q
تظاهرات كبيرة اجتاحت مدن العالم، بعد مقتل فلويد من قبل الشرطي الأبيض، تمثل دليلا واضحا على زيف الشعارات الحقوقية في الدول المتقدمة، التي اصبحت في ظل صعود التيارات اليمينية المتطرفة، تعاني من انتشار ظاهرة العنصرية ضد الاجانب والاقليات، في الوقت الذي تثير فيه الاحتجاجات الحالية شبح تفشى جديد لكورونا...

أشعل مقتل المواطن الأميركي ذي الأصول الأفريقية جورج فلويد، على يد شرطي في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، شرارة احتجاجات عارمة ضد العنصرية في والولايات الأميركية والعديد من دول العالم، التي تعيش حاليا حالة حرب ضد فيروس كورونا «كوفيد-19»، وهو ما اثار قلق ومخاوف العديد من الحكومات التي تخشى من عودة تفشي هذا الفيروس القاتل الذي اصاب ما يقرب من 7.5 مليون، واودى بحياة اكثر من 418 ألف انسان. ويرى بعض المراقبين ان التظاهرات الشعبية الكبيرة التي شهدتها العديد من المدن الامريكية والاوروبية، بعد مقتل فلويد من قبل الشرطي الأبيض، هي دليل واضح على زيف شعارات (الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية) في الدول المتقدمة، التي اصبحت اليوم وفي ظل صعود التيارات اليمينية المتطرفة، تعاني من انتشار ظاهرة العنصرية والكراهية ضد الاجانب والاقليات الاخرى.

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الاحتجاجات الحالية تثير شبح تفشى جديد لكورونا، مما دفع القادة السياسيين وخبراء الصحة العامة إلى التحذير من أن الحشود يمكن أن تتسبب في زيادة الحالات. وتعكس الاحتجاجات المستمرة التي انتشرت في أنحاء العالم وكما نقلت بعض المصادر، تصاعد الغضب إزاء معاملة الشرطة للأقليات، وبحسب تقارير إعلامية، فرغم مشروعية هذه التظاهرات وأغراضها النبيلة، فإنها تشكل خطراً كارثياً في زمن كورونا، لأنها يمكن أن تحدث ما يطلق عليه "تجمعات الانتشار الخارق". وتساءل تقرير لموقع مجلة "دير شبيغل" الألماني عن مدى خطورة هذه المظاهرات، خاصة أن قوات الشرطة تطلق نداءات بمراعاة التباعد الاجتماعي والالتزام بالكمامات، ولكن الأمر على أرض الواقع يعد صعباً للغاية. وامتد السخط، الذي أدى إلى تظاهر عشرات الآلاف من الأميركيين بعد وفاة جورج فلويد في مينيابوليس، تدريجياً إلى بلدان عدة في العالم. حيث شهدت أوروبا ودول اخرى موجة غير مسبوقة من المظاهرات المناهضة للعنصرية.

أستراليا

وفي هذا الشأن احتشد عشرات الآلاف في أستراليا تضامنا مع المحتجين بالولايات المتحدة الذين ثاروا لموت رجل أسود إثر اعتقاله بعنف، وذلك بعد أن رفعت السلطات في إحدى المناطق الأسترالية حظرا على التجمع كان مفروضا بموجب قواعد التباعد الاجتماعي. وسمحت محكمة الاستئناف في نيو ساوث ويلز بتجمع في سيدني، حيث شارك آلاف في مسيرة وسط وجود شرطي مكثف مرددين ”حياة من مهمة؟ حياة السود مهمة“.

ودعا أيضا الأستراليون الذين حركهم موت الأمريكي جورج فلويد إلى كف الشرطة في أستراليا عن إساءة معاملة السكان الأصليين. وجاءت الاحتجاجات رغم أن السلطات دعت في وقت سابق إلى البقاء بالمنازل والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي لاحتواء انتشار فيروس كورونا. ولا تسمح هذه القواعد إلا بتجمع أعداد صغيرة في أماكن مفتوحة. بحسب رويترز.

وبعد حكم المحكمة، حثت شرطة نيو ساوث ويلز الناس عبر تويتر على ”الحفاظ على مسافة آمنة فيما بينهم“، وقالت إنها ستكون موجودة ”لتسهيل“ حركة الناس. واحتشد أكثر من عشرة آلاف في برزبين وفقا لتقديرات الشرطة والتف كثير من المحتجين بعلم السكان الأصليين. ووضع كثيرون على وجوههم أقنعة كُتب عليها ”لا أستطيع التنفس“، وهي آخر كلمات نطق بها فلويد. وفي ملبورن تجمع أكثر من خمسة آلاف شخص وتلا المنظمون قائمة أسماء طويلة لسكان أصليين ماتوا على أيدي الشرطة في أستراليا أو أثناء احتجازهم.

كندا

من جانب اخر انضم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى آلاف المتظاهرين في أوتاوا جاثيا على ركبته لمناهضة العنصرية وعنف الشرطة بعد وفاة جورج فلويد في الولايات المتحدة. وقد جثا ترودو مرات عدة امتدت آخرها لثماني دقائق و46 ثانية، الوقت الذي استمر فيه بقاء جورج فلويد تحت ركبة الشرطي الأبيض ديريك شوفين، ما أدى إلى اختناقه. وانضم رئيس الوزراء الذي كان يضع كمامة سوداء إلى الحشود التي تجمعت أمام البرلمان تكريما لهذا الوالد الأسود الذي أثارت حادثة وفاته حركة عالمية من الاحتجاجات، وكان برفقته الوزير أحمد حسين.

وحمل ترودو بين يديه قميصا أسود كتب عليه "بلاك لايفز ماتر" قدمه له متظاهرون. ولم يخاطب الحشد، لكنه كان يومئ برأسه كإشارة على موافقته على الخطابات التي كان أشخاص يلقونها من خلال مايكروفون مصفقا لهم ومرددا "بلاك لايفز ماتر" ويدعو إلى "التغيير". وكان قد صرح في وقت سابق "في الأسابيع القليلة الماضية، رأينا أن عددا كبيرا من الكنديين أدركوا فجأة أن التمييز العنصري واقع عانى منه الكثير من مواطنينا وهو أمر يجب أن يتوقف".

وأوضح ستيفان كريبودو أحد المتظاهرين "هناك الكثير من العنصرية في أنحاء العالم، في فرنسا والولايات المتحدة وكندا. يجب الاعتراض عليها إذا أردنا تحقيق التغيير". كما تظاهر آلاف الأشخاص في تورنتو ومدن أخرى عبر كندا ضد العنصرية وعنف الشرطة. وقد ركع قائد الشرطة الأسود في تورنتو مارك سوندرز أيضا على الأرض بعدما التقى المتظاهرين في وسط المدينة. بحسب فرانس برس.

وهو قال "نحن نراكم ونسمعكم". وأشاد رئيس وزراء أنتاريو داغ فورد بقائد الشرطة "لقيادته المذهلة". وفي وقت سابق صمت ترودو لأكثر من 20 ثانية عندما ضغط عليه مراسل للتعليق على موقف دونالد ترامب من الاحتجاجات المناهضة للعنصرية، لكن جوابه كان أن الكنديين يتابعون "برعب" الأحداث في الولايات المتحدة.

بريطانيا

من جانب اخر خرج عشرات الآلاف إلى شوارع لندن في مظاهرات للتنديد بالتعامل الوحشي للشرطة بعد مقتل جورج فلويد في منيابوليس فيما وضع البعض كمامات تحمل شعار ”العنصرية فيروس“. وكان الآلاف تجمعوا في وسط لندن في مظاهرة بدأت سلمية لكنها انتهت باشتباك عدد صغير من الأشخاص مع الشرطة قرب مقر إقامة رئيس الوزراء بوريس جونسون في داوننج ستريت.

وقالت قائدة شرطة لندن كريسيدا ديك إن 27 شرطيا اصيبوا في اعتداءات ”صادمة وغير مقبولة تماما“ في احتجاجات مناهضة للعنصرية. وكانت الشرطة حثت المحتجين على عدم التجمع في لندن مرة أخرى من أنهم يخاطرون بنشر كوفيد-19 ذلك المرض التنفسي الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا. وقال جونسون إن الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في بريطانيا ”أفسدتها أعمال البلطجة“ محذرا من أن المسؤولين عن ذلك سيُحاسبون. وكتب على تويتر ”الناس لهم الحق في الاحتجاج السلمي مع مراعاة التباعد الاجتماعي لكن ليس من حقهم مهاجمة الشرطة“. وأضاف ”هذه المظاهرات أفسدتها أعمال البلطجة وهي خيانة للغرض الذي تدعمه. المسؤولون عن ذلك سيُحاسبون“.

الى جانب ذلك أسقطت مجموعة من المتظاهرين تمثال إدوارد كولستون، الذي جنى ثروة خلال القرن السابع عشر من الإتجار بعبيد من غرب أفريقيا، وألقوه في الماء في ميناء بريستول. وأصبحت تماثيل لشخصيات تعود لماضي بريطانيا الاستعماري محور جدل في السنوات الأخيرة بين من يرون أنها مجرد نُصب يعكس التاريخ ومن يقولون إنها تبجل العنصرية. ووصف المتحدث باسم رئيس الوزراء بوريس جونسون إسقاط التمثال بأنه فعل إجرامي. وقال ”يتفهم رئيس الوزراء قوة الشعور حيال هذه القضية. لكن لدينا في هذا البلد... عمليات ديمقراطية يمكنها حل هذه الأمور“.

لكن المؤرخة كيت وليامز كتبت على تويتر أن ”لمن يقولون إن على السلطات رفع التماثيل بعد نقاشات. نعم. لكن هذا لا يحدث“. وتضيف ”يدور جدل في بريستول بشأن إدوارد كولستون منذ سنوات دون الوصول إلى نتيجة“. ولا تزال العديد من الشوارع والمباني في المدينة على اسم كولستون كما لا تزال قاعدة التمثال تحمل الكلمات الأصلية التي نُقشت عليها في عام 1895 والتي تصفه بأنه شخص ”شريف وحكيم“.

وقال مارفين ريس رئيس بلدية بريستول إنه لا يؤيد الاضطرابات الاجتماعية لكن المجتمع يخوض قضايا معقدة ليس لها حلول مزدوجة. وأضاف ريس الذي ينحدر من أصول جاميكية ”لن أدعي أبدا أن وجود تمثال لتاجر رقيق في وسط بريستول، حيث نشأت، لشخص ربما امتلك أحد أجدادي، يمكن أن يكون إلا إهانة شخصية لي“.

وقالت شرطة بريستول إنها اتخذت قرارا تكتيكيا بعدم التدخل حتى لا تتفاقم الفوضى. وحتى ونستون تشرشل، بطل بريطانيا في زمن الحرب، بات محل تمحيص جديد، فقد تم رش تمثال له في ساحة البرلمان في لندن بكلمات برسوم الجرافيتي تقول ”تشرشل كان عنصريا“. وعبر تشرشل عن آراء عنصرية وأخرى مناهضة للسامية ويتهمه منتقدوه بحرمان الهند من المواد الغذائية خلال مجاعة في عام 1943 راح ضحيتها أكثر من مليوني شخص. بحسب رويترز.

على صعيد متصل قال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك إن مشاركة آلاف الأشخاص في احتجاجات مناهضة للعنصرية في لندن وغيرها من المدن البريطانية الكبرى تمثل مجازفة ”بلا شك“ بزيادة حالات الإصابة بمرض كوفيد-19. وشارك آلاف في احتجاجات للتعبير عن غضبهم تجاه وحشية الشرطة الامريكية وذلك في تجاهل لنصائح الحكومة بتجنب التجمعات الكبيرة بسبب المخاطر الناجمة عن فيروس كورونا.

وعندما سئل في مقابلة أجرتها معه محطة سكاي نيوز عما إذا كان من المحتمل زيادة حالات الإصابة بكوفيد-19 نتيجة الأعداد المشاركة في الاحتجاجات قال هانكوك“ ”هذا خطر قائم من دون شك“. وأضاف ”أدعم بكل قوة ما ينادي به المحتجون... لكن الفيروس في حد ذاته لا يميز والتجمع بأعداد كبيرة يخالف اللوائح تماما لأنه يزيد من خطر تفشي هذا الفيروس“.

فرنسا

على صعيد متصل واستجابة لمطالب التظاهرات المناهضة للعنصرية وعنف الشرطة في فرنسا والتي نظمت إثر وفاة جورج فلويد في الولايات المتحدة، أعلنت الحكومة الفرنسية أنه "لن يتم التسامح إطلاقا" مع العنصرية في صفوف الشرطة. وقال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير خلال مؤتمر صحافي إنه "لا يمكن لأي عنصري أن يرتدي بجدارة زي الشرطة أو الدرك" بعد أن تضاعفت الاحتجاجات ضد العنف الذي تمارسه الشرطة في الأيام الأخيرة في فرنسا.

وقال كاستانير إنه "سيتم النظر بشكل منهجي" في الوقف عن العمل إذا كان هناك اشتباه بفعل أو خطاب عنصري ارتكبه شرطي، معلناً التخلي عن طريقة القبض على شخص "من رقبته، وتسمى الخنق". وأعلن الوزير إنه "لن يتم تدريسها بعد الآن في مدارس الشرطة والدرك. إنها طريقة تنطوي على مخاطر". ودعا الرئيس إيمانويل ماكرون حكومته إلى تقديم مقترحات سريعة لتحسين احترام الأخلاقيات في سلك الشرطة، بينما عاد موضوع العنصرية وعنف الشرطة إلى دائرة الضوء.

وكان ماكرون طلب في كانون الثاني/يناير، بعد وفاة شاب في باريس أثناء استجواب الشرطة له، بالفعل من كاستانير أن يقدم، "في أقرب وقت ممكن"، مقترحات لتحسين "الأخلاقيات ووسائل الضبط" ضمن سلك الشرطة. كما طلب من وزيرة العدل نيكول بيلوبي النظر في قضية وفاة أداما تراوري، الشاب الأسود البالغ من العمر 24 عامًا عام 2016 أثناء توقيفه. وتواصل عائلته ومؤيدوه المطالبة منذ عام 2016 ب"العدالة لأداما"، وهي من الهتافات التي رددها المتظاهرون الذين نزلوا إلى شوارع باريس تحية لجورج فلويد الذي أثار موته ردود فعل دولية .

وسار أكثر من 23 ألف متظاهر في فرنسا للتنديد بعنف الشرطة والمطالبة بـ "العدالة للجميع". وفي وقت سابق، تظاهر نحو 20 ألف شخص في باريس، بناء على دعوة من عائلة تراوري. وقال مكتب رئاسة الوزراء إنه "في سياق المشاعر التي أثارتها وفاة جورج فلويد في الولايات المتحدة، يحتج جزء من المجتمع الوطني على العنصرية ويشكك في عمل الشرطة. نريد الرد على هذا الغضب من خلال الشفافية والعمل". وأضاف "ستكون لدى رئيس الوزراء فرصة عرض عمل الحكومة في الأحياء ذات الأولوية، التي تستدعي مع اقتراب فصل الصيف بذل جهد تضامني".

وسُلط الضوء على العنف الذي تمارسه الشرطة خلال حركة الاحتجاج الاجتماعية للسترات الصفراء في عامي 2018-2019. وقد أسفرت تلك التظاهرات عن إصابة متظاهرين بجروح وقد تعرض بعضهم للتشويه بسبب استخدام قاذفات الكرات ونوع من القنابل اليدوية لتفريق المحتجين. وكتبت كريستيان توبيرا وزيرة العدل السابقة في أسبوعية "جورنال دو ديمانش" إن "عنف (الشرطة) كان في نصف فترة السنوات الخمس هذه أكثر منه خلال فترات السنوات الخمس الأخرى".

وقالت الشرطة إنها كُلفت بعدد غير مسبوق من التحقيقات القضائية في عام 2019، أكثر من نصفها يستهدف اتهامات "بالعنف" ارتكبه شرطيون. لكن النقاش حول الاتهامات بعنصرية الشرطة التي يُسلط الضوء عليها خصوصاً في الضواحي الفرنسية، قلما يجد له صدى، ويرفضه اليمين بشدة. وقال رئيس حزب "الجمهوريون" المحافظ كريستيان جاكوب "هناك عنصرية في فرنسا علينا أن نحاربها ولكن ليس لدينا شرطة عنصرية في فرنسا". وقال أيضاً إن "لا وجود لعنف تمارسه الشرطة في فرنسا، ولكن هناك عنف يمارسه المتظاهرون". بحسب فرانس برس.

وهو أمر يمثل حالة إنكار بنظر الكاتبة فيرجيني ديبانت التي تتوجه في مقالاتها منذ بداية حزيران/يونيو إلى "أصدقائي البيض الذين لا يرون أين هي المشكلة" لتذكيرهم بأنهم محظوظون "لأن بإمكانهم أن ينسوا أنهم بيض" ويمكنهم التجول "بدون أوراق ثبوتية"، أو حتى "الانتباه إلى مكان وجود الشرطة". وهي ملاحظة مهمة بعد أن تسببت المغنية الشابة والممثلة المختلطة العرق كاميليا جوردانا بجدل عندما تحدثت عن "الرجال والنساء الذين يذهبون إلى العمل كل صباح في الضواحي ويُذبحون ليس لسبب آخر سوى لون بشرتهم". وهي تعليقات ندد بها كاستانير وقال إنها "معيبة".

ألمانيا

من جانبه أبدى نجم كرة المضرب الألماني السابق بوريس بيكر أسفه لمقاربة العنصرية في بلاده، داعيا الى التحدث عنها بشكل علني بعد انتقادات واسعة طالته لمشاركته في تظاهرة داعمة لحقوق السود. ونشر اللاعب المخضرم المتوج خلال مسيرته بستة ألقاب في البطولات الكبرى، شريطا مصورا عبر حسابه على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، في أعقاب انتقادات تعرض لها لمشاركته في تظاهرة في لندن تضامنا مع حركة "بلاك لايفز ماتر" ("حياة السود تهم").

وتأتي هذه التظاهرة في إطار سلسلة من الاحتجاجات التي شهدتها مدن أميركية وعالمية، بعد مقتل المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد من قبل الشرطي الأبيض ديريك شوفين. وتطرق بيكر الذي كان متزوجا من أميركية تتحدر من جذور إفريقية، الى الانتقادات التي طالته "من ألمانيا"، معتبرا انه ربما لامس مسألة حساسة. ورأى ان العنصرية في ألمانيا تقارب بتستّر معين "وأعتقد ان هذا أمر مؤسف... يجب ان نتحدث عنها بشكل أكثر علانية". بحسب فرانس برس.

ودعا إبن الـ52 عاما الى انخراط اجتماعي أكبر في بلاده لمواجهة العنصرية "لاننا جميعا عائلة واحدة". ووجد بيكر نفسه محط انتقادات أيضا بعدما نشر في وقت سابق تغريدة عبر "تويتر" رد فيها على المواقف بحقه على خلفية مشاركته في التظاهرة. وأعرب بيكر عن "صدمته" من "الاهانات العديدة (التي وصلته) من ألمانيا حصرا"، متسائلا "لماذا، لماذا، لماذا؟ هل أصبحنا بلدا من العنصريين؟". وفي مقابل انتقاد بيكر عبر مواقع التواصل، شهدت مدن ألمانية عدة تظاهرات تضامنا مع فلويد. وأفادت الشرطة المحلية ان نحو 10 آلاف شخص نزلوا الى ساحة ألكسندربلاتس في برلين، بينما أقيمت تظاهرات أخرى في مدن ميونيخ وفرانكفورت وهامبورغ.

المكسيك

الى جانب ذلك قام رجال ونساء ملثمون يحتجون على انتهاكات الشرطة بتخريب مبان ورشق السفارة الأمريكية في العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي بالحجارة في الوقت الذي اعتقلت فيه السلطات ثلاثة رجال شرطة لإخماد الغضب بشأن موت رجل أثناء احتجاز الشرطة له. ويطالب المحتجون بمحاسبة السلطات على موت عامل البناء جيوفاني لوبيز الذي توفي أثناء احتجاز الشرطة له في ولاية خاليسكو بغرب المكسيك في وقت سابق. ولم تُعرف ملابسات موت لوبيز ولكن شريطا مصورا على وسائل التواصل الاجتماعي أظهر شابا قيل إنه لوبيز والشرطة تعتقله في أوائل مايو أيار.

وسُمع مارة يقولون إن الشرطة اعتقلته لعدم وضعه كمامة لمنع انتشار فيروس كورونا. وقال جيراردو سوليس النائب العام لولاية خاليسكو إن السلطات اعتقلت ثلاثة رجال شرطة بشأن وفاة لوبيز. وقال انريك ألفارو حاكم خاليسكو على تويتر ”أعدكم بأن موت جيوفاني لن يمر دون عقاب“. وتفجرت الاحتجاجات في المكسيك بعد اندلاع مظاهرات في الولايات المتحدة ومناطق أخرى تأييدا لجورج فلويد الرجل الأسود الذي مات في منيابوليس. بحسب رويترز.

وسار المحتجون الذي كانوا يرتدون ملابس سوداء ويغطون وجوههم في أحد الشوارع الرئيسية بوسط مكسيكو سيتي وأضرموا النار في سيارات وحطموا واجهات عدد من المتاجر ومن بينهم فرع لسيتي جروب المصرفية الأمريكية. وألقى المحتجون الذين كان أغلبهم من الشبان قنابل مولوتوف على السفارة الأمريكية في مكسيكو سيتي كما ألقوا حجارة وأشياء مشتعلة من فوق الحواجز المعدنية المحيطة بمبني السفارة.

اضف تعليق