الفئة الثانية فتضم السائقين الأكثر خبرة الذين أُصيبوا بهذا الرهاب بعد تعرضهم لنوبة قلق أثناء القيادة، كما ان الحوادث التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي عقدت من المشكلة وخلفت اثاراً نفسية وخيمة على السائقين ومنها الخوف والتذمر عند كل مره يقودون بها سياراتهم نتيجة لما يعرض فيها من صور مأساوية...

لا اخفيكم انا شخصيا اعاني من رهبة كبيرة وخوف عال عند قيادتي للسيارة، عادة ما اسأل نفسي لماذا كل هذا الخوف؟، ابرر لنفسي واحاول اقناعها بقلة قيادتي للسيارة لعدم امتلاكي اياها، وتارة اخرى بغياب القانون المروري الذي عقد الامر وجعل القيادة في شوارعنا امر غاية في الصعوبة، كل هذه التبريرات مقبولة الى حد ما لكن هذا لا ينفي وجود حالة عدم سواء يعيشها الفرد الذي يخضع لمثل هذا النوع الخوف.

هذه الحالة تدعى علمياً بأضطراب (الأماكسوفوبيا) اي الخوف من القيادة التي قد يعاني الكثير الناس بالتعرض لها بغض النظر عن خبراتهم ومستوى مهاراتهم وتمرسهم، وتشيع هذه الحالة في جميع بلدان العالم الحديث منهما والمتأخر لكن بنسب متفاوتة من بلد لآخر، وترتفع عند النساء أكثر منه عند الرجال.

ان الخوف يختلف عن الرهاب في شدته فالرهاب هو الخوف المبالغ فيه وتكون خلاله المشاعر مبالغاً فيها وغير عقلانية ولا يمكن كبحها أو السيطرة عليها اما الخوف فيمكن السيطرة عليه الى حد ما، لذا يصنف المختصون الخوف من القيادة على انه اضطراب قلق لما لها من عواقب سلبية على حياة الشخص المصاب به وسلوكياته، أما الخوف، فهو أمر طبيعي يمر به معظم السائقين المبتدئين ويتلاشى مع الممارسة والتمرن على القيادة.

تشير الطبيبة النفسية (إنكارني أيوسو غاليتي) الى حقيقة رأينا من الضروري أن نعلمكم بها وهي" أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يخشون فقدان السيطرة على السيارة، ويفكرون في مواقف مستحيلة الحدوث تقريبًا، وربما يعتقدون أنهم سينقلبون أثناء الالتفاف في الدوار المروري".

كيف يقسم المصابون بهذا الاضطراب؟ الذين يتجنبون القيادة ينقسمون على انفسهم الى قسمين ثلاث اقسام او فئات اولهما: المبتدئون الذين لايزالون في بدايتهم قيادة السيارة فمن الطبيعي ان تعاني هذه الفئة من خوف واجهاد أثناء القيادة يمكن التغلب عليه تدريجياً بالممارسة، ورغم كون هذه الفئة لا تمثل سوى 3% من السائقين لكنهم في حالات كثيرة لا يتمكنون من السيطرة على خوفهم مما قد يوصلهم إلى حالة الأماكسوفوبيا وفي كل مرة يحاولون فيها القيادة، يسيطر عليهم التوتر والخوف وينتهي بهم الأمر إلى الاستسلام.

اما الفئة الثانية فتضم السائقين الأكثر خبرة الذين أُصيبوا بهذا الرهاب بعد تعرضهم لنوبة قلق أثناء القيادة، كما ان الحوادث التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي عقدت من المشكلة وخلفت اثاراً نفسية وخيمة على السائقين ومنها الخوف والتذمر عند كل مره يقودون بها سياراتهم نتيجة لما يعرض فيها من صور مأساوية.

والفئة الثالثة والاخيرة تشمل الذين تعرضوا لتجارب مؤلمة اثناء عملية القيادة وهذه التجارب المؤلمة رغم كونها حدثت في الماضي البعيد لكن عند مشاهدتهم لإحداث مثيلة لما تعرضوا اليه يشعرون بالقلق وكأن الامر حصل معهم للتو، في هذا السياق يقول الطبيب النفسي (دياز كاليرو )" عندما يواجهون موقفاً مشابهاً للحادث الذي تعرضوا له، تنشط أدمغتهم كاستجابة فورية تكون في شكل قلق يولد بمرور الوقت رهابًا من القيادة ومن إمكانية تكرر الحادث نفسه مرة أخرى ما يجعلهم يعتقدون أنهم غير مؤهلين لقيادة السيارة أو تحمل الموقف، ويدفعهم في نهاية المطاف إلى تجنب طرق أو مواقف معينة مثلاً، أو التخلي عن القيادة تماماً".

النصائح

للتخلص من الخوف من القيادة ننصحك بالتالي: ضرورة الجلوس خلف المقود لفترات طويلة او متوسطة حتى وان تعرضت يوما ما لحادث معين وهذا التعرض المنظم من بين اهم العلاجات لهذه المشكلة.

ومن الاهمية بمكان ان يواجه الانسان مخاوفه بشكل تدريجي لكسب الثقة بنفسه والحديث مع الذات واقناعها ان الانسان يجب ان يستفيد من تجاربه لعيش واقعه لا ان يهرب منه، واخيراً ننصح الشخص الذي يعيش هذه التجربة المقلقة بالتدرب على القيادة في اماكن هادئة وغير مكتظة بالعجلات الى ان يصل الى مستوى جيد من الاتقان ومن ثم ممارستها بشكل مستمر وفي جميع الاماكن، وبهذه النصائح ننجح في تخطي الازمات ونواجها بشجاعة بدل الهروب منها.

اضف تعليق