q
حذر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من موت ودمار"محتملين إن وُجهت إليه اتهامات جنائية، ووجه ترامب تحذيرا بشأن عواقب صدور قرار اتهام، قد يكون كارثيا على بلدنا. ولفت إلى أن براغ، الذي يقود التحقيق بشأن دفع الأموال لإسكات الممثلة، مريض نفسي منحطّ يكره الولايات المتحدة حقا...

بعد تسعة أيام من إعلان دونالد ترامب عن قرب توقيفه على خلفية مبلغ مالي دُفع لممثلة إباحية، لا يزال كثيرون بانتظار معرفة ما إذا كانت الشرطة ستقوم باعتقال الرئيس الأميركي السابق.

أثار الرئيس السابق الجمهوري الذي يسعى دائمًا للبقاء في دائرة الضوء، عاصفة لدى وسائل الإعلام في الولايات المتحدة وخارجها في 18 آذار/مارس، عندما أعلن أنه سيتم إحضاره للمثول أمام قاض في نيويورك.

وتبين أن معلومات ترامب كانت خاطئة أو أنه كان بصدد التخمين فحسب. وقوبل كذلك بالتشكيك تصريحه بعد أسبوع عن إسقاط الدعوى برمتها، من دون تقديم أدلة على ذلك.

وربما يخالف المدعون العامون ترامب الرأي، لكن محللين قانونيين يتوقعون توقيف الملياردير البالغ 76 عاما، والساعي إلى مقعد البيت الأبيض، وتلاوة حقوقه عليه.

واجتمعت هيئة محلفين كبرى، وهي لجنة تضم مواطنين يتمتعون بسلطات تحقيق واسعة تعمل مع المدعين العامين، مرة أخرى الاثنين في مانهاتن، واستمعت وفق تقارير إلى الناشر السابق لصحيفة ناشونال إنكوايرر، الذي لعب دورا مركزيا في دفع مبلغ شراء صمت الممثلة.

يتعلق التحقيق بمبلغ 130 ألف دولار دفع قبل أسابيع من انتخابات 2016 للممثلة الإباحية ستورمي دانييلز كي لا تكشف عن علاقة جنسية قالت إنها أقامتها مع ترامب قبل عقد من الزمن.

وقال مايكل كوهن، المحامي السابق لترامب والذي أدلى بشهادته أمام هيئة المحلفين، للكونغرس في 2019 إنه دفع الاموال نيابة عن ترامب وسُدد له المبلغ لاحقا.

ويقول ممثلو الادعاء إن المدفوعات لم تُسجل بشكل صحيح، وهو ما قد يفضي عادة إلى توجيه تهمة ارتكاب جنحة تتعلق بتزوير سجلات تجارية.

لكن يمكن رفع التهمة إلى جناية في حال تمكن المدعي العام من إقناع هيئة المحلفين بأن المدفوعات والحسابات المشتبه بها، جاءت في إطار التستر بهدف تمكين حملة ترامب الانتخابية من طمس الفضيحة.

والقوانين صارمة بشأن المبالغ التي يمكن للمرشحين المساهمة بها في حملاتهم الانتخابية، وتحويل الأموال سرًا إلى صناديق الحملة الانتخابية قد يستدعي أحكاما بالسجن لعدة سنوات.

وفي حال اعتُقل أو حتى وُجّهت إليه اتهامات، سيشكل الأمر سابقة لرئيس سابق في الولايات المتحدة، ذلك أنّه لم يسبق أن وُجه اتهام لرئيس أميركي، سواء كان في منصبه أو غادر البيت الأبيض.

وإذا صوتت هيئة المحلفين لتوجيه اتهام إلى ترامب، فإن المدعي العام في مانهاتن ملزم الامتثال لقرارها والإعلان عن ذلك.

ورد المدعي العام ألفين براغ، وهو ديموقراطي مُنتخب، على اتهامات ترامب وحلفائه في مجلس النواب له بشن حملة "مطاردة" منددا ب "تدخل" الجمهوريين في التحقيق.

إيقاف ترامب عن الترشيح

عقد ترامب أول مهرجان انتخابي رسمي له السبت في تكساس، مقللا من أهمية احتمالات توجيه اتهام له، ونافيا أي علاقة بدانييلز. وندد بالتحقيقات الجنائية العديدة التي تهدد مساعيه للفوز بمقعد البيت الأبيض في 2024.

وقال ترامب للصحافيين الذين رافقوه على متن الطائرة في رحلة العودة إلى مقر إقامته في فلوريدا "أعتقد أنهم أسقطوا الدعوى"، حسبما كتب موقع أكسيوس الإخباري.

أضاف "إنها دعوى كاذبة. دعاوى كاذبة، لا تعني شيئا على الإطلاق".

ويسعى ترامب إلى تحصين موقعه في مواجهة اتّهامات محتملة قد تُوجَّه إليه وتتعلّق بدفع أموال لنجمة إباحيّة في مُقابل شراء صمتها على علاقة جنسيّة، قبل أيّام من انتخابات 2016.

وقال ترامب أمام آلاف من مؤيّديه إنّ "مُدّعي نيويورك، تحت رعاية + وزارة اللاعدل + وتوجيهها... يُحقّق معي بشيء ليس جنايةً ولا جنحة ولا علاقة غراميّة".

وأضاف "لم أحبّ يومًا +وجه الحصان+"، وهو الاسم الذي يستخدمه ترامب للإشارة إلى دانييلز.

شهدت واكو مواجهةً بين جماعة مناهضة للحكومة والأمن الفدراليّ أوقعت قتلى في 1993. وأصبحت هذه المدينة الواقعة بولاية تكساس والتي تُحيي الذكرى الثلاثين للمواجهة، مرجعًا لنشطاء اليمين المتطرّف الذين يتغنّون بمقاومتها بمواجهة ما يعتبرونه تجاوزات الحكومة.

وقبل التجمّع، كتب ترامب على منصته تروث سوشال "حشد كبير في تكساس. أراكم قريبا!!".

يأتي المهرجان السياسي وسط موجة تصريحات عدائيّة متزايدة لترامب الذي يُندّد بـ"حملة مطاردة" من جانب مُدّعين يصفهم بأنّهم "حثالة" يُلاحقونه في قضايا في نيويورك وواشنطن وأتلانتا.

دعا ترامب البالغ 76 عاما والذي واجه إجراءات عزل بتهمة التحريض على تمرّد، الأسبوع الماضي أنصاره للاحتجاج تنديدًا بمدّعي مانهاتن العامّ ألفين براغ، وتوقع الرئيس السابق أن يتمّ "توقيفه" من دون أن يُقدّم إثباتًا على ذلك.

بوقا صادحا للمتطرفين

جاء بعض الذين وصلوا إلى واكو من ولايات أخرى، متحمّسين لرؤية ترامب يعود إلى المكتب البيضوي. وارتدى كثير منهم قبعات بيسبول كُتِبت عليها عبارة "ماغا"، وهي اختصار الشعار "لنجعل أميركا عظيمة مجددا"، أو لوحوا برايات داعمة لحملته.

وقال كيلي هيث (49 عاما) الذي جاء من ولاية جورجيا "لدينا قوة عارمة خلف دونالد ترامب لم نطلق العنان لها بعد" مضيفا "ستُصابون بالذهول".

وتوجه أنصار ترامب إلى "نصب حصار واكو" الذي يخلد ذكرى نحو 80 شخصا لقوا حتفهم في المواجهة في مجمع لأتباع ديفيد كوريش، بعدما حاصره عناصر الأمن الفدراليون في 1993.

وقال القس المساعد في موقع النصب، بيتر كريستيان، إن "واكو في الحقيقة مركز الحركة الوطنية، الحركة لمساعدة أميركا في العودة إلى جذورها ... تمكين المواطنين كي تكون لهم حقوق دستورية".

ونشرت صحيفة هيوستن كرونيكل مقالة تتهم ترامب بإقامة مهرجانه في الذكرى الثلاثين ليكون "بوقا صادحا" للمتطرفين من أنصاره.

وكتبت ماري ترامب، ابنة شقيقه المنتقدة له على تويتر: "إنها خدعة لتذكير جماعته بحصار واكو السيئ السمعة عام 1993، عندما حاربت جماعة مناهضة للحكومة مكتب التحقيقات الفدرالي".

أضافت "مات عشرات الأشخاص. وهو يريد أن تقع أعمال الفوضى العنيفة نفسها لإنقاذه من العدالة".

وأعلنت الاختصاصيّة في علم النفس والكاتبة، عن مسعى للحدّ من الحضور في مهرجان عمّها، ودعت متابعيها على تويتر وعددهم 1,6 مليونًا لحجز المكان كي يكون فارغا إلى حد كبير "عندما يعتلي الخائن المنصّة".

لم تردّ حملة ترامب على الفور على طلب وكالة فرانس برس استيضاح أسباب اختيار واكو في هذا الوقت الحسّاس.

لكنّ وسائل إعلام أميركيّة نقلت عن المتحدث باسمه إشارته إلى سهولة الوصول الى موقع واكو.

يُعتقد أن ترامب هو الأوفر حظًا بفارق كبير للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية العام 2024.

والمنافسون المحتملون الآخرون والذين يتقدّمهم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، امتنعوا في البداية عن انتقاد نجم تلفزيون الواقع السابق، لكنهم بدأوا في الفترة الأخيرة ينتقدون شخصيته والفضائح المتواصلة المحيطة به.

كما يواجه ترامب تحقيقا فدراليا على خلفية مساعيه لقلب نتيجة انتخابات 2020 التي خسر فيها، والتحريض على أعمال شغب أوقعت قتلى في الكابيتول قام بها أنصاره لمنع نقل السلطة إلى جو بايدن.

ويلفت مراقبون إلى أنه تجاهل عن قصد الطلب من مناصريه أن تكون التظاهرات سلمية هذا المرة.

ترامب يهدد بالموت والدمار

حذر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من "موت ودمار" محتملين إن وُجهت إليه اتهامات جنائية، ووجه ترامب تحذيرا بشأن عواقب صدور قرار اتهام، مُتوقِّعًا حصول "موت ودمار محتملين ... قد يكون كارثيا على بلدنا".

ولفت إلى أن براغ، الذي يقود التحقيق بشأن دفع الأموال لإسكات الممثلة، "مريض نفسي منحطّ يكره الولايات المتحدة حقا".

وأثار ترامب نظرية مؤامرة معادية للسامية تلقى شعبية بين الجمهوريين، معتبرا براغ دمية "مدعومة من سوروس"، لافتا من دون إثبات إلى أن رجال المال اليهودي جورج سوروس ساهم في اختيار براغ.

وقال برادلي فورد المسؤول في إدارة واكو، في مؤتمر صحافي، إن المدينة تلقت استفسارا بشأن استضافة المهرجان قبل أسبوعين فقط، ما أطلق إجراءات تخطيط لوجستي وأمني مكثفة.

وقال رئيس الحزب الجمهوري في مقاطعة ماكلينان براد هولاند "نتوقع آلاف الأشخاص"، على ما نقلت صحيفة واكو تريبيون هيرالد.

وكان منشور ترامب على الموقع الإعلامي (تروث سوشال) المملوك له أحدث منشور في سلسلة من الهجمات اللفظية على ألفين براج مدعي عام مانهاتن منذ يوم السبت حينما توقع ترامب مخطئا أنه سيُعتقل بعد ثلاثة أيام.

ويزعم ترامب أن هزيمته في 2020 هي نتيجة احتيال، وهو زعم ألهم أنصاره لشن هجوم مميت يوم السادس من يناير كانون الثاني 2021 على مبنى الكونجرس الأمريكي (الكابيتول) في محاولة فاشلة لمنع الكونجرس من المصادقة على انتخاب الرئيس الديمقراطي جو بايدن الذي تجاوز الجمهوري ترامب بأكثر من سبعة ملايين صوت.

وكتب ترامب الذي يسعى إلى الترشح لانتخابات 2024 عن الحزب الجمهوري "من الذي يمكنه أن يتهم غيره، في هذه الحالة رئيس سابق للولايات المتحدة حصل على أصوات أكثر من أي رئيس آخر في التاريخ، وهو المرشح البارز (حتى الآن!) لتمثيل الحزب الجمهوري، بجريمة في الوقت الذي يعرف فيه الجميع أنه لم يتم ارتكاب أي جريمة ومعروف أيضا أن الموت والدمار المحتملان في اتهام زائف مثل هذا ربما يكونان كارثيين لبلادنا".

وقالت ستورمي دانييلز إنها تلقت المال نظير الصمت بشأن لقاء جنسي مع ترامب في 2006.

وينكر ترامب دخوله في علاقة من الأساس مع دانييلز، ووصف المبلغ المدفوع بأنه "معاملة خاصة بسيطة". وقال إنه لم يرتكب جريمة ووصف التحقيق بأن له دوافع سياسية.

ولن تجتمع لجنة المحلفين الكبرى بمانهاتن التي تحقق في قضية ترامب مرة أخرى حتى الأسبوع المقبل.

وفي قضايا أخرى، يحقق مدعون في جورجيا في محاولات ترامب لتغيير نتيجة الانتخابات التي خسرها هناك، ويحقق مجلس اتحادي خاص في محاولاته لتغيير نتيجة الانتخابات وتحويل الخسارة إلى فوز وإخراج وثائق سرية من البيت الأبيض بعد انتهاء رئاسته.

ترامب أشاع توقعا خاطئا

بدوره قال المدعي العام في نيويورك الذي يحقق مع دونالد ترامب في قضية دفع أموال مقابل التستّر على فضيحة، الخميس إن الرئيس الأميركي السابق ساهم في إشاعة "توقع خاطئ" بشأن توقيفه الوشيك، وذلك مع تصاعد التوتر بشأن احتمال توجيه الاتهام له.

وجاء الموقف في رسالة وجّهها مكتب المدعي العام في مانهاتن ألفين براغ إلى ثلاثة نواب جمهوريين في الكونغرس كانوا قد وجّهوا رسالة إليه يطلبون فيها مثوله أمام الكونغرس بشأن تحقيقه.

في الرسالة التي وجّهوها، اتّهم الجمهوريون وهم رؤساء لجان في مجلس النواب، براغ الديموقراطي بإطلاق "ملاحقة قضائية ذات دوافع سياسية".

ووُجّهت الرسالة بعدما كان ترامب قد قال، من دون إعطاء أي دليل، إنه يتوقّع أن يتم توقيفه.

وجاء في رد للمستشارة العامة في مكتب المدعي العام في نيويورك ليزلي ديوبك اطّلعت عليه وكالة فرانس برس أن "رسالتكم... تدخل غير مسبوق في ملاحقة قضائية محلية جارية".

وتابعت "لم ترد الرسالة إلا بعدما أشاع دونالد ترامب توقعا خاطئا بشأن توقيفه في اليوم التالي وحضّكم محاموه على التدخلّ بشكل عاجل. لا يشكّل أي من الواقعتين أساسا مشروعا لتحقيق في الكونغرس".

وكان ترامب قد أثار بلبلة إعلامية كبرى بنشره على منصّته "تروث سوشال" أنه سيتمّ توجيه الاتهام إليه و"توقيفه" رسمياً.

وأطلق مناصرون له دعوات لتنظيم احتجاجات ما استدعى من شرطة نيويورك أن تقيم حواجز أمام مكتب براغ وبرج ترامب ومقر المحكمة.

لكن لم يتّضح متى سيتم توجيه أي اتّهام.

ومن غير المقرّر أن تلتئم هيئة المحلفين التي ستُكلّف التصويت على توجيه الاتهام لترامب من عدمه، ما يعني أن أي قرار لن يصدر قبل الأسبوع المقبل على أقرب تقدير.

وفي حال وُجّهت اتهامات لترامب البالغ 76 عاما، سيشكل الأمر سابقة في الولايات المتحدة، ذلك أنّه لم يتم توجيه اتهام قط لرئيس أميركي، سواء كان في منصبه أو غادر البيت الأبيض.

ومن شأن تطوّر كهذا أن يحدث خضّة كبرى على صعيد حملة الانتخابات الرئاسية للعام 2024 والتي يعتزم ترامب خوضها سعيا للفوز بالرئاسة مجددا.

ويقول خبراء إن إثبات الوقائع في المحكمة سيكون صعبا. وصدور أي حكم بالحبس يبدو غير محسوم.

وأضاف ترامب المرشّح للانتخابات الرئاسية للعام 2024 في منشور بأحرف كبيرة "تظاهروا! استعيدوا بلادنا!".

وبعدما تمّ حظره من "تويتر" والشبكات الاجتماعية الأخرى في أعقاب ما اعتُبر تحريضاً على العنف، أعيد ترامب مؤخراً إلى تويتر ويوتيوب وفيسبوك. ونشر الجمعة أولى منشوراته على منصتي فيسبوك ويوتيوب منذ تعليق حساباته قبل عامين.

ولكنّه نشر تصريحاته الأخيرة على منصّته الاجتماعية "تروث سوشال".

وقالت الديموقراطيّة نانسي بيلوسي التي كانت رئيسةً لمجلس النوّاب وقت الهجوم على الكابيتول، إنّ "إعلان ترامب هذا الصباح خطير"، متّهمةً إيّاه بالرغبة في "الاستمرار في تصدُّر العناوين وإثارة مؤيّديه".

مادة متفجرة للانتخابات الرئاسية

وندد مسؤولون جمهوريون بملاحقة "سياسية" يتعرض لها دونالد ترامب الذي قد يصبح أول رئيس سابق توجه اليه التهم فيما عبر الديموقراطيون من جانبهم عن قلقهم من أن تؤدي دعوات الملياردير للتظاهر الى أعمال عنف جديدة يقوم بها مناصروه.

وهب العديد من الجمهوريين للدفاع عنه وفي مقدمهم رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي الذي ندد "باستغلال للسلطة" من قبل مدعي عام مانهاتن في ولاية نيويورك ألفين براغ.

حتى نائب الرئيس السابق مايك بنس الذي كان نأى بنفسه عن ترامب بعد الهجوم على الكابيتول في 6 كانون الثاني/يناير 2021، قدم دعمه للملياردير.

وقال نائبه السابق الذي يطمح أيضا لخوض انتخابات 2024 ويريد بالتالي تحسين صورته أمام القاعدة الجمهورية، إن الملاحقات القضائية بحقه تجري "بدافع سياسي". وأضاف انه ذهل بفكرة انه يمكن توجيه تهم الى رئيس سابق من قبل هذا المدعي "في وقت تشهد فيه نيويورك موجة جريمة".

من جانب الديموقراطيين، فان مثل هذا الدفاع اعتبر غير مسؤول.

وكتب النائب آدم شيف العضو السابق في اللجنة البرلمانية التي حققت في الهجوم على الكابيتول من قبل انصار ترامب، على تويتر أن بنس "يضع طموحه فوق المصلحة العامة عبر مهاجمة الملاحقات القضائية المحتملة ضد ترامب والدفاع عن دعوة للتظاهر".

من جهتها قالت السناتور الديموقراطية اليزابيث وارن "لا يوجد سبب للتظاهر" مضيفة "ان القضاء يعمل كما يجب، بدون خشية او امتياز لأحد".

وقال السناتور الديموقراطي عن أريزونا مارك كيلي "سيكون من المهم لقوات الأمن التنبه من هذه التظاهرات والحرص على عدم وصولها الى مستوى العنف"، ورد بالايجاب على سؤال من صحافي حول ما اذا كان قلقا.

بحسب معلومات صحافية فان المدعي ألفين براغ أكد بأنه لن يتم "التسامح" "مع أي محاولة ترهيب" او تهديد.

ومثل هذا الاتهام في حال توجيهه، غير مسبوق وسيشكل بدون شك مادة متفجرة ويمكن ان يترك أثرا على حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

رغم ان الرئيس السابق يخشى، بحسب صحافيين اميركيين، من احتمال اعتقاله فان توجيه التهم اليه قد يفيده أيضا عبر تحفيز قاعدته الناخبة.

واعتبر السناتور ليندسي غراهام الذي يحظى بنفوذ ان "المدعي العام في نيويورك عمل أكثر من أي شخص آخر في الولايات المتحدة اليوم، لمساعدة دونالد ترامب على انتخابه رئيسا للولايات المتحدة" واصفا الملاحقات في نيويورك بانها "انتقائية".

وقال الحاكم الجمهوري لولاية نيوهامبشر كريس سونو إن الملاحقات القضائية "ستخلق تعاطفا كبيرا مع الرئيس السابق".

عودة إلى منصتي فيسبوك ويوتيوب

ونشر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أولى تصريحاته على منصتي فيسبوك ويوتيوب منذ تعليق حساباته قبل عامين عقب أحداث الكابيتول.

وكتب "لقد عدت" إلى جانب مقطع فيديو مدته 12 ثانية مقتطف من خطاب فوزه بعد انتخابات 2016، ويقول فيه "آسف لجعلكم تنتظرون - إنه عمل معقد".

وقوبلت كلماته بآلاف التعليقات، بينها "سعداء لرؤيتك مرة أخرى" و"عودتك تبعث على الارتياح سيدي الرئيس".

والزعيم الجمهوري البالغ 76 عاما يسعى للترشح لولاية ثانية في 2024. ولم يتمكن من نشر أي محتوى لمتابعيه البالغ عددهم 34 مليونا على فيسبوك و2,6 مليون على يوتيوب.

استٌبعد ترامب من المنصتين في أعقاب أحداث السادس من كانون الثاني/يناير 2021، عندما اقتحم حشد من أنصاره مبنى الكابيتول سعيا لمنع المصادقة على فوز جو بايدن بالرئاسة.

وعوقب لنشره محتوى اعتبرت المنصتان إنه يثير اضطرابات. وأعادت منصة يوتيوب تفعيل حسابه الجمعة بعد شهرين على إعلان فيسبوك عن خطوة مماثلة.

ولأسابيع تمسك النجم السابق لتلفزيون الواقع بالقول أن الانتخابات الرئاسية سُرقت منه دون تقديم إثبات على ذلك، وأطلقت محاولة لعزله بتهمة التحريض على أعمال الشغب.

وكتب موقع يوتيوب على تويتر "اعتبارًا من اليوم، لم تعد قناة دونالد جي. ترامب مقيّدة".

أضاف "قيّمنا بعناية المخاطر المستمرة للعنف في العالم الحقيقي، مع تحقيق توازن في فرص الناخبين للاستماع بشكل متساو إلى المرشحين الوطنيين الرئيسيين في الفترة التي تسبق الانتخابات".

ثار غضب زعماء جمهوريين إثر طرد ترامب من فيسبوك، بينما دعت مجموعة من الديموقراطيين شركة ميتا، الشركة الأم لفيسبوك، إلى تمديد الحظر لإبقاء "محتوى رفض نتائج الانتخابات الخطير وغير المبرر بعيدا عن منصتها".

وكانت شبكة التواصل الاجتماعي العملاقة قد أعلنت في كانون الثاني/يناير إعادة تفعيل حسابات ترامب على فيسبوك وإنستاغرام مع "قواعد حماية جديدة".

ووجه سكوت غاست محامي ترامب رسالة إلى شركة ميتا، ومقرها في كاليفورنيا يقول فيها إنها "شوهت الخطاب العام بشكل كبير وأثبطته".

كما أغلق حساب الرئيس السابق على تويتر حيث يبلغ عدد متابعيه 87 مليونا، في أعقاب أعمال الشغب، ليبقى على منصته الخاصة "تروث سوشال" مع أقل من خمسة ملايين متابع.

وأعاد المالك الجديد لتويتر إيلون ماسك تفعيل حساب ترامب في تشرين الثاني/نوفمبر بعد أيام على إعلان ترامب ترشحه للانتخابات الرئاسية، لكنه لم ينشر بعد أي محتوى على هذه المنصة.

وأعلن الاتحاد الأميركي للحريات المدنية إنه رفع أكثر من 400 دعوى قضائية ضد ترامب، مشيدا بقرار ميتا.

وقال المدير التنفيذي للاتحاد أنتوني روميرو "شئنا أم أبينا، إنّ الرئيس ترامب هو أحد الشخصيات السياسية البارزة في البلد ولدى الجمهور اهتمام كبير في سماع خطابه".

أضاف "في الواقع، انتهى الأمر ببعض أكثر منشورات ترامب هجومية على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن تكون دليلًا حاسمًا في الدعاوى القضائية المرفوعة ضده وضد إدارته".

غير أن مجموعات ناشطين مثل "ميديا ماترز فور أميركا" (Media Matters for America) تعارض السماح لترامب باستغلال لإمكانات الاتصال التي يوفرها عمالقة التكنولوجيا.

واتهمت ميديا ماترز شركة ميتا "بتجاهل مخاطره المستمرة على السلامة العامة".

وقالت في بيان إن "قرار ميتا هو ضوء أخضر لترامب للترويج لمحتوى سامّ على منصاتها ويظهر أن الشركة لا تزال تعطي الأولوية للربح - واسترضاء الشخصيات اليمينية المتطرفة - وليس للسلامة العامة".

يُنسب فوز ترامب المفاجئ في انتخابات 2016 جزئيًا إلى نفوذه على وسائل التواصل الاجتماعي وانتشاره الرقمي الهائل.

وأوصت لجنة في الكونغرس الأميركي في كانون الأول/ديسمبر بمحاكمته لدوره في أحداث الكابيتول.

اضف تعليق