q
ربما لا يفكر معظمنا كثيراً في النتوءات العظمية، فقاعات القدمين أو أصابع القدم المطرقية عند رؤية حذاء أنيق وعصري في المحل وشرائه، لكن الأطباء يؤكدون على اختيار الحذاء المناسب لصحة القدمين، لأنه يمكن أن يكون له أيضًا آثار سلبية على الركبتين والوركين والظهر، السؤال المفيد هو ما الذي يجب مراعاته عند شراء الأحذية؟...

ربما لا يفكر معظمنا كثيراً في النتوءات العظمية، فقاعات القدمين أو أصابع القدم المطرقية عند رؤية حذاء أنيق وعصري في المحل وشرائه، لكن الأطباء يؤكدون على اختيار الحذاء المناسب لصحة القدمين، لأنه يمكن أن يكون له أيضًا آثار سلبية على الركبتين والوركين والظهر، السؤال المفيد هو ما الذي يجب مراعاته عند شراء الأحذية؟

وفق الأطباء المختصين في طب العظام، فإن اختيار الأحذية المناسبة ليس بالأمر المعقد. إذ يكفي الإنتباه إلى بعض الخصائص الهامة التي يجب أن يتوفر عليها الحذاء من أجل حماية وتقوية صحة القدمين: وجود مساحة واسعة لأصابع القدم، كما يجب أن يتوفر الحذاء على دعامة جيدة للقدم وكذا للجوانب، بحيث لا يمكن أن يلتف الحذاء أو ينزلق بسهولة.

فيما تحظى أحذية "البوت" الشتوية الأنيقة بشعبية كبيرة، خاصة في فصلي الخريف والشتاء. لكن ينصح الأطباء بمراعاة بعض الجوانب عند اختيار الأحذية. لأن الأحذية غير الملائمة لا تؤثر على صحة القدمين فقط، ولكن على صحة الجسم كله.

لذا يحذر الاطباء من الإستهانة بالجانب الصحي عند شراء أحذية غير مريحة، اذ ان صحة القدمين يجب أن تكون أولوية عند شراء الأحذية، لأن لها آثار سلبية على الصحة لا ينبغي الاستهانة بها.

كما ينصح باستخدام نعل داخلي طبي للحصول على المزيد من الراحة عند ارتداء الحذاء. النعال الداخلية الطبية مفيدة أيضاً للأشخاص الذين يعانون من اعتلال الأعصاب السكري، وهو تلف قد يصيب أيضاً أعصاب القدمين.

كما أكد الأطباء على أهمية اختيار أحذية مصنوعة من مواد عالية الجودة، لأن الخامات السيئة تمنع القدمين من التنفس بشكل صحيح، مما قد يؤدي إلى تعرق القدمين، مما يؤدي غلى تكتثر البكتيريا. وأشار الأطباء إلى إن الأحذية المصنوعة من مواد غير مسامية (مثل أحذية المطر) يجب أن تكون مرنة ولا تضغط بشدة على الكاحلين وأصابع وكعب القدم.

أحذية تحظى بشعبية لكنها ضارة بالقدمين! تطرق الأطباء المتخصصون في طب الأقدام إلى عيوب بعض الأحذية التي تحظى بشعبية خاصة لدى النساء، ومنها:

الأحذية ذات الكعب العالي: وفق الطبيبة، فإن ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي، يمكن أن تتسبب في تقلص وتر العرقوب بالقدمين، مما يعزز تطور التهاب وتر العرقوب. بالإضافة إلى إمكانية تفاقم التهاب المحفظة المفصلية والورم العصبي.

أحذية فرو الغنم: قد تكون أحذية فرو الغنم مريحة ودافئة، لكنها غير صحية للقدمين. عادة لا تقدم هذه الأنواع من الأحذية دعماً جيداً للكاحل، والذي تقول الطبيبة إنه "يمكن أن يؤدي إلى تطوير أسلوب سير ملتوي. كما يعتبر الجزء الداخلي الدافئ والناعم لأحذية فرو الغنم مكانا مثالياً لتكاثر البكتيريا والفطريات، مما قد يتسبب في التهابات وطفح جلدي بالقدمين.

تنصح الطبيبة الأشخاص الذين يرغبون بشدة في ارتداء أحذية من فرو الغنم باستخدام النعال الداخلية الطبية التي توفر دعماً إضافياً للكاحل. كما ينصح دوماً بارتداء الجوارب رفقة هذه الأحذية، مما يقلل من التلامس بين الخامة الداخلية والجلد.

أحذية الإسفين: تتسبب الكعوب العالية لهذه الأحذية في ضغط إضافي على مقدمة القدم. كما أنها لا تمنح الدعم الجانبي للقدمين. ويجب تجنب ارتداء هذا النوع من الأحذية إذا كنت تعاني من مشاكل مثل التهابات الأغشية المبطنة للقدمين.

أحذية ركوب الخيل: تميل هذه الأحذية إلى أن تكون ذات كعب منخفض نسبياً وأن مكان الأصابع المستدير ذو العمق الإضافي مفيد بشكل خاص إذا كنت تعاني من مشاكل مثل فقاعات القدمين أو أصابع القدم المطرقية. لكن إحدى مشكلات هذا النوع من الأحذية تكمن في أن نعلها غالباً ما يكون مسطحاً وصلباً للغاية، مما يتسبب في آلام القدمين.

أحذية رعاة البقر: تتسبب هذه الأحذية في مشاكل عند منطقة أصابع القدمين الضيقة. وعلى المدى الطويل، يمكن أن تتسبب في التهاب أو سماكة الأعصاب في مقدمة القدمين .كما أنها غير مناسبة للأشخاص الذين يعانون من فقاعات أو أصابع القدم المطرقية.

في النهاية يوصي الخبراء، كذلك بتغيير الأحذية بانتظام، لأن ارتداء أحذية مختلفة على فترات زمنية أقصر يقلل من الضغط الواقع على القدمين والساقين والمفاصل والعمود الفقري.

كيف تختار الحذاء المناسب لقدمك بخطوات علمية وبسيطة

"راحة الجسم تبدأ من القدمين" عبارة تستخدم للترويج لأحذية معينة، لكنها حقيقة! فاختيار الحذاء غير المناسب يضر بالجسم والقدمين على المدى الطويل. فما هي المعايير للازمة لشراء الحذاء المناسب؟ إليك بعض النصائح العملية.

لا عجب في أن الأقدام بحاجة لاهتمام خاص، فهي التي تحمل الإنسان طوال الحياة وتسهل عليه الكثير من الأمور. وتبدأ أولى خطوات العناية بالقدمين، باختيار الحذاء المناسب لاسيما وأن اختيار الحذاء الخاطئ يمكن أن يتسبب في إلحاق العديد من الأضرار بالقدمين على المدى الطويل. وينصح خبراء المعهد الألماني المتخصص في الأحذية (دي.إس.آي) بمراعاة بعض الأمور عند شراء الحذاء وهي:

اختيار الكعب: الأقدام معدة طبيعيا للتأقلم مع اختلاف طبيعة الأراضي المستوية أو الجبلية، ولهذا ينصح الخبراء بعدم الاعتماد على نوعية واحدة لكعب الحذاء، بل يجب التنويع المستمر بين الأحذية الأرضية والأحذية ذات الارتفاع المتوسط لأن هذا بمثابة التدريب للقدمين. أما الكعب العالي للنساء فيجب أن يكون ارتدائه استثنائيا وليس بشكل مستمر.

موعد شراء الحذاء: يتغير حجم القدمين بمعدلات تختلف من شخص لآخر خلال اليوم. فأحيانا يشتري الشخص حذاءً في المساء- بعد يوم مرهق من المشي- ويبدو مناسبا للغاية في مقاسه، لكنه يلاحظ في اليوم التالي أن الحذاء صار واسعا. ويبدو هذا التغيير واضحا في الأحذية الجلدية التي تنكمش في فترات البرد، لذا إذا أردت شراء الحذاء المناسب للعمل فعليك التوجه إلى محلات بيع الأحذية في الصباح. أما بالنسبةللأحذية المناسبة للسهرات فيفضل أن تشتريها في المساء.

هل ثمة خطأ؟ هل هناك مشكلة؟ هذا هو جوهر السؤال الذي يستخدمونه في عبارة" أين يؤلم الحذاء"؟ استراحة للحذاء: تتميز الأحذية الجلدية بالأناقة لكنها في الوقت نفسه تخزن الرطوبة لذا فمن ينصح عدم ارتداء الحذاء الجلدي بشكل يومي ومنحه "راحة" لمدة 24 ساعة بعد ارتدائه ليوم كامل حتى يتخلص من الرطوبة المخزنة.

حذاء إضافي: من المفضل ارتداء الأحذية المفتوحة لاسيما مع تعرق القدمين، لكن هذه مسألة ليست عملية على الإطلاق خاصة في فصل الشتاء وهنا ينصح الخبراء بتغيير الحذاء في منتصف النهار. أما بالنسبة لأحذية المطر والأحذية ذات الرقبة فيمكن ارتدائها طوال اليوم شريطة تغيير الجوارب.

مساج القدمين: تحتاج الأقدام للهواء النقي لذا ينصح الخبراء باستغلال أي فترة لا يضطر فيها الإنسان لارتداء الحذاء علاوة على عمل بعض التمارين التي تساعد في تنشيط عضلات القدمين.

لحماية طفلك من تشوه القدم احرص على اختيار الحذاء المناسب

يتسبب اختيار الحذاء الخاطئ للطفل في عرقلة نمو القدم. كما يتسبب في تشوهات وآلام في القدم تظهر مع التقدم في العمر. عوامل يجب مراعاتها عند اختيار حذاء الطفل لحمايته من تبعات قد تحتاج إلى تدخل جراحي في المستقبل.

تشوهات القدم، التي تكون مصحوبة بآلام في بعض الأحيان، ترجع في الأساس لاختيار الحذاء الخاطئ أثناء فترة الطفولة. ورغم اتساع مجال الاختيار فيما يتعلق بالأحذية، إلا أن الدراسات تشير إلى وجود نسبة كبيرة من الأطفال يرتدون الأحذية غير المناسبة لهم.

وفي ألمانيا، على سبيل المثال، يقول الأطباء إن 98 في المائة من الأطفال ولدوا بأقدام سليمة، لكن أكثر من 60 في المائة منهم يعانون لاحقاً من مشكلات في القدمين بسبب عادات خاطئة أو عدم اختيار الحذاء المناسب. ويعتقد البعض أن شراء حذاء بمقاس أكبر يعطي فرصة جيدة لنمو قدم الطفل، وهو أمر له نفس أضرار اختيار الحذاء الضيق، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "زيكزيشه تسايتونغ" الألمانية.

وأظهرت دراسة أجريت على تلاميذ إحدى المدارس الابتدائية في العاصمة النمساوية فيينا أن نحو 70 في المائة من الأطفال يرتدون أحذية غير مناسبة لهم. ورصد الخبراء تغيرات في شكل الأصبع الأكبر للقدم لدى 75 في المائة من الأطفال، ما يعني أن التشوهات الناتجة عن اختيار الحذاء الخاطئ تبدأ خلال الطفولة وتزيد حدتها مع الوقت.

تتمثل صعوبة اختيار الحذاء المناسب للطفل في عدم الاعتماد على رأي الطفل في مقاس الحذاء عند تجربته، إذ أن الطفل عادة يميل للحذاء الضيق ولا يعبر عن الاستياء منه، مفضلاً الاهتمام أكثر بلون أو شكل الحذاء وليس ارتياحه داخله. وينصح الخبراء الأم والأب بعدم الاعتماد على رأي الطفل عند شراء الحذاء وتجربة السير بالحذاء لأطول فترة ممكنة ومتابعة طريقة تحركه في الحذاء. ومن المهم مراعاة وجود مكان مناسب لأصبع القدم الأكبر داخل الحذاء. كما يجب الحرص على وجود 12 إلى 17 ميلليمتراً لإتاحة حرية حركة القدم داخل الحذاء، وفقاً لتقرير صحيفة "دي فيلت" الألمانية.

ومن تداعيات اختيار الحذاء الخاطئ انتشار أحد أنواع تشوهات القدم، وهو البروز العظمي في أصبع القدم الأكبر المعروف طبياً بـ"إبهام القدم الأروح". وتنتشر هذه المشكلة بنسبة أكثر من 30 في المائة بين الرجال والنساء فوق سن الخامسة والستين، وفقاً لتقرير "دي فيلت". ولا تقتصر أضرار هذه المشكلة على تشويه شكل القدم فقط، ولكنها قد تكون مؤلمة خاصة لدى النساء.

وتنشأ هذه المشكلة على مدار سنوات العمر، فاعتماد الفتيات في سن المراهقة ثم خلال مرحلة الشباب على أحذية الكعب العالي يؤدي إلى زيادة تحميل الوزن على الجزء الأوسط من القدم. وفي حال وصل الألم لدرجة لا يمكن تحملها، يمكن التدخل الجراحي لحل المشكلة، لكن الجراحة ليست سهلة في معظم الأحيان، لاسيما وأن ضخ الدم في القدمين يكون ضعيفاً عادة ويحتاج مكان الجراحة بالتالي إلى وقت طويل حتى يشفى. ويحتاج المريض بعد الجراحة لفترة تتراوح بين أربعة إلى ستة أسابيع قبل أن يتمكن من ارتداء الأحذية العادية مرة أخرى. أما الكعب العالي فيصبح من المحظورات على النساء بعد التدخل الجراحي، في الوقت نفسه، أظهرت دراسات مختلفة أن الشعوب التي تعتمد على السير دون أحذية نادراً ما تظهر لديها مشكلة "إبهام القدم الأروح" أو تشوهات القدم المختلفة.

لهذه الأسباب ينبغي خلع الأحذية قبل دخول البيت

بعد انتشار جائحة كورونا، تزايدت أعداد من يطلبون خلع الحذاء قبل الدخول للمنزل، وفي حين تعتبر هذه العادة أساسية لدى البعض، يراها آخرون غير مألوفة بل وتجاوزا لقواعد "الإتيكيت"، لكن العلماء لهم رأي آخر من خلال دراسات حديثة.

تنتشر البكتيريا في كل مكان، ومن المعروف أن البكتيريا التي تنتشر في المراحيض العامة هي الأكثر خطورة. لكن دراسات حديثة أظهرت أن البكتيريا التي تلصق بأحذيتنا تفوق تلك الموجودة على مقاعد المراحيض العامة، فعدد البكتيريا الموجودة على الحذاء يمكن أن يصل إلى حوالي 420 ألف جرثومة، بعد ارتداء الحذاء لمدة أسبوعين فقط.

ربما تكون هذه الحقائق هي التي دفعت اليابانيون لاعتماد تقليد خلع الحذاء قبل الدخول إلى المنزل على عكس الألمان، إذ نادرا ما يخلعون أحذيتهم عند الدخول إلى المنزل، رغم أن الأحذية تحمل أعدادا هائلة من البكتيريا التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة.

ووفقا لموقع فوكوس الألماني، فإن دراسة خاصة بعلم الأحياء الدقيقة قامت بها جامعة هيوستن مؤخرا، أثبت أن نحو 40 بالمئة من الأحذية التي شملتها الدارسة، تحوي على بكتيريا المطثية العسيرة، وهذه البكتيريا هي واحدة من بين أكثر مسببات الأمراض انتشارا في المستشفيات. كما أشارت العديد من الدراسات إلى إمكانية انتقال فايروس كورونا عبر الأحذية.

وفي الواقع تعد بكتيريا كلوستريديوم ديفسيل والمعروفة بالمطثية العسيرة، من أنواع البكتيريا المعوية غير الضارة. والخطير هو أن بعض سلالات هذه البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، والإصابة بها يمكن أن يؤدي إلى حدوث اضطرابات في الفلورا المعوية. ما يؤدي بدوره إلى حدوث التهاب في الأمعاء مترافق بحالات إسهال شديدة بسببها.

ليست هذه البكتيريا الوحيدة الموجودة على نعالنا فحسب، بل هناك أعداد هائلة من البكتيريا التي تصل إلى منازلنا عبر أحذيتنا. فوفقا لدراسة أجراها تشارلز جيربا أخصائي علم الإحياء الدقيقة في جامعة أريزونا، تبين أن عدد الجراثيم يمكن أن يصل إلى 420 ألف جرثومة، على أي حذاء جديد بعد أسبوعين من ارتدائه.

وبحسب موقع فوكوس، فإن المثير للقلق هو ارتفاع عدد البكتيريا القولونية والمعروفة بـ" إي كولاي". فعلى الرغم من أن معظم أنواع هذه البكتيريا ليس ضارا، لكن هناك أنواعا خطيرة وتؤدي إلى الإصابة بالفشل الكلوي والتهابات حادة في المجاري البولية.

صحيح أن تلوث أسفل الأحذية يأتي من مصادر عدة ، بسبب السيرعلى مخلفات الطيور والمياه الملوثة، لكن نتائج الأبحاث التي قامت بها داغمار شودر، وهي باحثة في جامعة الطب البيطري في فيينا، أكدت أن المراحيض العامة هي المصدر الرئيسي لانتقال الجراثيم لأسفل أحذيتنا، فمياه الصرف الصحي هي المكان المفضل لانتشار الكائنات الدقيقة، على حدّ اعتبار شودر.

ووفقا لنتائج الاختبار التي قامت بها على 224 مرحاضا، تبين أن 45 منها ملوثا ببكتريا ليستريا وهي بكتيريا لاهوائية تستطيع العيش بدون أوكسجين، وتسبب مرض الدوار. ووجدت الدارسة أن أحذية الأشخاص الذين زاروا هذه المراحيض هي الأكثر تلوثا ببكتيريا ليستريا. مشيرة إلى أن الأحذية التي كانت فيها حواف النعال أعمق، كانت نسبة البكتيريا العالقة فيها أعلى.

وأكدت الدراسة أن الأحذية الشتوية والأحذية الرياضية هي الأكثر جذبا للبكتيريا. نتائج هذه الدراسة دفع الباحثة النمساوية شودر إلى توجيه توصية بسيطة ولكنها مهمة للمحافظة على الصحة وهي "عدم دخول غرف المعيشة والطعام بأحذيتنا، والأفضل هو خلع الحذاء عند عتبة المنزل".

قصة اختراع الأحذية وتطورها عبر التاريخ

من الصعب تخيُّل كيف كانت الحياة عندما لم يتم اكتشاف الأحذية بعد، ولكن صدِّق أو لا تصدق فإن الأحذية التي تغطي قدمك حالياً لها تاريخ يصل إلى نحو 40 ألف عام، حسب ما تشير إليه الدراسات الأنثروبولوجية، وفقاً لـLivescience العلمي.

بدأ كل شيء بسبب حاجة حقيقية وعملية لحماية القدمين من التأثيرات الخارجية، فتحولت هذه الحاجة البشرية التي تبدو بسيطة إلى صناعة سريعة النمو، حيث كان التصميم لا يقل أهمية عن الوظيفة.

على الرغم من أن الصفات الأساسية للأحذية ظلت دون تغيير، بالنظر إلى التاريخ الطويل والمثير للأحذية، يمكنك أن ترى أن الألوان والمواد والتصاميم قد تغيرت بالفعل.

من قبل، كانت الأحذية يصنعها الحرفيون، لكنها اليوم جزء من صناعة المصانع التي تكسب أموالاً طائلة كل عام، وقد اختلفت موديلات الأحذية حسب الطبقات الاجتماعية، خلال العصور الوسطى تم تقسيم المجتمع إلى طبقات لا تقرر فقط الوظائف والمسؤوليات المختلفة ولكن أيضاً الملابس والأحذية المختلفة.

فقد ارتدى الفلاحون وسكان البلدات غير النبلاء أحذية جلدية ثقيلة وداكنة بكعب، وفي الوقت نفسه، ارتدى النبلاء مزيداً من الأحذية الفاخرة التي غالباً ما كان لها كعب خشبي ومليئة بالمطبوعات.

أما في العصور الحديثة فغيَّر مفهوم الموضة بشكل جذري، تقاليد صناعة الأحذية التي دامت عقوداً، وحدث هذا بسبب الفرص الجديدة في التكنولوجيا التي جعلت عملية صناعة الأحذية بأكملها أكثر سهولة وبساطة.

متى ظهر الحذاء الأول؟ يعتبر عام 1991، تاريخاً مهماً في تاريخ الأحذية، لأن هذا هو العام الذي وجد فيه علماء الآثار، على حدود النمسا وإيطاليا، إنساناً محنطاً بشكل طبيعي- يُدعى أوتزي- من العصر الحجري، توفي قبل نحو 3300 عام من عصرنا، كان هذا المسافر من جبال الألب يرتدي حذاءً مصنوعاً من جلد الغزال بنعل مصنوع من جلد الدب ومحشو بالتبن، وفقاً لما ذكره موقع Dolita Shoes.

تاريخ الأحذية في العصور القديمة (1250 قبل الميلاد-476 قبل الميلاد)، ظهرت الأحذية الأولى في مصر القديمة، وقد كانت مصنوعة من سعف النخيل وألياف البردي والجلود الخام، وتم شد هذه الأحذية وربطها في منتصف الساق.

في البداية، كان رجال الدين والفرعون وحدهم قادرين على ارتدائها، ولكن في وقت لاحق ارتدوا الصنادل من قبل جميع المصريين القدماء، وكانت الألوان المختلفة ترمز إلى طبقة اجتماعية معينة.

أما لدى اليونانيين والرومانيين فإنهم بدأوا أيضاً بإنتاج الأحذية في العصور القديمة الكلاسيكية وكانت على شكل صنادل، عكس المصريين الذين كانوا يصنعونها طويلة ومرتفعة حتى منتصف الساق وبها العديد من الأربطة.

وفي جميع الإمبراطوريات الثلاث؛ المصرية واليونانية والرومانية، كانت الأحذية متاحة للرجال والنساء على حد سواء، لكن في الإمبراطورية اليونانية كانت الأحذية مخصصة فقط للأحرار؛ لتمييزهم عن العبيد.

وفي روما القديمة، كانت الملابس والأحذية رمزاً للقوة والحضارة، لذلك كان يتم ارتداء الأحذية وفقاً لمكانة الشخص في المجتمع وطبقته الاجتماعية.

تاريخ الأحذية في العصور الوسطى (476-1453)، على الرغم من أن العصور الوسطى تعتبر العصور المظلمة، فإنه خلال هذا الوقت ظهر كثير من اتجاهات الأحذية والأزياء الجديدة، تم اكتشاف الكعب ولم يكن يرتديه سوى الرجال في البداية، أيضاً ظهرت الأحذية المدببة، وأول هياكل الأحذية وهيكل Goodyear البدائي.

في بداية العصور الوسطى، بدأ انتشار الأحذية القماشية في أوروبا بعد صنعها لأول مرة في منطقة جبال البيرينيه بالمنطقة الواقعة بين إسبانيا وفرنسا، صُنعت هذه الأحذية من قماش "الجوت"، وكانت خفيفة ومريحة ولكن يجب ارتداؤها في مناخ أكثر دفئاً، ولهذا السبب لم تصل إلى شمال أوروبا.

في حين أنتجت بلاد شمال أوروبا أحذية جلدية تم قلبها من الداخل للخارج وخياطتها بنعل الحذاء، لقد كان هيكلاً سلساً تقريباً، حيث بقيت اللحامات داخل الحذاء؛ لحمايته وتقويته، ولكن لا يمكن استخدام هذا التصميم إلا مع الجلد الناعم والمرن، ومن فوائد هذه الأحذية أنه يمكن ارتداؤها في أوقات مختلفة من العام بإضافة بعض القش أو الفراء داخل الحذاء خلال فترة البرد.

تاريخ الأحذية في العصور الحديثة المبكرة (1453-1918)، كانت أزياء الرجال والنساء مختلفة خلال هذه الفترة وحتى نهاية القرن الثامن عشر، وكانت في الغالب يمليها الرجال، كان الرجال أول من ارتدوا الأحذية ذات الكعب، فحتى نهاية القرن الثامن عشر، كانت أرجل الرجال تعتبر معيار الجمال.

على الرغم من أن النساء كن يرتدين أحذية فاخرة، فإنهن كن مختبئات تحت التنانير الطويلة، لذلك كان الرجال هم من يملون عليهن تقاليد الموضة، والأحذية على وجه الخصوص، في وقت سابق، تغيرت الموضة بشكل أبطأ بكثير وبدأت اتجاهات الأحذية والإنتاج في البلدان التي تتمتع بوضع اقتصادي جيد وبتطور سريع في الفن والجماليات.

على سبيل المثال، لعبت إسبانيا وإيطاليا دوراً كبيراً في تصميم الأزياء بالقرن السادس عشر، وقد انتشرت الأحذية التي صنعت في هذه البلدان لاحقاً، على نطاق واسع، بجميع أنحاء أوروبا، فقد كان لديهم أرقى الزخارف والأنماط وصُنعت الأحدذية باستخدام أحدث المواد وأكثرها أناقة في ذلك الوقت.

خلال عصر النهضة، غالباً ما كان الملوك في أوروبا يرتدون أحذية ذات كعب عالٍ؛ لإظهار تفوُّقهم، إذ كان يصل ارتفاع كعوبهم إلى 30 سم، أما النساء خلال تلك الفترة فكان ممنوعاً عليهن ارتداء الكعب وكنَّ يرتدين أحذية "الباروك"، وهي واحدة من أكثر الفترات الثقافية إثارة للجدل، إذ كانت تتميز بالتعقيد والغطرسة والميل إلى العظمة.

لذلك، ليس من المستغرب أن تكون الأحذية خلال هذه الفترة الثقافية تُصنع من مواد باهظة الثمن، مثل المخمل والساتان والحرير، وكانت الأحذية مزينة بالورود الاصطناعية والأشرطة والأحجار الكريمة، حتى إن الرجال أيضاً ارتدوا بعضها وكانت ذات كعب أحمر؛ لإظهار مكانتهم، فقط في بداية القرن التاسع عشر، بدأت الأحذية الرجالية والنسائية تختلف من حيث الأسلوب واللون والكعب وشكل المقدمة.

خلال عصر نابليون، أصبحت الأحذية المصنوعة من القماش هي أحذية النخبة ذات الشعبية الكبيرة، في هذه الأثناء، كان قد انتهى العصر الذي كان يرتدي فيه الرجال الكعب العالي أكثر من النساء، فكان الارتفاع الكلاسيكي لكعب الأحذية الرجالية 2.5 سم.

وفي تلك الفترة أيضاً أحدث اختراع آلة خياطة الأحذية الحديثة التي اخترعها الحرفيون في بريطانيا، ثورة صناعية وبدأوا بصنع الأحذية المصنوعة من القماش بكميات كبيرة، وفي عام 1883 طوَّر جان إرنست ماتزيليجر، الذي يعتبر مخترع الحذاء الحديث، آلة لصنع الأحذية سمحت بصنع نحو 700 زوج من الأحذية يومياً، وهو ما جعلها متاحة للجميع، وبعدها بفترة قصيرة أصبحت أحذية القدم اليمنى واليسرى مختلفة.

iStock/ يعتبر عام 1991، تاريخاً مهماً في تاريخ الأحذية، لأن هذا هو العام الذي وجد فيه علماء الآثار، على حدود النمسا وإيطاليا، إنساناً محنطاً بشكل طبيعي- يُدعى أوتزي- من العصر الحجري، توفي قبل نحو 3300 عام من عصرنا.

iStock/ يعتبر عام 1991، تاريخاً مهماً في تاريخ الأحذية، لأن هذا هو العام الذي وجد فيه علماء الآثار، على حدود النمسا وإيطاليا، إنساناً محنطاً بشكل طبيعي- يُدعى أوتزي- من العصر الحجري، توفي قبل نحو 3300 عام من عصرنا.

تاريخ الأحذية في العصور الحديثة (1918 – حتى الآن)، مع ازدهار ثقافة الأحذية الأمريكية في القرن الـ20 والتي ارتبطت بالرغبة في أن تكون مختلفاً وفريداً وأن تكون جزءاً من ثقافة فرعية معينة، شهدت صناعة الأحذية العالمية تطوُّراً ملحوظاً سواء من خلال نوعيتها أو من خلال أشكالها.

تم تغيير الأحذية الفاخرة وعالية الجودة من خلال الأحذية الملونة العصرية والمتغيرة باستمرار، كما ساهم ممثلو هوليوود بشكل كبير، في تشكيل شعبية هذه الأحذية الجديدة، قامت فرقة البيتلز بترويج أحذية تشيلسي، كما قامت الممثلة أودري هيبورن بترويج الأحذية ذات الكعب العالي، وأخيراً فإنَّ تاريخ الأحذية مثير للاهتمام، فقد كشف عن التقسيم الصارم للمجتمع إلى طبقات، وتغيُّر الموضة في عصور مختلفة، وعكس هذه الأيام، فقد تغيرت الموضة كل 10 أو حتى 100 عام، وليس كل موسم مثلما يحدث الآن.

كما كانت هناك أوقات لم تتمكن فيها النساء من ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي، ولم يكن لدى العبيد أي حذاء؛ من أجل تمييزهم عن الآخرين، وكان النبلاء يتنافسون مع بعضهم البعض من حيث مدى فخامة وتطور أحذيتهم.

اضف تعليق