الشباب والتأثير في الرأي العام عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو عنوان ملتقى الشباب الاسبوعي الذي اقامته مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام في كربلاء المقدسة.

هذا وقد أعد التدريسي عمار العطار ورقة بحثية تناول من خلالها موضوع في غاية الاهمية "سيما وهي تتعلق بحقيقة وسائل التواصل الاجتماعي والعصر الذي نعيش فيه عصر التكنلوجيا وعصر الاعلام، فهذا العصر يكون فيه تأثير الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كبير جداً في واقعنا الشبابي، فقد ساعدت تكنلوجيا المعلومات والاتصالات الرقمية على رفد التواصل بين الشعوب بمختلف توجهاتها الحضارية".

 "وايضا ساعدت على تجاوز الحدود السياسية والجغرافية والعزلة الحضارية التي كانت تعيشها معظم المجتمعات البشرية، ونلاحظ ايضا ان عالمنا المعاصر يشهد تحولات وتطورات كبيرة في مجال الاتصالات، تؤثر في المجالات الاقتصادية الاجتماعية وفي انماط تفكير المجتمعات المختلفة، وقد قامت شبكات التواصل الاجتماعي وما تزال بدور فعال في امداد الانسان بالكثير من المعلومات والمواقف والاتجاهات المساهمة بتشكيل وعيه، وهي بطبيعة الحال سلاح ذو حدين فممكن الاستفادة منها الا انها تشكل على الجانب الاخر عارضا اجتماعيا ونفسيا مهما، وبالتالي هي لديها القدرة على استمالة الشباب واعدادهم وهذا مما عزز قاعدة المشتركين بتلك الشبكات الرقمية، ولاسيما بين الشباب العربي الى تصاعد تأثيرها ودورها في المجتمع والتحولات الجارية، وزيادة مستوى منافسته لوسائل الاعلام التقليدية في تشكيل الراي العام".

يضيف العطار "فقد استطاع شبكات التواصل الاجتماعي ابراز الاحداث الجارية في العالم بصورة اكثر تفاعلية من الاذاعة والتلفزيون وغيرها من الوسائل الاعلامية، شبكات التواصل الاجتماعية الرقمية ما هي الا عبارة عن شبكات للواقع الرقمي، وهي توفر لمستخدميها فرصة الحوار وتبادل المعلومات والآراء والافكار والمشكلات من خلال الملفات الشخصية والصور وغرف الدردشة، ومثال على ذلك مواقع تويتر، فيسبوك، يوتيوب وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، من هنا لابد ان نتعرف عن ماهية الرأي العام خصوصا وان تم تعريفه على انه (خلاصة اراء مجموعة من الناس أو الرأي الغالب او الاعتقاد السائد او الاتفاق الجماعي لدى غالبية افراد الجماعة تجاه ظاهرة او موضوع او قضية من القضايا الجدلية او الخلافية وقد تكون سياسية او اقتصادية او غيرها وهي ذات محلي او وطني او اقليمي او دولي)".

للرأي العام هناك ثمة تقسيمات عديدة منها:

اولا: حسب عمق التأثير والتأثر

 الرأي العام القائد والمسيطر هذا يكون من صفوة القوم ومن خلاصة القوم ومن المثقفين والمتعلمين هؤلاء يمثلون نسبة قليلة من المجتمع، هذا الفئة يقع على عاتقها دور القيادة وهي لا تتأثر بوسائل الاعلام بل تطلع عليها تلك الفئة هي من تؤثر بوسائل التواصل الاجتماعي.

الرأي العام القارئ والمثقف هذه الفئة تتكون من اواسط الناس ثقافة وتقل ثقافتهم عن الفئة الاولى وتزيد عن الفئة الثالثة، يختلف حجم هذا الرأي على درجة التعليم في المجتمع وهذه الفئة تؤثر على الاقل منها وتتأثر بما هو اعلى منها.

الرأي العام المنقاد يتشكل الرأي العام المنقاد من الفئة التي لا تنتمي الى الفئتين السابقتين، هذه الفئة قد تتأثر اولا تتأثر وهو رأي السواد الاعظم من الشعب، هذه الفئة تؤثر فيها الفئة الاولى والفئة الثانية وكذلك تؤثر فيها وسائل الاعلام والاتصال وهم شبهوا بالقطيع الذي يسوقه الرأي العام.

ثانيا: الرأي العام لعنصر الزمن

الرأي العام الدائم: هذا هو اكثر رسوخا في الكثير من فئات المجتمع ويتصل كثيرا في الاشياء الثابتة الراسخة كالدين الاخلاق التقاليد.

الرأي العام المؤقت: وهو حسب الانتماء لجماعة او منظمة او مذهب وحيال مسائل معينة وفي وقت محدد ينتهي بانتهاء المؤثر.

 الرأي العام اليومي او المتقلب: وهو تعيش عليه الصحف اليومية يتأثر بالأحداث اليومية اكثر من غيره وهو بطبيعة الحال متقلب من يوم لأخر.

 وعندنا ايضا تقسيمات اخرى كالتقسيم الكمي حسب رأي الاغلبية ورأي الاقلية، وتقسيمات حسب النطاق الجغرافي ايضا لدينا محلي دولي اقليمي ووطني او قومي والرأي الساحق.

يكمل العطار " ومن ثمة نأتي الان الى عملية تشكيل الرأي العام فمن خلال تلك التقسيمات التي وردت انفا تم تفصيل الفئات الثلاث، اذا ان عملية تشكيل الرأي العام (هي اتصال وتفاعل بين الافراد نتيجة تواجدهم معا ويتأثر تشكيل الرأي العام بمجموعة العوامل السياسية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية وقبل ان يتبلور بشكل النهائي وتلعب وسائل الاعلام التفاعلية دورا مهما في تشكيل الرأي العام).

واوضح العطار "ولدينا العديد من الامثلة من واقعنا المنصرم وخلال مدة (15) عام بازدياد التواصل الاجتماعي بازدياد عصر التكنلوجيا، فالواضح ومن خلال فترة الربيع العربي ذهب اكثر المحللين الى تصنيف تلك الثورات على انها قامت بفضل شبكات التواصل الاجتماعي، وهي التي غيرت مجرى الاحداث واسقطت انظمة بأكملها واقرب مثال على ذلك احداث الثورة التونسية وما حققه نموذج تبادل الصور، وكذلك ثورة يناير في مصر كان محركها الاساس الدعوة للتظاهر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ووجود حركة شباب 6ابريل، واخيرا نجحوا فعلا في تشكيل رأي عام وتم اسقاط نظام حسني مبارك، كذلك الانتخابات في المغرب في العام (2015) حيث اتجهت جل الاحزاب المغربية وهي اول مرة في التاريخ المغربي، الى الفضاء الالكتروني وركزوا الدعاية الانتخابية على تلك المواقع وكانت التكلفة جدا بسيطة وحققت نجاح كبيرا، ايضا مرشح الحزب الديمقراطي (بن شاردن) في انتخابات الكونغرس الامريكي في عام (2004) كذلك استخدم المواقع الالكترونية بشكل كبير".

وتطرق العطار "ان استخدام شبكات التواصل الاجتماعي تطور بشكل كبير وغطت على مساحة الاعلام التقليدي، بيد ان ذلك لا يغير حقيقة ان استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بغير ما اسست له يضمن نمو حالة التطرف والانحلال الاخلاقي والاجتماعي".

واشار العطار "ايضا هناك بعض البحوث والدراسات ركزت على موضوع دور شبكات التواصل الاجتماعي ومنها دراسة (كامل خورشيد مراد) وهي تحت عنوان (في دور الاعلام في تنشيط الحراك السياسي العربي.. شبكات التواصل الاجتماعي نموذجا)، حيث بدأت دراسات حديثة في عام (2010) و(2012) و(2013) في الكثير من الجامعات لدراسة هذه الظاهرة، وقد ركزت دراسة الباحث خورشيد على كيف وظف الحراك السياسي العربي او ما يعرف بربيع الثورات العربية، امكانيات الاعلام العربي الجديد اي ( مواقع التواصل الاجتماعي) في تأجيج هذه الثورات وادامة زخمها وتعبئة شبابها، بالشكل الذي باتت فيه مواقع التواصل الاجتماعي عنوانا رمزيا لهذه الثورات، خصوصا وان اغلب الدول التي تشهد حراكا شعبيا تتجه على الفور نحو اغلاق شبكات التواصل الاجتماعي.

يختم العطار "ايضا لدينا تأثير شبكات التواصل الاجتماعي تتناسب طرديا مع ثقافة المجتمع، فليس كل المجتمعات تتأثر بالقدر ذاته فهناك مجتمعات ليس لديه الهمة الكافية في الاستخدام، ناهيك عن نسب الاستخدام التي تتفاوت من بلد الى اخر تبعا لثقافة المجتمع والامكانيات المالية، ايضا من الاثار السلبية التي تخلفها شبكات التواصل الاجتماعي هي خلق حالة من الادمان على استخدام المواقع الالكترونية، وبالتالي ادى الى فقدان المهارات المطلوبة لإقامة علاقات اجتماعية كون اغلب الشباب منعزلين، وربما يتم تسميتها بمواقع التفرقة الاجتماعية خصوصا وان في اطار البيت الواحد والغرفة الواحدة تجد كل شخص له عالمه الخاص به".

وللولوج اكثر في تفاصيل هذا الموضوع تم طرح الاسئلة التالية:

السؤال الاول: ما هي الايجابيات والسلبيات المترتبة على استخدام الشباب لشبكات التواصل الاجتماعي؟

- ايهاب النواب محرر اقتصادي في شبكة النبأ المعلوماتية "يعتقد ان الشباب العراقي والمجتمع العراقي واجه طفرة تكنلوجية، لم يعتد عليها سابقا حولته من مجتمع منغلق الى مجتمع منفتح، ترك الباب على مصراعيه لدخول التكنلوجيا وهذا الكم الهائل الذي دخل من وسائل التواصل شكل صدمه للشاب العراقي، ولربما جعلته في حيرة من امره بحيث لا يعرف كيف يستخدم هذه الوسائل بالصورة المطلوبة، لأنه غير ممنهج وغير مدرب على كيفية استخدامها من الاساس هذه نقطة".

يضيف النواب "النقطة الثانية نحن الى الان لم نضع معايير واسس للشاب العراقي في كيفية استخدام هذه الوسائل، فنجد في البيت مثلا والشارع والمؤسسات العام هناك استخدام فوضوي وغير مقنن ولا توجد متابعة او رقابة حتى داخل الاسرة، بالإضافة الى ذلك شبابنا كثيرا ما تنقصه الثقة وبعد النظر وهو ينجر الى التقليد الاعمى ومحاكاة الواقع الغربي، وهذا مما نعده امرا سلبيا في آلية التحكم بهذه الوسائل، ايضا حالة الوعي المجتمعي متدنية ومضطربة وهناك ازدواجية مجتمعية، ولديه ايضا الكثر من المشاكل والازمات وان المجتمع العراقي يعني ايضا من عدم وجود تنظيم ولا توجد عليه سيطرة لا من قبل الحكومة ولا حتى من المجتمع، في كيفية تقنين اليات استخدام وسائل الاتصال والاستفادة منها".

- تحدث السيد نبأ الحمامي من حوزة النجف الاشرف "بأنه لا يتفق مع الرأي القائل بأن المجتمع العراقي لا يمتلك الوعي بل على العكس تماما الشعب العراقي يمتلك من الوعي الحضاري الشيء الكبير الذي يؤهله لان يشكل رأي عام ضاغط، في الحقيقة من اقوى الآراء ان يتشكل رأي عام ويعرف لديه هدف ويسعى الى تطبيق هذا الهدف، المشكلة ليست في الرأي العام بل في تطبيق الأهداف، الشعب العراقي في قمة الوعي لإدراك الواقع، والواقع العراقي خصوصا فئة الشباب يعرفون ان هناك من يضرهم وعدم الرد له اسبابه المشروعة".

يضيف "منها التعدد الطائفي والمذهبي والحزبي ووجود القوميات والاديان والمذاهب في العراق، بحيث كل فئة من هذه الفئات تتبع مجموعة من الآراء العامة لكل فئة، السنة لها رأي خاص بهم، الشيعة لهم رأي عام خاص بهم، وهكذا بقية القوميات وبقية المناطق، فالجنوبية مثلا لها رأي عام خاص بها بالنتيجة هناك رأي عام، ولكن منقسم بحسب التقسيمات الموجودة مذهبية طائفية مناطقية ولائية وما شابه ذلك، المسألة الاخرى ان الرأي العام يصاغ لأجل الوصول لشيء او لهدف او غاية".

يكمل "بعض الاحيان تحول عن تحقق تلك الغاية اسباب قوية فالكل متفق هنا بان الوضع السياسي الذي نعيشه هو من اسوء الاوضاع السياسية على مجرى التاريخ، ولكن الان امامهم امرين اما ان يُزال الواقع السياسي ويحصل اضطراب وفوضى، واما ان يتبع المرجعية سواء كانت دينية او سياسية التي تقوده، هنا في حقيقة الامر ان اتباع الرأي العام ينم على احساس عالي بضرورة تقديم المصلحة العامة والحفاظ عليها مقابل الحفاظ على المصلحة الخاصة وهو قمة الوعي".

- الشاب محسن معاش مصمم جرافيك "يرى ان من أكبر الاسباب التي تفضي للولوج الى مواقع التواصل الاجتماعي هو الهروب من الواقع، لذلك ان اغلب المشاهدات تكاد ان تتمحور حول المواقف المضحكة واشياء اخرى لها علاقة بحالة خلق اجواء سعيدة على امل تجاهل الواقع الراهن".

- من جهته علي حسين عبيد قاص وروائي، يرجح وجود سببين، الاول ذاتي يتعلق بالشباب والثاني خارجي يأتي من جهات اخرى خارج شريحة الشباب، ما يتعلق بالشباب فان الشباب يفتقرون للتنظيم وللقيادات الجيدة، لتحقيق تأثير فعال ومهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق رأي عام مؤثر في السياسية وغيرها، الجانب الاخر الذي يصدر من خارج شريحة الشباب، وهناك حقيقة جهات معروفة تستفيد من عدم بلورة رأي عام مؤثر، وهنا بالتأكيد الكلام مصوب نحو الطبقة السياسية والاحزاب السياسية والكتل السياسية، هذه الطبقة لا تسمح على الاطلاق بتكوين رأي شبابي فعال، والسبب قائم على ان تلك الطبقة تحصل الان على امتيازات ومكاسب وتعيش بحبوّة، اما الجهة الاخرى التي تم وصفها بعامة الناس هي المؤثر الخارجي".

- من جانبه باسم الزيدي مدير وكالة النبأ للأخبار "يرى ان الجميع متفقون على ان مواقع التواصل الاجتماعي اعطت فسحة تاريخية للشباب ولتبادل التأثير، حيث جعلت هذه الشبكات الجميع يتفاعل مع الجميع وهذه نقطة جدا ايجابية، وقبل ان ندخل في تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الشباب العراقي أو العربي، لابد من العودة لبدايات مواقع التواصل والغرض من انشاء مواقع التواصل الاجتماعي، في البداية وحتى لا نحملها اكثر من طاقتها اساسا هي وجدت للتواصل وللتعارف، لكن شيئا فشيئا تطورت حتى تحولت الى عنصر مؤثر وقامت بثورات وغيرت انظمة ومن المؤمل ان تقوم بالمزيد".

يضيف الزيدي "والسؤال هنا هل مواقع التواصل الاجتماعي تساهم في تشكيل الوعي او في رسم الحقيقة او هي نفسها الحقيقة، وللإجابة عن هذا الاستفسار فان مواقع التواصل الاجتماعي هي تساهم في تشكيل الرأي العام، وذلك على اعتبار ان مواقع التواصل الاجتماعي وبتعريف بسيط (هي بين طرفين مرسل ومستلم)، هذا يقودنا الى شيء اخر وهو هل الوعي العراقي تشكل بصورة تتيح له التأثير بالرأي العام من خلال هذه المواقع، واخيرا اتصور من المؤمل من مواقع التواصل الاجتماعي وبما انها قامت فعلا بأدوار ايجابية في تغيير انظمة، وسلبية في زيادة الارهاب والتطرف الى جانب ذلك المسالة تنحصر بوعي الشباب ووعي المجتمع الذي من الممكن ان يصل الى مرحلة يستطيع من خلالها التأثير".

- محمد الصافي ناشط مدني، قال "ان مواقع التواصل الاجتماعي اسم يدل على ذاته وهي عبارة عن قناة للتواصل بين الاصدقاء والاقارب، ومن اللافت للنظر ان مواقع التواصل الاجتماعي بدأت تأخذ طابع اي مجتمع، فالمجتمعات العربية ولأنها تعاني من الكبت ومن الاستبداد ومن الانظمة الحاكمة ومن الفساد، بالتالي هي اصبحت منابر لكشف الفاسدين والوقوف بوجه السلطات الدكتاتورية، فالمجتمع العربي والاسلامي فرض على ان تكون صورة مواقع التواصل الاجتماعي تتناول هذا الجانب، والسؤال هنا لماذا لا تؤثر تلك المشاركات التي تعد بالملايين في خلق التغيير الحقيقي، السبب حتما يتوقف على وجود الانظمة السياسية المستبدة والقومية وحتى الانظمة الاسلامية".

يضيف الصافي "كلها اثرت في اخفاء جذوة التغيير وانخفاض مستوى الوعي لدى الشباب العربي، لاسيما وان علماء الاجتماع دائما ما يؤكدون على ضرورة ان تكون هناك بيئة واعية ومثقفة ومتعلمة، لذلك مكملات عملية التغير غير متوفرة حتى يتحقق مشروع التغيير وهي ترتبط ايضا بفشل المؤسسات التعليمية والمؤسسات القضائية ".

-الشيخ مرتضى معاش رئيس مجلس إدارة مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام "اشار الى ثلاث محاور، (الشاب-الرأي العام-شبكات التواصل الاجتماعي)، اما بالنسبة للشاب في العراق فهو يعاني من مشكلة غياب الاولويات والشيء الاخر الحالة النفسية التي يعيشها، بعض الشباب يذهب نحو فكرة اللاجدوائية وعدم القدرة على التأثير والتغيير في الاخر، بالنتيجة هو يصبح محبط ومن ثمة ينسحب الى موضوعات ثانوية، النقطة الثانية الرأي العام هو قوة كبيرة هائلة وقد تشبه بالسيل الجارف تعتمد على وجود قنوات لاستيعابه من خلال عملية الاتفاق والتوافق والتحشيد".

يضيف معاش "بالإضافة الى ذلك لابد ان نتحقق من عملية اختيار الهدف الصحيح في عملية التغيير، وأهم نقطة هي وجود المطاولة والاستقامة في عملية بناء الرأي العام، واساليب التغيير الناجعة، خصوصا وان البعض لا يمتلك روح المطاولة، ويقع في مطب الحاجات البسيطة والسريعة ولا يتجه نحو معالجة الجذور، كما ان هناك الرأي العام المضاد فالقوة التي يمتلكها الشخص الذي يرفض التغيير والاصلاح، يشكل رأي عام آخر مضاد ويحاول ان يفسد على الرأي العام الاخر تحقيق غاياته".

يكمل معاش "النقطة الثالثة شبكات التواصل الاجتماعي هي عبارة عن منظومة كبيرة جدا من الافكار والقضايا والمسائل والادوات والتكنلوجيا ويحتاج الانسان ان ينسجم ثقافيا مع هذه المنظومة ويستفيد منها بشكل صحيح، لكن الشاب وبغياب اولوياته وعدم وضوح الهدف لم يستطيع استثمار شبكات التواصل الاجتماعي بصورة صحيحة، اليوم اصبح من يملك التواصل الاجتماعي هو من يملك المال، وعلى هذا الاساس فالجيش الالكتروني هو يقوم بعملية مضادة لصناعة الرأي العام، وحتى شركات التواصل الاجتماعي اصبحت اليوم في صف الاغنياء وليس في صف الفقراء بالنتيجة الغني هو الذي يستفيد ".

السؤال الثاني: كيف يمكن صناعة قادة من الشباب يملكون الوعي الكافي لتشكيل وقيادة الرأي العام في العراق ؟

 - ايهاب علي "يرى بضرورة الخروج عن المألوف وعن النمطية والتقليدية التي يفكر فيها المجتمع وعلى كافة المستويات، وبالتالي اذا ما اردنا ان نخلق قادة فكر حقيقيين وليس شكليين علينا ان نجعل هناك متسع من الحرية، لكي يفكر الشباب لان يختاروا افكارهم ويصقلوا مواهبهم ومن ثم يأتوا بشيء جديد للمجتمع".

- الشاب محمد مهدي يرى "بأن المشكلة لدينا تتركز حول فكرة التلقين التي يخضع لها كل شيء، فالتلقين في التعليم وفي التربية وفي ممارسة الهوايات وما شابه ذلك، اي تعطى حرية للتعبير عن الذات ولم تزرع الثقة في نفوس الشباب، خصوصا وان من اهم مقومات القيادة هي الثقة بالنفس فيحتاج الانسان لتلك المفاهيم كي يكون قائدا او يؤثر في الاخرين، وان يعطى له مساحة من حرية التعبير وترك طرق التلقين وكذلك مسالة فرض الرأي من قبل الابوين على الابناء، لذلك من الصعب الان صنع قادة الا ان املنا بالله سبحانه وتعالى".

- محسن معاش "يرى ان موضوعة صنع القادة تتأثر من كون المجتمع يريد قائدا لديه رؤية واضحة وهدف واحد، الشيء الاخر ان لا يكون تحت اي حزب او اي جهة بمعنى اخر انه مستقل".

- علي حسين عبيد، قال "كما هو واضح وبسبب الخبرات غير المكتملة لا تستطيع شريحة الشباب، ان تصنع شباب بجهود ذاتية هذا الامر صعب جدا لذا فالمسؤولية تقع على النخب سواء كانت دينية او ثقافية والنخب الأخرى باستثناء النخبة السياسية، لأنها في الحقيقة لا تعمل ضد مصلحتها التي تكاد لا تتفق مع مطالب الشباب بدور قيادي".

- باسم الزيدي، تحدث قائلا "ان صناعة القادة لا تتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي بل هي مشكلة مجتمع، خاصة وان الواقع العراقي اليوم يعيش حالة صراع ثقافي وصراع تحديد هوية، وبالتالي هذه تنعكس على الشاب والذي هو عبارة عن طاقة كبيرة ولكنه يحتاج الى توجيه ويحتاج الى رعاية، الشيء الاخر ان المشكلة في النخب كون طريقة تأثيرها وايصال افكارها الى الشباب الى القاعدة ضعيف جدا، بل النخب هي تعيش في ازمة حقيقية وكذلك الحال بالنسبة للمجتمع فهو يعيش في فوضى ثقافية كبيرة".

يضيف الزيدي "قد يسئل سائل ماهي الاستراتيجية التي نتمناها على المدى القريب او حتى البعيد، هل نريد ان نشكل مجتمع مدني، عشائري، ديني، علماني لحد الان لم تتشكل هويتنا، وهذا المعنى قد ينظر له من ناحيتين ناحية ايجابية واخرى سلبية، اما ما يتعلق بالحالة الايجابية فالمجتمع الذي يريد ان يخطو خطوات متقدمة الى الامام لابد ان يعيش هذا الصراع، اما بالنسبة للجانب السلبي ممكن ان يشكل ازمة فقدان الهوية ويجعل المجتمع ينتكس ويرجع الى الوراء، واخيرا الشاب مستعد ان يتغير اذا ما توفرت له اسباب النهوض بالواقع".

- محمد الصافي "يعرض الى حقيقة الوعي والتحصين الثقافي لدى الشباب لنشر رسالتهم واستثمار شبكات التواصل الاجتماعي بكافة اشكالها، اما ما يخص فكرة الجيوش الالكترونية فالرأي العام اليوم لا يصنعه شخص واحد فقط، بل هناك العديد الصراعات التي تحدث في شتى المجالات السياسية الاجتماعية الدينية، مواقع التواصل الاجتماعي اليوم اصبحت ساحة لعرض هذه الصراعات".

السؤال المهم اليوم كيف نستطيع ان نسيطر أو أن نقنن من حالة الصراع ونستبدلها بنشر ثقافة التسامح؟!.

- الشيخ مرتضى معاش "يجد ان قضية صناعة القادة المؤثرين تحتاج الى جانبين جانب ذاتي وجانب اجتماعي، في الجانب الذاتي نحتاج الى ان نبني عند الفرد والشاب روح الاستقلال وعدم التبعية، اليوم الشاب يتربى على الخنوع وبدلا عن ذلك لابد ان نبني فيه روح القيادة وروح المبادرة وروح التصدي وروح العمل الايجابي والعمل البناء، وان يطور نفسه وان يطور مهاراته ويطور تعليمه ودراسته، فالقيادة تحتاج الى شروط ومن ضمنها ان يحس الانسان بذاته وان له قدرة على تغيير الخارج او تغيير الاخر او تغيير الواقع".

يضيف معاش "والنقطة التالية الجانب الاجتماعي يحتاج الى منظمات مجتمع مدني منظمات شبابية تستوعب هؤلاء الشباب وتضعهم في قنوات ايجابية، حتى يستطيع الشاب ان يجد نفسه ويجد ذاته وافكاره وابداعه ويجد روحه، هذه المنظمات الشبابية مهمة جدا ولابد ان ندعمها وان لا نسيسها او نجعلها مجرد تابع لأجندات خاصة، ولابد ان تتحول هذه المنظمات الشبابية الى قنوات جيدة لتستوعب الشباب وتنظم طاقاتهم واخراج ابداعاتهم، وبالتالي ان هذين العاملين مهمين جدا في عملية صناعة قادة لهم قدرة في التأثير بالرأي العام".

التوصيات

- اثراء الجهد العلمي والأكاديمي من خلال دراسات تتابعية عن دور شبكات التواصل الاجتماعي ودورها البارز في التأثير في الشباب وفي تشكيل الرأي العام

- اهمية تدريس طلبة الجامعات موضوعا يتناول معايير واخلاقيات النشر الالكتروني

- ضرورة الاهتمام بالشباب وترقية مواهبهم

- استثمار الطاقات الشبابية الموجودة على الفيسبوك وخلق اتحاد جامع لهم

- ضرورة ان تنبثق دورات لتنمية قدرات الشباب وشحذ روح القيادة

- ايجاد دورات للتفكير الايجابي والتفاعل

اضف تعليق