في الأسبوع الماضي، بينما كان أحد مالكي سيارة تسلا من طراز S يستخدم برنامج الطيار الآلي أثناء استقلاله السيارة على بُعد 15 ميلًا في سياتل، حيث صدم سائق دراجة نارية مما أدى إلى مصرعه في الحال، جاء الحادث في الوقت الذي واجهت فيه الشركة اتهامات بتضليل المستهلكين...

في الأسبوع الماضي، بينما كان أحد مالكي سيارة تسلا من طراز S يستخدم برنامج الطيار الآلي أثناء استقلاله السيارة على بُعد 15 ميلًا في سياتل، حيث صدم سائق دراجة نارية مما أدى إلى مصرعه في الحال. جاء الحادث في الوقت الذي واجهت فيه الشركة اتهامات «بتضليل المستهلكين» بشأن تقنية FSD، أو القيادة الذاتية الكاملة، وبرنامج الطيار الآلي.

وتقنيةFSD، أو القيادة الذاتية الكاملة في سيارات تسلا هي نظام متقدم يمكّن السيارة من القيادة بشكل ذاتي في معظم الظروف دون تدخل السائق. تشمل هذه التقنية مجموعة من الميزات مثل التحكم التلقائي في السرعة والتوجيه، والقدرة على تغيير الحارات، والتنقل في المواقف المزدحمة، وحتى الاستدعاء الذكي للسيارة.

أما الطيار الآلي، فهو نظام مساعدة السائق الذي يتيح التحكم الآلي في القيادة داخل الحارة، بما في ذلك التسارع والتباطؤ والتوجيه. ومع ذلك، يتطلب الطيار الآلي إشرافًا نشطًا من السائق ولا يجعل السيارة مستقلة بالكامل، بحسب موقع الشركة نفسه. يُعتبر الطيار الآلي خطوة نحو القيادة الذاتية الكاملة، لكنه لا يزال يتطلب من السائقين البقاء متيقظين وجاهزين للتدخل عند الضرورة.

تفاصيل حادث تسلا

وفقًا لتقرير «بيزنس إنسايدر»، أفاد السائق الذي يبلغ من العمر 56 عامًا بأنه كان يعتمد على نظام الطيار الآلي في سيارته عندما وقع حادث مؤسف أدى إلى وفاة شخص كان يقود دراجة نارية على بُعد حوالي 15 ميلًا من سياتل.

بحسب البيان الصادر عن دوريات الطرق السريعة في ولاية واشنطن، تم توقيف السائق بشبهة القتل الناتج عن «بالإهمال المتعمد أثناء القيادة»، وذلك بسبب استخدامه للطيار الآلي مع الانشغال بالهاتف الجوال أثناء القيادة.

أقر السائق لأحد أفراد الدورية بأنه كان يستخدم الطيار الآلي وأنه كان ينظر إلى هاتفه الجوال لحظة وقوع الحادث، وذكر أحد الضباط في تقرير الحادث، كما نقلت شبكة CNBC، أن السائق لم يدرك ما حدث إلا بعد سماع دوي انفجار وشعوره باندفاع السيارة للأمام، ليجد نفسه قد اصطدم بالدراجة النارية التي كانت أمامه.

استدعاء سيارات تسلا

في شهر ديسمبر، قامت شركة تسلا بسحب أكثر من مليوني مركبة بهدف تحديث نظام الطيار الآلي. هذا الإجراء جاء نتيجة لتحقيق استمر لعامين أجرته الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA)، والذي كشف عن وقوع 13 حادثًا على الأقل، أدى أحدها إلى وفاة شخص وإصابات خطيرة لآخرين. التحديث يهدف إلى تعزيز يقظة السائقين من خلال تكثيف التنبيهات والإشارات التحذيرية.

وفقًا لتقرير NHTSA، أوضحت تسلا أن «جزءًا من الحل يتطلب تفعيل المستخدم ويمكن للسائق إلغاءه بسهولة».

لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان السائق المتورط في الحادث الذي وقع في واشنطن قد قام بتحديث نظام سيارته تسلا.

تشير الوثائق الصادرة عن NHTSA إلى أن معظم الطرازات الحديثة من تسلا تتضمن برمجيات يتم تحديثها بشكل آلي، في تقرير صدر مؤخرًا حول الاستدعاء، لفتت NHTSA الانتباه إلى أن استخدام مصطلح «الطيار الآلي» قد يوحي للسائقين بأن النظام يمتلك قدرات أكبر مما هو عليه فعليًا، مما قد يؤدي إلى ثقة مفرطة بالأنظمة الآلية.

يؤكد الموقع الإلكتروني لتسلا أن نظام الطيار الآلي لا يجعل السيارة مستقلة بالكامل، ويجب على السائقين الحفاظ على اليقظة والانتباه أثناء القيادة.

تحقيق في نتائج استدعاء تسلا 

في نهاية الأسبوع الماضي، كشفت الهيئات التنظيمية الفيدرالية عن بدء تحقيق لتحديد ما إذا كان الاستدعاء الذي أجرته تسلا لمليوني مركبة في شهر ديسمبر يكفي لضمان عدم إساءة استخدام تقنيات مساعدة القيادة من قبل السائقين.

أصدرت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة بيانًا تعلن فيه عن فتح تحقيق «لتقييم فعالية» الاستدعاء الذي تم في ديسمبر «في التصدي للممارسات الخاطئة، الارتباك المحتمل، أو الاستخدام غير المناسب في الظروف التي لم يُصمم لها النظام».

التحقيق الجديد سيشمل النظر في الموديلات Y وX وS و3 وCybertruck المزودة بنظام الطيار الآلي والتي تم إنتاجها في الفترة ما بين 2012 و2024، وذلك وفقًا لما ورد في تقرير الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة.

اتهامات بـ تضليل المستهلكين

داستن موسكوفيتز، المؤسس المشارك لفيسبوك ومؤسس شركة آسانا (Asana)، اتهم شركة تسلا في تصريح له عبر منصة ثريدز (Threads) بأنها «ضللت المستهلكين» بشكل كبير، مشيرًا إلى مغالطات بشأن قدرات برنامج القيادة الذاتية ومدى السيارات.

إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لتسلا، لم يرد مباشرةً على اتهامات موسكوفيتز، بل وجه انتقادات حادة تجاه المؤسس المشارك لفيسبوك، واصفًا إياه بـ«الأحمق». 

واستخدم موسكوفيتز مقارنة مع شركة إنرون، التي انهارت بعد فضيحة مالية كبرى، للتعبير عن وجهة نظره حول الوضع الحالي لتسلا، مشيرًا إلى أن الشركة قد تكون تسير على خطى مماثلة.

لتلخيص الفضيحة التي دامت عقدين من الزمن، تقدمت شركة إنرون، شركة الطاقة العملاقة، بطلب للإفلاس في عام 2001 بعد الكشف عن استخدامها أنظمة محاسبة ساعدتها على إخفاء ديون بمليارات الدولارات والكذب بشأن مصادر إيراداتها. وأُدين الرؤساء التنفيذيون للشركة بتهمة الاحتيال والتآمر في عام 2006.

حتى الآن، لم يواجه أي من المدراء التنفيذيين في شركة تسلا اتهامات جنائية، ولم تُدان الشركة بالاحتيال على المستهلكين أو فيما يتعلق بالأوراق المالية.

لكن تسلا واجهت قضايا قانونية وتحقيقات من قبل السلطات الفيدرالية بخصوص تقنية القيادة الذاتية الكاملة (FSD) ونظام الطيار الآلي، إلا أنه لم تظهر تحديات قانونية مباشرة تتهم الشركة بتضليل العملاء حول مدى السيارة باستخدام ميزات مساعدة القيادة.

بالإضافة إلى ذلك، واجهت تسلا اتهامات من قبل بعض السائقين بالمبالغة في تقدير مدى السيارة، مما أدى إلى رفع دعوى قضائية جماعية. وفي مارس، أشار قاضٍ إلى أن المدعين سيحتاجون إلى اللجوء إلى التحكيم الفردي، وأفادت تسلا في تقرير الأرباح للربع الثالث من عام 2023 أنها تلقت طلبًا من وزارة العدل لتقديم معلومات تخص مدى السيارة وقضايا أخرى.

اضف تعليق