q
تجاوز ارتداء الحجاب في الرياضة حالة المنع من قبل الاتحادات الدولية الرياضية، وتحوّل اليوم إلى موضة تروّج لها أقوى العلامات التجارية العالمية، وإضافة إلى الجانب الربحي، من خلال السعي إلى استقطاب أكبر عدد من النساء من المنطقة العربية، جاءت فكرة تصميم الأزياء الرياضية للمحجبات بسبب المشكلات...

تجاوز ارتداء الحجاب في الرياضة حالة المنع من قبل الاتحادات الدولية الرياضية، وتحوّل اليوم إلى موضة تروّج لها أقوى العلامات التجارية العالمية، وإضافة إلى الجانب الربحي، من خلال السعي إلى استقطاب أكبر عدد من النساء من المنطقة العربية، جاءت فكرة تصميم الأزياء الرياضية للمحجبات بسبب المشكلات التي تواجهنها خلال المنافسات، وبهدف تشجيع الرياضيات المحجبات على عدم الخوف من نظرة بعض المجتمعات الغربية الرافضة لزيّهنّ، والمشاركة به في أقوى التظاهرات الرياضية الدولية.

وصف الحجاب الرياضي

حجاب نايكي برو صنع من قماش البوليستر ذات الفتحات الواسعة لتهوية الرأس أثناء الرياضة ولكنه لا يكشف ما تحته، يتكون الحجاب من طبقة واحدة رقيقة ليكون خفيف على الرأس أثناء ممارسة الرياضة، كما أن ألوان هذا الحجاب تتعدد بين ألوان الطبيعة المختلفة البراقة

نشأت فكرت موضة الحجاب الرياضي من قبل شركة نايكي وكان هدفها الأعظم كما قالت أن تخصص للفتيات الرياضيات ملابس رياضية تليق بهم أثناء ممارستهم الرياضة، وفي نفس الوقت تلائم الموضة العصرية وتلبي طلباتهم وتقدمت شركة نايكي بخطوة تصميم الحجاب الرياضي تشجيعاً للفتيات لممارسة الرياضة والذهاب للأندية وتقوية روح الرياضة بين أفراد المجتمعات، وتم إطلاقها لهذا الحجاب لأول مرة في مناطق الشرق الأوسط.

ماذا تريد "Nike" من النساء؟

في أواخر شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2015 في مؤتمر للمستثمرين في الولايات المتحدة، قال مسؤولو شركة "Nike" إنهم يتوقعون زيادة الإيرادات في قسم السيدات لديهم من 5.7 مليار دولار إلى 11 مليار دولار في الخمس سنوات المقبلة، وقال جيمي مارتن، نائب رئيس قطاع المنتجات العالمية في نايكي: "لا تزال نساء نايكي من أكبر الفرص المتاحة لنا".

على جانب آخر، قالت كريستينا شي، رئيس قطاع المستهلكين في نايك "إن هذا النوع من النمو الذي شهدته نايك يعكس التحول الجذري في الطريقة التي تتبنى بها النساء على نحو متزايد كل من الملحقات الرياضية والملابس الرياضية"، وأكدت أن الشركة تهتم بالنساء عبر فئاتهم العمرية، وعبر المناطق السكنية، وعبر نطاقات الدخل، وعبر ثقافاتهم المختلفة، وأنهن جميعًا مهتمات باللياقة البدنية.

يعبر إعلان "Nike" الروسي عن المساواة بين الرجل والمرأة، وتقول عنه أيرنا جوسيفا مديرة تسويق مجموعة Adobe : "إن نايكي علامة تجارية مبتكرة تقوم بتغيير التصورات الاجتماعية لتراتبية المرأة الرجل في المجتمع، وتقوم بوصف المرأة بالشجاعة والإنجاز والاعتماد على النفس، والكدمات التي تُعبر عن المشاهير الرياضيين".

أول إعلان لـ"Nike" في التليفزيون الأمريكي عام 1987، كان محاولة لإقناع المستهلكة الأمريكية بالمنتج عبر فكرة المساواة بين الجنسين، وكان ذلك بواسطة ترياثليت جون أرنس الشهير، الذي كان جالسًا في الإعلان على مقعد غرفة خلع الملابس، وقال للنساء: "لن يضركن إذا توقفتن عن تناول الطعام مثل الخنازير" وكانت هذه الحملة هدفها هو توجيه النساء لممارسة الرياضة معظم النساء لم يشترين، على الرغم من ذلك، ولم تصلهم رسالة الرياضة، بل وجدوها رسالة إهانة، وقامت الشركة بوقف هذا الإعلان.

لقد أخفق الإعلان في إظهار أن القوة الاقتصادية لـNike في خدمة النساء، وقد وجدت النساء عكس ذلك، وكتبت Melisse Lafrance عام 1995: "وضع المديرين التنفيذيين لشركة نايك رؤوسهم المجهدة معًا، وقرروا أنه من أجل استعمار الجسد الأنثوي بنجاح، كانوا بحاجة إلى بعض الحساسية الأنثوية".

معركة الحجاب الرياضي

قالت مجلة "لونوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية إن إطلاق سلسلة المتاجر الفرنسية "ديكاتلون" حجابا للنساء الراغبات في الركض، قد أثار الجدل في فرنسا رغم أنه لا يباع في الأسواق الفرنسية وتقول المجلة إن حجاب السباق أو الركض أطلقته العلامة التجارية ديكاتلون خصيصا للنساء اللاتي يرغبن في تغطية شعرهن أثناء الركض.

وهذا الحجاب مصنوع من البوليستر، وقد جرى إطلاقه عند التحقق من أنه مريح ولديه التهوية المناسبة، بعد تجربة العديد من النساء له، وقد جرى بالفعل تسويق حجاب ديكاتلون، وقالت الصحيفة إن النقد الموجه لهذا المنتج يصعب إيقافه، مشيرة إلى أن المتحدثة باسم الجمهوريين ليديا غيرو ثارت ضد ديكاتلون على صفحتها في تويتر، وقالت إن الشركة "تخضع للإسلاميين وتتنكر لقيم حضارتنا".

أما النائبة الاشتراكية بالبرلمان الأوروبي فاليري رابولت، فاقترحت مقاطعة ديكاتلون في فرنسا، مؤيدة بذلك ما ورد في بيان لرابطة القانون الدولي للمرأة ينتقد الحجاب باعتباره مؤشرا على أن ديكاتلون تروج للفصل بين الجنسين.

ديكاتلون ترد

غزافييه ريفوار مدير الاتصالات الخارجية للشركة أكد لصحيفة لوفيغارو أنه لا ينبغي عرض هذا المنتج للبيع في فرنسا في الوقت الراهن، واعترف بأنه كان من الخطأ عرضه على النسخة الفرنسية من الموقع، وأكد أن المنتج قد تم إنشاؤه للسوق المغربية.

وقال المدير إن ديكاتلون تهدف من وراء هذا المنتج إلى جعل "الرياضة في متناول جميع النساء"، وقالت أنجليك تيبو المسؤولة عن العلامة التجارية الخاصة بالشركة إن هذا المنتج من شأنه أن يساعد على ضمان أن كل امرأة ستكون قادرة على الركض بحرية في كل مدينة وفي كل بلد، بغض النظر عن مستواها الرياضي وشكلها وديانتها.

وأشارت المجلة إلى أن التسويق في فرنسا للمنتجات التي تستهدف النساء المسلمات أمر يثير الجدل دائما، كما كانت الحال عندما أطلقت نايك في ديسمبر/كانون الأول 2017 حجابا للسباق، وكذلك عندما أظهر إعلان تسويقي لشركة "غاب" فتاة صغيرة مغطاة الشعر.

ان سوق الأزياء الذي يستهدف المسلمين على وجه التحديد، من المتوقع أن يصل إلى 484 مليار دولار في هذا العام وفقا لتوقعات تقرير الاقتصاد الإسلامي العالمي الذي صدر عن تومسون رويترز، اذ ان الغاية من صنع هذا الحجاب وغيره ما هي الا وسائل ربحية لجني مليارات الدولارات.

مركز النبأ الوثائقي يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية
للاشتراك والاتصال [email protected]
او عبر صفحتنا في الفيسبوك (مركز النبأ لوثائقي)

.............................
المصادر
- ساسة بوست
- الجزيرة
- مونت كارلو
- الصحافة الفرنسية

اضف تعليق