q

مع اشراقة كل يوم رمضاني جديد، تستيقظ الام وأفكارها مبرمجة ومتسلسلة على العديد من الاعمال التي ستقوم بها طوال اليوم محاولة منها أن تنجز اعمالها بأسرع وقت واقل جهد. ملبية رغبات جميع أفراد الأسرة من صغيرها لكبيرها ومن المكلف الى غير المكلف دون تذمر ناسية نفسها بانها صائمة كالبقية من افراد الأسرة الذين اخذوا من قول الرسول الكريم (صلى الله عليه واله وسلم): "ونومكم فيه عبادة" حجة لهم للنوم والراحة تاركين هذه المسنة، وهي أكبرهم عمرا متحملة مشقة جميع الأعمال لوحدها غافلين عن تفسير المعنى بصورته الصحيحة حيث يشير الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) الى ما معناه نوم الراحة بعد مشقة العبادة وتجديد النشاط للعبادة القادمة لا نوم الكسل والبطر والهروب من التكاليف والواجبات.

فهذه الام تقف في المطبخ لساعات وساعات. لتحضر ما تشتهيه الأنفس لتقدمه لأطفالها، بينما هم مستغرقون في سباتهم لا يرق لهم قلب ولا تتحرك منهم اتجاهها اي مشاعر، مقابلين طلب الام المساعدة منهم بالتذمر والتململ غير ملتفتين الى عظمة هذا الشهر والتفاتة الله عزوجل الى كل شخص يقدم المساعدة، وهل يوجد أعظم أجرا من مساعدة الام.

وفي احصائية اجريت تبين أن أكثر من 70% من الفتيات قبل الافطار، لا يساعدن والداتهن في اعمال المنزل، وتقل هذه النسبة للتراوح الى 30% بعد الافطار.

حيث تبدأ الفتيات بالتحرك والانتقال في ارجاء المنزل خارجات من سباتهن النهاري لكن هذه النسبة تبقى متذبذبة بسبب الانشغال بمشاهدة البرامج التلفزيونية، والمسلسلات المستمرة خلال الـ24 ساعة بلا كلل او ملل.

اما عن وقت العبادة فيكون خلال اوقات الفراغ القصيرة وبين الفواصل الاعلانية من غير زيادة في العبادات عن الايام العادية ناسين اجر العبادة في هذا الشهر العظيم وكيف يضاعف الله عزوجل اجر الصلاة وقراءة القرآن.

غير ملتفتين الى قول الرسول الكريم (صلى الله عليه واله وسلم): "من قرأ في شهر رمضان آية من كتاب الله كان كمن ختم القرآن في غيره من الشهور ".

على ان تكون هذه القراءة قراءة تدبر للآيات وفهم للمعنى لا قراءة سطحية.

لذا دعوة الى كل فتاة بعمر الزهور ان يقدموا المساعدة لأمهاتهن تاركين الكسل والخمول في هذا الشهر المبارك شهر الخير والبركة، مبتعدين عن الأنانية وحب النفس ففي قسوة هذه الايام وشدة حرارتها، لست الوحيدة يا اختي من تصابين بالجوع والعطش تذكرني بجوعك وعطشك جوع وعطش يوم القيامة. تذكري جوع وعطش الامام الحسين (عليه السلام) وعياله يوم عاشوراء، ولست الوحيدة يا ابنتي من تعانين من طول النهار الرمضاني، فأمك أيضا تعاني ذلك وما يمر عليك يمر على الجميع، لكن حنان الام وعطفها طغى فأنساها ارهاقها وتعبها فأصرت على خدمتكم ورعايتكم رغم كل شيء، وهي لا تطلب سوى المساعدة الجزئية لكي تنجز اعمالها باقل وقت ولكي تشعر بان هناك من يحبها ويرعاها كما تحبكم وترعاكم.

فلتساهمي عزيزتي الفتاة في القيام ولو بجزء بسيط من اعمالها لكي يتسنى لأمك الوقت للعبادة والقيام بالطاعات في هذا الشهر المبارك، ولتنالي أنت أيضا رضاها ودعواتها في شهر العتق من النار.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق