q
تتصاعد المخاوف في إيران من حدوث موجة ثانية وثالثة بعد تخفيف السلطات الإيرانية إجراءات مواجهة فيروس كورونا، خاصة بعد ظهور مؤشرات عودة الفيروس بالفعل، وحذّرت إيران من انتكاسة في جهودها لاحتواء فيروس كورونا المستجد ما لم يتم الالتزام بالقواعد الصحية بشكل أكبر...

تتصاعد المخاوف في إيران من حدوث موجة ثانية وثالثة بعد تخفيف السلطات الإيرانية إجراءات مواجهة فيروس كورونا، خاصة بعد ظهور مؤشرات عودة الفيروس بالفعل، وحذّرت إيران من انتكاسة في جهودها لاحتواء فيروس كورونا المستجد ما لم يتم الالتزام بالقواعد الصحية بشكل أكبر، بينما أعلنت 45 وفاة جديدة بكوفيد-19، وباتت محافظة خوزستان (جنوب غرب) البؤرة الجديدة لتفشي كوفيد-19 في إيران بينما أعادت السلطات فرض تدابير صارمة لوقف انتشاره، وقال نائب وزير الصحة علي رضا رئيسي في تصريحات متلفزة "تعرّضنا لانتكاسة في خوزستان بسبب... عدم التزام (السكان) بقواعد الصحة".

وأضاف "قد يحصل ذلك في أي محافظة أخرى ما لم نتوخَّ الحذر،" مشيرا إلى أنه قد يعاد فرض إجراءات أكثر تشددا في مناطق أخرى إذا استدعى الأمر، وأغلقت السلطات الدوائر الرسمية والمصارف والأعمال التجارية غير الأساسية في تسع من مناطق خوزستان، وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي إن "أقل من 50 بالمئة" من سكان خوزستان التزموا بقواعد الصحة العامة، وأضاف في مؤتمر صحافي متلفز "شهدنا اتجاها متصاعدا للإصابات والوفيات (في خوزستان) والتي تظهر أنه لا يتم الالتزام بالقواعد والتباعد الاجتماعي"، وتوقفت وزارة الصحة منذ الشهر الماضي عن نشر أعداد الإصابات بكورونا المستجد بحسب المحافظات.

وبث التلفزيون الرسمي صورا تظهر العديد من السكان وهم لا يضعون كمامات في العاصمة، وأشار بعض من أجريت معهم مقابلات إلى أن الجو الحار يجعل من الصعب وضع الكمامات بينما أعرب آخرون عن اعتقادهم بأن حرارة الطقس قادرة على قتل الفيروس، وترفع الأرقام الجديدة العدد الإجمالي للوفيات بفيروس كورونا المستجد في إيران إلى 6685، وفق المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور، كما أفاد أنه تم تسجيل 1683 إصابة جديدة بكوفيد-19 في الـ24 ساعة، ما يرفع إجمالي عدد الإصابات إلى 109 آلاف و286، وتعافى 87 ألفا و422 من المصابين الذين نقلوا إلى المستشفيات حتى الآن بينما 2703 حالاتهم خطيرة، وأغلقت الشرطة الإيرانية 1300 موقع إلكتروني وأوقفت 320 شخصا اتهمتهم بنشر الشائعات بشأن الفيروس، بحسب ما ذكرت وكالة "إرنا" الرسمية للأنباء وأضافت أنهم اتّهموا بـ"إرباك الرأي العام".

فتح جميع المساجد

أفادت وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية بأن جميع المساجد في إيران سيُعاد فتحها، في خطوة أخرى من الحكومة لتخفيف القيود التي تهدف إلى احتواء انتشار فيروس كورونا المستجد، ونقلت الوكالة عن محمد قمي مدير منظمة التنمية الإسلامية قوله إن قرار إعادة فتح المساجد جرى اتخاذه بالتشاور مع وزارة الصحة، وتأتي هذه الخطوة على الرغم من أن بعض أنحاء البلاد شهدت ارتفاعا في الإصابات، وذكرت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية أنه جرى عزل منطقة في جنوب غرب إيران لمنع انتشار الفيروس كما نقلت عن حاكم إقليم خوزستان التابعة له المنطقة قوله إن الإقليم شهد ارتفاعا حادا في عدد الإصابات، وذكرت وسائل إعلام رسمية أن صلاة الجمعة استؤنفت في نحو 180 مدينة وبلدة تنخفض بها نسب الإصابات وذلك بعد تعليقها لمدة شهرين.

وجاء استئناف صلاة الجمعة، التي لا تزال محظورة في العاصمة طهران وبعض المدن الكبرى الأخرى، في أعقاب إعادة فتح 132 مسجدا يوم الاثنين الماضي في مناطق خالية بشكل دائم من الفيروس، وقال الرئيس حسن روحاني، بحسب موقع الرئاسة الإلكتروني الرسمي، إن المدارس ستفتح أبوابها، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور في بيان على التلفزيون الرسمي إن عدد الوفيات بكورونا في إيران زاد 45 شخصا في الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى 6685 ويبلغ إجمالي عدد الإصابات بالعدوى في إيران 109286.

موجة جديدة من الإصابات

بدأ العديد من سكان العاصمة الإيرانية يستفيدون من تخفيف قيود الحد من تفشي وباء كوفيد-19، يخشى البعض من موجة عدوى جديدة في هذا البلد الذي لا يزال الأكثر تضررا بالجائحة في الشرق الأوسط، وتمتم صاحب متجر يدعى منوشهر قائلا "طابور أغبياء" فيما كان ينظر بازدراء إلى زبائن وقفوا في صف طويل أمام محل صيرفة في حي صادقية بغرب طهران، وكان العديد منهم يقفون على مسافة قريبة من بعضهم البعض ولم يضع جميعهم أقنعة واقية.

وقال شرطي مرور لوكالة فرانس برس إن طوابير كهذه باتت تُشاهد بشكل منتظم منذ إعادة فتح محلات الصيرفة واشتكى من أن الناس قلما يلتزمون بالقواعد الأساسية لمنع العدوى، وبدأت الحكومة بتخفيف الضوابط التي وضعت لاحتواء الفيروس خارج طهران في 11 نيسان/أبريل، معتبرة أن الاقتصاد - المنهك أساسا بسبب عقوبات أميركية - بحاجة لاستئناف الأنشطة الأساسية الضرورية، وسمحت للأعمال التجارية الصغيرة في العاصمة بإعادة فتح أبوابها بعد أسبوع على ذلك، قبل أن تسمح لمراكز التسوق باستقبال الزبائن في 21 نيسان/أبريل والحلاقين، وسجلت إيران في الثاني من أيار/مايو 802 إصابة في أدنى حصيلة يومية للإصابات منذ مطلع آذار/مارس، غير أن هذا الرقم اليومي الخطير عاد إلى الارتفاع متجاوزا 1500 إصابة السبت لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى أكثر من 106 آلاف إصابة.

يعرضون حياتنا للخطر

باتت شوارع العاصمة وأسواق البازار ومراكز التسوق تعج بالحركة بعدما أقفرت تقريبا لأسابيع عقب فرض غالبية القيود في آذار/مارس، وأبدى ميلاد، صاحب متجر في مركز تسوق، معارضة بشأن تخفيف القيود على التنقل، وقال "جميع هؤلاء الزبائن الذين يدخلون يعرضون حياتنا للخطر نحن المضطرون على القدوم" إلى العمل، ويصبح مركز التسوق مكتظا جدا في المساء، حسبما أشار الشاب البالغ 22 عاما والذي لم يكن يضع أي لوازم حماية، وأودى وباء كوفيد-19 الذي يصيب الجهاز التنفسي بحياة قرابة 6600 شخص في إيران منذ الإعلان عن أول وفاتين في مدينة قم في 19 شباط/فبراير، بحسب السلطات، واعتبر نائب وزير الصحة إيراج حريرجي طهران بمثابة "كعب أخيل" إيران في الحرب على الفيروس، فالمدينة يسكنها ثمانية ملايين نسمة وهي نقطة جذب لمئات آلاف العمال من محافظات أخرى.

وقررت الحكومة تخفيف الاجراءات حتى مع بقاء طهران في نطاق اللون الأحمر بحسب نظام ألوان يقيم درجة خطورة الوباء في مختلف المحافظات بالأبيض والأصفر والأحمر (من الأقل إلى الأكثر خطورة)، ولا تزال المدارس والجامعات ودور السينما والملاعب مغلقة للحد من العدوى.

لا يكترثون

قال خبير الأمراض المعدية في وزارة الصحة مسعود مارديني إن "الناس وعندما كانوا حذرين ساهموا في انخفاض أعداد الإصابات، لكن ما إن اعتبروا أن المرض أقل مدعاة للقلق، شاهدنا الحالات تتزايد"، والارتفاع "يعود في جزء منه لإعادة فتح الأنشطة التجارية وخروج الناس للتسوق" وفق ما صرّح لوكالة إسنا شبه الرسمية للأنباء، لافتا ايضا إلى ازدياد حركة التنقل في محافظة طهران، وتعهد مسؤولو الصحة بإعادة فرض تدابير صارمة في حال استمرت أعداد الإصابات في الارتفاع.

لكن العديد من الإيرانيين لا يزالون مصرين أن عليهم العمل لتجنب خراب مالي، وقال حامد "الحياة تكلف المال" مضيفا "على الناس العودة إلى العمل لأن الفيروس معنا منذ نحو ثلاثة أشهر"، والشاب البالغ 22 عاما كان من بين الذين خرجوا إلى الشارع من دون أقنعة واقية معتبرا أنها "غير فعالة إلى حد كبير"، وقد قطع أكثر من 150 كلم قادما من قم إلى طهران لإنجاز أعمال مصرفية للشركة الخاصة التي يعمل لديها، ويتعين عليه القيام بهذه الرحلة مرة كل بضعة أيام، ويقول إنه لا يستطيع أن يرفض ذلك خشية أن يخسر وظيفته، وعلى بعد بضع شوارع كان مارة يشترون الخضار الطازجة والفاكهة المجففة، غالبيتهم من النساء أو الرجال الأكبر سنا، لكن هنا كان غالبية المتسوقين يضعون الكمامات.

وقالت زهراء البالغة 30 عاما وتعمل محاسبة "أعتقد أن نصف الناس فقط ربما يطبقون قواعد الصحة"، وأضافت "الناس إما لا يكترثون أو لا يطيقون" وضع قناع واق، واشتكى محمد مقاول البناء السابق من أن الكمامات غالية الثمن ومحدودة الكميات، وقد يتراوح ثمن كمامة طبية يمكن استعمالها مرة واحدة بين49 الف ريال (30 سنت أميركي، بحسب سعر الصرف غير الرسمي) إلى ما يزيد بعشر مرات أو 15 مرة عن ذلك للكمامة ذات نوعية أفضل وللاستعمال المتعدد، وقال الرجل البالغ 58 عاما والذي لم يكن يضع كمامة "كان ينبغي بهم توفيرها للناس مجانا"، لكن أكثر ما يقلقه هو الاكتظاظ الشديد على متن الحافلات حيث كثيرا ما يتم تجاهل العلامات الحمراء الموضوعة على نصف المقاعد لمنع الجلوس عليها، ضمن تدابير التباعد الاجتماعي، وقال إنه يشعر بالاستياء لدى مشاهدة حافلة "على متنها 40 شخصا" خلال رحلته الصباحية وحض السلطات على توفير المزيد من الخدمات.

عزل منطقة غرب ايران

ذكرت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية أن السلطات فرضت عزلا عاما على منطقة بجنوب غرب البلاد للحيلولة دون انتشار فيروس كورونا ونقلت عن حاكم إقليم خوزستان التابعة له المنطقة قوله إن الإقليم شهد ارتفاعا حادا في عدد الإصابات، ونقلت الوكالة عن غلام رضا شريعتي حاكم إقليم خوزستان المجاور للعراق والذي يضم منطقة عبدان قوله إن الناس لا تلتزم بقواعد التباعد، وقال المسؤول الإيراني "بسبب ذلك زاد عدد مرضى كورونا في الإقليم ثلاثة أمثاله وارتفع عدد المصابين في المستشفيات بنسبة 60 بالمئة"، وذكرت الوكالة أن البنوك والشركات في عبدان أُغلقت حتى نهاية الأسبوع وأُغلقت أيضا معابر الدخول للمنطقة من الشمال والشرق.

ونقلت الوكالة عن شريعتي قوله إن مكاتب الشركات ستُغلق أيضا وستُفرض قيود سفر على تسع مناطق أخرى في إقليم خوزستان الغني بالنفط، وبدأت إيران، وهي واحدة من أشد دول الشرق الأوسط تضررا بالفيروس، تخفيف إجراءات العزل للحفاظ على حركة اقتصادها المتضرر بالفعل بعقوبات أمريكية، وحذر مسؤولون بالصحة مرارا من أن تخفيف القيود قد يؤدي إلى ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس.

ونقل الموقع الالكتروني الرسمي للرئاسة عن الرئيس حسن روحاني قوله إن المدارس ستفتح أبوابها، وذكرت وسائل إعلام رسمية أن صلاة الجمعة استؤنفت في نحو 180 مدينة وبلدة تنخفض بها نسب الإصابات وذلك بعد تعليقها لمدة شهرين لكن الجمعة لا تزال محظورة في طهران وبعض المدن الرئيسية الأخرى، ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن مسؤول محلي قوله إن الإصابات بكورونا في طهران لا تزال ترتفع، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور في بيان على التلفزيون الرسمي إن عدد الوفيات بكورونا في إيران زاد 51 شخصا في الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى 6640، ويبلغ عدد الإصابات بالعدوى في إيران 107603.

حض المواطنين على تطبيق التباعد الاجتماعي

حضّت إيران مواطنيها على تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي "بجدية أكبر" بينما أعلنت أكثر من 1500 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، ومنذ أعلنت عن أولى الإصابات لديها في منتصف شباط/فبراير، تحاول الجمهورية الإسلامية التي تعد البلد الأكثر تأثّرا بوباء كوفيد-19 في الشرق الأوسط، احتواء الفيروس المسبب له، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور إنه تم تسجيل 55 وفاة بالفيروس في 24 ساعه، لترتفع الحصيلة الإجمالية للوفيات بكوفيد-19 في البلاد إلى 6541، ودعا في تصريحات متلفزة الإيرانيين "لمواصلة الالتزام بالنصائح الصحية، خصوصا التباعد الاجتماعي، بشكل أكثر جدية مما كان الوضع عليه في الأيام والأسابيع السابقة"، وشكك خبراء ومسؤولون داخل إيران وخارجها بالحصيلة الرسمية لضحايا كوفيد-19 في البلاد، مشيرين إلى احتمال أن يكون العدد الحقيقي للإصابات أعلى بكثير من ذاك المعلن، وبقيت حصيلة إيران أقل من ألف إصابة ليوم آخر قبل أن ترتفع مجددا لتبقى فوق عتبة الألف مذاك، وسمحت إيران منذ 11 نيسان/أبريل بإعادة فتح المتاجر تدريجيا وأذنت بفتح المساجد في نحو 30 بالمئة من المناطق التي يعد فيها خطر تفشي الوباء مجددا ضئيلا.

اتجاه تصاعدي للعدوى

حذّرت إيران من "اتجاه تصاعدي" لتفشي فيروس كورونا المستجدّ بالبلاد مع إعلانها تسجيل 1680 إصابة جديدة، ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات إلى أكثر من مئة ألف، وتكافح الجمهورية الإسلامية لاحتواء تفشي كوفيد-19 الأكثر فتكا في الشرق الأوسط منذ الإعلان عن أول حالاتها في منتصف شباط/فبراير، وأثار البرلمان مخاوف بشأن خطر "موجة ثانية" من الفيروس في تقرير انتقد رد فعل الحكومة البطيء، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور في مؤتمر صحافي متلفز "نشهد اتجاها تصاعديا".

وأضاف أن الزيادة "تعتمد على سلوكنا خاصة مع الأخذ في الاعتبار أن قطاعا من المجتمع غيّر فيما يبدو سلوكه"، ورفعت الإصابات المسجّلة الجديدة العدد الإجمالي للحالات المؤكدة في البلاد إلى 101650 حالة، وبلغت حصيلة إيران الرسمية من الإصابات أدنى مستوى لها منذ 10 آذار/مارس، لكن الحالات ارتفعت مرة أخرى منذ ذلك الحين، وعزا المسؤول الطبيّ جهانبور الارتفاع في عدد الحالات إلى زيادة الحركة عبر المدن والسفر غير الضروري، ومنذ 11 نيسان/ابريل، سمحت إيران بعودة تدريجية إلى العمل لتنشيط اقتصادها وأعادت فتح المساجد في أجزاء من البلاد تعتبر منخفضة المخاطر.

كما أفاد جهانبور عن 78 حالة وفاة جديدة بـكوفيد-19 خلال الـ 24 ساعة الماضية في البلد الذي ارتفع تسجيل حالات الوفاة المرتبطة بالفيروس ووصل عدد الوفيات المسجّلة رسمية جراء الوباء في إيران إلى 6418 شخصاً منذ 19 شباط/فبراير، عندما أعلنت عن أول وفاة في مدينة قم المقدسة، وتشير الأرقام الرسمية إلى تعافى 81587 شخصا دخلوا المستشفيات وخرجوا منها، فيما لا يزال 2735 آخرين في حالة حرجة، ويشكك خبراء ومسؤولون في إيران وخارجها بالأرقام الرسمية للإصابات والوفيات بكوفيد-19 ويعتبرون أنها أقل من تلك الفعلية.

وذكر تقرير نشره البرلمان في منتصف نيسان/ابريل أنّ العدد الحقيقي للوفيات يمكن أن يكون أعلى بنسبة 80 بالمئة مما أعلنته الحكومة، وأضاف أنّ الارقام المعلنة استندت فقط إلى "مرضى دخلوا المستشفى يعانون من اعراض شديدة"، وقال أيضا إن "الموجة الثانية" من الفيروس قد تأتي في الشتاء المقبل، ربما من دون انقطاع بسبب إجراءات الاحتواء التي تستغرق وقتا طويلا.

إستعداد لفتح المساجد والمدارس

تعتزم إيران إعادة فتح المساجد والمدارس في المناطق التي استمر خلوها من فيروس كورونا مع بدء حكومة الرئيس حسن روحاني تخفيف القيود المفروضة لاحتواء انتشار الفيروس، ومع إغلاق المساجد وحظر التجمعات الدينية منذ منتصف مارس آذار في البلد الأكثر تضررا من تفشي الفيروس في الشرق الأوسط، لجأ الإيرانيون إلى متابعة الفعاليات الدينية في شهر رمضان من داخل سياراتهم، وأظهرت مقاطع بثها التلفزيون الرسمي أو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي أشخاصا في سياراتهم يشاهدون فعاليات دينية معروضة على شاشة كبيرة في مرأب للسيارات في طهران.

وقال روحاني في اجتماع نقله التلفزيون "سيُعاد فتح المساجد في 132 مدينة وبلدة ’بيضاء‘ أو منخفضة الخطورة ستُستانف إقامة شعائر صلاة الجمعة في هذه المناطق أيضا... لكن كل هذه الخطوات ستُتخذ عبر احترام البروتوكولات الصحية"، وقسّمت وزارة الصحة الإيرانية البلاد إلى مناطق بيضاء وصفراء وحمراء على أساس عدد حالات الإصابة بالفيروس والوفيات الناجمة عنه، وقالت الوزارة إن مسار تطور حالات العدوى بدأ يتخذ اتجاها نزوليا "تدريجيا" في إيران، وذكرت الوزارة أن إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس ارتفع إلى 6203 ووصل إجمالي عدد الحالات التي تم تشخيص إصابتها بالفيروس 97424 حالة.

وألغت إيران بالفعل حظر السفر بين المدن وحظر فتح المراكز التجارية، واستأنفت مراكز تجارية كبيرة نشاطها بالرغم من تحذير بعض مسؤولي الصحة من موجة جديدة من انتشار العدوى، واستمر إغلاق المدارس والجامعات ولا تزال التجمعات الثقافية والرياضية محظورة، لكن روحاني قال إن الخطة تشمل إعادة فتح بعض المدارس قريبا، وأضاف "ستفتح المدارس في المناطق البيضاء منخفضة الخطورة أبوابها مجددا اعتبارا من 16 مايو... لكننا سنواصل مراجعة الموقف"

روحاني: يجب توخي الحذر ولكن عدم الخوف من كورونا

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه يجب على الإيرانيين توخي الحذر وليس الخوف من فيروس كورونا وذلك في الوقت الذي خففت فيه البلاد القيود في محاولة للعودة للحياة الطبيعية، وتعد إيران ضمن أكثر الدول تضررا من تفشي فيروس كورونا المستجد في الشرق الأوسط، ونقل الموقع الإلكتروني الرسمي للرئاسة عن روحاني قوله إن "الخوف المفرط والقلق المفرط والهلع المفرط أسوأ من هذه الكورونا نفسها وهذا الفيروس، ويمكن أن يدمر ذلك حياة الناس ويقلق راحتهم"، لكن في الوقت نفسه علينا ألا نكون مهملين مما يعني أنه يجب ألا نفرط في القلق والهلع ويجب توخي الحذر اللازم، وعاد الإيرانيون إلى المتاجر والأسواق والحدائق المنصرم مع تخفيف البلاد القيود المفروضة بسبب كورونا بعد أن تراجعت الزيادة اليومية في عدد حالات الوفاة إلى أقل من 100 منذ 14 أبريل نيسان، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور إن عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا ارتفع بواقع 71 خلال الساعات الأربع والعشرين ليصل الإجمالي إلى 5877.

اضف تعليق