q
خلال فصل الشتاء مع الجو البارد وبقاء الناس في الداخل، يكون لديك خطر أكبر للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي العلوي بشكل عام. وعندما تكون لديك نسبة عالية من العدوى لكل من الإنفلونزا وكوفيد-19، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إنشاء نظام مثقل بالأعباء. وبهدف الحد من انتشار الإنفلونزا وكورونا...

سجل العالم حالات أصيب فيها أشخاص بفيروس كورونا وفيروس الإنفلونزا في الوقت عينه، وصار يطلق على هذه الحالة "فلورونا"، مما أثار أسئلة كثيرين وقلق لدى عدد أكبر.

وتنطبق حالة "فلورنا" أيضا على الأشخاص الذين يصابون بالفيروسين بشكل متتالي.

ويقول موقع "fortune" إنه جرى الإبلاغ عن هذه الحالات في شتى أنحاء العالم، ويقول الخبراء إن هذه الأعداد من المرجح أن تزيد مع تفشي المتحور "أوميكرون" واكتساب عدواه قوة أكبر.

وهذه الظاهرة ليست جديدة تماما، فقد تحدثت تقارير في السابق عن "العدوى الثنائية" في عام 2020.

وتطرح الإصابة بالفيروسين عدة أسئلة مهمة، لماذا حصلت "فلورونا" الآن على هذه الاهتمام الكبير؟

العالم يتابع أي تطور يتصل بالوباء بعناية شديدة، لذلك من المفهوم أن احتمال الإصابة بمرض "كوفيد19" مع الإنفلونزا يثير قلق البعض.

في الحقيقة، الأمر ليس مستغربا ولا جديدا، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار تفشي المتحور "أوميكرون"، ورفع الكثير من الدول للقيود التي فرضت لمواجهة الوباء في وقت سابق، حيث اختفى فيروس الإنفلونزا وسط عمليات الإغلاق السابقة والتركيز على النظافة والتعقيم.

إذا أصبت بمرض "كوفيد-19" الذي يسببه فيروس كورونا، فأنت أفضل حالا من الإصابة بالمرض عينه والإنفلونزا معا، لأن الإصابة بالفيروسين ستضغط كثيرا على جهازك المناعي.

ويقول أستاذ الهندسة الحيوية بجامعة هارفارد، ديفيد إدواردز، إن احتمال الإصابة بالفيروسين يشبه تعرض المنزل للسرقة من طرف لصين في اليوم نفسه، مما يعني أن احتمال الإصابة منخفض للغاية.

ما مدى خطورته؟

أكدت وزارة الصحة الإسرائيلية لـ CNN، الثلاثاء، أول حالة معروفة لشخص مصاب بفيروس "كوفيد-19" والإنفلونزا معًا، مما أثار تساؤلات حول كيفية تأثير الفيروسين على شخص يُصاب بهما في الوقت ذاته.

وأعلن مستشفى بيلينسون في مدينة بيتح تكفا، في بيان، عن أن المريضة، وهي امرأة حامل في الثلاثينيات من عمرها لم تتلق اللقاح ضد "كوفيد-19"، خرجت من المستشفى الخميس "في حالة عامة جيدة".

وقال أرنون ويزنيتسر، مدير قسم النساء بالمستشفى، في البيان: " هذه هي أول أم تُشخّص بالإنفلونزا وكورونا معًا في بيلينسون، لقد عالجناها بمزيج من الأدوية التي تستهدف كلاً من كورونا والإنفلونزا".

وتابع ويزنيتسر: "نحن نشهد المزيد من حالات الإصابة بالإنفلونزا بين الأمهات، إلى جانب حالات الإصابة بفيروس كورونا التي تحدث بشكل رئيسي لدى النساء غير الملقحات ضد كوفيد-19 أو الإنفلونزا"، لافتًا إلى أن "هذا بالتأكيد بمثابة وقت مليء بالتحديات، وبالإضافة إلى أمراض كورونا نتعامل بشكل متزايد مع الإنفلونزا".

ومن جانبه، قال نداف دافيدوفيتش، مدير كلية الصحة العامة في جامعة بن غوريون في إسرائيل، لـ CNN إنه "نظرًا لوجود نشاط إنفلونزا وكوفيد-19 مرتفع للغاية، هناك احتمال أن يُصاب شخص ما بكليهما".

وأضاف دافيدوفيتش، وهو عضو في اللجنة الاستشارية الوطنية الإسرائيلية المعنية بـ"كوفيد-19": "لا أعتقد أن هذا سيكون وضعًا شائعًا، ولكنه حالة يجب مراعاتها".

وساعدت عمليات الإغلاق وارتداء الكمامات في الحد من انتشار الإنفلونزا في وقت مبكر من الجائحة، ولكن مع انفتاح المجتمع، من المتوقع أن ترتفع حالات العدوى.

وقال دافيدوفيتش إنه بالنسبة لأولئك الذين لا يعانون من ظروف صحية أساسية والذين تلقوا التطعيم ضد كل من الإنفلونزا و"كوفيد-19"، فمن غير المرجح أن يكون لهذه الفيروسات "تأثير كبير على الفرد".

تهديد للفئات الأكثر عرضة للخطر

وتُعد الإنفلونزا و"كوفيد-19" من أمراض الجهاز التنفسي، ويمكن أن تسبب أعراضًا مماثلة مثل السعال، وسيلان الأنف، والتهاب الحلق، والحمى، والصداع، والتعب، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وينتشر الفيروسان من خلال الرذاذ والهباء الجوي عندما يتنفس الشخص المصاب، أو يتكلم، أو يسعل، أو يعطس.

وفي سبتمبر/ أيلول العام الماضي، أشار الدكتور أدريان بوروز، طبيب طب الأسرة والأستاذ المساعد لطب الأسرة في جامعة سنترال فلوريدا، لـ CNN، إلى أن الإصابة بـ"كوفيد-19" والإنفلونزا في الوقت ذاته قد يكون "كارثيًا على جهاز المناعة لديك".

وقال بوروز حينها: "أعتقد أننا سنشهد إصابة بعدوى مرافقة بالإنفلونزا وفيروس كورونا، وأعتقد أننا سنشهد معدل وفيات أعلى إثر ذلك".

وأوضح دافيدوفيتش أنه لا توجد بيانات كافية تشير إلى ما إذا كانت معدلات الاستشفاء أعلى بالنسبة للمصابين بالإنفلونزا و"كوفيد-19" معًا، مقارنة بما إذا كان الشخص أصيب بإحدى الفيروسين.

نظام مثقل بالأعباء

وبينما تكافح الحكومات في جميع أنحاء العالم مع تفشي متحور "أوميكرون" لفيروس كورونا، يشعر دافيدوفيتش بالقلق بشأن السلالة المحتملة التي يمكن أن تسببها الإنفلونزا وفيروس كورونا معًا على أنظمة الرعاية الصحية، خاصًة خلال أشهر الشتاء.

وقال دافيدوفيتش: "خلال فصل الشتاء... مع الجو البارد وبقاء الناس في الداخل، يكون لديك خطر أكبر للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي العلوي بشكل عام. وعندما تكون لديك نسبة عالية من العدوى لكل من الإنفلونزا وكوفيد-19، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إنشاء نظام مثقل بالأعباء".

وبهدف الحد من انتشار الإنفلونزا وفيروس كورونا، ومنع الضغط على أنظمة الرعاية الصحية العالمية، شدد دافيدوفيتش على "الحاجة إلى حماية الناس"، قائلًا: "نحن نواجه الشتاء الآن، ونواجه عنابر داخلية مكتظة، وربما تكون الوقاية هي أفضل فكرة، لقد حالفنا الحظ العام الماضي لأننا لم نعان من كل من كوفيد-19 والإنفلونزا".

وأكد أنه من أجل المساعدة في حماية أنظمة الرعاية الصحية، يحتاج المزيد من الناس إلى تلقي التطعيم، وكذلك الامتثال للتدابير الأخرى للمساعدة في حماية الأفراد المعرضين للخطر وكبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة.

ويمكن للناس اتخاذ تدابير وقائية فعالة ضد "كوفيد-19" والإنفلونزا، بما في ذلك الإلتزام بالتباعد الاجتماعي، وغسل اليدين بانتظام، والعزل، وفتح النوافذ والأبواب لضمان التهوية، بحسب إرشادات منظمة الصحة العالمية.

ما هي الإصابات السابقة؟

اكتشفت حالات العدوى المشتركة للفيروسين معا في الولايات المتحدة منذ ما يقرب من عامين، وفقا لمجلة "ذا أتلانتك".

كما أكد مسؤول صحي في الفلبين أن مثل هذه الإصابات المزدوجة بالفيروسين معا أمر اعتيادي.

وقال عضو مجموعة استشارية في وزارة الصحة الفلبينية، إيدسيل سالفانا، إن أول حالة وفاة مرتبطة بفيروس كورونا في البلاد نشأت عن حالة مزدوجة لفيروس كورونا مع فيروس الإنفلونزا في أوائل عام 2020، وفقا لوسائل إعلام محلية.

حددت المجر أيضا حالتين على الأقل لأشخاص مصابين بكوفيد والإنفلونزا معا في الأسابيع الماضية، حسبما أفادت محطة "أر تي إل" الإذاعية.

كذلك، يعتقد الأطباء في إسرائيل أنه سيكون هناك مزيد من حالات الإصابة بهذه العدوى، خاصة في موسم الشتاء الذي تكثر فيه الإصابات بنزلات البرد، وفقا لصحيفة "الإندبندينت".

هل "فلورونا" أكثر شيوعا هذا العام؟

في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست"، أرجع مدير أمراض النساء في مستشفى بيلينسون الإسرائيلي، أرنون فيجنيتزر، قلة عدد الإصابات بعدوى "فلورونا" العام الماضي، لانخفاض حالات الإصابة بفيروس الإنفلونزا، بسبب إجراءات الإغلاق والتباعد الاجتماعي.

وأكد أنه من المحتمل أن تنتشر هذه العدوى بشكل أكبر هذا العام، وقال: "هذا العام يختلف عن العام الماضي. الآن لدينا تحدٍ آخر".

في الولايات المتحدة، التي سجلت أدنى مستوياتها في إصابات الإنفلونزا الموسمية العام الماضي مع ارتفاع إصابات فيروس كورونا خلال الشتاء الماضي، تشهد الآن ارتفاعا في حالات الإنفلونزا. كما أنه من المتوقع أن يكون موسم الإنفلونزا في أوروبا أسوأ هذا العام.

ويمكن أن تتسبب العدوى المزدوجة في الوفاة، على الرغم من أن شدة المرض تعتمد إلى حد كبير على الجهاز المناعي للشخص المصاب نفسه.

ويواجه العاملون الصحيون وكبار السن وذوو الحالات الصحية الأخرى خطورة كبيرة بالإصابة بكل فيروس منهما.

بينما تتعقب العديد من البلدان حالات الإصابة بفيروس كورونا والإنفلونزا، فإنه لا يزال هناك القليل من البيانات حول عدد الأشخاص المصابين بالفيروسين في نفس الوقت.

ومع ظهور المزيد من التقارير حول الإصابات المزدوجة، يؤكد خبراء الصحة والأطباء أن لقاحات فيروس كورونا والإنفلونزا تظل أفضل طريقة للحماية من العدوى الشديدة.

قال فيجنيتزر عن فيروس كورونا والإنفلونزا: "إذا تم تطعيمك، يكون المرض خفيفا جدا".

اضف تعليق