q
خارج حدود المملكة، يلهم المنتخب المغربي القارة الإفريقية والعالم العربي. من بغداد إلى غزة وتونس والجزائر وصولا إلى دكار، وحدت الانتصارات المغربية المتتالية المؤيدين الذين يشجعون بصوت واحد الأسود. إنه مونديال الفخر المستعاد. مونديال من لا صوت لهم الذين يهتفون فرحا، ماحين إحباطهم أمام الأفق المسترد، والقدرة مجددا...

"تأهلنا! تأهلنا!"... يستمر حلم المغاربة المذهل مع تأهل "أسود الأطلس" إلى نصف نهائي مونديال قطر في إنجاز مثير لم يحققه سابقا أي منتخب إفريقي أو عربي.

تقول إلهام الإدريسي (34 عاما) لوكالة فرانس برس في الدار البيضاء والفرحة تغمرها "قلبي سيتوقف، يا له من فريق، أي قدرة على التحمل، يا له من إنجاز!".

أما معاد خيرت (29 عاما) المسؤول في مركز اتصال فيقول "أعتقد أنني أحلم في اليقظة. اقرصني! يا له من فخر كبير، كان الأسود على الموعد، أشكرهم من أعماق قلبي".

ويضيف "نجح المنتخب المغربي في فعل المستحيل. نريد الكأس الآن".

مرة أخرى، بدأت الاحتفالات الجماعية مع صافرة النهاية من شمال المملكة إلى جنوبها، حتى في المناطق النائية.

في تصريح لوكالة فرانس برس قبل المباراة، قال اللاعب المغربي الدولي السابق عبد الرزاق خيري الذي أدى الدور الرئيسي في انتصار بلاده المفاجئ على نظيره البرتغالي بثلاثة أهداف لهدف في مونديال المكسيك عام 1986، إنه "لا شيء مستحيلا في كرة القدم، هذا سحر الرياضة".

لم يسبق أن نجح أي منتخب إفريقي أو عربي في تجاوز ربع النهائي.

فقد فشلت منتخبات الكاميرون عام 1990 والسنغال عام 2002 وغانا عام 2010 في الوصول إلى المربع الذهبي لأرقى بطولات كرة القدم.

وعلّق الناشط الذي يكتب عن كرة القدم على تويتر تحت اسم ويلوو "للمرة الثانية في أربعة أيام، يكتب المغرب أفضل صفحة في تاريخه. وهذه المرة هي أيضًا أكبر صفحات القارة الإفريقية. لم تعد بطولة... إنها ملحمة".

يستمر حلم "أسود الأطلس" ولكن أيضًا حلم جميع المغاربة.

تورد مجلة "تيل كيل" المغربية الأسبوعية في افتتاحيتها "يبدو أن كرة القدم قد تجاوزت حدود الرياضة".

بالفعل، فقد باتت ملحمة "أسود الأطلس" قصة شعب كامل يحبّ "اللعبة الجميلة".

في الدار البيضاء، معقل كرة القدم المغربية، تنتشر قمصان المنتخب الوطني والأعلام الحمراء مع النجمة الخضراء في كل مكان على النوافذ وفي المحال والأسواق.

والحماسة كبيرة إلى درجة رسم لوحات جدارية عملاقة تصور اللاعب حكيم زياش والمدرب وليد الركراكي الذي صار في مصاف الأبطال الوطنيين، علما أنه تولى مقاليد المنتخب قبل أقل من ثلاثة أشهر من بدء البطولة بعد تنحية البوسني وحيد خليلوزيتش.

فخر إفريقيا والعرب

خارج حدود المملكة، يلهم المنتخب المغربي القارة الإفريقية والعالم العربي.

من بغداد إلى غزة وتونس والجزائر وصولا إلى دكار، وحدت الانتصارات المغربية المتتالية المؤيدين الذين يشجعون بصوت واحد "الأسود".

وتضيف مجلة "تيل كيل" في مقالها "إنه مونديال الفخر المستعاد. مونديال من لا صوت لهم الذين يهتفون فرحا، ماحين إحباطهم أمام الأفق المسترد، والقدرة مجددا على حب الذات. إنه تنفيس كامل".

لكن هناك جانب سلبي وحيد، فقد أعرب ركاب عن غضبهم بعد عدم تمكنهم من السفر إلى قطر عبر مطار محمد الخامس بالدار البيضاء في رحلة الخطوط الملكية المغربية قبل ساعات قليلة من انطلاق المباراة.

وقال أحد الركاب عبر موقع لينكد-إن "لدي تذكرة مؤكدة للدوحة... لم أستطع ركوب الطائرة التي استقبلت أشخاصًا من رحلة سابقة"، مضيفا أنه مكث في المغرب لمشاهدة المباراة "في المنزل".

حماس يتخطى الحدود والخلافات السياسية

لا يتردّد الجزائري عمر بوبكر في المجاهرة بتشجيعه لمنتخب المغرب، قائلا بحماس "أنا مع المغرب"، منحيا تماما الخلافات السياسية المزمنة بين بلده والبلد المجاور.

ويتمنّى بوبكر (50 عاما) فوز منتخب المغرب بكأس العالم، ويقول التاجر القادم من ولاية وهران، لوكالة فرانس برس، "أنا الآن مع المغرب. المغرب كالجزائر وأتمنى أن يذهب بعيدا".

والعلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين الجزائر والمغرب منذ آب/أغسطس 2021.

وتشهد العلاقات توترا منذ عقود بسبب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو المطالبة باستقلال الصحراء الغربية التي يعتبرها المغرب جزءا لا يتجزأ من أرضه ويقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادته.

ويتابع الرجل فيما ابنه يلوّح بعلم الجزائر قرب طاولة جلس عليها مشجعون مغاربة "السياسة للساسة، إنما الشعوب على قلب واحد".

ويضيف "أتمنى أن يربح المغرب كأس العالم. كلّ شيء ممكن".

في الجزائر، يتابعون المواطنون مسيرة المنتخب المغربي عن كثب، رغم صمت إعلامي ورسمي حيال تقدّم المنتخب المشارك في أوّل مونديال يُنظَّم في دولة عربية. وقد تجمّعوا خلال المباراة بين إسبانيا والمغرب في المقاهي، واحتفلوا بصخب بانتصار المغرب.

وتلاقي انتصارات المغرب فرحة عارمة ومؤازرة واسعة في كل الدول العربية، من سوريا ولبنان شرقا إلى ليبيا وتونس غربا، حيث تتابع حشود مباريات "الأسود" على شاشات عملاقة في الساحات أو في المقاهي والمراكز التجارية.

في الدوحة حيث الحدث، بات علم المغرب الأحمر بنجمته الخضراء يطغى على المشهد، ويمكن سماع العديد من العرب يطرحون على آخرين السؤال نفسه "معك تذكرة لمباراة المغرب؟".

وجاء الطالب المغربي أسامة القبلاني (26 عاما) من باريس بمفرده لمتابعة المباريات، ويقول إنّه شعر "بوحدة عربية" أنسته وحدته.

ويضيف الشاب الذي ارتدى قميص بلاده الأحمر اللون واعتمر عقالا خليجيا، "الكمّ الهائل من العرب الذين يشجّعون المغرب يجعلني أشعر أنني في الدار البيضاء أو الرباط".

ويتابع بحماس "الروح التي تجمع العرب هنا فريدة وغير مسبوقة". وقال أردني كان الى جانبه بحماس "مربوحة مربوحة".

حلم عربي

في سوق واقف، مقصد المشجعين في الدوحة، باتت أعلام المغرب وأوشحته الأكثر مبيعا، بحسب بائعين.

واشترى الطالب المصري محي خالد (16 سنة) علم المغرب مقابل 25 ريالا (6,8 دولار) وبدأ وصديقاه البحث عن تذاكر لحضور اللقاء المرتقب.

ويقول بحماس أمام متجر يبيع قمصانا كتب عليها "أنا دمي عربي"، "المغرب يمثّل حلماً عربياً جميلاً يسعدنا جميعا".

في إدلب في شمال غرب سوريا، استقبل طبيب الأسنان السوري مصطفى ياسين عشرين مريضا مجانا يومي الأربعاء والخميس في عيادته، احتفالا بفوز المغرب.

وكان ياسين يفي بوعد قطعه على "فيسبوك" قبل مباراة المغرب وإسبانيا في ثمن النهائي قال فيه "إذا تأهل المغرب لربع النهائي، جميع المعالجات مجاناً".

وأعرب عن "سعادته بذلك رغم الضغط".

وما أن أدخل أشرف حكيمي الكرة في شباك الإسبان مؤكدا فوز بلاده، انطلقت الاحتفالات والهتافات والموسيقى في إدلب ولبنان واليمن، فيما أطلق ليبيون الألعاب النارية ابتهاجا، رغم ويلات النزاعات والمصاعب الاقتصادية في هذه المناطق.

وتقول المغربية الستينية عائشة بينما تتناول الغداء في مطعم لبناني في الدوحة تدلّى على واجهته علم كبير للمغرب، "نشعر أنّ الجميع معنا".

وكان لاحتفال لاعبي المغرب بعد المباراة، وهم يحملون العلم الفلسطيني، وقع طيب في الأراضي الفلسطينية وأرجاء الدول العربية. وغصّت وسائل التواصل الاجتماعي بمنشورات تشيد بذلك.

في لبنان، نشرت صحيفة "لوريان لوجور" الناطقة بالفرنسية على صفحتها الأولى صورة للمنتخب المغربي مرفقة بعبارة "فخر العرب". وعنونت صحيفة "الأخبار" صفحتها الرياضية "المغرب يصنع تاريخاً جديداً".

وودّعت منتخبات قطر والسعودية وتونس البطولة من الدور الأول، لينضمّ مشجعوها الى مشجّعي "الأسود".

ويقول القطري محمد فخرو (52 عاما) إنّ المغرب "عوّض خسارة خروج قطر مبكرا"، "كلّنا حاليا خلف المغرب".

واعتبر اللاعب المغربي السابق طلال القرقوري أنّ التواجد الجماهيري لعب دورا حاسما في نتائج المغرب.

وقال المدافع السابق في مقابلة مع فرانس برس "الحضور الكثيف للجماهير أثّر على الخصم ودفع باللاعبين للحصول على النتائج. تواجد الجماهير ساعد كثيرًا".

وبمواجهة هتافات "ديما (دائماً) مغرب، فيفا (يعيش) مغرب" من حناجر لم تهدأ مساء الخميس في الدوحة، قال المشجع البرتغالي فرناندو لوبو (56 عاما) في الدوحة "إننا نواجه المغرب على أرضه، ما يزيد من صعوبة المباراة"، رغم ثقته بفوز رفاق كريستيانو رونالدو.

لكنّ تاجر الذهب المغربي عبد الرحيم الضحى (50 عاما) قال "بهذا التضافر العربي الكبير ... عندنا الحلم والثقة أننا سنكمل المشوار ولم لا نفوز بكأس العالم؟".

رونالدو فينو؟

بركان جماهيري مغربي انفجر في ملعب الثمامة في الدوحة امتدت صداه في أرجاء المعمورة مع دوي صافرة الحكم معلناً فوز المغرب على البرتغال بهدف نظيف وبلوغه الدور نصف النهائي من مونديال قطر 2022، في إنجاز تاريخي غير مسبوق لمنتخب عربي وإفريقي في نهائيات كأس العالم.

سارع أمين بيدس ابن الـ 16 عاماً من فلسطين والقادم من دبي في مقابلة مع وكالة فرانس برس للتساؤل ضاحكاً "رونالدو فينو (أين هو)؟ أنا صراحة لم أشاهده...".

قبلها، تراقص اللاعبون وهتفوا ولوحوا بعلم بلادهم، فالحلم مستمر، والمغرب هو من كان صاحب الفضل في أن يكون للقارة السمراء والعرب كلمة على أرض عربية هي قطر.

صورة اعتدنا على رؤيتها في كل مباراة، جماهير بالآلاف تصدح 90 دقيقة كاملة وحتى أكثر اذا دعت الحاجة كما حصل أمام إسبانيا في ثمن النهائي في مباراة انتهت بسيناريو ركلات ترجيحية حابس للانفاس.

بدا الرقم القياسي للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بمعادلته أكثر اللاعبين خوضاً للمباريات الدولية متساوياً مع الكويتي بدر المطوّع (196) بعد دخوله احتياطياً أمام المغرب، مجرد مذنّب مرّ بسرعة الضوء من دون أن يلفت الأنظار.

على أرض الملعب، كتب يوسف النصيري التاريخ بأحرف من ذهب، فاللاعب الفارع الطول (1.88 م) سيبقى خالداً في القلوب على انه مسجل هدف الفوز بضربة رأسية ذهبية عجز الحارس البرتغالي عن صدها.... سيتذكره الجيل الحالي والأجيال القادمة وسيروي قصته الاب لابنه، والجد لحفيده والزوجة لابنتها.... قصة نسجها من الخيال و"الحلم" الذي تردد على شفاه كل من تابع اللقاء.

يقول فراس بيدس (48 عاماً) "للأمانة لم نكن نتوقع نتيجة المنتخب المغربي".

وأضاف عندما سُئل عن رفع العلم الفلسطيني في احتفالات لاعبي المغرب "بشكل عام قطر قامت بعمل في هذه البطولة لم يحصل منذ زمان، وأنا هنا أتحدث عن الشعوب، كشعوب رأينا أنّ القضية الفلسطينية ما زالت تعيش في الجيل الثالث وليس بشكل عام.. هو الجيل الثالث بعد النكبة...".

المغرب بطل العالم؟

إلى جانبه، وقفت نجلته رولا ابنة الـ 15 عاماً وقالت والخجل في عينيها "للصراحة توقعت فوز المغرب لأني جئت كمشجعة، وانا سعيدة لانهم يستحقون الفوز ولعبوا بطريقة جيدة.. الحارس (ياسين) بونو رائع".

وعن الطموحات المقبلة قالت "أريد أن يفوز المغرب بكأس العالم".

لم تكن أمسية عادية أو ليلاً داكن اللون، فالأسود تحول إلى الأحمر تماماً كلون العلم المغربي الذي تتوسطه نجمة خماسية باللون الأخضر... ترجم اللاعبون المغاربة علمهم ونشيد بلادهم إلى فوز تاريخي... الأحمر يرمز إلى الجرأة والقوة والشجاعة، والأخضر إلى الحب والفرح والحكمة والسلام والأمل.. كلمات وعبر تحولت إلى كرة في المرمى وقتال داخل المستطيل الأخضر ودموع ومجموعة لم تبخل بقطرة عرق.

لم يهتم اللاعبون كثيراً بانجازات رونالدو أو حرفنة برونو فرنانديش أو مهارة جواو فيليكس... أو حتى سنوات الخبرة للمدافع الصلب بيبي. جميعهم كانوا مجرد أسماء على قائمة المباراة. كيف لا بعدما أطاح المغرب إسبانيا في ثمن النهائي وجعل من أسلوب الـ تيكي تاكا" في تناقل الكرات مجرد أضحوكة تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي.

زأر "أسود الأطلس" في ملعب الثمامة، فردت الجماهير بهتافات صدحت من حناجر لم يدركها التعب "سير، سير، سير.... تماركي" (اذهب وسجل) و"ديما (دائماً) مغرب".

ذاد "الأسد" بونو عن عرينه رافضاً أن تهتز شباكه للمباراة الثالثة توالياً بعد التعادل السلبي أمام كرواتيا في مستهل مبارياته في دور المجموعات والفوز على اسبانيا بركلات الترجيح 3-صفر بعد تعادلهما سلباً في الوقتين الأصلي والإضافي، وانجاز صده ركلتين ترجيحيتين.

في أمسية للتاريخ، لم تكن قارة إفريقيا مجرد ضيف على عالم الكرة المستديرة ولم يعد العرب يكتفون بالقول الشهير "شرف المشاركة"، فالمغرب رفع عالياً الراية وأسكت المشككين بقدرات صقلتها الموهبة على مسرح الكرة العالمية.

ردود فعل عالمية

هنأ العديد من الزعماء السياسيين ونجوم كرة القدم والمشاهير المغرب بفوز منتخبه على البرتغال ليصبح أول فريق عربي وأفريقي يبلغ قبل نهائي كأس العالم لكرة القدم في التاريخ بفوزه الصاعق 1-صفر في دور الثمانية يوم السبت. وفيما يلي بعض ردود الفعل:

"حان وقت إفريقيا"! قالتها شاكيرا منذ 12 عامًا في الأغنية الرسمية لمونديال 2010 في جنوب إفريقيا "واكا واكا". ها هي ترددها مجدداً السبت بعدما بات المغرب أول منتخب من القارة السمراء يبلغ نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم، في حين بدأ العرب "بالحلم الآن بأن يرفع منتخب عربي" الكأس الغالية.

من كل رقعة في الكرة الأرضية، انهالت الاشادات على "أسود الاطلس" في مواقع التواصل الاجتماعي بعد فوزهم المدوي على البرتغال 1-0 في ربع نهائي مونديال قطر 2022 بهدف يوسف النصيري، ليضيفوا منتخباً كبيراً جديداً إلى قائمة ضحاياهم بعدما أطاحزا إسبانيا بطلة 2010 بركلات الترجيح في ثمن النهائي.

لم تتردد المغنية الكولومبية اللبنانية الأصل شاكيرا في التعبير عن فرحتها، فغرّدت سريعًا "حان وقت إفريقيا" وهي جملة من أغنيتها التي رددها كل شخص في المعمورة منذ صدورها عام 2010 ووصل عدد مشاهديها على "يوتيوب" إلى أكثر من ثلاثة مليارات شخص.

لاقت التغريدة تفاعلاً هائلاً ووصل عدد الإعجابات الى قرابة نصف مليون في غضون ساعتين.

بعد مونديال مليء بالمفاجآت شهد على انتصارات تاريخية لمنتخبات متواضعة أو غير مرشحة ضد أبطال سابقين وأخرى عريقة، رأى أسطورة كرة القدم المصرية محمد أبو تريكة "بدأنا نحلم الآن بأن يرفع منتخب عربي كأس العالم"، خصوصاً إذا ما صادفت أول مونديال في الشرق الاوسط وبلد عربي.

إنجاز المغرب دفع بالصحافي والمقدم التلفزيوني البريطاني الشهير بيرس مورغن الى التغريد باللغة العربية "هذا المونديال أحسن مونديال في التاريخ #مونديال_قطر2022 !!!!"

وكما في كل مباراة، توجه أشرف حكيمي إلى والدته للاحتفال معها في المدرجات وتقبيلها، في مشاهد باتت تنتشر على مواقع التواصل بعد كل فوز للمغرب.

لم يختلف الأمر هذه المرة، وعلّقت شبكة "بي بي سي" البريطانية على اللقطة قائلة "وصلنا إلى نصف نهائي كأس العالم يا أمي. شاهدَ أشرف حكيمي والدته بين المشجعين مجددًا. يعاني للوصول إليها لكنه ينجح في النهاية ويتبادلان القبل. يا لها من مشاهد".

كما احتفل لاعب الوسط سفيان بوفال على أرض الملعب رقصًا مع والدته في مشهد جميل.

أما النجم البرازيلي كاكا المتوج بمونديال 2022، فقال لقناة بي إن سبورتس "إنجاز تاريخي، ليس بالإنجاز العادي. أنت بين افضل اربعة منتخبات في العالم. لمَ لا الحلم بالكأس؟ تهانينا لهذا المنتخب المنظم والمنضبط، ركّز كثيرًا وحارب في الاتجاه الصحيح. الحارس بونو مميز، أوناحي اللاعب رقم 8 يا له من لاعب".

غرّد صامويل إيتو رئيس الاتحاد الكاميروني والمهاجم الدولي السابق "هذا مذهل. المغرب أول منتخب إفريقي الى نصف النهائي. القارة بأكملها خلفكم".

أما الانكليزي غاري لينيكر، هداف مونديال 1986 فقال "واو، يا له من فوز مذهل للمغرب. جريء، متّقد، منظّم، هادئ ومستحق....كرة القدم رائعة. إنها الأفضل".

كما كتب حساب نادي تشلسي الإنكليزي بالعربية محتفياً بلاعبه حكيم زياش وقال "علاش نخاف وعنا زياش؟".

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لاحتفالات المغاربة في مدن أوروبية وعربية عدة مثل باريس ولندن والقدس، بالاضافة طبعًا الى العاصمة القطرية الدوحة.

كما بدا نوّاب في البرلمان التركي يحتفلون بالفوز ويشاهدون المباراة ويقولون "فاس...فاس" أي "المغرب" بالتركية.

وبارك بدوره المهاجم العاجي السابق ديدييه دروغبا للمغربيين على تويتر قائلا "لقد فعلوها، برافو المغرب لهذا الانجاز. تحيا إفريقيا. أخي وليد الركراكي أنا سعيدٌ جدًا لأجلك".

أما مالك تويتر إلون ماسك الذي يتابعه أكثر من 120 مليون شخصًا، فقد نالت تغريدته "مبروك للمغرب" أكثر من 100 ألف إعادة تغريد في أقل من ساعة.

وبدا المهدي بنعطية مدافع المغرب السابق الذي احترف في العديد من الاندية الاوروبية مثل بارين ميونيخ ويوفنتوس، متأثرًا في حديث لقناة بي ًإن سبورتس "أنا أخ كبير. كنت محظوظا لمقابلتهم عندما كانوا صغار السن ورافقتهم حتى وصلوا إلى هنا. أنا في الملعب ولا أصدّق. أشعر ان شخصًا ما سيوقظني. هذا أمر لا يُصدّق، لدي القشعريرة، نحن في نصف نهائي كأس العالم".

ومن أبرز لقطات المباراة كانت تقبيل المدافع المغربي جواد الياميق رأس البرتغالي بيبي عندما أهدر الاخير رأسية خطيرة في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع كادت تكون كفيلة بجر المواجهة إلى شوطين إضافيين.

انتشرت هذه اللقطة بشكل هائل على مواقع التواصل، وعلّق عليها الممثل المصري الكوميدي محمد هنيدي بالقول "كلنا بنبوس دماغك".

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هنأ عاهل المغرب الملك محمد السادس في اتصال هاتفي "بفوز المنتخب المغربي لكرة القدم وصعوده للدور نصف النهائي... كأول منتخب عربي وأفريقي يصل لهذه المرحلة في تاريخ البطولة".

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على تويتر "‏نشاطر الفرحة أشقاءنا في المملكة المغربية الشقيقة بتألق منتخبها الذي كتب التاريخ بتأهله".

هنأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن "أسود الأطلس بفوزهم اليوم".

الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في تغريدة "تاريخ قاري!... يا له من إنجاز لأسود الأطلس".

ديدييه دروجبا نجم كرة القدم المعتزل في ساحل العاج وأسطورة تشيلسي على تويتر ""فعلوها!!! أحسنت صنعا يا المغرب بهذا الإنجاز. عاشت أفريقيا".

صمويل إيتو مهاجم الكاميرون السابق ورئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم حاليا، في تغريدة "رائع!... القارة بأكملها تشجعكم".

إيلون ماسك مالك تويتر "تهاني للمغرب".

الارتقاء الاغلى

ارتقى مهاجم اشبيلية الإسباني يوسف النصيري 2.78 م لتسجيل الهدف الأغلى في تاريخ كرة القدم المغربية في نهائيات كأس العالم، عندما هز شباك البرتغال 1-صفر السبت في ربع نهائي نسخة قطر 2022.

لم ينتظر النصيري الفارع الطول (1.88 م) سوى 42 دقيقة لهز شباك ديوغو كوشتا بضربة رأسية رائعة اثر تمريرة عرضية أروع للمدافع الأيسر للوداد البيضاوي يحيى عطية الله الذي لعب أساسيا بسبب إصابة مدافع بايرن ميونيخ الألماني نصير مزراوي.

كانت المحاولة الرأسية الثالثة للنصيري في المباراة، بعد الأولى اثر ركلة ركنية انبرى لها حكيم زياش فوق العارضة (6)، والثانية اثر ركلة حرة جانبية لزياش أيضا تابعها النصيري برأسه بجوار القائم الأيسر (26).

كانت الثالثة حاسمة عندما طار لها بارتفاع 2.78 م فوق كوشتا ومدافع مانشستر سيتي الإنكليزي روبن دياش وأمام عيني العملاق الآخر المخضرم بيبي (39 عاما).

كان الهدف الثالث للنصيري في مشاركتين في المونديال، أعاد به الأذهان إلى هدفه المونديالي الأول عندما طار برأسه لركلة ركنية انبرى لها فيصل فجر في المباراة ضد اسبانيا (2-2) عندما منح بلاده التقدم 2-1 بعد دخوله مكان خالد بوطيب مسجل الهدف الأول.

ونشر النصيري الذي رفع رصيده في كأس العالم إلى ثلاثة أهداف على حسابه في "إنستغرام"، صورًا لهدفه واحتفاله به وكتب عليها: "المستحيل ليس مغربيا!! سنقاتل من أجلكم ومن أجل أحلامنا إلى آخر رمق! ديما (دائما) المغرب".

وأشاد مدرب المغرب وليد الركراكي بالنصيري، وقال "لطالما آمنت به، وهذا امر جيد. حتى انتم الصحافيون قتلتموني عندما قلت انه سيذهب إلى كأس العالم. اعتقد انه افضل هداف للمغرب في كاس العالم وقد رد على ارض الملعب والجواب دائما على ارض الملعب ان كان لي كمدرب او له كلاعب".

واضاف "آمنت بيوسف وما يمنحه للفريق على ارضية الملعب لا يمكن ان يفهمه إلا من يعرف كرة القدم. هو يعمل من أجل الفريق مثل (أوليفييه) جيرو مع فرنسا... تكوَّن في المغرب وهو المثل الأعلى للبقية وانا فخور له لانه سجل هدفا مهماً".

اضف تعليق