من ضمن ابرز المشكلات التي يشكو العاملين في المؤسسات التربوية بكافة صنوفها هي مشكلة العناد وعدم الالتزام بالقوانين والانظمة التي تسير عمل تلك المؤسسات، ومن جراء هذا الامر تنتج عواقب سلبية تؤثر على سير العمليتين التعلمية والتربوية، فالمعلم يريد ان يتحكم بالشكل الذي يضمن المضي بالتعليم والطالب يعتبر ذلك تهمشياً له وهكذا يتستمر الصراع...

من ضمن ابرز المشكلات التي يشكو العاملين في المؤسسات التربوية بكافة صنوفها هي مشكلة العناد وعدم الالتزام بالقوانين والانظمة التي تسير عمل تلك المؤسسات، ومن جراء هذا الامر تنتج عواقب سلبية تؤثر على سير العمليتين التعلمية والتربوية، فالمعلم يريد ان يتحكم بالشكل الذي يضمن المضي بالتعليم والطالب يعتبر ذلك تهمشياً له وهكذا يتستمر الصراع، فما هو العناد علمياً؟، وماهي انعكاساته؟، وكيف نواجهه ونتعامل معه.

يعرف العناد حسب التعريفات المتداولة بأنه رفض الخضوع للوالدين والمعلمين او المدرسين ورفض الامتثال للأوامر ويكون لديه قدرة كبيرة على الجدال والصراخ لنيل ما يريده لكونه يمتلك سمات قيادية واضحة ويسعى إلى الحصول على الاستقلال بشكل فيه إصرار ويكون لديه طاقة كبيرة في الثبات على ما يرغب في الحصول عليه وعدم تغيير موقفهم تحت أي ضغط خارجي.

عناد طلاب المدارس يكاد يكون ظاهرة في اغلب المدارس ان لم يكن جميعها فهي وسيلة لإثبات الذات وبنائها وشد أنظار الآخرين والتأثير عليهم سواء كانوا من الأهل أو من غير الأهل هكذا يعتقد الطلبة، واستمرار هذه الظاهرة بشكل يجعل منها عادة مرضية، تسيء إلى علاقة الطالب بالآخرين، فيسوء تكيفه الاجتماعي، وفي هذه الحالة تستدعي المسألة علاجاً نفسياً يقوم بالبحث عن الأسباب الجوهرية لهذا العناد.

اثار عناد الطلبة

على اعتباري اعمل في احد المؤسسات التربوية كمرشد تربوي نفسي الحظ بين الفينة والاخرى تمرد بعض الطلبة الناتج من العناد على استاذتهم وهو ما يسهم في نشوب حروب كلامية وقد يصل الامر الى سلوكيات اخرى مرهقة للطرفين، فحين يعاند الطالب مدرسه ستنطبع في ذاكرته صورة ذهنية سيئة عن ذلك الطالبة وبالتالي قد لا يتيامى ذلك الاستاذ عن الامر مما يجعله لا يسعى الى مساعدته والتعاون معه او انه قد ينتظر فرصة اساءته مرة اخرى لينتقم منه فيتضرر الطالب لكنه رغم ذلك لا يترك سمة العناد وبالتالي مزيداً من التعب والقلق والتوتر.

وبسبب العناد الذي يبديه الطلبة في المؤسسات التعليمية ونشوء ما يمكن ان نسميه بالعدوات وهنا يغيب الجو النفسي الامن بين الطرفين مما يقف عائقاً في سبيل تحقيق الاهداف التربوية التي تضعها المؤسسة لنفسها وتسعى الى تحقيقها في نهاية العام الدراسي وحينها قد يجبر الطالب على مغادرة المكان الذي لا يمده بما يريد صوب مكان آخر وبالتالي كثرة التنقلات بين المدارس يعطي صورة سلبية جداً عن الطالب المنتقل وان كان الاستاذ لديه شيئ من القصور فالاكثر ضرراً هو الطالب لذا انا ادعوه الى ترك العناد.

ماذا وراء عناد الطلبة في المدارس؟

يمكننا تلخيص أسباب العناد والتمرد في المدرسة بما يلي:

رغبتهم في تأكيد ذواتهم وعدم الانصياع بسهولة الى كل مايراد منهم، ورغم كون ذلك يصطدم بالانظمة والقوانين الا انه يعد عافية صحية من وجهة نظر علم النفس.

السبب الآخر هو محاولة التخلص من القيود التي تفرض عليهم سيما اذا كانوا قد تعرضوا لمثل هذه القيود في مرحلة الطفولة من قبل الاهل كالقيود على اللبس واالاكل وغيرها من القيود، فأية قيود اضافية تستفز الطالب وتجعله يرفضها بشدة.

ثالث الاسباب هو عدم اعتياد الطلبة على القيود التي تفرضها السلطات التعليمية مع كونهم اعتادوا على نمط من التعامل معهم مختلف من قبل الاهل، فالاختلاف بين النمطين ينشأ العناد الذي مفاده اننا هكذا اعتدنا ولن نتغير.

الحلول

على المدرسين ان يتفهموا ان طبيعة الطلبة التي تناسب اعمارهم تدفعهم بأتجاه العناد كجزء من احترام الذات او اثباتها، والطلبة في المراحل الثانوية هم الاكثر عناداً على اعتبار انهم يعيشون فترات المراهقة التي تعرف بمرحلة العناد أو سن المقاومة، هذا الفهم يسوفر الكثير من الجهد على المدرسين فلا يجرون الى عناد الطلبة بل يفضلون احتوائهم نفسياً وبالتالي السيطرة على حركاتهم المزعجة وتقليلها الى حد كبير.

ومن الاهمية بمكان ان تشبع حاجات الطالب وتوفيره مطالبه الاساسية لقطع الطريق على عمليات الرفض والعناد والتمرد، فالعناد لا يجابه بالعناد بل باللطف والتقبل والتحدث الى الطالب بخطورة مايقوم به، هذه الامور اذاما تمكن الاستاذ من مراعاتها سيقضي على مشكلة العناد.

اضف تعليق