q
عندما نكون من المنتظرين الحقيقيين، نكون من الناجحين في حياتنا، فالصبر طريق النجاح والفوز والربح. أما الذين ييأسون، والذين يجزعون، والذين يتعجّلون ويفقدون صبرهم ويستسلمون للأمر الواقع، هؤلاء فاشلون ولا يحصلون على أي شيء، وعندما تأتيهم الساعة يروا أنفسهم وقد خرجوا من هذه الدنيا وأيديهم فارغة...

أسعد الله أيامكم بمولد القائم المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، المصلح المنقذ الذي ينشر العدل في الأرض، ويرفع الظلم، المهدي الذي ننتظره بلهفة واشتياق ومحبة، ننتظره بمعرفة راسخة وطاعة صادقة وحب دائم لهذا الإمام الغائب، ننتظره من خلال العمل الصالح والاعتقاد العميق، والسلوك الجيد والأخلاق الحسنة.

الإنسان في مسيرة حياته تواجهه دائما تحديات، ويحاول ان يجسد هذه التحديات وتلك الصعوبات من خلال سلوكياته وطموحاته، فهل هو فعلا يجسد المنهج الذي يؤمن به ويواليه بحيث يتمكن من الثبات والاستقامة، أم يتساهل بتجاوز تلك التحديات والصعوبات ويتنازل عن مبادئه.

بالخصوص الإنسان الموالي لأهل البيت (عليهم السلام)، والمنتظر الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، في زمن الغيبة، التي تمثل أكبر تحدٍ وأعظم امتحان حيث يُختبَر في مواجهة هذا التحدي اختبارا شديدا، ويتبين بوضوح كلامه وسلوكه ومدى قربه من الحق أو الباطل ومن الصدق أو الكذب من الصح أو الخطأ.

هل هو مؤمن حقيقي وكلامه صادق أم هي مجرد لقلقة لسان، هل سلوكه يتناسب مع عصر الغيبة وزمن الانتظار، وهل سلوكه متذبذب ومتضعضع؟ فهنا تتبين حقيقة قضية الانتظار والمنتظِر.

الإنسان الذي يواجه هذه التحديات، يحتاج إلى ان يبين نفسه بأنه إنسان مؤمن ثابت على انتظاره، متمسك بدينه، مستقيم على ولايته، ففي انتظاره تتبين قوته النفسية والعقائدية وترويضه الذاتي وتعليمه العميق وبناؤه المعرفي وتوازنه المعتدل، ومدى التزامه بمنهج القائد المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

ماهو الكبريت الأحمر؟

ففي الاستقامة على منهج الانتظار يتبين في هذا الامتحان العسير الصعب جوهر الايمان والثبات على عقيدته، لأنه في عصر الغيبة لا يرى القائد أمامه.

يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (والذي بعثني بالحق بشيرا، إن الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر)،(1) والثابتون هم المتمسكون بمنهج الإمام الحجة المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، والكبريت الأحمر (2) يعني هنا: شيء إفتراضي يُضرب به المثل من حيث القيمة المثالية، أو من حيث نُدرة الوجود، أو الشيء الذي يستحيل العثور عليه. فالمؤمن يكون في زمن الغيبة مثل الكبريت الأحمر، عزيز قليل ونادر.

وعن الإمام زين العابدين (عليه السلام) يقول: (من ثبت على ولايتنا في غيبة قائمنا أعطاه الله أجر ألف شهيد، مثل شهداء بدر واحد)،(3) وهذا المقام الكبير للمنتظرين بشرط الثبات على الدين والالتزام بكل معطياته من أخلاق وسلوك وتمسك بالشرع والعقيدة.

والثابتون هم الذين لا يتزحزحون في مواجهة التحديات والمحن والمعاناة، ولا يتزلزلون أمم المغريات والشهوات فيفقدون قدراتهم على الصمود والمواجهة.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ) الأنفال 45.

الثبات نقيض الزوال

إن الثبات هو نقيض الزوال، أي البقاء، حين يكون الإنسان باقيا في مكانه، لا يتزعزع، وتكون له الحجة أو القوة الذاتية وعدم التزلزل (يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء) إبراهيم/27، وعدم الانزلاق في المغريات والشهوات والتشكيكات، ونتيجة الثبات هي الانتصار.

عندما يثبت الإنسان ينتصر، وعندما يصمد يربح، فالربح الحقيقي في الحياة هو في الثبات والاستمرار، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد 7.

فالنصر الحقيقي للإنسان الموالي المنتظِر ليس في امتلاك الماديات، بل بالالتزام بمنهج أهل البيت (عليهم السلام)، ومنهج الإمام المنتظر.

فما هي المخاطر التي تواجه هذا الإنسان الممتحَن المبتلى في عصر الغيبة؟

المخاطر في عصر الغيبة

الخطر الاول: تزلزل المبادئ وهلاميتها

وذلك بسبب البحث عن المكاسب المادية والسريعة، وكثير من الناس تغريهم الماديات، وإشباع غرائزهم وأهوائهم وشهواتهم، فنلاحظ إن يؤمن بأهل البيت (عليهم السلام) ولكن عندما يواجه امتحان المغريات يصبحُ متزلزلا هلاميا، أي تزول حالة الثبات على الدين عنده خصوصا أن هؤلاء الذين كانوا مؤمنين وعندما أصبحت السلطة بيدهم، أو ازدادت الأموال والحشم والخدم تزلزلوا وركضوا وراء شهواتهم وأهواءهم.

الخطر الثاني: الانهزامية النفسية والعقائدية والثقافية

وذلك بسبب التحديات العالمية، ونقصد بذلك التقدم العلمي العالمي والتكنولوجي المادي، التقدم الكبير الذي يحصل في العالم كله، حيث يرى الإنسان نفسه صغيرا في هذا الخضمّ.

بعض الناس تتضاءل عندهم الالتزام في زمن الغيبة، فيصبح في ذاته صغيرا محتقرا لنفسه ومنهزما. ويتساءل لماذا هم يتقدمون ونحن لا نتقدم، وهو بهذا لا يحاول أن يبحث عن السبب الحقيقي وهو التخلي عن مبادئ اهل البيت (عليهم السلام)، هذه الانهزامية تعد من أكبر المخاطر حيث ينساق هؤلاء المنهزمين نفسيا كانسياق القطيع وراء المبهرجات والصخب الكبير الظاهري الموجود في العالم، من الملابس، وامتلاك الأشياء، والأكل والشرب، واللهو والعبث واللهاث وراء الدعاية والإعلام، وبالنتيجة يصبحون مستعبدين داخل مسار القطيع الذي انهار واستسلم لهذا الواقع المادي التعيس، وهو تعيس لأنه يُخرج الإنسان من حالة السعادة الحقيقية، ويُدخله في عالم فارغ من المعاني الحقيقية.

إن سبب الانهزام النفسي والعقائدي، حين يتخلى الإنسان عن عقيدته بسبب حالة الامتحان الشديد بسبب المغذيات الفكرية السيئة التي تستلب قناعاته، وذلك يكون حاصلا حين يتخلى عن ثقافته الاصيلة وينساق وراء السلوكيات التي لا ترتبط بدينه، ولا ترتبط بعقيدته، فيصبح هائما في عالم من التزلزل والهلامية الشبحية، منهزما وتابعا لأجندات الآخرين.

الخطر الثالث: تسلّل الشك

إن المشكلات كثيرة، وكذلك الأزمات والضغوطات، خصوصا الضغوطات المادية، بعض الناس يتسلل الشك إليهم من خلال الوساوس الشيطانية، فيهتز فيهم اليقين بالدين، فيكون شاكّا قلِقا، غير مطمئن بسبب انهزاميته، واستسلامه للضغوط والمشكلات.

فيفكر في نفسه، ويتساءل مع نفسه ويقول، لماذا لا أذهب وراء الناس؟، كما هو الحال، وهكذا لا يكون ثابت القدم، ويكون متزلزلا.

هذا الشك يشكل مشكلة كبيرة، فالذي يدخل في عالم الشك ينهار ويغرق في عالم من الوساوس فلا يجد السعادة الاطمئنان في حياته أبدا، لأن الشك مرض مدمِّر، وهو أشبه بمرض السرطان، يجعل الإنسان يعيش في دوامة كبيرة من عدم الشعور بالاستقرار.

وإلا فإن اليقين والاستقرار والاطمئنان، تأتي من الثبات على منهج أهل البيت (عليهم السلام)، ومنهج الإمام الحجة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: (والذي بعثني بالحق بشيرا ليغيبن القائم من ولدي بعهد معهود إليه مني حتى يقول أكثر الناس: ما لله في آل محمد حاجة، ويشك آخرون في ولادته، فمن أدرك زمانه فليتمسك بدينه، ولا يجعل للشيطان إليه سبيلا بشكه فيزيله عن ملتي ويخرجه من ديني). (4)

الخطر الرابع: غياب العناصر الأخلاقية

وهي العناصر التي تشكل الشخصية المستقيمة للإنسان، فعندما تصبح الغاية تبرر الوسيلة، يذهب هذا الإنسان وراء الانتهازية والوصولية ويريد أن يصل إلى غاياته من دون أن يتورع عن ارتكاب المحارم، وينجرف باتجاه الحرام ويغرق فيه.

وهذا الإنسان الذي يفقد العناصر الأخلاقية، يصبح منافقا متذبذبا، مزدوجا، ويفقد استقامته ونزاهته وكرامته وحياءه.

هذه العناصر الأخلاقية النابعة من الدين، هي التي تشكل الشخصية المستقيمة، الثابتة المنتصرة.

الخطر الخامس: عدم التورّع عن المحارم

وهذا يؤدي إلى فقدان التقوى، والانزلاق وراء الشهوات، ربما هناك بعض الناس توجد عندهم بعض القضايا الأخرى من عدم الالتزام، ولكن بعض الناس تراهم يحبون أن يمارسوا أشياءً خلاف الأحكام الشرعية، فيحاول أن يبرر ارتكاب الحرام، فيقول من قال بأن عملي هذا حرام، ما هو دليلكم على أن ما أقوم به حرام.

وهكذا لا يتورع عن ارتكاب الحرام والوقوع في الشبهات بأشكال مختلفة، وبتبريرات مختلقة أيضا، بالنتيجة فهذا يعد انزلاقا وراء الشهوات وانهيار واستسلام للأجواء المحيطة بهذا الإنسان، حيث تجعله غارقا فيها، فتسلبه قدرة المواجهة وينهار أمام الضغوطات والامتحانات، فيسقط في الامتحان ويفشل.

كيف نثبت في زمن الغيبة؟

هنا يتبادر السؤال: كيف نكون ثابتي الأقدام وراسخين في مبادئنا وعقائدنا، نلتزم بالأحكام الشرعية، نتورع عن الحرام والشك والشبهة والتزلزل؟

اولا: التقوى

وهي تلك الملَكة النفسية التي تحصن الإنسان من الوقوع في المحارم، وتعطي الإنسان النزاهة والقوة والإيمان الكبير، والحصانة الذاتية بأن تكون في ذات الإنسان ملَكة راسخة، وتمنحه التورع عن الحرام، ووقاية نفسه من الانحراف والسقوط في أتون مستنقع المحارم والمساوئ.

فعن الإمام الصادق (عليه السلام): (إن لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسك فيها بدينه كالخارط لشوك القتاد بيده. ثم أطرق مليا ثم قال: إن لصاحب هذا الأمر غيبة فليتق الله عبد وليتمسك بدينه)،(5) (كالخارط..) وهو الشوك الذي نراه في النباتات، إذا سحبه بيده، فإن هذا الشوك كله سوف يدمي يده ويكون هذا الأمر مؤلما جدا.

فالإنسان الذي يكون ملتزما ومتقيا في عصر الغيبة، سوف يكون كمن يجر هذا الشوك بيده، وتعني مفردة الخارط الإنسان الذي يجرّ الشوك بيده ولا يمسك الشوك فقط، فيكون الألم أشدّ والدماء تسيل أكثر، وهذه المعاناة الكبيرة هي في الواقع تشبه معاناة الثابت على الدين.

ولكي يكون قويا وثابتا على مبادئه وفي دينه، فليتّقِ الله عبد، بمعنى العبودية لله سبحانه وتعالى فقط، والتقوى هو الذي يُنجي الإنسان في عصر الغيبة ويمنحه القوة، فالنجاة في التقوى وفي العبودية المطلقة لله سبحانه وتعالى، والتمسك بالدين.

ثانيا: الصبر

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخاطب أصحابه: (سيأتي قوم من بعدكم، الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منكم، قالوا: يا رسول الله، نحن كنا معك ببدر واحد وحنين ونزل فينا القرآن؟! فقال: إنكم لو تحملون لما حملوا، لم تصبروا صبرهم)،(6) هؤلاء المنتظرون في عصر الغيبة أفضل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بدر وأحد والذين نزلت فيهم الآيات القرآنية؟ لأنهم يتحملون ضغوطا قصوى، ويصبرون صبرا كبيرا، وهذا هو المطلوب منّا، أن نكون صابرين حتى نكون من المنتظرين الحقيقيين المتمسكين بمنهج الإمام الحجة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وعندما نكون من المنتظرين الحقيقيين، نكون من الناجحين في حياتنا، فالصبر طريق النجاح والفوز والربح.

هذه القواعد لابد أن تكون هي القواعد التي نلتزم بها، أما الذين ييأسون، والذين يجزعون، والذين يتعجّلون ويفقدون صبرهم ويستسلمون للأمر الواقع، هؤلاء فاشلون ولا يحصلون على أي شيء، وعندما تأتيهم الساعة يروا أنفسهم وقد خرجوا من هذه الدنيا وأيديهم فارغة.

هكذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للمنتظرين، المتمسكين بمبادئهم والثابتين على الدين، في زمن الغيبة.

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لأصحابه: (إنكم أصحابي، وإخواني قوم في آخر الزمان آمنوا ولم يروني... لأحدهم أشد بقية على دينه من خرط القتاد في الليلة الظلماء، أو كالقابض على جمر الغضا، أولئك مصابيح الدجى، ينجيهم الله من كل فتنة غبراء مظلمة).(7)

هكذا هم المنتظرون، هم الناجون، عندما يتمسكون بدينهم وعقيدتهم.

(رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) البقرة 250

ثالثا: التمسك بالدين

عن الإمام الصادق (عليه السلام): (قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لأنسبن الاسلام نسبة لم ينسبه أحد قبلي ولا ينسبه أحد بعدي، الاسلام هو التسليم، والتسليم هو التصديق، والتصديق هو اليقين، واليقين هو والأداء هو العمل، إن المؤمن أخذ دينه عن ربه ولم يأخذه عن رأيه. أيها الناس، دينكم دينكم، تمسكوا به، لا يزيلكم أحد عنه، لان السيئة فيه خير من الحسنة في غيره، لان السيئة فيه تغفر، والحسنة في غيره لا تقبل).(8)

هذا حديث عظيم لابد أن نتأمله، فليس هناك حسنة في غير الدين، فالإنسان المتدين لا يرتكب السيئة، فإذا كان الإنسان متمسكا بدينه، فإنه حتى لو ارتكب السيئة ثم استغفر الله سبحانه وتعالى، فهذا أفضل الحسنة في غير الدين.

لأن الإنسان الذي لا دين له لا منهج له، لا أخلاق له، الدين هو الذي يعصم الإنسان من الخطأ، هو الذي يحصّن الإنسان من المساوئ، حتى لو كان الإنسان ذا اخلاق حسنة، ولكن في لحظات معينة عندما لا يكون الدين محصِّنا له سوف ينهار.

وللبحث تتمة..

.........................................
(1) كمال الدين وتمام النعمة - للشيخ الجليل الأقدم الصدوق - ج ١ - الصفحة ٣١٦، حيث جاء فيه:
حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي، عن علي بن عثمان، عن محمد بن - الفرات، عن ثابت بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن علي بن أبي طالب عليه السلام إمام أمتي وخليفتي عليها من بعدي، ومن ولده القائم المنتظر الذي يملأ الله به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، والذي بعثني بالحق بشيرا إن الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر، فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة؟ قال: إي وربي، وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين، يا جابر إن هذا الامر (أمر) من أمر الله وسر من سر الله، مطوي عن عباد الله، فإياك والشك فيه فإن الشك في أمر الله عز وجل كفر).
(2) ونقل الشيخ الكليني في الكافي، عن الامام الصادق (عليه السلام) قوله: (المؤمنة أعز من المؤمن والمؤمن أعز من الكبريت الأحمر، فمن رأى منكم الكبريت الأحمر؟)، الكبريت الأحمر هو الجوهر الذي يطلبه أصحاب الكيميا وهو الاكسير. وقوله "المؤمنة أعز" يعنى أن المؤمنة أقل وجودا من المؤمن وذلك لأن المرأة الصالحة في غاية الندرة.
ونقل علي بن محمد الليثي الواسطي في عيون الحكم والمواعظ، عن الامام علي (عليه السلام) قوله: (ليس شئ أعز من الكبريت الأحمر إلا ما بقي من عمر المؤمن).
وقال في الوجيز: أَعَزُّ مِنَ الكِبْرِيتِ الأحمَرِ، فيقَال: هو الذهب الأحمر، ويقَال: بل هو لا يوجد إلا أن يذكر، وقَال: عَزَّ الوَفَاءُ - فَلاَ وَفَاءَ وإنه...لأعَزُّ وُجْدَاناً مِنْ الكِبْريتِ.
(3) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٢ - الصفحة ١٢٥.
(4) كمال الدين وتمام النعمة - للشيخ الجليل الأقدم الصدوق - ج ١ - الصفحة ٧٩.
(5) الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ٣٣٥.
(6) الغيبة - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ٤٧٧.
(7) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٢ - الصفحة ١٢٤.
(8) الأمالي - الشيخ الصدوق - الصفحة ٤٣٢.

اضف تعليق