يحتم الوضع الاجتماعي والقناعات الشخصية نمط عيش يختلف من شخص الى اخر، بناءا على العادات والسلوكيات واساليب الحياة، ويعتمد تناسقها او عدم تناسقها بما يسهم في تقدم وتطور النشاطات والاعمال على المستويين الشخصي والعملي مجموعة خيارات يلعب العقل والقلب دورا كبيرا في اختيارها مما يشكل محطات الحياة...

يحتم الوضع الاجتماعي والقناعات الشخصية نمط عيش يختلف من شخص الى اخر، بناءا على العادات والسلوكيات واساليب الحياة، ويعتمد تناسقها او عدم تناسقها بما يسهم في تقدم وتطور النشاطات والاعمال على المستويين الشخصي والعملي مجموعة خيارات يلعب العقل والقلب دورا كبيرا في اختيارها مما يشكل محطات الحياة وكيفية السيطرة عليها.

ومع ان هناك من يؤيد القدرة على حسم كل الامور بالمنطق والعقل ولا دور للمشاعر في قرارتهم وتجاهل كل احساس يعارض رغبة العقل، أو الهرب الى العقل في اتخاذ القرار خوفا من الجروح النفسية والصدمات العاطفية، إلا ان هناك رأي اخر لعلماء ذكروا ان هناك حوار مستمر بين القلب والدماغ مفروض وغير اختياري في اوقات كثيرة، كما يصدر القلب الأوامر للدماغ بشكل متواصل وتعمل العواطف على تنظيم وتنسيق الحوار الذي يصدره القلب الى العقل.

وهذا الرأي طرح من جملة مواضيع في المؤتمر العالمي الافتراضي "قمة من أجل التشافي" العام الفائت واشترك فيه مختصون في مختلف المجالات في العالم، وبحسب رأيهم أن العواطف التي يصنعها القلب هي التي تقرر نوع الإشارة المرسلة للدماغ، وبناءا عليه يطلق الدماغ الكيميائيات في داخلنا بما يتوافق مع الإشارة، فإن كانت مشاعر نافعة ايجابية تدعم الراحة والرضا والسعادة في أجسادنا وتقوي الجهاز المناعي، واذا كانت مشاعر ضارة سلبية تؤثر على الصحة بامراض عضلية ونفسية وتضعف الجهاز المناعي.

وهذه القضية العلمية اخذت حيزا كبيرا من اهتمام مختصي وخبراء علم النفس والاجتماع، ومن ضمن المعلومات التي توصلوا اليها بعد الابحاث والدراسات أن 90% من الأمراض سببها طريقة الحياة المعاشة وهي السلوكيات والعادات التي يتأثر بها اعضاء الجسم كما تتحكم بالتصرفات والانفعالات وكلها تنبع من مشاعر تنظمها العواطف في القلب وترسلها الى العقل ويعتمد الاستجابة على جودة ووضوح الرسائل المرسلة فاما يستجيب لها العقل او يتخذ قراره وفق تصورات واشارات ثابتة اكثر وضوحا واهمية، ويعبر عنها الانسان كأن يقول: (دست على قلبي من اجل كذا او سيطرت على مشاعري واتخذت القرار كذا).

وربما يتبادر الى ذهن من يقرأ هذه المعلومات سؤال: لمن الغلبة ومن هو الأفضل في اتخاذ القرارات القلب أم العقل؟، ان اجابة هذا السؤال هو ما توصلت اليه دراسة امريكية بينت اهمية الحوار بين القلب والعقل، وأوصت وفقا للنتائج بأن يتبع الناس في العمل بما يريده ويقرره القلب.

ووجهت الدراسة السؤال حول من الافضل في اختيار العمل القلب ام العقل؟ الى عينة تفوق الالف شخص، حيث قال 79 في المئة من المستجوبين، إنهم اعتمدوا على العقل في اتخاذ القرار، فيما أكد 21 في المئة فقط أنهم أذعنوا لما يريده القلب.

وبحسب الدراسة أن 16 في المئة من المستجوبين غيروا وظائفهم بعدما اتخذوا القرار، استنادا إلى القلب، لكن 15 في المئة من المستجوبين أيضا أكدوا أنهم غيروا المهنة بعدما قاسوا الأمور بمنطق العقل.

وكشفت نتائج الدراسة أن 60 في المئة ممن اتبعوا ما يمليه عليهم قلبهم، راضون عن حياتهم المهنية، لكن نسبة الرضا وسط من يصغون للعقل لم تتجاوز 50 في المئة، ومن يتخذون القرار، بناء على ما يريده القلب، يحققون نجاحا أكبر في المجال المهني، ويعيشون حياة أسعد في نهاية المطاف.

أما في العلاقات العاطفية هناك امواج من الرسائل تجعل القلب يدق وينفعل والعقل يفكر ويميز ويوضح الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن الحب يبدأ من المخ وليس القلب، لأنه يدرك الانجذاب عند حدوثه بين طرفي العلاقة، ويترجمه إلى إشارات يرسلها أولًا للقلب فتبدأ التغيرات والشعور بالإحساس المصاحب للحب. خفقان القلب الذي يحدث عند رؤية الحبيب أو لقاء الطرفين، يكون بسبب إشارات المخ التي ينتج عنها إفراز هرمون الأدرنالين لفترة قصيرة مما يؤدي لتوتر مؤقت من النوع الإيجابي ويمنح شعور بالفرحة.

من يتبع العقل بجميع قراراته وخططه وسلوكياته ويهمل الاشارات التي يبعثها القلب عادة ما تكون قرارته قاسية جاحدة والعكس عندما يجر الانسان وراء عواطفه ومشاعره بدون المنطق والعقل يتعرض اكثر من غيره للصدمات والندبات والانكسارات، وقد ميز الله جل وعلا البشر عن كافة مخلوقاته بالعقل والقلب، والقدرة على التوازن بين الاشارات المرسلة بينهم تحتاج الى معرفة ووعي ودراية بأسباب وجودية الانسان واهميته ودوره على الكرة الارضية وما له وما عليه من حقوق وواجبات لاختيار نمط حياة صحي ونافع له ولمن حوله.

اضف تعليق


التعليقات

رانيا الشابوري
مصر
اقول من رأيي اتباع العقل في الامور المتعلقة بالمستقبل كالدراسة والعمل والوظيفة وغيره، اما القلب فيتبع في حالة اختيار شريك حياة او صديق او غير ذلك اي في الامور العاطفية، اما العقل فيكون في الامور التي تحتاج الى قرارات حاسمة ليس في عواطف او غير ذلك2023-05-30
معاذ
بحرين
القلب بيت و العقل مفتاحه2023-08-20
فارس الجبوري
العراق
القلب❌
العقل ✅2024-03-05