هل كفَت هذه الأحاديث لكفّ الناس عن الحرام؟ إنّك إن اعترضت الأسواق رأيت الربا والغش والخيانة والتطفيف والاحتكار وأكل مال الناس بالباطل وغيرها.. وغيرها.. وهل عادت هذه الآثام إلى الناس بخير؟ كلا أن الأمور لا تزال تتعقّد وسبيل الحياة لا تنفك تتوعّر والناس يرتطمون في الفقر أكثر فأكثر...

يتكالب الناس على المادة أين وجدوها، ويسهّلون في سبيلها كل إثم وباطل. وقد قال لي أحد هؤلاء: الحلال ما حلّ بالكف!

وأية قيمة للمادة التي لا تحصل إلا بتضحية المثل الإنسانية؟.

المادة التي تحصل بالربا، والاحتكار، والسرقة، والغلول، والخيانة، والغش، وتعاطي الفواحش ما ظهر منها وما بطن وهكذا هل تقيم حياة سعيدة أم تهدم من الحياة كل ركن ودعامة؟.

لذا يحذر الإسلام من طلب الحرام تحذيره من كل إثم وفسق، ويرصد لذلك أضخم الأرصدة، إن هذا هو الميزان للمجتمع فإن تنزّه الناس عن الحرام سعدوا وارتقوا في مدارج الإنسانية، وان كانت الأخرى فهم أحطّ من البهائم وأرذل من الشيطان.

والشخص إذا اعتاد على الحرام جرّه ذلك إلى كلّ محذور ومحظور فهو كمفتاح للشرور والآثام.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن لله ملكاً على بيت المقدس ينادي كل ليلة: من أكل حراماً لم يقبل منه صرف ولا عدل)(1) أي لا نافلة ولا فريضة.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (من لم يبال من أين اكتسب المال لم يبال الله من أين أدخله النار)(2).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (كلّ لحم نبت من حرام فالنار أولى به)(3).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (من أصاب مالاً من مأثم فوصل به رحماً أو تصدّق به أو أنفقه في سبيل الله، جمع الله ذلك جميعاً ثم أدخله في النار)(4).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنّ أخوف ما أخاف على أُمّتي من بعدي، هذه: المكاسب الحرام، والشهوة الخفيّة، والربا)(5).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (من اكتسب مالاً من الحرام فإن تصدّق به لم يقبل منه، وإن تركه وراءه كان زاده إلى النار)(6).

وقال الصادق (عليه السلام): (إذا اكتسب الرجل مالاً من غير حِلَّة ثمّ حجّ فلبّى نودي لا لبيك ولا سعديك وإن كان من حِلَّة نودي لبيك وسعديك)(7).

وقال (عليه السلام): (في قوله تعالى: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً)(8). إن كانت أعمالهم أشدّ بياضاً من القباطي، فيقول الله عز وجل لها: كوني هباءً وذلك أنّهم كانوا إذا شرع لهم الحرام أخذوه)(9).

وقال الإمام الكاظم (عليه السلام): (إنّ الحرام لا ينمى، وإن نمى لم يبارك فيه، وإن أنفقه لم يؤجر عليه، وما خلفه كان زاده إلى النار)(10).

إلى غير ذلك من الأخبار فهل كفَت هذه الأحاديث لكفّ الناس عن الحرام؟.

إنّك إن اعترضت الأسواق رأيت الربا والغش والخيانة والتطفيف والاحتكار وأكل مال الناس بالباطل وغيرها.. وغيرها.. وهل عادت هذه الآثام إلى الناس بخير؟ كلا أن الأمور لا تزال تتعقّد وسبيل الحياة لا تنفك تتوعّر والناس يرتطمون في الفقر أكثر فأكثر فهل من مدّكر؟.

* مقتطف من كتاب الفضيلة الإسلامية للمرجع الراحل الامام السيد محمد الشيرازي

...................................
1 ـ جامع السعادات: 2/167.
2 ـ مكارم الأخلاق: 468 ـ جامع السعادات: 2/167.
3 ـ جامع السعادات: 2/167.
4 ـ جامع السعادات: 2/167.
5 ـ جامع السعادات: 2/167.
6 ـ جامع السعادات: 2/167.
7 ـ جامع السعادات: 2/167.
8 ـ سورة الفرقان: آية 23.
9 ـ جامع السعادات: 2/168.
10 ـ جامع السعادات: 2/168.

اضف تعليق