كيف يحتمل البعض قلة ذوقه او انعدامه في التعامل مع الآخرين؟، وكيف لا يشعر بما يثيره فيهم من نفور واشمئزاز لاسيما إذا كانوا ينبهونه الى خطئه السلوكي معهم؟!، نتساءل، ونحن مرغمون على التعامل أحياناً مع أناس يفتقرون الى الذوق في نواح مختلفة، فقد يجهل بعضهم...

كيف يحتمل البعض قلة ذوقه او انعدامه في التعامل مع الآخرين؟، وكيف لا يشعر بما يثيره فيهم من نفور واشمئزاز لاسيما إذا كانوا ينبهونه الى خطئه السلوكي معهم؟!، نتساءل، ونحن مرغمون على التعامل أحياناً مع أناس يفتقرون الى الذوق في نواح مختلفة، فقد يجهل بعضهم توخي الدقة والذوق في استخدام المفردة او النبرة او التصرف، فبدلاً عن أن يطلب أحدهم منك شيئاً بلطف، تراه ينظر اليك بتهكم او غضب كأنك تابع او عبد لديه.

ويحاول البعض سحب الشيء عنوة من بين يديك وكأنه ملك له وأنت سلبته إياه، كأن تكون متفوقا وأثار تفوقك سخطه وغيرته وحسده وبدأ يحاول النيل من شخصك عن عمى قلب وعقل، محاولاً إسقاط غروره اوخوائه اوضعفه عليك، وقد تكون رؤية البعض لك ولإنجازك نتاج انطباع سلبي مسبق خلّفَه سواك ومع ذلك يسقطه عليك بلا موضوعية وكأنك بالضرورة تشبه ذاك الذي خلّفّ لديه الانطباع.

او تراه يحشر أنفه في شؤونك الشخصية التي لايحق له التدخل فيها لكن صفاقته تسمح له بأن يتطفل ويملي عليك ماتفعل مع أنه ليس ضمن دائرة علاقاتك الشخصية التي تجيز الاستشارة والتدخل، فتراه ينتقد بأسلوب غير لائق امراً غير مقبول في نظره هو، بعد أن أجازت له قلة ذوقه الحشرية.

وتدفع قلة ذوق البعض الى محاولة فرض حالة ما عليك مع أنها تخصه ولاتخصك، وربما يكلمك بخشونة تنم عن عدوانية مهما كلمته بلطف وعاملته برفق.

وتجيز قلة الذوق لدى البعض الامتناع عن قول كلمة شكراً إذا أسديت له خدمة، وقد تكون كلمة الشكر عنده آنية وابنة لحظتها، إذا قالها، يغيب معناها الحقيقي بعد انتهاء المصلحة، ويزيد الطين بلّة إذا ما طلب أحدهم منك خدمة، ولم تستطع إنجازها لسبب ما خارج عن إراداتك، حينئذٍ عليك التفكير بسبيل ينقذك من سلاطة لسانه وسوء فهمه وتفسيره وتخيلاته المَرَضية، أمور وسلوكيات كثيرة حولنا تفتقر الى الذوق في التعامل مع الإنسان والمكان معاً، ابتداءً بالكلام الذي يأتي في غير محله والخشن والمنطوي على عنف وعدوانية والمتضمن فحشاً على مسمع الناس من غير مراعاة لاخلاقياتهم، مروراً بالتجاوز على حقوق الغير، والتصرف غير اللائق في مكان عام او محل عمل، او طلب حاجة او خدمة بطريقة فجة، او مضغ علكة بطريقة رخيصة، او البصق على الأرض، او رمي النفايات عشوائيا، او تنظيف واجهة الدار مع تكديس الأوساخ عند وجهة بيت الجار، عن عمد او إهمال او جهل، وصولاً الى التقليل من احترام الآخرين او المكان الذي يجمعهم .. الخ من السلوكيات التي لاتعد ولاتحصى والدالة على قلة الذوق لدى البعض، ممن لم يحصلوا على تنشئة أسرية واجتماعية سليمة.

وأزاء ذلك، ربما تسأل: ألا توجد عيادات لعلاج قلة الذوق ؟!

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق


التعليقات

الكاتب الأديب جمال بركات
مصر
أحبائي
قلة الذوق في شارعنا العربي من أسوأ السلوكيات
هي تدل بكل بساطة على انحدار القيم و الأخلاقيات
وقد زادت في المرحلة الأخيرة بصورة مفزعة تدعونا للمراجعات
وهي بالفعل تحتاج الى علاج....وتحتاج ايضا الى بعض المقاطعات
وعلى المجتمع ان يعاقب قليل الذوق ليرتدع وتقبل سلوكه المجتمعات
أحبائي
دعوة محبة
أدعو سيادتكم الى حسن الحديث وآدابه....واحترام بعضنا البعض
ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
جمال بركات....مركز ثقافة الالفية الثالثة2019-03-03