q
يسعى الرئيس الامريكي دونالد ترامب وعلى الرغم من المخاوف العالمية، لتصعيد الحرب التجارية مع الصين، وتعد الحرب التجارية مع الصين، أهم تلك الحروب التي يتصارع فيها أكبر اقتصادين في العالم من أجل بسط النفوذ في العالم، وكان ترامب أعلن بنفسه في وقت سابق عزمه على استهداف واردات صينية...

يسعى الرئيس الامريكي دونالد ترامب وعلى الرغم من المخاوف العالمية، لتصعيد الحرب التجارية مع الصين، وكانت الولايات المتحدة بحسب بعض المصادر قد انخرطت في معارك تجارية على أكثر من جبهة خلال الأشهر الماضية. وتعد الحرب التجارية مع الصين، أهم تلك الحروب التي يتصارع فيها أكبر اقتصادين في العالم من أجل بسط النفوذ في العالم. وكان ترامب أعلن بنفسه في وقت سابق عزمه على استهداف واردات صينية تصل قيمتها سنويا إلى 60 مليار دولار.

وقالت الصين إنها ستفرض رسوما جمركية جديدة على أكثر من 5200 منتج أمريكي، إذا مضت الولايات المتحدة قدما في تهديدها الأخير بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار. وكان ترامب هاجم الصين مرات عدة بسبب العجز التجاري الهائل للولايات المتحدة، وقد وعد خلال حملته الانتخابية باتخاذ إجراءات لخفض هذا العجز.

وبدأ ترامب بتنفيذ وعيده في 8 مارس الماضي بفرضه رسوما بنسبة 25% على واردات الصلب و10% على واردات الألمنيوم، وهو إجراء لم ينحصر بالصين بل شمل غالبية دول العالم، لكنه ما لبث أن استكمله في 22 من الشهر نفسه بالتوقيع على مذكرة تمهد الطريق لفرض رسوم جمركية على صادرات صينية إلى الولايات المتحدة تصل قيمتها إلى 60 مليار دولار. وتسعى إدارة ترامب إلى مواجهة العجز التجاري الأميركي مع باقي العالم، معتبرة أن السلع المستوردة كثيرا ما تكون مدعومة بشكل غير قانوني.

وحذرت وزارة التجارة الصينية من أن الصين ستضطر للرد إذا فرضت الولايات المتحدة أي رسوم جمركية جديدة، في ظل تصاعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وظلت الأسواق العالمية في حالة قلق وترقب بعدما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جديدة على سلع صينية أخرى بقيمة 200 مليار دولار. وقال قاو فنغ المتحدث باسم الوزارة في مؤتمر صحفي دوري إن إذا فرضت الولايات المتحدة أي رسوم جمركية جديدة ”فستضطر الصين لاتخاذ إجراءات انتقامية ضرورية“.

وأضاف أن الصين ستراقب عن كثب تأثير أي رسوم جديدة وستتخذ إجراءات قوية لمساعدة الشركات الصينية أو الأجنبية العاملة في الصين على تخطي الصعوبات. وتخشى الأسواق أن يؤذن فرض رسوم جمركية أمريكية جديدة على الواردات الصينية بتصعيد كبير في النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، مما قد يفرض ضغوطا كبيرة على استثمارات الشركات والتجارة والنمو على الصعيد العالمي.

رسوم إضافية

وفي هذا الشأن قالت بلومبرج إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمر مساعديه بالمضي قدما في فرض رسوم جمركية على منتجات صينية إضافية بنحو 200 مليار دولار، على الرغم من مساعي وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين لاستئناف المحادثات مع الصين بشأن تسوية الحرب التجارية. ولم يتسن حتى الآن التأكد من التقرير، الذي أثر بشكل فوري على الأسواق المالية. وقاد التقرير الأسهم الأمريكية للانخفاض، وغذى انخفاضات في تداول اليوان الصيني في التعاملات الخارجية ومكاسب لمؤشر الدولار ودفع المؤشر ستاندرد آند بورز 500 للتراجع.

تأتي الخطوة بعد أسبوع من طرح ترامب احتمال فرض رسوم جمركية على واردات بقيمة 200 مليار دولار وتهديده أيضا بفرض رسوم على سلع بقيمة 267 مليار دولار. وفرض ترامب بالفعل رسوما جمركية على سلع صينية بقيمة 50 مليار دولار. واستوردت الولايات المتحدة سلعا من الصين بقيمة 505 مليارات دولار العام الماضي. لكن واردات الولايات المتحدة من الصين منذ بداية 2018 حتى يوليو تموز زادت تسعة بالمئة تقريبا بالمقارنة مع نفس الفترة من 2017 وفقا لبيانات أمريكية.

من جانب اخر قال كبير المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض لاري كودلو إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعت المسؤولين الصينيين لاستئناف المحادثات التجارية. وقال كودلو، الذي يرأس المجلس الاقتصادي في البيت الأبيض، لشبكة فوكس بزنس إن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين أرسل دعوة لمسؤولين صينيين كبار، لكنه امتنع عن ذكر المزيد من التفاصيل.

وأضاف كودلو ”هناك بعض المناقشات والمعلومات التي تلقيناها عن رغبة الحكومة الصينية، كبار المسؤولين بالحكومة الصينية، في مواصلة المحادثات... لذا وجه الوزير منوتشين الذي يرأس الفريق المعني بالتفاوض مع الصين، دعوة على ما يبدو“. وذكر مصدران مطلعان أن منوتشين أرسل الدعوة لمسؤولين صينيين من بينهم نائب رئيس مجلس الدولة ليو خه وكبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الصيني شي جين بينغ لإجراء محادثات في الأسابيع المقبل.

وقالت وزارة الخارجية الصينية إن الحكومة تلقت دعوة من الولايات المتحدة لإجراء محادثات وإنها ترحب بها. وأدلى المتحدث باسم الوزارة قنغ شوانغ بهذه التصريحات خلال إفادة صحفية يومية في بكين. تأتي هذه الدعوة في ظل معارضة واسعة للرسوم الجمركية في دوائر الأعمال الغربية. ونشرت جماعتا ضغط أمريكيتان بقطاع الأعمال، هما الغرفة التجارية الأمريكية في الصين والغرفة التجارية الأمريكية في شنغهاي، مسحا مشتركا يظهر أن الآثار السلبية الواقعة على الشركات الأمريكية جراء الرسوم الجمركية التي تتبادل واشنطن وبكين فرضها على بعضهما البعض ”واضحة وواسعة النطاق“. بحسب رويترز.

وذكرت أكثر من 60 بالمئة من الشركات الأمريكية التي شملها المسح أن الرسوم الجمركية تؤثر على عملياتها بالفعل بينما قالت نسبة مماثلة إن الرسوم الجمركية الصينية على سلع أمريكية تؤثر على نشاطها. وحثت جماعتا الضغط إدارة ترامب على إعادة النظر في سياستها. ونشرت الغرفة التجارية للاتحاد الأوروبي في الصين نتائج مسحها، قائلة إن الرسوم الجمركية تسبب ”اضطرابات شديدة“ في سلاسل الإمداد العالمية و“تضر بشدة“ الشركات غير الصينية وغير الأمريكية. وقبل يوم أطلقت أكثر من 60 جماعة صناعة أمريكية تحالفا يحمل اسم أمريكيون من أجل التجارة الحرة لمواجهة الرسوم الجمركية علنا.

الصين لن تستسلم

في السياق ذاته قالت صحيفة (تشاينا ديلي) الحكومية الصينية في مقال إن بكين لن ترضخ للمطالب الأمريكية في أي مفاوضات بشأن التجارة، وذلك بعدما رحب مسؤولون صينيون بدعوة من واشنطن لإجراء جولة جديدة من المباحثات. وقالت الصحيفة الصينية الرسمية إنه بينما الصين ”جادة“ بشأن حل الخلاف عبر المباحثات فإنها لن تتراجع على الرغم من مخاوف تباطؤ الاقتصاد وهبوط سوق الأسهم المحلية.

وعلقت الصحيفة قائلة ”لا يجب أن تخطئ إدارة ترامب الظن وتعتقد أن الصين ستستسلم للمطالب الأمريكية، فهي لديها قوة الدفع الكافية لقيادة اقتصادها حتى وإن طال أمد حرب تجارية“. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إن الولايات المتحدة لها اليد العليا في المباحثات. وعلق ترامب قائلا ”لسنا تحت ضغط لإبرام اتفاق مع الصين، وهم تحت ضغط لإبرام اتفاق معنا... فأسواقنا تنمو وأسواقهم تنهار“.

الى جانب ذلك سجل الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة رقما قياسيا جديدة يبلغ 31,06 مليار دولار خلال آب/اغسطس بحسب أرقام رسمية نشرت على الرغم من الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن في تموز/يوليو الماضي ما من شأنه أن يؤجج النزاع التجاري بين البلدين. ويأتي إعلان الارقام بعد ساعات على تلويح الرئيس الاميركي دونالد ترامب بفرض رسوم على مجمل الواردات الصينية الى بلاده والتي تقارب نصف ترليون دولار.

وكان ترامب فرض ضرائب بنسبة 25% على ما قيمته 34 مليار دولار من السلع الصينية في تموز/يوليو وعلى ما قيمته 16 مليار دولار في آب/اغسطس ما حمل السلطات الصينية على الرد باجراءات مماثلة. لكن الرسوم لم تؤثر على إقبال المستهلكين الاميركيين على السلع الصينية. فقد زادت الصادرات الصينية الى الولايات المتحدة بنسبة 13,2% بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام السابق بحسب بيانات الجمارك، بينما بلغت الواردات من الولايات المتحدة 13,3 مليار دولار أي بزيادة 2% عن العام السابق.

وبلغ الفائض التجاري الصيني مع الولايات المتحدة 31 مليار دولار في آب/اغسطس أي بزيادة 18,7% عن الفترة نفسها في العام السابق وبزيادة عن الرقم القياسي السابق الذي بلغ 28,9 مليارات دولار في حزيران/يونيو من العام الحالي، بحسب أرقام الجمارك. وفي الوقت الذي نما فيه الفائض التجاري للصين مجددا إزاء الولايات المتحدة، ظل مستقرا بالنسب الى سائر دول العالم وبلغ 27,9 مليارات دولار في آب/اغسطس. وزادت الصادرات الصينية الى العالم بنسبة 9،8% بينما ارتفعت الواردات بنسبة 20% بالمقارنة مع الشهر نفسه في العام الماضي بحسب بيانات الجمارك. وهذه الارقام أقل بكثير بالمقارنة مع أداء التجارة الصينية في تموز/يوليو عندما ارتفعت الصادرات ب12,2% والواردات ب27%.

كان ترامب أكد أن "الفوز سهل" في النزاعات التجارية وحذر من أنه سيفرض رسوما جمركية على شبه كامل الواردات الصينية ما لم تتراجع بكين عن موقفها وتتخذ اجراءات للحد من فائضها مع بلاده. وصرح ترامب ان رسوما على ما قيمته 200 مليار دولار أخرى من السلع الصينية "قيد الاعداد" و"يمكن أن تُتخذ قريبا جدا". وكانت بكين حذرت بأنها سترد بفرض رسوم على ما قيمته 60 مليار دولار من المنتجات الاميركية وهو رقم صغير جدا يدل على أن الصين غير قادرة على مجاراة الرسوم الاميركية. بحسب فرانس برس.

إلا أن الشركات حذرت من أن الصين لديها وسائل أخرى للرد من بينها التشريعات وغيرها من السبل الادارية أو من خلال مبيعات الحصة الكبيرة التي تملكها من دين الخزانة الاميركية. وصرح ترامب لصحافيين "بعد ذلك هناك 267 مليار دولار" من السلع الصينية التي يمكن فرض ضرائب عليها "وهذا من شأنه أن يغير المعادلة بشكل كامل". واعتبر ريموند يونغ المحلل لدى مصرف "ايه ان زي" أن واشنطن "ستزيد بذلك من حجم الاجراءات المعادية للتجارة والاستثمارات الصينية وهو اتجاه لن يتغير قبل انتخابات" منتصف الولاية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وفي الصين، أعربت وزارة التجارة عن استعدادها للرد وقال المتحدث غاو فينغ أمام صحافيين "إذا فرضت الولايات المتحدة أي رسوم جديدة على الصين فسنتخذ الاجراءات الضرورية للردّ".

اضف تعليق