q
تسعى النساء لمشاركة الرجال والتساوي معهم في نواحي حياتية مختلفة منها الدراسة والعمل الذي يوفر لها الاستقلال المالي، ويجعلها تتحكم بنفسها مالياً وتكون غير تابعة لاحد، وهذا الاستقلال سيوفر لها قدراً من الامن النفسي على قاعدة من يملك هو من يحكم، فهل يعد الاستقلال المالي ضرورة ام انها حالة كمالية؟...

تسعى النساء لمشاركة الرجال والتساوي معهم في نواحي حياتية مختلفة منها الدراسة والعمل الذي يوفر لها الاستقلال المالي، ويجعلها تتحكم بنفسها مالياً وتكون غير تابعة لاحد، وهذا الاستقلال سيوفر لها قدراً من الامن النفسي على قاعدة من يملك هو من يحكم، فهل يعد الاستقلال المالي ضرورة ام انها حالة كمالية؟، وهل تساهم الاستقلالية المالية في هدم العلاقات الاسرية ويرفع نسب الانفصال والطلاقات بكل انواعها؟، ام انه قوة للأسرة ومانع لحدوث المشكلات الزوجية؟

تعتقد الكثير من النساء ان سعيهن وراء الحصول على وظائف تمنحها الاستقلال المالي الذي يعد اثبات لوجودهن وللاحتفاظ بكرامتها امام الرجل وان كان الشريك او الاب والاخ، وهن بذلك يتجاهلن حقيقة ان الحياة تبنى على اساس الشراكة في كل الامور المعنوية منها والمادية ويعضدن رأيهن بوجوب ان توفر المال للمستقبل لأنها لا تعرف الحياة ماذا تخبأ لها فعليهن حساب حسابهن للزمن وما يخبئ لهن.

في احصائية نشرها موقع متخصص لدارسة استقصائية تقول: النساء العاملات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكشف أن من بين 600 امرأة شملهن الاستطلاع، قالت 57 في المائة إنهن يرغبن في العمل من أجل تحقيق الاستقلال المالي هذا في قبل 4 سنوات تقريباً فمابالك بتفكريهن الان بعد الازمات المتتالية التي تعصف بالناس في جميع انحاء العالم، ومن الجدير بالذكر ان النساء يفكرن بالاستقلال عن آبائهن واخوانهن وليس عن ازواجهن فقط.

الاستقلال المالي والعلاقات الزوجية

يمارس الاستقلال المادي دور الهادم للعلاقات الزوجية او المضعضع لها على اقل تقدير في الكثير من الحالات، والمتتبع للكثير من اماكن عمل النساء سيما اللواتي يتقاضين مرتبات عالية يجد ان الكثير منهم يفضلن الابتعاد عن الزواج او انهم ينفصلن بعد الزواج بفترة وجيزة وكل هذا يحصل بفعل اتكائهن على مرتباتهن ويرين ان الحياة ستسير بوجود الزوج او بدونه وبهذه التفكير القاصر والمغلوط، اما يبقن عوانس او يفصلن عرى علاقتهن الاسرية لأسباب تافهة في اغلبها وهذا ما يهدد الامن الاسري ويجعل الاسر في مهب الريح اذاما تصدعت بفعل هذه الامور سيما مع وجود تفكير مادي بحت بعيداً عن الامور الاخرى.

رأي النساء في الاستقلال المالي

شريحة كبيرة من النساء يعتقدن بضرورة ان تتسلح المرأة بالسلاح الذي يقيها تسلط الرجال وطغيانهم عليهن، واستقلالها المادي ربما هو اقوى الاسلحة التي يمكن ان تتسلح به لخلق حالة من التوازن داخل الاسرة وهو ما يسمح ببناء علاقات سليمة متوازنة لا يطغى فيها الرجل على المرأة ولا تطغى فيها المرأة على الرجل، لكن هذه النظرة للحياة تجعلها نظرة مادية بحتة قد تدفع الرجل الى محاولة اثبات عدم حاجته الى الشريكة وهو ما يجعله يفكر في الانتقام او التخلي عنها في اية فرصة سانحة وهذا هو الخسران الكبير.

رأي الرجال في الاستقلال المالي

بينما يعتقد الكثير من الرجال ان المرأة المستقلة مادياً يندر ان تقدم التنازلات في الحياة الزوجية، ولان النظرة التقليدية للرجل الشرقي تقوم على اساس انه متفوق في القرار الاسري على المرأة، وان التطرف الذي يقدم التنازلات هو المرأة، فان تزايد نسبة المستقلات مادياً والرافضات لمبدأ قوامة الرجل عليهن زادت نسبة الطلاق او الطلاق العاطفي الذي ينتج من الحاجز النفسي الذي يتكون بين الازواج وهذا الحاجز من الصعب ان يزال سيما اذا تدعمت اساساته ومرت عليه سنوات من انعدام الاتصال والتواصل الذي يفضي الى اتفاق يحلل المشاكل او يرحلها من دون ان تصبح مشكلات كبيرة مهددة لكيان الاسر.

في الختام مابين الرأيين يعلو صوت الوسطية الذي يقول ان امتلاك المرأة لمصدر مالي مستقل عن الاسرة ينبغي ان يكون سند للأسرة وداعم لأمانها وسلمها وهو ما يعبر بها صوب التعاضد والتكامل وليس العكس الذي يدهور الاسرة ويقلل من تماسكها.

اضف تعليق