q
ان الاستقلالية في حياة الانسان تعد من الحاجات النفسية التي لا غنى عنها ويمكن تصنيفها من ضمن الحاجات الاساسية لا الثانوية، إذا ان الانسان حينما يتصرف بشكل مستقل فهو يشعر بتحسن وبالتالي يعمل بشكل أفضل، والعكس يؤدي الى فقدان الاهتمام بالذات وهو ما يجعل الانسان هامشياً...

سلوكيات الانسان التي يؤديها في الحياة لم تأتِ صدفة بل وراها دوافع او موجهات وهذه الموجهات اما ذاتية او مستوردة من الخارج، وتبعاً لهذه القوى التي تحرك السلوك يحدد نوعه الشخصية اما تابعة او مستقلة، ولعل الكثير من الناس يسعون الى تكوين ذات مستقلة تتخذ قرارتها بنفسها من دون تدخلات او إملاءات خارجية عليها.

وهذا هو الذي يعرف في علم النفس بالاستقلالية النفسية "التي تعني الضبط الذاتي وبالتالي يشير ضمنياً إلى التنظيم بواسطة الذات أي أنه تلقائي، وعلى النقيض من ذلك يشير الاستقلالية إلى التنظيم من خلال الآخر غير المتجانسة وبالتالي من خلال قوى غير أو غريبة عن الذات، باختصار تتعلق الاستقلالية بمدى تقرير أفعال الشخص بنفسه بدلاً من إكراهه أو إجباره عليها.

وانت تتطلع الى سلوكيات الاخرين تستنتج ان الذي يفضلون ان يكون لديهم استقلالية هم اصحاب الشخصيات المتزنة القوية والواثقة من نفسها والتي تتحمل مسؤولية ما تقرر ان تفعله من دون تردد وتتحمل ايضاً اخطائها ان حدثت، على الجانب الآخر اصحاب الشخصية الضعيفة فأنهم يحاولون ان يوجهون من الخارج لعد قدرتهم على ادارة ذواتهم بذواتهم وبذا يهربون من المسؤولية بألقائها على من وجههم، ومثل هؤلاء الافراد يبقون تابعين بإرادتهم ولن يحاولوا الاعتماد على أنفسهم يوماً.

ويمكننا اعتبار الاستقلالية مهارة مهمة من مهارات الحياة الاجتماعية تمكن الفرد من حكم نفسه بمعرفة وخبرة للسيطرة على حياتهم دون الحاجة الى مساعدة الاخرين، وهو بذا يحققون الاهداف التي يرسمونها بتخطيط يستند الى خلفياتهم وخبراتهم الحياتية، وعادة ما يكون الفرد المستقل كفوء وذو عزيمة عالية بالمقارنة بالتابعين من اقرانه والدليل تفضيله ادارة نفسه بعيدا عن الكل.

يقول المختصون في علم النفس الاجتماعي "يعتبر مفهوم الاستقلالية مركزياً ومثيراً للجدل، حيث يعتبر الاستقلالية أمراً محورياً في أن علماء النفس الشخصية وعلماء النفس الإكلينيكي قد اعتبروا الاستقلالية لفترة طويلة سمة مميزة للنضج والأداء الصحي أو الأمثل، من المثير للجدل أن مفهوم الاستقلالية غالباً ما يتم الخلط بينه وبين مفاهيم مثل الاستقلال والانفصال والإرادة الحرة، مما يولد نقاشات حول أهميته عبر فترات التطور، والتغيير والفردانية مقابل الثقافات الجماعية".

ويعتبر علم النفس الاجتماعي ايضاً ان الاستقلالية في حياة الانسان تعد من الحاجات النفسية التي لا غنى عنها ويمكن تصنيفها من ضمن الحاجات الاساسية لا الثانوية، اذا ان الانسان حينما يتصرف بشكل مستقل فهو يشعر بتحسن وبالتالي يعمل بشكل افضل، والعكس يؤدي الى فقدان الاهتمام بالذات وهو ما يجعل الانسان هامشياً ووفقاً لهذا يمكن للعوامل التي تدعم الاستقلالية أن تعدل في سلوكيات الفرد بصورة عامة.

ماهي مميزات الشخصية المستقلة:

في هذا السياق تقول الطبيبة النفسية الدكتورة فاطمة الشناوي ان سمات الشخصية المستقلة هي:

انها تمتلك قدرة عالية على ادارة ذاتها بنجاح وتقبل النقد العلمي الموجه اليها بطريقة مؤدبة وغير مستفزة، كما تمتاز بالتفكير المنطقي بالمخاوف والأسباب التي تجعل من الشخص يرفض التقدم لعمل ما، أو مواجهة صعوبة ما ومن ثم تقدم تبريرات منطقية لكل تقوم به او تمتنع عنه، وتتمتع هذه الشخصية بأسلوب هادئ لا يمكن اثارته او استفزاه ولعل مرد ذلك الى كمية النضج التي تمتلكها.

وحين تعرض على صاحب الشخصية اغراءات فأن يعود لطبيعته المتأصلة وهو ما يجعله مختلف عن الاخرين بالتزامه بحدود لاي مكن اختراقها لاي سبب كان، وفي العادة اصحاب الشخصية المستقلة يشاورون من يعتقدون انهم يقدمون الراي الصواب رغم قدرتهم على اتخاذ القرار ومن دون تردد وهذا عامل قوة في الانسان لا ضعف، وبهذه المميزات التي اختصرناها اليك سيدي القارئ عليك التقرير فيما إذا فضلت ان تكون ذو شخصية مستقلة تتمتع بهذه القوة او تابعة تؤمر وتنفذ فقط.

اضف تعليق