q
مبدأ اقناع الابن بالسلوك قبل ان يسلكه بالإكراه او تحت طائل المجاملة لان السلوك الذي يتم من دون قناعة سيتم نقضه والتراجع عنه عند اول محطة يشعر عبرها الابن انه قادر على التخلي عن الثقل فيها، لكن بالمجمل تدخل الاهل هنا دلالة حب لا نقاش فيها ولا جدال...

طبيعة الانسان التي خلقها الله عليها انهم يحبون بعضهم البعض بصورة عامة، لكن بنسب مختلفة حسب قرب الناس من بعضهم والروابط بينهم ومحددات نفسية واجتماعية اخرى، لكن كل حب الدنيا ربما لا يساوي حب الآباء لابنائهم وهذه غريزة فطرية اودعها الله في خلقه.

وهذا مهم لرعاية النشئ وادامة اداميته كي تستمر الحياة بهذه الطريقة لكن الاهم ان لا يخرج الحب عن اطره السليمة فيتحول الى دلال زائد يفسد كل شيء ويحول الطفل الى انسان غير سوي في السلوكيات والصفات، فكيف نستطيع ان نوازن بين الحب والتربية، وماهي تطبيقات الحب الابوي في حياتنا العامة؟

في أحاديثنا العامة عادة ما يثار عبارات مثيلة (حنان الام، قلب والدة، ...الخ) وهذه العبارات تعطي انطباعاً عن حب الام لولدها بصورة كبيرة الى الحد الذي يمكن ان يلغى دور الاب في الحب لأبنائه او تهميشه وبطريقة تثير الاستغراب علماً ان الدراسات أثبتت أن غريزة الأبوة عميقة بقدر غريزة الأمومة أيضاً، ولهذه الغريزة آثار مهمة على الرجال فيما يتعلق بالتغيرات الهرمونية، وفي تنميتهم لشعور الحماية تجاه أطفالهم.

جمعنا نتفق ان التربية وظيفة الوالدين كلاهما مع اختلاف التفصيلات بينما نجد الكثير من الأمهات وحدهن يربين أطفالهن بشكل رائع ودون كلل، ولكن هناك رابطة فريدة بين الأب والأطفال تلعب دوراً مهماً في نمو الأطفال وتطورهم، لذا ليس من المفاجئ أن مساهمة الأب لها تأثير إيجابي على أطفاله.

من مشاركة الابوين في حياة أطفالهم التي تعبر عن حبهم واهتمامهم بأطفالهم هي تحسين الصحة النفسية، تحفيز الإنجازات الأكاديمية المتقدمة، تحسين المهارات اللفظية، تقليل من الانخراط في الأعمال السيئة، تعزيز القدرة على التعامل مع الضغوطات والإحباط، تحقيق إنجازات فكرية أعلى، فجميع هذه السلوكيات التي يعمل عليها الاباء تعبر وبالضرورة عن حبهم لأبنائهم والعمل على وضعهم في الصورة الجميلة التي يريدوها لهم في المستقبل.

فالكلام السابق يدحض فكرة ان التربية وظيفة الام وان الاب هو عبارة عن صندوق نقود يعيل العائلة مادياً فقط، لذا فإن أهمية دور الأب تتجاوز الإعالة المالية إلى الانخراط في حياة الأطفال على المستوى العاطفي وان عد الاب صندوق نقود سيفرغ يوماً من محتواه ويلقى على قارعة طريق او سلة المهملات.

دلالات الحب

من السلوكيات التي يراها الطفل انها تنم عن انعدام الحب نتيجة لتدخلات الوالدين بينما المنطق يقول انها دلالة حب:

النظر الى ملبسك ومتابعته وتقديم النصيحة بنوع الملبس الاكثر لياقة لك بحيث لا تتعرض لانتقاد او انتقاص او تنمر، ففي الوقت الذي تعتبره تدخلاً غير مبرراً من والديك يقول العقل انها محاولات واعية ومنبعثة من حب لك للظهور بحالة من الكمال النسبي، وهذا دليل أبلج على حب والديك لك واهتمامهم بتفاصيلك.

وقد يتدخل الوالدين لإرشادك الى نوع الدراسة التي ستقدم عليها لكونهم اكثر حكمة منك في تقدير الامور واستخدام العقل اكثر من العاطفة وبذا تكون قراراتهم اكثر صوابية منك حتى وان كنت ترى ان الامر غير صحيح لكنك ستكتشف انهم على حق، لكن اود الاشارة الى امر غاية في الاهمية وهو اني مع مبدأ اقناع الابن بالسلوك قبل ان يسلكه بالإكراه او تحت طائل المجاملة لان السلوك الذي يتم من دون قناعة سيتم نقضه والتراجع عنه عند اول محطة يشعر عبرها الابن انه قادر على التخلي عن الثقل فيها، لكن بالمجمل تدخل الاهل هنا دلالة حب لا نقاش فيها ولا جدال.

ويسري الحال فيما يخص تدخلات الابوين فيما يخص المهن التي يختارها او الوظائف التي تتناسب مع قدرات الابن الجسمانية والعقلية وهل ستكون نافعة له مستقبلاً ام انها محدودة العوائد ومتعبة جسدياً له، وهذا جانب آخر للحب الذي يقدمه الابوين لابنائهم، وكذا الحال فيما يخص النصح الذي قدم في اختيار الشريك وما يتمخض من هذا الاختيار، وعليهم حيال هذا كله ان يشكروهم ويعترفون ويقدمون الامتنان لهم لان مثل هذه الخدمات العظيمة لم يمكن ان تقدم الا حين يسود الحب والحرص وليس العكس، هذه جميعها دلالات حب افهموها ايها الابناء.

اضف تعليق