q
إن ترسيخ قيم الأخلاق في مجتمعاتنا يستدعي منا العمل على تأصيل ثقافة أخلاقية عامة تتبنى هذه القيم وتجعلها واجبا أخلاقيا، وبرغم عدم تطبيق ذلك بسهولة، لما يتطلبه من دور في إصلاحات عامة وتفعيل مقتضيات داعمة للقيم تساهم بالوعي من خلال النموذج الصالح في المجتمع ومخالطة العقول في محاضن العلم والمعرفة...

(أتمُّ الجود ابتناء المكارم واحتمال المغارم) الإمام علي عليه السلام

كثيرا ما نسمع عن الأخلاق وفلسفتها وكذلك عن مفهوم القوة وتطبيقها، إذن، ما هي الأخلاقيات الشائعة وكيف تعتبر السلوكيات الأخلاقية ذات قيمة في المجتمعات؟ الأخلاق أنها تلك المعايير الراسخة والمبادئ الأساسية للفرد تكمن الأخلاق في ممارسات يتضح ما هو الصواب والخطأ، وعادة ما تملي مسار عملنا في حياتنا اليومية.

تلعب الأخلاق الجيدة دورا مهما في العودة على أصحابها بكل معاني الخير، تجذب الأخلاق القوية الصداقات الطيبة كما تمنح الشعور بالراحة النفسية وخصوصا لأولئك الذين يقدرون العلاقات الصادقة التي تعزز التعاون والعمل وتزيد من الربح المعنوي وحتى المادي.

يساعد امتلاك سمعة محترمة أيضا على بناء مستقبل جديد في بورصة الزمن إن صح ذلك القول، فإن وجود سلوك أخلاقي قوي ومسؤولية اجتماعية سواء في بيئة العمل أو المجتمع من شأنه أن يجلب الثقة، وبالتالي الحفاظ على القيمة العالية لمكانة الإنسان.

في مكان العمل أو الدراسة أو المهنة، تلعب الأخلاق دورا مهما في وجود مكانة لمن يتمتعون بأخلاق جيدة، إن امتلاك قوة اخلاقية صادقة ومجتهدة ذات قيم عالية في النزاهة لن يؤدي فقط إلى تحسين المستقبل العملي والعلمي والسمعة، بل سيؤدي ذلك إلى رفع الروح المعنوية العامة لمن هم حولنا ومن ثم فإن الثقافة الأخلاقية القوية ستجذب بلا شك المزيد من المواهب الذين يتشاركون في نفس الأخلاقيات والقيم، مما يقلل أعباء الحياة ويمكّننا من الحصول على مجموعة من المصالح والعلاقات.

العدل والاحترام

من أجل تحقيق مكان ما بقوة الأخلاق يجب ان يتفانى الفرد من أجل الآخر وهكذا إذا بادرت المجتمعات بهذه الروح بغض النظر عن الصفة والمكانة والمستوى فكل فرد يستحق أن يُعامل باحترام وكرامة، بغض النظر عن هويته أو الوظيفة التي يشغلونها.

الصدق

كوننا أفراد صادقون يعني أننا لا تخدع الآخرين من خلال عطاء ما وهذا يشمل السلوك الصادق الذي عادة ما يكون دون نية الكذب أو أي شكل من أشكال التزييف وعادة ما يتعامل الناس فقط مع أفراد او جماعات يثقون بهم أين ما وجودوا، الإنسان الصادق هو الشخص الذي يمكنك الاعتماد عليه لمواصلة بذل قصارى جهده في مكانته من أجل المصلحة العامة.

الانضباط

في بعض الأحيان، قد يكون إنسان ما موهوبا في مجال عمله ولكنه يفتقر إلى الالتزام والتفاني لإكمال المهام المعطاة وهذا يتطلب مستوى معينا من الانضباط ليس فقط لإكمال المهام في إطار زمني معين ولكن أيضا لتنفيذها بشكل جيد، بدلاً من القيام بالحد الأدنى فقط، في اللحظة الأخيرة يعتبر الأفراد المنضبطون في غاية الأهمية لأنهم يضمنون أي نوع من المعاملة.

كل شخص خاضع للمساءلة

إذا كان لدى الفرد إحساس قوي بالمسؤولية، فإن حضوره في كل مكان سيكون ايجابيا وينجز المهام المعطاة بأفضل جهدا يمكنه تقديمه ومع ذلك، ولا حيف في أن يخطأ الإنسان عن غير عمد لكن المهم أن نكون قادرين على الاعتراف بهذه الأخطاء، وتحمل المسؤولية عنها وقبول أي عواقب، فكيف وإذا كنا نحمل مسؤولية ما فمن المؤكد اننا وبقدر هذه المسؤولية يتوجب علينا أن نضحي من أجل الاخر وهكذا المسألة تبادلية بين الأفراد.

أما الافتقار إلى الأخلاق لا شك في أن ذلك يؤدي إلى تشويه السمعة بسهولة خصوصا مع استغلال العلاقات بطريقة بشعة وبالتالي ستتأثر السمعة بسهولة وتعرضها للمشكلات، إذ يعد الحفاظ على ثقافة أخلاقية قوية أمرا أساسيا لبناء الثقة بين الأفراد.

النزاهة

النزاهة هي أحدى أهم الأخلاقيات في كل مكان بحكم التعريف، حيث يمكن القول أن صفة الصدق مع وجود مبادئ أخلاقية قوية، تتجاوز مستوى السلوك وتصل الى روح حسن السلوك، عادة ما يكون الأشخاص ذوو النزاهة هم الأشخاص الذين يمكننا الاعتماد عليهم، والذين يتمتعون بأعلى القيم الأخلاقية وأولئك الذين يصرون على فعل الشيء الصحيح في جميع الأوقات.

خلاصة

إن ترسيخ قيم الأخلاق في مجتمعاتنا يستدعي منا العمل على تأصيل ثقافة أخلاقية عامة تتبنى هذه القيم وتجعلها واجبا أخلاقيا، وبرغم عدم تطبيق ذلك بسهولة، لما يتطلبه من دور في إصلاحات عامة وتفعيل مقتضيات داعمة للقيم تساهم بالوعي من خلال النموذج الصالح في المجتمع ومخالطة العقول في محاضن العلم والمعرفة مع وجود سلطة تنفيذية مصحوبة بضمير حي يدعمها الالتزام الوازع الأخلاقي عبر تربية قيمية تحمي الفرد من انحرافه السلوكي.

اضف تعليق