q
وبحسب صور البروفايل التي يضعها على حسابه في فيسبوك، هو مؤيد للرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، كما أنه يروّج لنظريات المؤامرة حول فيروس كورونا واللقاحات المضادة له، بالنتيجة، ورغم كل الحقد والعنصرية التي أظهرها يعقوب، إلا أنه من حيث لا يدري، قدّم أفضل مادة مصورة شاهدها الملايين أظهرت مأساة الشعب الفلسطيني...

خلال حملة الإخلاء القسري للفلسطينيين من حي الشيخ جرّاح، انتشر فيديو بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيه مستوطن إسرائيلي يُدعى يعقوب فاوتشي، في مواجهة كلامية مع الكاتبة الفلسطينية، منى الكرد، والمقيمة في حي القدس الشرقية، وصاحبة المنزل الذي سرقه يعقوب، قائلاً لها في تقرير مصوّر عرضته قناة «تي أر تي عربي» في 19 آذار: «إذا لم أسرقه، فسوف يسرقه شخص آخر»، لتردّ عليه الكرد قائلةً: «لا يحق لأحد أن يسرقه يا عمّي». فمن هو هذا الرجل؟ وما الذي تتضمنه حساباته على منصات التواصل الاجتماعي؟

يعقوب فاوتشي، هو مستوطن إسرائيلي، أميركي الأصل من لونغ آيلند-نيويورك، أتى إلى الأراضي المحتلة وسكن في منزل منى الكرد، بعد أن سرقه مستوطنون آخرون من عائلتها. بحسب ما ذكره في تقرير مصوّر عرضته قناة «فايس نيوز» على «يوتيوب».

يقول فاوتشي أيضاً، إن مالك البيت (المستوطن)، لا يريد أن يسكن المنزل سوى يهوديّ، ويُضيف أنه من المهم أن يسكن في هذا المنزل بالتحديد، كي لا يضيع منهم (المستوطنون) في أي اتفاقية سلام في المستقبل.

حاول الرجل النيويوركي تلميع صورته مرات عدة، لكن تعجرفه وإحساسه بـ«التفوق» على من هم غير يهود أفشل مهمته، وعندما سألته مراسلة «فايس نيوز»، «إذاً وجودك في هذا المنزل هو موقف سياسي، يُراد منه منع الفلسطينيين من التواجد فيه؟» أجاب فاوتشي: «ليس لمنع الفلسطينيين من التواجد فيه، بل لإبقاء يهود داخله». وعندما كررت المراسلة أن ذلك يعني منع الفلسطينيين من التواجد فيه، قال «إنه شرٌّ لا بد منه».

المدهش في يعقوب، أن هذا البشري يعتبر نفسه أفضل «عرض» يمكن أن يحصل الفلسطينيين عليه، الجار اليهودي المثال، فخر لونغ آيلاند ودرّة تاج حي الشيخ جرّاح. ويوضح لمراسلة «فايس نيوز»، أنه «مهما تغيّر الوضع في الحي، الأكيد أن هذا القسم من المنزل قد فقد الى الأبد، ولن يعود الفلسطينييون إليه أبداً، لذا، إن تواجدت فيه أم لا، إن كنت أنا أم غيري، إن سكن هنا قرد أم زرافة، لن يعود الفلسطينييون إليه أبداً. أتفهّم أنهم لا يحبونني وأنهم غاضبين مني، ولكن إذا غادرت سيتمّ استبدالي بشخص آخر، وأتجرّأ على القول إن أيّ أحدٍ سيحل مكاني، لن يكون سهل المعشر مثلي!»

نشر العديد من الأشخاص صور تم أخذها من حسابات يعقوب على وسائل التواصل الاجتماعي. الرجل ينضح عنصرية من رأسه حتى أخمص قدميه، في إحدى الصور، يظهر يعقوب وخلفه مسجد القبة، ونجد في التعليقات طلب أحد أصدقائه عدم إظهار تلك القبة مجدداً في الصور، ليردّ يعقوب قائلاً، على أمل أن تختفي قريباً.

وبحسب صور «البروفايل» التي يضعها على حسابه في «فيسبوك»، هو مؤيد للرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب. كما أنه يروّج لنظريات المؤامرة حول فيروس «كورونا» واللقاحات المضادة له.

بالنتيجة، ورغم كل الحقد والعنصرية التي أظهرها يعقوب، إلا أنه من حيث لا يدري، قدّم أفضل مادة مصورة شاهدها الملايين على «تيك توك» و«تويتر»، أظهرت مأساة الشعب الفلسطيني، والظلم الملقى عليهم من قبل المستوطنين.

اضف تعليق