q
لعل الحاكم او السلطان هو أكثر البشر تفكيرا وتساؤلا في لحظة الموت وما انجز او دمر في حقبة حكمه هل أصلح او طغى هل بنى ام دمر هل أنصف ام ظلم، هل هذه التساؤلات وغيرها قد يشترك فيها معظم الحكام في لحظة موتهم...

لحظة الموت حقيقة يمر بها جميع الناس دون استنشاء، من عاش على الأرصفة ومن نام في عرش السلطان، لحظة قد يسترجع الانسان فيها اهم لحظات حياته، وقد يفكر في حينها ما صنعت نفسه في هذه الحياة ويتسأل هل هو راضي عن اعماله فيها ام ندم عليها، لعل الحاكم او السلطان هو أكثر البشر تفكيرا وتساؤلا في لحظة الموت وما انجز او دمر في حقبة حكمه هل أصلح او طغى هل بنى ام دمر هل أنصف ام ظلم، هذه التساؤلات وغيرها قد يشترك فيها معظم الحكام في لحظة موتهم، وفي الأسبوع الماضي قد مات احد اشهر الحكام العرب في العصر الحديث وهو الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، الذي تربع على عرش مصر بلا منازع لثلاثين عاما قبل أن تسقطه ثورة شعبية غاضبة من تجاوزات جهازه الامني وأحلام نجله جمال في وراثة الحكم، في 11 شباط/فبراير 2011.

اضطر حسني مبارك الى التخلي عن السلطة وتسليمها للجيش الذي قرر الاصطفاف مع المنتفضين في ميدان التحرير والتخلص في ذات الوقت من الجنرال السابق ومن طموحات نجله جمال السياسية، وشهد العقد الأخير من حياة حسني مبارك تقلبات كبرى حولته من ديكتاتور حكم البلاد لثلاثة عقود بفضل جهاز أمني مطلق اليد، الى أول رئيس مصري يمثل أمام محكمة، قبل ان يصبح رئيسا سابقا بعيدا عن الأضواء.

بدأت محاكمة مبارك، الذي كان قائدا للقوات الجوية المصرية إبان الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973، بعد سبعة اشهر من سقوطه لاتهامه بالتواطؤ في قتل اكثر من 800 متظاهر سقطوا اثناء الثورة ضدّ حكمه التي استمرت 18 يوما.

وحكم عليه في حزيران/يونيو 2012 بالسجن المؤبد (25 سنة)، لكن محكمة النقض المصرية، أعلى هيئة في القضاء الجنائي المصري، برأت مبارك بشكل نهائي في 2 آذار/مارس 2017 من هذه التهمة وتم اخلاء سبيله.

الا أن الرئيس السابق أدين ونجلاه علاء وجمال في 2016 بالفساد المالي، وكانت علاقات مبارك ونجلاه برجال الاعمال محل شكوك وتساؤلات كبيرة طوال العقد الاخير من حكمه، وكانت المعارضة المصرية تقول إن نظامه قائم على "التزاوج بين السلطة والثروة".

من رجل الظل إلى رجل السلطة وفتح الباب أمام مبارك لتولي الرئاسة بعد اغتيال الرئيس الاسبق انور السادات على يد إسلاميين في العام 1981 حين كان نائبا للرئيس، في وقت لم يكن احد يتوقع مستقبلا كبيرا لهذا الرجل الذي يفتقد الى الكاريزما، وقال مقربون منه إن أقصى أمانيه كانت ان يعين سفيرا لمصر في لندن بعد تقاعده من منصبه العسكري.

عرف عن مبارك انه رجل براغماتي، غير أنه فقد شيئا فشيئا صلته بالشعب واصبح عنيدا ومتكبرا واعتمد على جهاز أمني مخيف، ونجح على مدى سنوات حكمه في أن يطرح مصر كركيزة للاستقرار في المنطقة ووسيط رئيسي في النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي.

ورغم كل الأنواء والاحتجاجات تمسك بمعاهدة السلام التي أبرمها سلفه مع اسرائيل عام 1979 وحرص على أن يظل ضمن ما عرف قبل الربيع العربي بمعسكر الاعتدال في العالم العربي، فضمن تأييد الغرب لنظامه وخصوصا الولايات المتحدة التي ظل حليفا لها على الدوام، وظل مبارك بشعره الاسود المصبوغ وبنظرته التي يخفيها في غالب الاحيان خلف نظارات سوداء، وجها مألوفا في الاجتماعات الدولية على مدى سنين حكمه.

ورغم تصديه بقوة للجماعات الاسلامية المتطرفة، لم يتمكن مبارك من وقف صعود الإسلام السياسي الذي تجسده جماعة الإخوان المسلمين.

ولد محمد حسني مبارك في الرابع من أيار/مايو 1928 في عائلة من الطبقة الريفية المتوسطة في دلتا مصر. وصعد سلم الرتب العسكرية في الجيش الى ان اصبح قائدا للقوات الجوية ثم نائبا للرئيس في نيسان/ابريل 1975، وخلال مسيرته الطويلة، تعرض لست محاولات اغتيال جعلته يرفض رفع حالة طوارىء في البلاد على مدى توليه الحكم.

وغذّى صعود نجم نجله الاصغر جمال القريب من اوساط رجال الاعمال، الشكوك بشأن عملية "توريث" للحكم، فكانت طموحات جمال مبارك السياسية بمثابة المسمار الأخير في نعش نظامهـ ويرى كثيرون من المصريين الذين عاشوا في عهد مبارك أن حكمه كان استبداديا ومحابيا لرجال الأعمال.

إرث يثير الانقسام

نظمت مصر جنازة عسكرية في القاهرة لرئيسها الأسبق حسني مبارك في رد اعتبار أخير من الدولة للرجل الذي حكم البلاد 30 عاما حتى أطاحت به احتجاجات شعبية في عام 2011، وجرّت أحصنة عربة تحمل نعش مبارك الملفوف في العلم المصري بمجمع مسجد بينما أُطلقت المدافع في الهواء، وتبعها موكب يتقدمه الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار قادة الجيش ونجلا مبارك علاء وجمال.

حضر التشييع شخصيات سياسية رئيسية من السنوات التي قضاها مبارك في السلطة، نادرا ما شوهد بعضهم على الملأ منذ الإطاحة به من الرئاسة. وبقي السيسي حتى انتهاء الموكب الجنائزي وقدم التعازي لعلاء وجمال ولسوزان زوجة مبارك قبل أن يغادر.

وتوفي مبارك يوم الثلاثاء في غرفة للرعاية المركزة بعد أسابيع من خضوعه لعملية جراحية تاركا المصريين منقسمين إزاء إرثه بعدما ترأس عهدا شابه الركود والقمع لكن البعض يتذكرونه رغم ذلك على أنه كان أكثر استقرارا من الفوضى التي أعقبته.

وتتناقض الجنازة المهيبة مع البهجة التي غمرت الشوارع في عام 2011 عند الإطاحة بمبارك من السلطة حيث كان من أوائل من أطاحت بهم انتفاضات ”الربيع العربي“ التي اجتاحت المنطقة، وأمضى مبارك الكثير من السنوات التالية يتنقل بين السجن ومستشفيات عسكرية قبل إطلاق سراحه في عام 2017 خلال حكم السيسي، وهو ضابط بالجيش أيضا تقلد الرئاسة وسجن معارضين إسلاميين وليبراليين بدعوى تحقيق الاستقرار.

ونعت الرئاسة المصرية والقوات المسلحة مبارك كأحد أبطال حرب عام 1973 مع إسرائيل والتي كان خلالها قائدا للقوات الجوية. وأعلنت الرئاسة الحداد العام ثلاثة أيام، ونُقل نعش مبارك جوا إلى مجمع مقابر الأسرة بعد الجنازة التي أقيمت بمسجد المشير طنطاوي المسمى باسم وزير الدفاع لمدة 20 عاما في عهد مبارك والذي قاد محاولة فاشلة للتحول الديمقراطي بعد تنحي الرئيس، واحتشد عشرات من أنصار مبارك، بعضهم من مسقط رأسه بقرية كفر المصيلحة في دلتا النيل، أمام المسجد.

بدايات متواضعة

كان مبارك طيارا بالقوات الجوية عمره 24 عاما عندما أطاح الجيش بالملك فاروق عام 1952، ولد محمد حسني السيد مبارك لموظف حكومي في قرية كفر مصيلحة بدلتا نهر النيل في الرابع من مايو أيار 1928 عندما كانت مصر تحت الاحتلال البريطاني وكانت بريطانيا تسيطر على قناة السويس.

والتفاصيل عن حياته في سنواته الأولى قليلة. وقد أصبح طيارا في 1950 وأمضى أكثر من عامين في الاتحاد السوفيتي بعد ذلك بعشر سنوات للتدريب على قيادة القاذفات، وعندما دمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية جانبا كبيرا من سلاح الجو المصري في حرب الأيام الستة عام 1967 أصبح مديرا للكلية الجوية وتم تكليفه بإعادة بناء القوات الجوية. وهذا ما فعله وهو قائد لسلاح الجو اعتبارا من عام 1972 ثم هاجمت مصر إسرائيل في 1973.

ورأى السادات، الذي خلف جمال عبد الناصر في الحكم عام 1970، في مبارك تابعا مخلصا وعينه نائبا له في 1975، وظل هذا المنصب شاغرا في عهد مبارك الذي بذل كل ما بوسعه للحفاظ على سلطاته.

وأثناء رئاسته أمر مبارك الجيش بالتدخل لقمع تمرد في الثمانينات وأصلح العلاقات مع الدول العربية بعد السلام الذي أبرمه السادات مع إسرائيل. وفي 1989 عادت مصر إلى جامعة الدول العربية وعادت الجامعة إلى مقرها في القاهرة، وضمنت الأموال الأمريكية عدم خروج مصر عن مستوى معين من الكياسة في التعامل مع إسرائيل ولعب مبارك دور الوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين لسنوات.

وظل عنف الإسلاميين في الداخل، بما في ذلك اعتداءات على مواقع سياحية ومنتجعات مطلة على البحر الأحمر، تبريرا للدولة البوليسية. وفي 1995 نجا مبارك من عدة محاولات اغتيال عندما أطلق مسلحون إسلاميون النار على سيارته خلال زيارة لإثيوبيا.

وظل الاقتصاد المركزي الذي تشكل في فترة حكم عبد الناصر الاشتراكي متخلفا عن الدول التي كانت مصر تقارن بها مثل تركيا وكوريا الجنوبية. وتضاعف عدد سكان مصر تقريبا في عهد مبارك لكن ظلت أعداد كبيرة تعيش في فقر مدقع.

وفي العقد الأخير من حكم مبارك حدثت طفرة في النمو غذتها إصلاحات السوق التي أشرف عليها ابنه جمال وأثرى فيها البعض غير أن الفساد ضمن بقاء السلطة في يد النخبة المحيطة برئيس الدولة والجيش وأصحاب الحظوة لدى الحزب الوطني الديمقراطي.

وعلى الصعيد السياسي دار حديث عن الإصلاح وخاصة ما طرحه الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش في هذا الصدد. وبعد الفوز في سلسلة استفتاءات كان مبارك المرشح الوحيد فيها وكانت أساسا لحكمه وافق مبارك على خوض انتخابات أمام مرشحين آخرين في 2005ن غير أن هزيمة أيمن نور المحامي الليبرالي الذي تجرأ وتحداه لم تكن مفاجئة.

وداع 30 عاما

قالت زينات تهامي (35 عاما) وهي من سكان القاهرة ”دا تاريخ 30 سنة، وداع 30 سنة“. وعبرت عن سعادتها لأن ”كرامته رجعت تاني“ بعد الإطاحة به ولأن الدولة تبدي له التقدير بعد وفاته، وتجمع حشد صغير أيضا خارج مكان دفنه في حي مصر الجديدة الراقي، حيث هتف أنصاره ”يا علاء قول لابوك 100 مليون (مصري) بيودعوك“.

وقال محمد زارع وهو ناشط في حقوق الإنسان، إن الاستبداد والمتاعب الاقتصادية أسوأ حالا الآن في عهد السيسي مقارنة بعهد مبارك، وشهد حكم السيسي، الذي تولى السلطة بعدما قاد عملية عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي الذي خلف مبارك، حملة واسعة على المعارضة تقول جماعات حقوقية إنها الأسوأ في الذاكرة الحديثة.

وقال زارع ”عصر مبارك كان مؤلما، إحنا في مرحلة جديدة أشد ألما وأصعب بكثير من الناحية الاقتصادية والحريات“، ويقبع الكثير من النشطاء الذين ساعدوا في تنظيم الاحتجاجات الحاشدة التي أطاحت بمبارك خلف القضبان أو يعيشون في الخارج. ويقول أنصار السيسي إن الحملة ضرورية لتحقيق الاستقرار في البلاد بعد الاضطرابات التي أعقبت 2011.

كانت محكمة مصرية أصدرت حكما بالسجن المؤبد على مبارك بتهمة التآمر لقتل 239 متظاهرا خلال انتفاضة عام 2011 التي استمرت 18 يوما، لكن تم الإفراج عنه في 2017 بعد تبرئته من التهم، وأدين أيضا في عام 2015 مع نجليه بتحويل أموال عامة لحساب تطوير ممتلكات للأسرة. وعوقبوا بالسجن ثلاث سنوات.

ونشرت الصحف المصرية الحكومية والخاصة صورا لمبارك على صفحاتها الأولى بينما عرض التلفزيون الرسمي مقتطفات من خطاباته السابقة، جاء ذلك في تناقض صارخ مع معاملة خليفته مرسي، أول رئيس منتخب لمصر بطريقة حرة، والذي حكم البلاد لعام فقط حتى أطاح به الجيش. وتوفي مرسي العام الماضي بعدما سقط في محكمة أثناء جلسة لمحاكمته بتهم تجسس. ولم تعط وسائل الإعلام المصرية، التي تخضع لرقابة صارمة، اهتماما يذكر لوفاته.

نعي المعارضين

وعلى موقع تويتر، نعى العديد من المصريين الثلاثاء الرئيس الأسبق، وبينهم شخصيات معارضة لحكمه وموجودة حاليا خارج البلاد.

فكتب أيمن نور السياسي والمعارض المصري الذي سُجن في عهد مبارك لمدة 4 سنوات "أختلفت مع مبارك سياسيا ونافسته في أول انتخابات رئاسية وتعرضت للعسف والتنكيل والاعتقال والتشويه.... وهو الآن بين أيادي الله وأشهد الله أني أسامحه في حقي +الشخصي+ وعند الله يجتمع الخصوم".

كذلك كتب محمد البرادعي الحائز جائزة نوبل للسلام عام 2005 "رحم الله الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك".

ولعب البرادعي الذي شغل منصب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، دورا مهما في إسقاط مبارك من خلال الجمعية الوطنية للتغيير التي أسسها 2010، وبدوره كتب أحد أبرز نشطاء "ثورة يناير" المصرية وائل غنيم "رحمة الله على الرئيس حسني مبارك (..) كان محبا ومخلصا لمصر".

وأضاف "تحمل مسؤولية ضخمة تجاه الشعب المصري فأصاب كثيرا وأخطأ كثيرا وصبر على كثير من الأذى في نهاية عمره وسيحكم التاريخ" عليه، خاتما تغريدته برمز القلب الأحمرن ولد محمد حسني مبارك في الرابع من أيار/مايو 1928 في عائلة من الطبقة الريفية المتوسطة في دلتا مصر. وصعد سلم الرتب العسكرية في الجيش الى ان اصبح قائدا للقوات الجوية عام 1972 وكان له دور بارز في حرب 1973 ضد اسرائيل.

تولى مبارك الرئاسة في 14 تشرين الأول/أكتوبر 1981 إثر اغتيال الرئيس أنور السادات بأيدي الإسلاميين في السادس من الشهر نفسه، وبقي في سدة الرئاسة ثلاثين عاما، ورفع مبارك العلم المصري على طابا في جنوب سيناء عام 1989، معلنا بذلك استرجاع مصر سيناء كاملة من الاحتلال الاسرائيلي.

الفرعون الذي أطاح به الربيع العربي

لم يدر بخلد حسني مبارك طيار القاذفات السابق الذي رحل عن 91 عاما أنه سيصبح رئيسا للبلاد. غير أنه عندما دفع به اغتيال الرئيس السابق على الملأ إلى مقعد القيادة تشبث به لأطول فترة ممكنة.

وأصبحت قصته هي قصة مصر على مدى الثلاثين عاما التالية إلى أن أدرك شعبه في النهاية أن بإمكانه أن يكتبها بنفسه في انتفاضة من انتفاضات الربيع العربي عام 2011 أصبح بعدها مبارك فصلا من فصول الماضي.

لم يظهر ما يميز مبارك أثناء وجوده بمنصب نائب الرئيس أنور السادات. وفي فترة التوتر التي أعقبت اغتيال السادات وهو إلى جواره في عرض عسكري عام 1981 أصبح مبارك بديلا مؤقتا. ولم يعتقد أحد تقريبا أنه سيستمر في منصبه.

ثم تحول ببطء ومع نجاته من محاولات لاغتياله إلى ”فرعون“ وقاد البلاد على مدى عقود من الركود والقهر وكان الخيار الذي طرحه على الشعب: إما مبارك أو الفوضى.

وصدقه كثيرون، ليس في مصر وحدها. وأغدقت عليه الإدارات الأمريكية وعلي جيشه أكبر الجيوش في الشرق الأوسط مليارات الدولارات عرفانا بوفائه لتحول ولاء السادات في الحرب الباردة إلى الولايات المتحدة والسلام مع إسرائيل.

غير أن عهده تميز بالصراع مع الإسلاميين، الذين سلموا السلطة دون قصد باغتيال السادات لرجل سيقضي 30 عاما في قمعهم، ومع ذلك لم يكن لديه جواب سوى ”مبارك“ على سؤال كيف سيكون حكم المصريين في المستقبل ورفض على الدوام تحديد من يخلفه في الرئاسة. وتوقعت واشنطن أن يستمر في تزوير الانتخابات حتى وفاته وعندها ربما يتولى ابنه جمال السلطة، وقال مبارك ذات مرة إنه لا يمكن أن يتصور أحد أن بالإمكان الضغط على زر لتحقيق الحريات وإن البديل هو الدفع بالبلاد إلى الفوضى وما تجره من خطر على الشعب، وقال التلفزيون المصري إن مبارك توفي عن 91 عاما بعد أن أجريت له عملية جراحية.

مراحل السقوط

في 11 شباط/فبراير 2011، اضطر حسني مبارك إلى التخلي عن السلطة وتسليمها للجيش الذي قرر الاصطفاف مع المنتفضين في ميدان التحرير والتخلص في ذات الوقت من الجنرال السابق ومن طموحات نجله جمال السياسية.

شهد العقد الأخير من حياة حسني مبارك تقلبات كبرى حولته من ديكتاتور حكم البلاد لثلاثة عقود بفضل جهاز أمني مطلق اليد، إلى أول رئيس مصري يمثل أمام محكمة، قبل أن يصبح رئيسا سابقا بعيدا عن الأضواء.

بدأت محاكمة مبارك، الذي كان قائدا للقوات الجوية المصرية إبان الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973، بعد سبعة أشهر من سقوطه لاتهامه بالتواطؤ في قتل أكثر من 800 متظاهر سقطوا أثناء الثورة ضد حكمه التي استمرت 18 يوما، وحكم عليه في حزيران/يونيو 2012 بالسجن المؤبد (25 سنة).

لكن محكمة النقض المصرية، أعلى هيئة في القضاء الجنائي المصري، برأت مبارك بشكل نهائي في 2 آذار/مارس 2017 من هذه التهمة وتم إخلاء سبيله، إلا أن الرئيس السابق أدين ونجلاه علاء وجمال في 2016 بالفساد المالي.

وكانت علاقات مبارك ونجليه برجال الأعمال محل شكوك وتساؤلات كبيرة طوال العقد الأخير من حكمه، وكانت المعارضة المصرية تقول إن نظامه قائم على "التزاوج بين السلطة والثروة"ن وخلال مسيرته الطويلة، تعرض لست محاولات اغتيال جعلته يرفض رفع حالة الطوارئ في البلاد على مدى توليه الحكم، وغذى صعود نجم نجله الأصغر جمال القريب من أوساط رجال الأعمال، الشكوك بشأن عملية "توريث" للحكم، فكانت طموحات جمال مبارك السياسية بمثابة المسمار الأخير في نعش نظامه.

اضف تعليق