ومبلغون، وغدا له مدافعون ومحامون، أصبحت أفكار الفلسفة المنحرفة حتى في بعض الجامعات الزمنية على أساس أنها هي الفلسفة الإسلامية التي جاء بها رسول الله (ص)، واصبح لها رموز يطرحون في المجتمع ويعرفون إلى الجماهير كأبطال للإسلام وعمالقة للفكر الإنساني.

ومن هنا.. فلابد أن نحاول تبيين ملامح الخط الفلسفي والخط العرفاني المنحرفين لكي نكون على بصيرة من أمرنا، كما ورد في الحديث الشريف (العارف بزمانه لا تهجم عليه اللوابس).

(2)

تتردد في بحثنا كثيراً كلمتا (الفلسفة) و(العرفان) فما هي النسبة بين العلمين وهل يمكن أن نسحب الحكم (الذي يصدر على الفلسفة) إلى العرفان؟

للاجابة على هذا السؤال لابد أن نبحث الأمر من زوايا ثلاث:

1 - النسبة بين (موضوعي) العلمين - إذ أن كل علم له (موضوع) معين تدور كل بحوث العلم حوله.. مثلاً: للطب موضوع هو (البدن) وللنحو موضوع هو (الكلمة) وللفقه موضوع هو (فعل المكلفين) وللحساب موضوع هو (العدد).. وهكذا (2).

فما هي النسبة بين موضوع الفلسفة و(موضوع) العرفان؟

2 - النسبة بين (منهج البحث) في الفلسفة و(منهج البحث) في العرفان.

3 - النسبة بين (النتائج) التي تمخض عنها كل واحد من العلمين.

أما بالنسبة إلى (الموضوع) فالنسبة المنطقية في ما بين موضوعي العلمين هو العموم والخصوص المطلق بمعنى أن موضوع العرفان اخص مطلقاً من موضوع الفلسفة.

فموضوع الفلسفة عبارة عن (الوجود) أو (الموجود) وعلى هذا الأساس فإن دائرة البحث الفلسفي تتسع إلى كل الوجودات ابتداءاً من أقوى الوجودات - الواجب تعالى - الذي يصفونه بـ(مالا يتناهي عدة وشدة ومدة) وانتهاءاً إلى الهيولي التي يصفونها بأنها في صف نعال الوجود! مروراً بالجواهر والاعراض وما أشبه ذلك.

فكل هذه الأمور هي ميدان للبحث الفلسفي.

بينما موضوع العرفان هو (الله) والله سبحانه وتعالى فرد من أفراد مطلق (الوجود) وبناء على هذا فإن موضوع الفلسفة (عام) بينما موضوع العرفان (خاص) فالنسبة إذاً كما قلنا سابقاً هي (العموم والخصوص المطلق) هذا من ناحية (الموضوع) وأما من ناحية (منهج البحث) و(طريقة التفكير) فإن منهج الفلسفة هو منهج (عقلي) بينما منهج العرفان هو منهج (اشراقي) بمعنى أن الفلسفة تستند على عكازة البحث العلمي حول الأمور وتعتمد على طريقة الاستدلال العلمي المجرد، سواء كان ذلك بواسطة (القياس) أو (الاستقراء) أو (التمثيل) - الطرق الثلاثة التي ذكرها المناطقة في كتبهم -(3).

بينما العارف ينظر إلى الحياة عبر منظار الإشراق، فهو يحاول أن يستلهم المغيبات والماورائيات! ويدعي انه استطاع أن يكتشف ملكوت السموات والأرض عن طريق (الوحي الباطني)! وعندما تطالبه بالدليل على ما يدعيه فانه - بما هو عارف - يقول أن هذا المطلب ليس أمراً استدلالياً، بل هو أمر عرفاني وذوقي ودليله هو (الشهود) ولا تستطع أن تصل إلى ما وصلت إلا أن تسلك هذا الطريق!

يقول المظفر في مقدمة الاسفار:

قال (الملا صدرا) في (كتاب) مفاتيح الغيب في المشهد الثاني من المفتاح الثالث إن كثيراً من المنتسبين إلى العلم ينكرون العلم اللدني الغيبي الذي يعتمد عليه السلاك والعرفاء - وهو أقوى واحكم من سائر العلوم - قائلين ما معنى العلم إلا الذي يحصل من تعلم أو فكر وروية.

بل ذم (الملا صدرا) مجرد الأنظار البحثية أشد ذم فقال (لا على مجرد الأنظار البحثية التي ستلعب بالمعولين عليها الشكوك ويلعن اللاحق منهم السابق، ولم يتصالحوا عليها، بل كلما دخلت أمة لعنت اختها).

ثم اثنى (الملا صدرا) على كبار الحكماء والأولياء في مشاهداتهم النورية وذلك في موضوع المثل الافلاطونية، فقال:

واكتفوا فيه بمجرد المشاهدات الصريحة المتكررة التي وقعت لهم، فحكوها لغيرهم، لكن يحصل للإنسان الاعتماد على ما اتفقوا عليه، والجزم بما شاهدوه ثم ذكروه، وليس لا حد أن يناظرهم فيه، كيف وإذا اعتبروا أوضاع الكواكب واعداد الافلاك بناءاً على ترصد شخص (كابرخس) أو أشخاص بوسيلة الحس المثار للغلط والطغيان، فبأن يعتبروا أقوال فحول الفلسفة المبتنية على ارصادهم العقلية المتكررة التي لا تحتمل الخطأ لكان أحرى.

ويعلق المظفر على هذا الكلام فيقول:

هذا غاية ما يمكن أن يقال في الثناء على الارصاد العقلية: ليس لأحد أن ينازعهم فيه لا تحتمل الخطأ ثم يضيف (إن هذا الشيء عجيب)(4).

وهكذا نجد أن منهج العرفان خال من الدليل بل يعتمد على المكاشفات العرفانية والالهامات الذوقية التي لا تستند إلى حجة أو برهان.

وعلى كل حال فمهما كان منهج العلمين مختلفا إلا أن هناك تلاقيا كبيراً في الآراء بين (الفلسفة) وبين (العرفان) بل أن (العرفان) يخطو خطوات ابعد من الخطوات التي خطاها الفلاسفة.

فمثلاً إذا كان الفلاسفة يقولون (بوحدة الوجود) فإن العرفاء يقرون هذه القاعدة فهم يقولون أيضاً بوحدة الوجود، ولكن قسماً منهم يخطون خطوة ابعد فيقولون (بوحدة الوجود والموجود).

(3)

يجب علينا أن نفرق منذ البدء بين (الفيلسوف) وبين (المتكلم) فالمتكلم - بما هو متكلم - يحلل أمور الكون والحياة من منطلق ديني، بينما الفيلسوف - بما هو فيلسوف - يحلل الكون والحياة من منطلق (عقلي)! أما العارف فإنه يحلل الكون والحياة من منطلق (روحي)(5)!

فالمتكلمون يأتون إلى مسائل المبدأ والمعاد والدنيا والآخرة، ويحللونها طبق وجهة النظر الإسلامية، ويقيمون الأدلة العقلية على إثبات ما جاء به الشرع، بينما الفلاسفة ينظرون عادة إلى المبدأ والمعاد من منطلق (العقل)! - والعرفاء من منطلق الكشف - ثم يحاولون تطويع النصوص الدينية لآرائهم الفلسفية أو العرفانية.

وبناءا على هذا فإن علم (الكلام) ملتزم - في منطلقاته - بالدين، عكس اخويه.

ومن هنا فإن الرفض للخط الفلسفي أو العرفاني بشكلها المنحرف لا يعني رفض خط الكلام كما نشاهد ذلك مثلاً في كتب الشيخ المفيد وأمثاله من الفقهاء العظام..

(4)

التحفظ تجاه الفلاسفة كهدف لا يعني التحفظ تجاهها كوسيلة، بمعنى إننا قد نخرج من هذا البحث ولنا تحفظات وملاحظات حول خط الفلسفة، ولكن هذا لا يعني أن نشطب على كتب الفلسفة بالقلم الأحمر ثم نلقي بهذه الكتب في البحر.

ابداً! إن التحفظ تجاه الفلسفة كهدف يعني عدم قبول طريقة التفكير الفلسفية المنحرفة، وعدم اتخاذها منهجاً ومقياساً لتقييم الأمور، ولكن مع كل ذلك يمكن الاستفادة من الفلسفة كوسيلة - كما أننا نستفيد من المنطق كوسيلة أيضاً.

فكما أن المنطق يستخدم كآلة للتفكير والاستنتاج فلا مانع من استخدام الفلسفة كوسيلة (للفهم العميق) و(للابداع العميق).

وبناءاً على ذلك فإن تحفظنا تجاه الفلسفة كهدف، لا يعني تحفظنا تجاهها كوسيلة.

(5)

إن حجية الظواهر مسألة مفروغ عنها فالكلام -أي كلام- له ايحاءات وظلال، وصور، والمتكلم يؤخذ بهذه الاحياءات والظلال والصور، ولا يستطيع أن يتملص منها،

لو فرضنا أن رجلاً قال (بأنني ذهبت إلى البحر واغترفت منه الماء) فواجهه شخص بأن هذا الكلام غير صحيح فانك لم تذهب إلى البحر اطلاقاً فكيف تدعي هذا الكلام؟ فأجاب ذلك الرجل بأن مقصودي من البحر هو ليس الكتلة المائية المعروفة بل مرادي (رجل عالم) يملك في صدره بحراً من العلم، و(اغترفت منه) بمعنى انني سألت منه أسئلة ما وارتشفت من معين علمه، فهل ترى يقبل منه هذا التبرير وهذا التملص؟

بالطبع لا، لأنه ما دام للكلام إيحاء معين فلابد أن يؤخذ بذلك الإيحاء.

وهذه المسألة - مسألة حجية الظواهر - اطبق عليها:

أولاً الفقهاء فانهم يذكرون في كتاب الإقرار وفي كتاب الشهادات بأن (من اقر أو شهد بأمر ثم حاول تأويل ذلك المطلب فانه لا يقبل منه) مثلاً إذا اقر إنسان عند المحكمة أن زيداً يطلبه ألف دينار.. فطولب بدفع المبلغ لمن اقر له.. فقال: ليس مرادي ظاهر هذا الكلام، بل مرادي أن هذا الشخص له حق معنوي كبير علي يعادل ألف دينار مثلاً، فهل يقبل منه الحاكم هذا التأويل؟

إن العلماء يطبقون على أن الحاكم لا يستطيع قبول هذا التبرير ويجبر هذا الشخص المقر بهذا الإقرار على دفع ذلك المبلغ - عند مطالبة المقرّ له بذلك -(6).

ثانياً: اطبق الاصوليون في مسألة (حجية الظواهر) على هذه المسألة أيضاً.

يقول الشيخ الأنصاري (رضوان الله عليه).

الامارات المعمولة في استنباط الأحكام الشرعية من ألفاظ الكتاب والسنة على قسمين:

القسم الأول: ما يعمل لتشخيص مراد المتكلم عند احتمال ارادته خلاف ذلك كأصالة الحقيقة عند احتمال إرادة المجاز، واصالة العموم والاطلاق... ومرجع الكل إلى اصالة عدم القرينة الصارفة عن المعنى الذي يقطع بإرادة المتكلم الحكيم له لو حصل القطع بعدم القرينة وكغلبة استعمال المطلق في الفرد الشايع بناء على عدم وصوله إلى حد الوضع وكالقرائن المقامية التي يعتمدها أهل اللسان في محاوراتهم كوقوع الأمر عقيب توهم الخطر ونحو ذلك، وبالجملة الأمور المعتبرة عند أهل اللسان في محاوراتهم...

إلى أن يقول (إن اعتبار القسم الأول لا أشكال فيه ولا خلاف فيه بين أحد من العلماء)(7).

ثالثاً: إن حجية الظواهر مما اطبق عليه العقلاء، فان العقلاء يأخذون من قال شيئاً بايحاءات كلامه، ولا ينفع التبرير في التملص من هذه الايحاءات، ونظرة سريعة على ما يجري في (سوق العقلاء) كفيل بكشف هذه الحقيقة.

رابعاً: لو لم نؤسس هذه القاعدة (قاعدة حجية الظواهر) لزم الهرج والمرج ولاستطاع كل إنسان أن يأول أي كلام، وان يقول كل كلام، ثم يفسره بتفسير ويقول أن مرادي هو هذا التفسير.

ومما يذكر في هذا الحقل ما جرى لمحمد بن علي الشلمغاني وكان هذا الرجل قد اكتسب بعض العلوم الدينية بيد أنه انحرف في أخريات حياته، وصدرت منه مذاهب منكرة، فقد اباح ما حرمه الله وأحل ما حرمه الله سبحانه وتعالى وتزايد انحرافه حتى صدر لعنه من قبل الإمام الحجة (صلوات الله وسلامه عليه).

يحدثنا المؤرخون في هذا الشأن، فيقولون:

إن الشلمغاني كان وجيهاً عند بني بسطام، وذلك أن الشيخ أبا القاسم الحسين بن روح النائب الثالث للإمام الحجة في عهد الغيبة الصغرى، كان قد جعل له عند الناس منزلة وجاهاً، وبعد أن ارتد كان الشلمغاني يحكي كل كذب وكفر لبني بسطام ويسنده عن الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح، فيقبلونه منه ويأخذونه عنه، حتى انكشف ذلك لأبي القاسم فأنكره وأعظمه، ونهى بني بسطام عن كلامه وأمرهم بلعنه والبراءة، منه، فلم ينتهوا، فأقاموا على توليه وذاك أنه كان يقول لهم انني اودعت السر وقد اخذ عليّ الكتمان فعوقبت بالابعاد بعد الاختصاص، لأن الأمر عظيم لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن ممتحن، فكان ذلك يؤكد في نفوس بني بسطام عظم الأمر وجلالته.

فبلغ ذلك أبا القاسم، فكتب إلى بني بسطام بلعنه والبراءة منه وممن تابعه على قوله واقام على توليه، فلما وصل الكتاب إليهم اظهروه عليه واروه إياه، فبكى الشلمغاني بكاء عظيماً، ثم قال إن لهذا القول باطناً عظيماً، وهو أن (اللعنة) بمعنى (الإبعاد) في اللغة، فمعنى قوله (لعنه الله) أي باعده الله من العذاب والنار، وأضاف الشلمغاني (الآن قد عرفت منزلتي) ومرّغ خديه على التراب وقال عليكم بالكتمان لهذا الأمر(8)!!

وعلى كل حال فإننا لو فتحنا باب التأويل فانه يحدث الهرج والمرج ويستطيع كل إنسان أن يقول كلاماً ويدعو لذلك الكلام، ويؤلف عنه ثم يقول انني أريد معنى آخر من هذا الكلام.

نقول هذه النقطة ونؤكد عليها (مسألة حجية الظواهر) لأن بعضاً من المدافعين عن الفلسفة المنحرفة يحاولون وضع تأويلات ولو كانت بعيدة أو خاطئة لكل كلام قاله الفلاسفة.

بل كثيراً ما تكون هذه التأويلات تفسيراً بما لا يرضي صاحبها، بل وربما يصرح صاحبها بخلاف ذلك.

وهذه التأويلات نابعة إما من الجهل بمعاني كلمات الفلاسفة وعدم الغور فيها وإما من حالة تقديس كبير لهؤلاء الفلاسفة والعرفاء، بحيث يستبعد الإنسان الساذج أن يريد لهؤلاء المعنى المطابقي للكلمات التي يتفوهون بها.

مثلاً: يقول الفلاسفة: بأن وجود الإنسان كمال، بل وجود كل موجود هو كمال.

ونضم إلى ذلك قولهم بأن الله يملك جميع الكمالات.

ثم نضم إلى هذين البندين قولهم بأن الله سبحانه وتعالى كمالاته عين ذاته.

فنستنتج أن وجودنا عين وجود الله سبحانه وتعالى بل وجود كل شيء عين وجود الله تعالى لأنه إذا كان وجودنا كمالاً وكان الله يملك هذا الكمال وكان ما يملكه الله من الكمال عين ذاته، إذاً فوجودنا عين ذات الله سبحانه وتعالى ونحن لسنا إلا الوجود، فنحن عين الله سبحانه وتعالى، هكذا يقولون وهكذا يدعون.

ولكن يأتي شخص ليقول، أن معنى هذه المقولة (وجودنا عين وجود الله) هو أن وجودنا مملوك لله سبحانه وتعالى، وإننا مخلوقون من قبل الله سبحانه وتعالى.

ولكن السؤال هل هنالك من المسلمين من ينكر هذه المقولة، حتى يؤكدها الفلاسفة هذا التأكيد.

وهل أن الفقهاء ينكرون أن وجودنا مخلوق لله سبحانه وتعالى؟

والخلاصة:

إن علميات التأويل مرفوضة جملة وتفصيلاً، وإننا يجب أن نأخذ ظواهر الكلام ومداليلها العرفية.

والبحث في هذا المجال طويل نكتفي منه بهذا القدر.

* مقال منشور في مجلة النبأ العدد 49- جمادي الثاني 1421/آيلول 2000

............................
1 ـ الاسفار، ج1، المقدمة.
2 ـ راجع محاضرات في اصول الفقه ص15-28.
3 ـ راجع (منطق المظفر) ص228.
4 ـ الأسفار، ج1، المقدمة.
5 ـ حول هذه النقطة راجع الحاشية للملا عبد الله، ص13 ـ و(مقصود الطالب) ص38 ـ والشافية، ص57.
6 ـ راجع (الشرائع) ج3، ص145، 146.
7 ـ الوسائل، ص34.
8 ـ سفينة البحار مادة عزقر جزء 2، ص184.

اضف تعليق


التعليقات

محمد علي
مقال قديم - جديد، يضع النقاط على الحروف، انصح الجميع بقراءته، مع الشكر الجزيل لمؤسسة النبأ على هذه الإضاءة الكاشفة والرائعة.2018-01-14