q
الحل الحقيقي يكمن في الحوار البناء لتوحيد رؤى جميع القوى في الاتفاق على اجراء الانتخابات في موعدها او عدم الاعتراض على نتائجها أيا كانت من المشاركين وغير المشاركين حتى تحفظ القوى السياسية والحكومة ما تبقى من ماء وجهها امام الشعب الذي وعدته قبل عام ونصف بانتخابات مبكرة...

الاحداث التي شهدها العراق بعد تشرين ٢٠١٩ وما تلاها من استقالة الحكومة والاستعانة بحكومة انتقالية مؤقتة وتحديد موعد لانتخابات مبكرة... كان هو المخرج الطبيعي لأي نظام ديمقراطي استجابة لمطلب شعبي واسع في اعادة تجديد الثقة بالمنظومة السياسية الحاكمة او اختيار غيرها عبر صناديق الاقتراع.

وما جرى كان طبيعيا واستجابة مرنة من الطبقة السياسية بقبول استقالة حكومة عبد المهدي تنفيذا لمطالب الشعب وتولية حكومة انتقالية وتحديد انتخابات مبكرة في محاولة جيدة للخروج من المأزق الخانق آنذاك. لكن تأجيل الانتخابات من حزيران ٢٠٢١ الى تشرين من العام نفسه كان ضربة لمصداقية ما جرى بعد احداث تشرين، والحديث عن تأجيلها مرة اخرى الى موعدها الطبيعي في نيسان ٢٠٢٢ قد يكون مأزقا كبيرا تمر به التجربة الديمقراطية في العراق لان المواطن لن يشارك بالانتخابات.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ستجري الانتخابات المبكرة في موعدها المحدد؟ ام انها ستؤجل مرة اخرى!!!.

برغم اعلان الحكومة عزمها على اجراء الانتخابات بموعدها في تشرين القادم، ورغم اعلان المفوضية اطلاق الحملات الانتخابية للمرشحين قبل ثلاثة اشهر من الانتخابات، واستعداد بعثة الامم المتحدة لها... الا اننا لم نلمس لحد الان ضجيج الانتخابات الذي عهدناه في السابق، والأمر يقف على احتمالين:

الاول: ان الانتخابات لن تجري في موعدها، وان انسحاب السيد الكاظمي منها قبل عدة اشهر وانسحاب الصدريين قبل اسابيع، ما هو الا بداية لانسحابات قوى اخرى قد تشكل ضغطا كبيرا على المفوضية لتأجيلها الى موعدها الطبيعي.

الثاني: ان الانتخابات ستجري بموعدها، بمن يشارك فيها. والنتيجة اننا سنشاهد ضعفا في الاقبال والمشاركة وإعادة تدوير للقوى الفاعلة ومعارضة قوية لأية حكومة تنتج عنها وهذه المرة في الشارع وليس داخل قبة البرلمان تشكلها القوى المنسحبة وضغط الشارع ولن تستطيع أية حكومة الصمود لأشهر امام هذا المد مما قد يدخلنا في ازمة سياسية واحتقان شعبي العراق في غنى عنه بالوقت الحالي.

ان الحل الحقيقي يكمن في الحوار البناء لتوحيد رؤى جميع القوى في الاتفاق على اجراء الانتخابات في موعدها او عدم الاعتراض على نتائجها أيا كانت من المشاركين وغير المشاركين... حتى تحفظ القوى السياسية والحكومة ما تبقى من ماء وجهها امام الشعب الذي وعدته قبل عام ونصف بانتخابات مبكرة حرة ونزيهة، وحتى نحفظ للعراق امنه واستقراره وعمليته الديمقراطية، وهذه فرصة مطروحة امام الجميع والوقت لم ينفذ بعد؛ لكن في اضاعته غصة قد يندم عليها الجميع.

اضف تعليق