q
بعد مضي أربع ساعات فقط من تمديد المحكمة العليا في إقليم جبل طارق التابع للتاج البريطاني احتجاز ناقلة النفط الإيرانية \"غريس 1\" لمدة ثلاثين يوما، سعت ايران الى تنفيذ تهديداتها السابقة ضد خصومها في المنطقة التي تعاني من ازمات ومشكلات خطيرة، وقال الحرس الثوري الإيراني...

بعد مضي أربع ساعات فقط من تمديد المحكمة العليا في إقليم جبل طارق التابع للتاج البريطاني احتجاز ناقلة النفط الإيرانية "غريس 1" لمدة ثلاثين يوما، سعت ايران الى تنفيذ تهديداتها السابقة ضد خصومها في المنطقة التي تعاني من ازمات ومشكلات خطيرة، وقال الحرس الثوري الإيراني وكما نقلت بعض المصادر، إنه احتجز ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا في الخليج مما زاد من التوتر في ممر ملاحي حيوي لشحن النفط للسوق العالمية. وقالت بريطانيا إنها تسعى بشكل عاجل لمزيد من المعلومات عن الناقلة ستينا إمبيرو التي كانت متجهة صوب ميناء سعودي بعد أن غيرت وجهتها فجأة عقب عبورها مضيق هرمز.

وتصاعد التوتر في العلاقات بين إيران والغرب منذ احتجزت قوات البحرية البريطانية ناقلة إيرانية في جبل طارق في الرابع من يوليو تموز للاشتباه في تهريبها النفط إلى سوريا بما ينتهك عقوبات مفروضة من الاتحاد الأوروبي. وقالت إيران إنها سوف ترد وبعد أيام حاولت ثلاث سفن إيرانية اعتراض طريق ناقلة مملوكة لبريطانيا في مضيق هرمز لكنها تراجعت بعد أن تدخلت سفينة تابعة للبحرية البريطانية.

وقال الحرس الثوري في بيان على موقعه الإلكتروني إنّ القوات البحرية التابعة له وبطلب من "سلطة الموانئ والبحار في محافظة هرمزغان" احتجزت الناقلة "ستينا إمبيرو" بسبب "عدم احترامها للقانون البحري الدولي". وأوضح البيان المقتضب أنّ السفينة "اقتيدت بعد السيطرة عليها إلى الساحل حيث تمّ تسليمها إلى السلطة من أجل بدء الإجراءات القانونية والتحقيق". ويرى مراقبون وكما نقلت بعض المصادر أن حرب الناقلات في المياه الخليجية قد بدأت منذ فترة، بعدما اعتزمت أميركا تصفير صادرات النفط الإيراني وواجهت السفن التي تنقل النفط الإيراني مشاكل في العبور من بعض المضايق الدولية، منها مضيق جبل طارق.

وأكدت مصادر صحفية إيرانية فضلت عدم الكشف عن هويتها أن طهران أمست تنفذ تهديدها بإغلاق مضيق هرمز الذي سبق وأطلقته قبل أشهر وقالت إنها ستضطر لتنفيذه إذا لم تستطع تصدير نفطها. ويستمر تصاعد التوتر في المياه الخليجية عقب انسحاب واشنطن العام الماضي من الاتفاق النووي المبرم مع طهران عام 2015، وفرضها عقوبات على إيران، وذلك في صور متعددة بين الانتشار العسكري الأميركي البريطاني في الخليج، إلى هجمات على ناقلات نفط وإسقاط طائرات مسيرة، وصولا إلى احتجاز ناقلات نفط واختفاء بعضها.

وعزت الحكومة الإيرانية على لسان المدير العام لإدارة الموانئ والملاحة البحرية في محافظة هرمزجان جنوبي البلاد مراد عفيفي بور احتجاز الناقلة "ستينا إمبيرو" إلى مخالفتها قوانين الملاحة البحرية. ووفقا لعفيفي بور، فإن الناقلة البريطانية التي وصفت بأنها متطورة، اصطدمت بقارب صيد إيراني عندما كانت تسير في مسار غير مسار الملاحة في مضيق هرمز، وتجاهلت نداء استغاثة أطلقه القارب قبل احتجازها، فضلا عن إغلاقها أجهزة التتبع وعدم التجاوب مع التحذيرات الإيرانية. غير أن الحكومة البريطانية وصفت احتجاز الناقلة بأنه "عمل عدائي"، وقالت إنها احتجزت في المياه الإقليمية العمانية.

حرب الناقلات

وفي هذا الشأن قال الحرس الثوري الإيراني إنه احتجز ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز بينما دب خلاف بين واشنطن وطهران بشأن إسقاط طائرة مسيرة إيرانية تؤكد الولايات المتحدة أن بحريتها أسقطتها وهو ما تنفيه إيران مما زاد من تصعيد التوتر في منطقة الخليج. وقالت بريطانيا إنها تسعى بشكل عاجل لمزيد من المعلومات عن الناقلة ستينا إمبيرو التي كانت متجهة صوب ميناء سعودي ثم غيرت وجهتها فجأة عقب عبورها مضيق هرمز.

ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن مصدر عسكري قوله إن الناقلة البريطانية التي احتجزها الحرس الثوري أغلقت جهاز التتبع وتجاهلت تحذيرات من الحرس الثوري. وقال المصدر للوكالة ”أغلقت الناقلة جهاز التتبع وتجاهلت تحذيرات عديدة من الحرس قبل احتجازها“. وذكر نفس المصدر أن انتهاكات الناقلة شملت أيضا الإبحار في الاتجاه الخاطئ في ممر ملاحي وتجاهل التعليمات.

كما أظهرت بيانات ريفينيتيف لتعقب حركة السفن أن ناقلة نفط ثانية تديرها شركة بريطانية وترفع علم ليبيريا حولت اتجاهها فجأة شمالا صوب ساحل إيران بعد مرورها غربا عبر مضيق هرمز إلى الخليج. لكن وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء ذكرت بعد ذلك نقلا عن مصادر عسكرية أن الحرس الثوري الإيراني لم يحتجز الناقلة مسدار التي تديرها شركة بريطانية وترفع علم ليبيريا في الخليج.

وقالت الوكالة شبه الرسمية ”برغم التقارير، لم يتم احتجاز السفينة... وسُمح لها بمواصلة طريقها بعدما نبهتها القوات الإيرانية بشأن أمور تتعلق بالسلامة“. وأظهرت بيانات ريفينيتيف لتعقب حركة السفن أن ناقلة النفط مسدار غيرت اتجاهها للمرة الثانية واتجهت عائدة إلى الخليج بعدما كانت غيرت اتجاهها في السابق صوب إيران. وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت ‬من الضروري الحفاظ على حرية الملاحة وقدرة كل السفن على التحرك بأمان وحرية في المنطقة“. بحسب رويترز.

قال وزير الخارجية البريطاني، “غيريمي هانت”، إن “لندن” سترد بطريقة مدروسة وقوية على احتجاز، “إيران”، ناقلة نفط بريطانية، وحذر من أن “طهران” ستكون الخاسر الأكبر إذا تم تقييد حرية الملاحة. وصرح “غيريمي هانت”، بأنه تحدث إلى وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، لمناقشة الوضع. وأضاف وزير الخارجية البريطاني: “هذا غير مقبول إطلاقًا.. سنرد بطريقة مدروسة؛ لكن قوية”. وتابع قائلًا: “لا نبحث خيارات عسكرية، بل نبحث عن طريقة دبلوماسية لحلحلة الموقف..”.

وأشار الدبلوماسي البريطاني إلى أنه إذا تم تقييد حرية الملاحة فستكون “إيران” الخاسر الأكبر، مشددًا على أن من مصلحتهم حلحلة الوضع في أسرع وقت ممكن. في سياق متصل؛ أعلن “هانت” أنه أجرى اتصالًا مع نظيره الإيراني، “محمد جواد ظريف”، عبّر من خلاله عن خيبة أمله من احتجاز الناقلة البريطانية. وكتب “هانت”، في تغريدة على (توتير): “تحدثت للتو مع، ظريف، وعبرت عن خيبة الأمل البالغة؛ لأنه أكد لي، أن إيران تريد وقف تصعيد الموقف. لقد تصرفوا بشكل مخالف”. واعتبر “هانت” أن: “الأمر يحتاج إلى أفعال لا أقوال، إذا كان لنا أن نجد سبيلًا للمضي قدمًا.. يجب حماية الملاحة البريطانية، وسوف يتم ذلك”.

من جهته؛ أبلغ “ظريف”، نظيره البريطاني، هاتفيًا برفض “إيران” طلب “لندن” الإفراج عن الناقلة، مؤكدًا على ضرورة أن تمر قضية احتجاز السفينة، التي ترفع علم “بريطانيا”، عبر “عملية قانونية” لأنها خالفت قواعد الملاحة البحرية، حسب ما جاء على وكالة (الطلبة) الإيرانية للأنباء. وأعلنت “وزارة الخارجية البريطانية” أن “لندن” استدعت القائم بالأعمال الإيراني في “لندن”، بعد احتجاز ناقلة ترفع علم “بريطانيا” في “مضيق هرمز”.

عقوبات وتهديدات

الى جانب ذلك ذكرت صحيفة (ديلي تليغراف) وكما نقلت بعض المصادر، أن وزراء بريطانيين يضعون خططًا تهدف إلى فرض عقوبات على “إيران”، بعد احتجاز “إيران” لناقلة نفط ترفع علم “بريطانيا” في الخليج. وأضافت الصحيفة البريطانية أنه من المتوقع أن يعلن وزير الخارجية البريطاني، “غيرمي هانت”، إجراءات دبلوماسية واقتصادية، بما في ذلك احتمال تجميد أصول ردًا على الواقعة.

وقالت الصحيفة إن “بريطانيا” قد تدعو “الأمم المتحدة” و”الاتحاد الأوروبي” أيضًا إلى إعادة فرض عقوبات على “إيران”، بعد رفعها في 2016، عقب إبرام اتفاق بشأن برنامج “إيران” النووي. ونشر موقع (بزنس إنسايدر) الأميركي تقريرًا، استعرض فيه القوة النارية لـ”بريطانيا” و”الولايات المتحدة” في منطقة الخليج، وقال إنها باتت جاهزة للتحرك في حال تمادت “إيران” بسلوكها العدواني الذي يستهدف ناقلات النفط.

وذكر الموقع الأميركي أنه في حال تمادت “إيران” في الهجمات التي تستهدف ناقلات النفط، فقد تغامر بمواجهة قوة نارية أميركية وبريطانية ضخمة. وتتكون القوة الأميركية من حاملة الطائرات العملاقة، (إبراهام لينكولن)، مع سرب كبير من الطائرات المقاتلة فوقها، إلى جانب أربع مدمرات وطرادات وسفن دعم، هذا إلى جانب مجموعة قاذفات (بي-52) الاستراتيجية التي تتمركز في المنطقة، منذ آيار/مايو 2019. ومن بين قطع البحرية الأميركية الموجودة في المنطقة، البارجة (يو. أس. أس. بوكسر)، التي تستطيع استضافة مروحيات عديدة، وهي التي أطلقت منها النيران التي أسقطت الطائرة الإيرانية المُسيرة.

أما “بريطانيا”، فلديها البارجة (مونتروز)؛ التي تتمركز في “مضيق هرمز” لضمان حرية الملاحة في هذا الممر البحري الاستراتيجي، وهي قادرة على التحرك في أي لحظة، علمًا بأنها دخلت في مواجهة مع زوارق حربية إيرانية حاولت إعتراض سبيل ناقلة نفط بريطانية، قبل عدة أيام. وأعلنت “المملكة المتحدة” أيضًا أن قطعتين بحريتين من سلاحها الملكي ستتجهان إلى المنطقة.

وتطلق “إيران”، بشكل منتظم، تهديدات تتوعد فيها بإغراق حاملات الطائرات الأميركية في المنطقة، مهددة بأن قواتها البحرية قادرة على تدمير البوارج الأخرى، وهو ما يعتبره محللون أمرًا غير واقعي، حيث يقول الباحث في شركة “سترافور”، المعنية بالاستشارات الجيوسياسية، “سيم تاك”، إن “الولايات المتحدة” نشرت قوتها العسكرية في المنطقة بطريقة ذكية، مشيرًا إلى أنها تتمركز في “بحر العرب”. وأشار إلى أن الحاملة (إبراهام لينكولن)، في “بحر العرب”، يتيح لها هامش حركة أكثر من منطقة الخليج.

وبسبب قدرة حاملة الطائرات على العمل من مسافة بعيدة، فيمكن لـ”الولايات المتحدة” ضرب “إيران” من “بحر العرب” دون المجازفة بالتعرض لهجمات بألغام بحرية أو غواصات قد تطلقها “إيران” من مياهها. ومنذ مطلع آيار/مايو الماضي، أرتفع منسوب التوتر بين “إيران” و”الولايات المتحدة”، بعد أن اكتشفت الأخيرة أن “طهران” تُعد العُدة لشن هجمات بواسطة صواريخ على مصالح أميركية في الخليج، هذا إلى جانب وقوع هجمات أو محاولات هجوم على ناقلات نفط في “خليج عُمان” و”مضيق هرمز”، أكدت “واشنطن” أن “طهران” تقف وراءها.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه ليس هناك شك في أن المدمرة الأمريكية بوكسر دمرت طائرة مسيرة إيرانية لكن إيران بثت لقطات مصورة قالت إنها تثبت أن الواقعة لم تحدث على الإطلاق. وقال ترامب ”لا شك في ذلك. أسقطناها“ وأضاف عن إيران أن بلاده تأمل ”من أجل مصلحتهم ألا يقوموا بأي أمر أحمق. إذا فعلوا فسيدفعون ثمنا لم يدفعه أحد من قبل“.

وأعلن ترامب أن المدمرة بوكسر، وهي سفينة برمائية هجومية، دمرت طائرة مسيرة إيرانية لأنها حلقت حتى وصلت إلى مسافة ألف ياردة منها فيما وصفه بأنه ”عمل استفزازي وعدائي“. وقال مسؤول أمريكي إن إسقاط الطائرة المسيرة تم من خلال التشويش الإلكتروني. لكن إيران قالت إن ليس لديها أي طائرات مسيرة مفقودة.

ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية عن أكبر متحدث عسكري إيراني قوله إن كل الطائرات المسيرة بالبلاد عادت إلى قواعدها سالمة. ونقلت الوكالة عن أبو الفضل شكارجي المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية قوله ”كل الطائرات المسيرة التابعة لإيران في الخليج الفارسي ومضيق هرمز... عادت سالمة إلى قواعدها بعد مهمة للتحقق والمراقبة ولم يرد أي تقرير عن أي رد من (السفينة الأمريكية) بوكسر“. بحسب رويترز.

وبث التلفزيون الإيراني الرسمي لقطات تظهر مشاهد جوية يقول إنها تثبت عدم صحة التأكيدات الأمريكية. وقال التلفزيون إن الطائرة المسيرة صورت اللقطات بينما تظهر التوقيتات أن الطائرة كانت لا تزال تصور بعدما قالت واشنطن إنها أسقطتها في مضيق هرمز. وتلك التطورات هي الأحدث حول مضيق هرمز الذي تمر عبره خمس إمدادات العالم من النفط. وقال ترامب إنه سيتحدث مع بريطانيا بشأن احتجاز الناقلة في الخليج.

اضف تعليق