نتيجة التقدم التكنولوجي الهائل الذي تعيشه البشرية اليوم، فقد ضعفت الكثير من أدوات التواصل الاجتماعي كالتزاور بكل أنواعها أو الاجتماعات على اختلاف أنواعها وخصوصاً العائلية أو المناطقية، وحتى المقاهي الشعبية قلت وحلت محلها مقاهي الانترنيت بالإضافة الى قضاء الحوائج وغيرها من الأدوات التي تربط المجتمع بعضه بالبعض الأخر.

وهذا يؤدي الى ضعف العادات والتقاليد التي تبناها المجتمع لمئات السنين حتى أصبحت جزء من تراثه وحياته اليومية، وهذا يؤدي الى اختلال التوازن الأخلاقي ما بين الناس مما يؤدي الى التفكك الأسري وبالتالي ينتج عنه مجتمعاً مفككاً تنتشر به الأخلاق السيئة التي يرفضها الإنسان الملتزم بالعادات والتقاليد وكذلك الدين بشكل عام.

فالتطور العمراني والتكنولوجي يؤدي الى انحسار الأخلاق والعادات والتقاليد اي العلاقة التي تربط بينهما علاقة عكسية في كل تجمع إنساني، وابسط مثال على ذلك تابع الأخلاق والعادات والتقاليد من القرية فالناحية فالقضاء فالمدينة الصغيرة ثم الكبيرة فسوف تلاحظها تقل تدريجاً مع هذا الترتيب، وهذا ما نلاحظه في المجتمعات الغربية التي تتمتع بتقدم تكنولوجي هائل بالمقابل تفكك أسري خطير مع اختفاء التقاليد والعادات بشكل كبير وتردي الأخلاق.

ووظيفة المؤمن سوف تتضاعف في هذا الزمن نتيجة هذا التحدي الكبير الذي فرضه التقدم العمراني والتكنولوجي علينا، لأن المؤمن وظيفته نشر الأخلاق الحميدة والصفات النبيلة مع التأكيد على العادات والتقاليد الصالحة التي تؤسس الى بناء مجتمع صالح يعيش فيه الجميع في محبة وتآخي وسلام، لهذا على كل مؤمن أن يستغل جميع الأدوات التي تحيط به من أجل مواجهة هذا التحدي الكبير والخطير الذي إذا ترك يؤدي الى تدمير المجتمعات الإنسانية وولادة مجتمعات متوحشة يأكل بعضها بعضا.

وأفضل وأسهل أداة من خلالها يستطيع المؤمن نشر رسالته هي مواقع التواصل الاجتماعي كالواتساب والفيسبوك وتويتر وغيرها كثير، فمن خلال هذه المواقع يمكن زرع الأخلاق الحميدة التي تؤدي الى الترابط الأسري والاجتماعي ونبذ كل موضوع يؤدي الى الكراهية والفرقة والبغضاء والتأكيد على المواضيع التي تقوي الوحدة والتعاون والتكاتف والمحبة والتسامح والعلاقة السليمة ما بين أفراد هذا المجتمع، وطرح المواضيع والمقالات التي تنشر التفكر بالمصلحة العليا للمجتمع وكسر الأنانية الشخصية والحزبية التي دمرت المجتمع وإذاقته الموت والدمار والعذاب.

وأفضل تعاليم يجب أن تنشر في هذه المعمورة لمواجهة هذا التحدي الكبير والخطير هي تعاليم أهل البيت عليهم السلام لأنها الأخلاق الربانية التي بها يعيش الإنسان في سعادة الدارين، وعلينا أن نفكر ونهتم بكل كلمة نكتبها وننشرها لأنها سوف ترد إلينا ونحاسب عليها فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام (ايها الكاتب ما تكتب مكتوب عليك فجعل المكتوب خيرا فإنه مردودٌ إليك).

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق