q
آراء وافكار - مقالات الكتاب

افيقوا أيها الساسة

الحوار البناء المثمر هو الخيار الوحيد امام ساسة العراق، والركون الى طاولة تجمع كل الفائزين للتفاهم حول مستقبل السنوات الاربعة القادمة وتقاسم الأدوار بين كل الفرقاء سواء أكانت حكومة ومعارضة برلمانية او حكومة توافق يشارك فيها الجميع مثلما جرت العادة في الدورات الماضية هو الخيار الوحيد...

الخلافات السياسية حول نتائج الانتخابات التشريعية وما تبعها من تباين في الرؤى بين حكومة توافق وحكومة اغلبية وعقد جلسة برلمانية اولى وانتخاب مجلس الرئاسة واعتراض قانوني عليها امام المحكمة الاتحادية وتعرضات ارهابية لمقرات احزاب ونواب في بغداد ومكتب نائب رئيس البرلمان في كركوك… امور تؤكد ان الحوارات السياسية لم تفض الى نتائج نهائية بالاتفاق حول القضايا السياسية الجوهرية للمرحلة القادمة بما ينذر بخطر جسيم على البلاد.

ان الحوار البناء المثمر هو الخيار الوحيد امام ساسة العراق، والركون الى طاولة تجمع كل الفائزين للتفاهم حول مستقبل السنوات الاربعة القادمة وتقاسم الأدوار بين كل الفرقاء سواء أكانت حكومة ومعارضة برلمانية او حكومة توافق يشارك فيها الجميع مثلما جرت العادة في الدورات الماضية هو الخيار الوحيد المطروح للخروج من عنق زجاجة الازمة الحالية، اما ان تبقى الامور معلقة او تفرض رؤية واحدة على الشركاء فإننا قد نذهب الى ما لا يحمد عقباه.

استفيقوا ايها الساسة، فالخلافات بين المكونات او داخل المكون الواحد لن تخدم المواطن والعراق مع عظم التحديات المطروحة، ولن تخدم الساسة انفسهم اذا كانوا قد نسوا هيجان الشعب على الاوضاع في اكتوبر من عام ٢٠١٩ او تناسوا الخلاف على رئاسة الحكومة في ٢٠١٤ والذي أدى الى خروج ثلاث محافظات من سيطرة الحكومة الاتحادية.

واليوم ما زال الخطر محدقا فها هو داعش يعيد نفس سيناريو ٢٠١٤ بهروب ارهابيين من سجن في الحسكة السورية وهجوم ارهابي مجرم آباد سرية في محافظة ديالى الاقرب على ابواب بغداد وخلف ١١ شهيدا.

افلا تتعظوا من دروس الماضي؟ وتعلموا ان هناك من يتربص بالخلافات السياسية ليربك الاوضاع الامنية والاقتصادية والاستقرار النسبي ويحقق مآرب لا تصب في مصلحة البلاد والعباد، فداعش ما زال هناك ينتظر على الأبواب فاحذروا ايها الساسة تعميق الخلاف.

اصدقاء السياسة اعداء عند الرئاسة

مقولة شهيرة وحكمة بليغة تنسب للشاعر احمد شوقي… تنطبق هذه الايام على مرحلة ما بعد الانتخابات التشريعية في العراق، فقد فرقت المناصب واختلاف الرؤى اصدقاء الأمس قبل تقسيمها.

فالاطار والصدريين كانوا مكونا واحدا وجسدا واحدا وائتلافا وطنيا واحدا الى فترة قريبة تجمع بينهم علاقات وطيدة ومصالح راسخة واستراتيجية طويلة الأمد حتى وصفت هذه العلاقة بين بعض اطرافه في وقت من الأوقات بانها زواجا كاثوليكيا غير قابل للطلاق او الفراق مدى الحياة، ولكن الاختلاف حول شكل الحكومة المقبلة فرقهم وجعل منهم قطبين متنافرين.

ومثلهم الاتحاد الكردستاني والديمقراطي الكردستاني الذي جمعهم طوال الفترة الماضية تحالفا كردستانيا واحدا ومكونا قوميا واحدا قدم مصالح الكرد على غيرها من المصالح، فكانوا جسدا واحدا يفاوض بغداد دون اختلاف حتى في الجزئيات… لكن الاختلاف حول منصب رئيس الجمهورية ومن يتولاه جعل كل فريق منهم يدفع بمرشح مغاير للآخر يسعى لجمع الأصوات له على حساب مرشح حليف الأمس؛ فزيباري على حساب برهم صالح، وهذا الاختلاف حول منصب رئيس الجمهورية جعل من الفريقين قطبين متنافرين، على عكس عزم وتقدم اللذان تقاسما منصبي رئيس البرلمان وزعيم كتلة عزم وتقدم البرلمانية بين الحلبوسي والخنجر ولولا ذلك لاستمرت الفرقة بين التحالفين كما في الدورة الماضية.

إذن يسجل المشهد العراقي الحالي تفتت التحالفات التاريخية بين اطراف المكون الواحد والتحالف التاريخي الشيعي الكردي مع وحدة المكون السني نتمنى ان يبقى هذا المتغير في اطار الصداقة السياسية وان لا يخرج الى عنوان العداوة والصدام والعنف لا سامح الله بين كل الأطراف لان السياسة فن الممكن والحوار الايجابي البناء المثمر هو اقصر الطرق لتحقيق افضل النتائج بدون لاءات اثبتت فشلها على مر التأريخ المعاصر.

ويبقى السؤال: هل متغير تفتت التحالفات صحي للعملية السياسية؟ ام انه نتيجة طبيعية بعد تقارب النتائج وغياب آلية التوافق ام انه مصداقا جديدا ومستقبليا في المعادلة السياسية العراقية بان “اصدقاء السياسة اعداء عند الرئاسة”.

اضف تعليق