q
الاماكن العامة بالنسبة لجميع الناس او غالبيتهم العظمى ابواب خلفية للهرب من منغصات الحياة وهي فضاء ثالث بين العمل والبيت، ومحور للتواصل والإبداع والتنفيس الانفعالي النفسي، لكن للأسف لم تعد هذه الاماكن كما كانت في السابق فقد شابها بعض العادات السيئة التي يمارسها فئة من رواد هذه الاماكن...

جميعنا نحن الشباب وحتى جزء من متوسطي وكبار السن نرتاد اماكن عامة للترفيه عن النفس وتغيير الروتين الحياتي الممل، ومن هذه الاماكن التي نفضلها ملاعب كرة القدم والقاعات المغلقة والحدائق او المسابح والمقاهي التي تعد هي الاكثر استقبالاً لفئة الشباب الذين يحاولون التقاء اقرانهم في ساعات الراحة ليستعيدوا شحن امزجتهم بعد ان فقدت شحنها طوال نهار عمل مرهق.

ما دفعني لكتابة هذا المقال هو اني ذات مرة ذهبت برفقة اصدقائي لاحد المقاهي في مديتنا لحضور احدى مباريات كأس العالم التي اقيمت مؤخراً في قطر وكانت من المباريات التي كنت اعتقدها مهمة او انها ستكون مباراة ذات ندية ومتعة على اقل تقدير، لكن الدافع الذي دفعني لارتياد المكان خمد بعد دخول مجموعة من الشباب احتلوا المكان طولاً وعرضاً بين مزاح غير لائق بأصوات مرتفعة وبين حركات لا اخلاقية لفتت انتباه من في المكان بعدها قادنا الضجر لا ارادياً الى مغادرة المكان ممتعضين مما حدث.

الاماكن العامة بالنسبة لجميع الناس او غالبيتهم العظمى ابواب خلفية للهرب من منغصات الحياة وهي فضاء ثالث بين العمل والبيت، ومحور للتواصل والإبداع والتنفيس الانفعالي النفسي، لكن للأسف لم تعد هذه الاماكن كما كانت في السابق فقد شابها بعض العادات السيئة التي يمارسها فئة من رواد هذه الاماكن.

اكتب هذه الاحرف لاستثمر اقبال (العراق) على تنظيم كأس الخليج العربي بنسخته الـ (25) في البصرة، ومن المؤكد ان اعداد كبيرة ستحضر في مباريات البطولة لابد من بيان تحضر ابناء البلد واحترامهم لضيوفهم القادمين من البلدان العربية المشتركة في البطولة المزمع اقامتها في الشهر القادم، فبهذه المناسبة ثمة امور نحذر منها واخرى نوصي بها لنحقق الهدف الاجتماعي المرجو من هذا التجمع.

من اكثر الامور اثارة للسخط هو سؤال من بجانبك سواء كان زائراً محلياً او اجنبياً عن توجهه السياسي والديني واحترام الاختلاف في الخصائص البشرية والعادات وتقبلها على انها حالة صحية لا ينبغي التقاطع فيها، سيما في مثل هذه المواضيع لأنها من المواضيع الحساسة فأن الحديث فيها عقيم لن يأتي بنتائج اذن فلا داعي لإثارة مثل هذه المسائل.

كما يجب الاهتمام بالنظافة في المكان الذي تقضي وقتك وهو ما يعكس ذوقك بصورة العامة وثقافتك ووعيك، فإن المكان ليس ملكك وجميع من فيه شركاء فيه والتجاوز عليه يعني بالضرورة التجاوز على الجميع وعدم احترامهم وهذا ما يشير تدني مستوى الذوق والاخلاق معاً، فليس منطقياً اننا نعيش في القرن الواحد والعشرين واحدنا يرمي عبوة احد المشروبات الفارغة او اعقاب السكائر في طرق عام او كورنيش او ملعب او اية مكان عام آخر.

ومن الممنوعات التي يجب الابتعاد عنها عن التقليد على ملابس ولهجات الاشخاص الذي يكونون بجانبنا في اي مكان عام فلكل انسان قناعة بما يلبس وبما وبالطريقة التي يتكلم بها ولا داعي للانتقاص او حتى محاولة المزاح بمثل هذه الامور لكونها تسبب الضغينة والانتقاد المتبادل وهو ما لا يخدم احد من الناس بل يفقده نصيبه من حب الناس والاحترام له وهذه خسارة لا تعوض.

وما يشير الى تراجع المستوى الاخلاقي هو ممارسة البعض للتحرش سواء بالفعل او بالكلام وحتى بالنظر الى الاخرين او القيام بالتصوير بأحد وسائل التصوير او وضع الاغاني في مكبرات الصوت وكأنهم الفاعلين الوحيدين المتواجدين في المكان وهذا ما ينغص على الناس مجلسهم مما يجعلهم يغادرون المكان وهذه السلوكيات للأسف اصبحت مستشرية في اغلب ان لم يكن في جميع الاماكن العامة مما حدى بالكثير من العوائل المحترمة الى الامتناع على ارتياد هذه الاماكن مجبرة فهل من مغيث لهم؟، ومن المسؤول عن مراقبة ومنع هذه السلوكيات واتاحة اكبر فرصة للناس الملتزمين بالتمتع بأوقات خاصة بهم وبعوائلهم؟

اضف تعليق