q
تشهد إيران احداثا وتطورات كبيرة في خضم نهاية ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتصاعد موجة التطبيع الإسرائيلي مع بعض الدول العربية، فإيران تريد الوصول الى بدء ولاية جو بايدن على أمل في بداية جديدة تؤدي الى العودة للاتفاق النووي ورفع العقوبات، ولكن تبدو هذه الآمال...

تشهد إيران احداثا وتطورات كبيرة في خضم نهاية ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتصاعد موجة التطبيع الإسرائيلي مع بعض الدول العربية، فإيران تريد الوصول الى بدء ولاية جو بايدن على أمل في بداية جديدة تؤدي الى العودة للاتفاق النووي ورفع العقوبات، ولكن تبدو هذه الآمال انها تتحطم مع تصاعد الضغوط القصوى واستمرار الضربات الإسرائيلية في مختلف الاتجاهات.

فهل تستطيع إيران التخلص من شبح الحرب التي قد يشعلها دونالد ترامب وحلفائه وتحمل ضغط العقوبات القصوى التي ارهقت الشعب الإيراني بشدة؟ خاصة ان سياسة دبلوماسية الرهائن التي تتبعها إيران للضغط على الغرب قد تكون لها ارتدادات كبيرة يمكن ان تؤدي الى توحد القوى الغربية في جبهة واحدة.

اغتيال عالم نووي إيراني ودور إسرائيلي

اغتيل العالم النووي البارز محسن فخري زادة الجمعة قرب طهران، في عملية قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إنها تحمل "مؤشرات جدية إلى دور إسرائيلي".

وكتب ظريف عبر حسابه على تويتر بعد وقت قصير من الإعلان عن مقتل العالم "قتل إرهابيون عالما بارزا اليوم. هذا العمل الجبان - مع مؤشرات جدية لدور إسرائيلي - يظهر نوايا عدوانية يائسة لدى المنفذين".

وأضاف "تدعو إيران المجتمع الدولي، لا سيما الاتحاد الأوروبي، الى الكفّ عن معاييره المزدوجة المعيبة وإدانة عمل إرهاب الدولة هذا". بحسب فرانس برس.

وكانت وزارة الدفاع الإيرانية أكدت في وقت سابق وفاة محسن فخري زادة متأثرا بجروحه بعد وقت وجيز من استهدافه من "عناصر إرهابية" قرب طهران.

وأفادت الوزارة في بيان أورده الموقع الإلكتروني للتلفزيون الرسمي، أن فخري زاده الذي تولى رئاسة منظمة البحث والتطوير التابعة لها، أصيب "بجروح خطرة" بعد استهداف سيارته من مهاجمين اشتبكوا مع مرافقيه.

وأشارت الى أنه "استشهد" في المستشفى بعدما حاول الفريق الطبي إنعاشه.

وأوضحت وكالتا الأنباء "تسنيم" و"فارس" الإيرانيتان أن محاولة الاغتيال جرت في مدينة أبسرد بمقاطعة دماوند شرق طهران. وتحدثت عن "تفجير" قبل "إطلاق النار على سيارة" فخري زادة.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الماضي في أحد تصريحاته فخري زادة بأنه "أب البرنامج النووي العسكري الإيراني". وذكر التلفزيون الإيراني أن لإسرائيل "عداوة قديمة وعميقة معه".

ويأتي اغتيال فخري زادة قبل شهرين من تسلّم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن السلطة.

ووعد بايدن بالعودة الى الدبلوماسية مع إيران، بعد انسحاب الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني وإعادته فرض العقوبات على إيران.

وأعاد ترامب الجمعة نشر تغريدات تتضمن أنباء حول اغتيال فخري زاده من دون أن يعلق عليها.

واستهدفت اغتيالات خلال السنوات الماضية عددا من العلماء الإيرانيين في المجال النووي. ووجهت طهران في كل مرة أصابع الاتهام الى إسرائيل.

وتدعو إسرائيل باستمرار إلى فرض "عقوبات دولية مشددة" على إيران بسبب برنامجها النووي. وتعهد نتانياهو في حزيران/يونيو بكبح "العدوان" الإقليمي لطهران، مشيرا الى إيران تنتهك بشكل منهجي التزاماتها، بإخفاء المواقع وتخصيب المواد الانشطارية وغيرها من الطرق".

وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" في 14 تشرين الثاني/نوفمبر أن المسؤول الثاني في تنظيم القاعدة عبدالله أحمد عبدلله المكنّى "أبو محمد المصري"، اغتيل سرا بإطلاق نار في منطقة باسداران في شمال العاصمة الإيرانية في السابع من آب/أغسطس على يد مسلحَين يستقلان دراجة نارية، وذلك بحسب مسؤولين استخباريين أجانب.

وقالت إن "عملاء إسرائيليين نفذوا العملية بناء على طلب الولايات المتحدة". لكن طهران نفت التقرير.

من هو العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده؟

واعتبر محللون أن العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده، الذي قُتل في هجوم خارج العاصمة طهران الجمعة، شخصية قيادية في البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية رغم أن إيران نفت مشاركته.

يعتقد مسؤولون وخبراء غربيون أن فخري زاده لعب دورا حيويا في جهود مشتبه بها قامت بها إيران في السابق لتطوير سبل تصنيع رؤوس نووية خلف ستار برنامج مدني معلن لتخصيب اليورانيوم. وتنفي إيران أنها سعت في أي وقت من الأوقات لتطوير أسلحة نووية.

وأشار تقرير مهم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في 2011 إلى فخري زاده على أنه شخصية محورية في أنشطة إيرانية مشتبه بأنها تسعى لتطوير تكنولوجيا ومهارات مطلوبة لصنع قنابل نووية. كما أشار التقرير إلى احتمال أنه لا يزال له دور في مثل تلك الأنشطة.بحسب فرانس برس.

وكان فخري زاده هو الإيراني الوحيد الذي أتى هذا التقرير على ذكره. ويعتقد أنه كان أيضا ضابطا كبيرا في الحرس الثوري الإيراني.

أرادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ فترة طويلة لقاء فخري زاده في إطار تحقيق مطول فيما إذا كانت إيران قد أجرت أبحاثا غير مشروعة عن أسلحة نووية.

وقال مصدر دبلوماسي مطلع إن إيران اعترفت بوجود فخري زاده قبل عدة سنوات لكنها ذكرت أنه ضابط في الجيش غير مشارك في البرنامج النووي في مؤشر على أنها لم تكن تعتزم الاستجابة لطلب الوكالة.

كما ورد اسمه في قرار للأمم المتحدة صدر عام 2007 بشأن إيران بصفته أحد المشاركين في أنشطة نووية أو باليستية.

واتهم العميد حسین دهقان، المستشار العسكري لمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، إسرائيل بالوقوف وراء مقتل العالم النووي محسن فخري زاده، خارج العاصمة طهران، الجمعة.

وقال دهقان، عبر حسابه في "تويتر": "في آخر أيام الحياة السياسية لحليفهم (الرئيس الأمريكي دونالد ترامب) يسعى الصهاينة إلى تصعيد الضغط على إيران بهدف نشوب حرب واسعة النطاق".

وأضاف دهقان أن رد إيران سيكون "كالصاعقة على رؤوس قتلة الشهيد المظلوم وسيندمون على ما فعلوه".

حزب الله واسرائيل

قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يوم الجمعة إن الرد على اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده بيد إيران.

وقال في مقابلة مع تلفزيون المنار "نحن ندين هذا الاعتداء الآثم ونرى أن الرد على هذه الجريمة هو بيد المعنيين بإيران ولكن هو عنوان شرف وكرامة ونحن لا تهزنا الاغتيالات". بحسب رويترز.

وأضاف أن فخري زاده قتل "على أيدي من ترعاهم أمريكا وإسرائيل وهذا جزء من الحرب على إيران والمنطقة الحرة وفلسطين".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد تحدث عن العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده قبل عامين من مقتله، الجمعة، لدى كشفه النقاب عن مستندات أرشيفية، ووصفه حينها بأنه رئيس مشروع نووي سري لإيران.

في أبريل نيسان 2018، ذكر نتنياهو اسم فخري زاده عندما كشف النقاب عن أرشيف نووي، قال إن عملاء الموساد قد أخذوه من طهران.

وقتها، نعت نتنياهو زاده بـ"رئيس مشروع نووي سري يسمى مشروع عمد". وقال نتنياهو للصحفيين "تذكروا هذا الاسم، فخري زاده".

وفي وقت سابق الجمعة، وجه مسؤولون إيرانيون اتهامات إلى إسرائيل بالوقوف وراء مقتل زاده في هجوم مسلح في مدينة آبسرد في منطقة دماوند بوسط طهران. ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على طلب CNN للتعليق.

وبدأت إيران في الانسحاب من التزاماتها بالاتفاق النووي التاريخي لعام 2015 في 2019، بعد عام من انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق وفرض عقوبات شديدة على البلاد.

في الشهر الماضي، وثقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدة انتهاكات جديدة للاتفاقية. وقالت إيران في وقت سابق هذا الأسبوع إنها بدأت في حقن غاز هيكسافلوريد اليورانيوم في أجهزة طرد مركزي بمنشأة نطنز النووية.

ضربات جوية في سوريا

بدوره المرصد السوري لحقوق الإنسان انه تم قتل ثمانية مقاتلين موالين لإيران جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف ليلاً مواقع عسكرية في سوريا.

وشنّت اسرائيل ليل الثلاثاء الأربعاء ضربات استهدفت، وفق المرصد، مركزاً ومخزن أسلحة تابعا للقوات الإيرانية وحزب الله اللبناني في منطقة جبل المانع في ريف دمشق الجنوبي. كما طالت مركزاً لمجموعة "المقاومة السورية لتحرير الجولان" في القنيطرة (جنوب) عند الحدود السورية مع الجولان المحتل.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن القصف قرب دمشق أوقع ثمانية قتلى غير سوريين، لم يتمكّن من تحديد جنسياتهم، بالإضافة الى عدد من الجرحى. كذلك، تسبّب بدمار مستودع صواريخ. وفي القنيطرة، أدى القصف الى اعطاب آليات، من دون تسجيل اي خسائر بشرية.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أوردت، نقلاً عن مصدر عسكري، "قام العدو الصهيوني بتوجيه ضربة جوية من اتجاه الجولان السوري المحتل باتجاه جنوب دمشق واقتصرت الخسائر على الماديات".

ولم يصدر أي تبن إسرائيلي لهذه الضربات. واكتفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالقول إنّ بلاده "لا تعلق على تقارير في وسائل اعلام أجنبية".

ويتكرر في الأيام الأخيرة القصف الاسرائيلي على سوريا، بحسب المرصد، آخره السبت الماضي وأدى الى مقتل 14 مسلحاً موالياً لإيران غالبيتهم عراقيون في شرق سوريا.

وأعلن الجيش الاسرائيلي قبل أسبوع أن مقاتلاته قصفت "أهدافاً عسكرية لفيلق القدس وللجيش السوري"، في ما اعتبره "رداً" بعد العثور على عبوات ناسفة على طول الحدود الشمالية. وأوقع القصف وفق المرصد، عشرة قتلى بينهم جنود سوريون ومقاتلون موالون لإيران.

وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني. وأحصى المرصد تنفيذ اسرائيل 36 ضربة جوية على الأقل في سوريا خلال العام الحالي.

ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، إلا أنها تكرّر أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان 19 مسلحاً موالياً لإيران على الأقل قد قتلوا الخميس في ضربات جوية استهدفت مواقعهم في شرق سوريا.

ورجّح المرصد أن تكون "طائرات إسرائيلية" شنّت الغارات التي استهدفت إحدى المجموعات المسلحة غير السورية الموالية لإيران قرب مدينة البوكمال الحدودية مع العراق في أقصى ريف دير الزور الشرقي. والقتلى جميعهم "من الجنسية الباكستانية"، وفق المرصد.

وتخضع المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال والميادين في ريف دير الزور الشرقي لنفوذ إيراني، عبر مجموعات موالية لها تقاتل الى جانب قوات النظام السوري.

وعلى الرغم من أن تقارير المرصد ترجّح أن تكون الغارات إسرائيلية، إلا أنّه يصعب التأكد من ذلك عندما لا يؤكدها الإعلام الرسمي السوري وتمتنع إسرائيل عن التعليق عليها.

وأفاد الإعلام الرسمي السوري ليل الثلاثاء الأربعاء عن ضربات اسرائيلية استهدفت موقعين عسكريين في سوريا، تسببت إحداها بمقتل ثمانية مقاتلين موالين لايران جنوب دمشق، وفق المرصد.

ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، إلا أنها تكرّر أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

إلا أن الجيش الاسرائيلي أعلن الأسبوع الماضي أن مقاتلاته قصفت "أهدافاً عسكرية لفيلق القدس وللجيش السوري"، في ما اعتبره "رداً" بعد العثور على عبوات ناسفة على طول الحدود الشمالية. وأوقع القصف وفق المرصد، عشرة قتلى بينهم جنود سوريون ومقاتلون موالون لإيران.

وفي رسالة وجّهها الى مجلس الأمن الأربعاء، دعا السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان إلى "اتخاذ إجراءات فورية لإخراج القوات الإيرانية من الأراضي السورية".

وقال إن "النظام السوري لا يزال يسمح لإيران ووكلائها باستخدام أراضيه ومنشآت عسكرية وبنى تحتية".

القضاء البلجيكي يحاكم دبلوماسية إيرانيا

من جهة أخرى يحاكم دبلوماسي إيراني الجمعة في بلجيكا بتهمة التخطيط لاعتداء بمتفجرات على تجمع لمعارضين لنظام طهران بالقرب من باريس في 2018، في قضية أثارت خلافا بين فرنسا وإيران.

وكانت باريس اتهمت في تشرين الأول/أكتوبر 2018 وزارة الاستخبارات الإيرانية بالوقوف وراء خطة الهجوم الفاشل، لكن طهران نفت ذلك بشدة.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إنه "تم التعرف بدقة" على الدبلوماسي أسد الله أسدي (48 عاما) الذي يواجه حكما بالسجن المؤبد وينفي التهم الموجهة إليه بأنه "عميل للاستخبارات". بحسب فرانس برس.

وكان يفترض أن يستهدف الهجوم الذي أحبطته السلطات البلجيكية، التجمع السنوي الكبير للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، تحالف المعارضين بما فيهم حركة مجاهدي خلق، في 30 حزيران/يونيو 2018 في فيلبانت بالقرب من باريس.

وصباح اليوم نفسه اعتقلت الشرطة البلجيكية في بروكسل زوجين بلجيكيين من أصل إيراني يعيشان في مدينة أنتويرب (شمال) وبحوزتهما 500 غرام من مادة بيروكسيد الأسيتون المتفجرة وصاعق في سيارتهما.

وجرى اعتقال الزوجين في اللحظة الأخيرة وعقد التجمع بحضور ضيوفه من شخصيات أميركية وبريطانية وفرنسية خصوصا. ويشارك نحو عشرين من هذه الشخصيات اليوم في الادعاء المدني إلى جانب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وبينهم الرهينة الفرنسية الكولومبية السابقة لدى القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) إنغريد بيتانكور.

ويفترض أن يمثل على منصة المتهمين الزوجان المعتقلان نسيمة نعامي (36 عاما) وأمير سعدوني (40 عاما) وأسد الله أسدي ورجل يعتقد أنه شريك له هو مهرداد عارفاني (57 عاما).

ووجهت إلى الأربعة تهم "محاولات اغتيال إرهابية" و"المشاركة في أنشطة مجموعة إرهابية". وهم يواجهون عقوبة السجن مدى الحياة.

وكان الأسدي الذي قدمته النيابة بصفته منسق الخطة، في ذلك الوقت يعمل في السفارة الإيرانية في فيينا. واعتقل خلال رحلة إلى ألمانيا حيث لم يعد يتمتع بحصانته الدبلوماسية.

أما عارفاني، وهو شاعر إيراني يقيم في المنفى في بلجيكا منذ مطلع الألفية الجديدة، فتم اعتقاله في فرنسا وتسليمه إلى القضاء البلجيكي في 2018 بموجب مذكرة توقيف أوروبية.

ويقول أطراف الادعاء المدني أن عارفاني هو أحد أقارب الأسدي ويتواصل معه بانتظام عبر الهاتف عبر شريحة هاتفية (سيم) نمساوية عثر عليها بحوزته. ونفى الرجلان أمام المحققين معرفتهما ببعض.

وصرح جورج هنري بوتييه أحد المحامين البلجيكيين الذين يدافعون عن المجلس الوطني للمقاومة وأنصاره مع الفرنسي ويليام بوردون، لوكالة فرانس برس "نحن أمام إرهاب دولة مثبت". ويقول المحاميان إن المتفجرات شديدة القوة وكان يمكن أن تؤدي إلى سقوط عدد كبير من القتلى.

من جهته، دان ديمتري دي بيكو محامي الدفاع عن أسد الله أسدي "المحاكمة السياسية التي تحاول الأطراف المدنية القيام بها"، متجاهلة قرينة البراءة.

وذكر الخبير الفرنسي فرانسوا نيكولو بأن كشف النيابة الفدرالية البلجيكية عن هذا الهجوم بعد يومين من اعتقال الدبلوماسي في بروكسل أثار غضب الرئيس الإيراني حسن روحاني.

وقال هذا السفير الفرنسي السابق في طهران لفرانس برس إن روحاني "الذي كان يزور أوروبا في الوقت نفسه، كان غاضبا جدا من هذه العملية التي قامت بها الأجهزة (الاستخبارات الإيرانية)، التي تقوم دائما بالتدخل بشكل معاكس لخط الحكومة".

في ذلك الوقت كان حسن روحاني يحاول الحفاظ على تأييد الأوروبيين في الملف النووي الإيراني الشائك بعيد خروج الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جانب واحد من الاتفاق الدولي الموقع في 2015.

عندما أشارت باريس بأصابع الاتهام إلى الاستخبارات الإيرانية بشأن خطة فيلبانت، نفت طهران بلسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها أي تورط، وتحدثت عن "مؤامرة" دبرتها "بعض الدوائر" للإضرار بها في الملف النووي.

وقال نيكولو إنه ذر للرماد في العيون. وأضاف "هذا ليس جديا".

ومن قبيل الصدفة، تأتي هذه المحاكمة بعد أيام قليلة من إطلاق سراح باحثة أسترالية بريطانية كانت مسجونة في إيران بتهمة التجسس لحساب إسرائيل، مقابل إطلاق سراح ثلاثة إيرانيين مرتبطين بهجوم إرهابي فاشل في بانكوك.

وتأتي هذه المحاكمة في وقت غير مناسب لإيران بينما دعا روحاني الأربعاء الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إلى فتح صفحة جديدة مع طهران عبر العودة إلى "الوضع الذي كان قائما" قبل رئاسة دونالد ترامب.

ومن المقرر أن تستمر المحاكمة يومين الجمعة والخميس المقبل، على أن يصدر الحكم في بداية 2021.

باحثة أفرجت عنها إيران تصل إلى أستراليا

وفي سياق متصل وصلت الباحثة الأسترالية-البريطانية كايلي مور-غيلبرت التي أفرج عنها بعدما سجنت لسنتين في إيران بتهمة التجسس، إلى أستراليا الجمعة على ما ذكرت وسائل الإعلام المحلية.

وحطت الباحثة المتخصصة بشؤون الشرق الأوسط في مطار العاصة كانبيرا بعدما أمضت أكثر من 800 يوم في سجن إيراني، على ما أوضحت محطة "ايه بي سي" التلفزيونية الأسترالية العامة.

ووصلت الباحثة وسط تكتم كبير إذ أفادت الحكومة الأسترالية أن مور-غيلبرت البالغة 33 عاما طلبت احترام خصوصياتها إلى حين تجاوزها هذه المحنة. وقد أفرج عنها الجمعة بعد سجنها لسنتين وصفتهما بأنها "محنة طويلة صادمة".

وأفرج عنها في مقابل الافراج عن ثلاثة إيرانيين متهمين بالضلوع في هجوم يشتبه في إنه كان يستهدف دبلوماسيين إسرائيليين.

وحطت طائرة تابعة للحكومة الأسترالية مساء الجمعة بتوقيت أستراليا في كانبيرا آتية من قاعدة جوية تقع على ساحل أستراليا الغربي إلى حيث نقلت مور-غيلبرت بعد مغادرتها الشرق الأوسط.

واعتقلت الباحثة البالغة من العمر 33 عاما، في 2018 من قبل الحرس الثوري بعد حضورها مؤتمرا في مدينة قم في وسط إيران. وقد وجهت إليها تهمة التجسس وحكم عليها بالسجن عشر سنوات.

وبعد أكثر من 800 يوم في السجن، قالت هذه المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط الخميس أنها تشعر ببعض "المرارة" لمغادرتها إيران على الرغم من "الظلم" الذي تعرضت له.

وقالت في بيان نشرته الحكومة الأسترالية "جئت إلى إيران كصديقة وبنوايا حسنة". واشادت بالإيرانيين الذين يتسمون بـ "دفء القلب والكرم والشجاعة".

كذلك أشادت الباحثة في هذا النص بنهاية "محنة طويلة وصدمة"، مضيفة أن الدعم الذي تلقته أثناء الاحتجاز "كان أكثر ما يهمها".

واعتقلت الباحثة البالغة من العمر 33 عاما، في 2018 من قبل الحرس الثوري بعد حضورها مؤتمرا في مدينة قم في وسط إيران. وقد وجهت إليها تهمة التجسس وحكم عليها بالسجن عشر سنوات.

وتم الإفراج عناه في مقابل ثلاثة إيرانيين متهمين بالضلوع في ما يعتقد أنه مؤامرة ضد دبلوماسيين إسرائيليين. وهؤلاء الإيرانيون هم مسعود صداقت زاده ومحمد خزاعي وسعيد مرادي الذي فقد ساقيه خلال الهجوم.

وكان الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية "إيريب نيوز" أعلن أنه "تمّ الإفراج عن رجل أعمال ومواطنين إيرانيين إثنين محتجزين في الخارج بناء على اتهامات خاطئة في مقابل جاسوسة تحمل جنسية مزدوجة تعمل لحساب النظام الصهيوني"، في إشارة إلى مور-غيلبرت. ولم يذكر الموقع أي تفاصيل إضافية.

واعلنت تايلاند الخميس أنها أعادت ثلاثة إيرانيين كانوا محتجزين لديها بسبب تفجيرات فاشلة استهدفت دبلوماسيين إسرائيليين في بانكوك العام 2012. وقالت إدارة السجون التايلاندية إن صداقت زاده ومرادي أفرج عنهما الأربعاء، بينما صدر عفو ملكي عن الثالث محمد خزاعي في آب/أغسطس الماضي.

وكان الإيرانيون الثلاثة مسجونين في تايلاند منذ محاولة فاشلة لاغتيال دبلوماسيين إسرائيليين في 2012.

وأكدت دائرة السجون التايلاندية أن صداقت زاده ومرادي نُقلا كسجينين إلى إيران بينما حصل خزاعي على عفو ملكي.

وأثارت الصور الأولى التي نشرت مساء الأربعاء وظهرت فيها أستاذة الدراسات الإسلامية في جامعة ملبورن الاسترالية، فرح عائلتها التي عملت منذ فترة طولة من أجل التوصل إلى إطلاق سراحها.

ونشرت وكالة إيريب لقطات تظهر لور غيلبرت في مطار طهران إلى جانب السفيرة الأسترالية لدى إيران ليندال ساش. وقالت أسرة الأكاديمية في بيان "نشعر بالارتياح وبفرح كبير".

ونشر الموقع شريطا مصورا لاستقبال ثلاثة رجال أحدهم على كرسي متحرك، مع مراسم تكريم من قبل مسؤولين إيرانيين بينهم نائب وزير الخارجية عباس عراقجي.

وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إنه تحدث إلى الباحثة وأكد أنها ستتلقى العلاج الطبي والدعم النفسي عند عودتها إلى أستراليا، الأمر الذي تعقده القيود المرتبطة بكوفيد-19 والحاجة إلى الخضوع لحجر صحي مدة 14 يوما.

وقال مورسون في مؤتمر صحافي "إنها أسترالية استثنائية مرت بمحنة وسيكون الانتقال صعبا عليها".

وعلقت منظمة العفو الدولية في تغريدة قائلة "نبأ سار من إيران.. أمر قليل الحدوث". وأضافت أن "نبأ إطلاق سراحها هو مصدر ارتياح كبير".

وفي في رسائل سرّبت من السجن ونشرتها وسائل إعلام بريطانية في كانون الثاني/يناير، كتبت مور-غيلبرت أنها أمضت عشرة أشهر في الحبس الانفرادي، ما أدى الى تراجع كبير في صحتها. بحسب فرانس برس.

وفي رسالة بالفارسية الى السلطات الإيرانية، أكدت مور-غيلبرت أنها رفضت "رسميا وبشكل قاطع" عرضا "للعمل لحساب جهاز استخبارات الحرس الثوري"، حسب صحيفتي "ذي غارديان" و"تايمز" البريطانيتين.

وتابعت "لن يتم اقناعي بتغيير رأيي في أي حال من الأحوال"، مؤكدة "لست جاسوسة ولم أكن جاسوسة في يوم من الأيام".

وشكت مور-غيلبرت في الرسائل التي كتبت بين حزيران/يونيو وكانون الأول/ديسمبر 2019، من حرمانها الزيارات في السجن أو إجراء اتصالات هاتفية، مشيرة الى معاناتها من مشاكل صحية.

وحملت الرسائل توقيع "سجينة سياسية بريئة"، وأعربت فيها عن شعورها بأنها "متروكة ومنسية".

وطلبت الباحثة في هذه الرسائل، نقلها الى القسم العام للنساء في سجن إيوين في طهران، بعدما أمضت أشهرا في الحبس الإفرادي، في ما قالت إنها زنزانة صغيرة المساحة ومضاءة بشكل متواصل.

وتم لاحقا نقلها الى القسم الذي تواجدت فيه أيضا الأكاديمية الإيرانية الفرنسية فاريبا عادلخاه، والإيرانية البريطانية نازنين زاغري-راتكليف.

وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين إن الإفراج عن مور غيلبرت جاء نتيجة "عمل دؤوب" في ملف وصفته بأنه "معقد وحساس".

وأشادت وزارة الخارجية الأميركية بهذه النتيجة، مؤكدة في الوقت نفسه أن مور غيلبرت "ما كان يجب توقيفها". واتهمت طهران باتباع "دبلوماسية رهائن".

خامنئي يدعو الى عدم الوثوق بـ الأجانب

من جهته دعا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الثلاثاء الى عدم الوثوق بالأطراف الأجنبية من أجل إيجاد حلول لأي مشاكل قد تواجهها الجمهورية الإسلامية.

وتأتي تصريحات خامنئي في أعقاب فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية، والذي أبدى عزمه على "تغيير المسار" الذي اتبعه الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب مع إيران، والمتضمن فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.

وسبق للرئيس الإيراني حسن روحاني أن رأى في فوز بايدن فرصة للولايات المتحدة لتعويض "أخطائها السابقة"، مؤكدا أن بلاده لن تفوّت أي فرصة لرفع العقوبات عنها.

وقال خامنئي "لا يمكن الوثوق بالأجانب وعقد الآمال عليهم في إيجاد الحلول"، وذلك في كلمة نشر مكتبه مقتطفات منها. بحسب فرانس برس.

وأضاف "لقد جرّبنا مرة مسار رفع الحظر وفاوضنا لسنوات من دون أيّ نتيجة. أما مسار التغلّب على الحظر، فقد يتخلّله في البداية بعض الصعوبات والمشكلات، لكنّ عاقبته حسنة"، وذلك خلال اجتماع للمجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي، بحضور روحاني ورئيس السلطة القضائية ابراهيم رئيسي ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف.

وأتاح الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه في العام 2015 بين طهران والقوى الكبرى، رفع عقوبات اقتصادية كانت مفروضة على الجمهورية الإسلامية، في مقابل خفض أنشطتها النووية.

وسعت الدول المنضوية في الاتفاق (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين) الى ضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني، في مقابل تخفيف العقوبات على طهران.

لكن ترامب عمد عام 2018 الى الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.

من جهتها، عمدت الأخيرة بعد نحو عام من هذا الانسحاب، الى التراجع عن غالبية التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.

ولمح بايدن خلال حملته التي سبقت فوزه في انتخابات الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، الى نيته إعادة بلاده الى الاتفاق، بشرط عودة طهران لكامل التزاماتها.

وفي تصريحات صحافية الأسبوع الماضي، أفاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده ستعود "تلقائيا" الى تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق فيينا 2015، في حال رفع العقوبات.

وحذّر خامنئي الثلاثاء من أن "وضع أميركا غير واضح، والأوروبيون يتخذون باستمرار موقفاً ضد إيران. يقولون لنا ألا نتدخل في شؤون المنطقة، وهم أنفسهم أكثر من يتدخل بالسوء في شؤون المنطقة".

وتابع "الأشخاص الذين يعقدون بعض الأمل عليهم يعادوننا، في حين أن وضعهم الداخلي ليس واضحاً أبداً، والمشكلات الأخيرة لا تسمح لهم بالتحدث واتخاذ موقف من القضايا الدولية".

اضف تعليق