q
يختلف مسار فيروس كورونا والسباق للسيطرة عليه بشكل كبير من بلد إلى آخر في جميع أنحاء العالم، خصوصا بعد ما تجاوزت حصيلة الوفيات العالمية الناجمة عن فيروس المستجد، 3 ملايين شخص، وسط انتكاسات متكررة في حملة التطعيم العالمية وأزمة متفاقمة في أماكن مثل البرازيل والهند وفرنسا...

يختلف مسار فيروس كورونا والسباق للسيطرة عليه بشكل كبير من بلد إلى آخر في جميع أنحاء العالم، خصوصا بعد ما تجاوزت حصيلة الوفيات العالمية الناجمة عن فيروس المستجد، 3 ملايين شخص، وسط انتكاسات متكررة في حملة التطعيم العالمية وأزمة متفاقمة في أماكن مثل البرازيل والهند وفرنسا.

ويُعتقد أن الرقم الحقيقي أعلى بكثير بسبب الإخفاء الحكومي المحتمل أو العديد من الحالات التي تم التغاضي عنها في المراحل الأولى من تفشي الفيروس الذي بدأ قبل 16 شهرًا في مدينة ووهان الصينية، في نهاية عام 2019.

مسلسل النكسات الذي يلاحق بعضا من لقاحات فيروس كورونا، يواصل مساره فبعد أزمة "أسترازينيكا" تعرّض لقاح جونسون آند جونسون لانتكاسة جديدة دفعت بالولايات المتحدة لتعليق استخدامه والعمل على استبداله بلقاحي فايزر ومودرنا.

الحال في الصين ليس أفضل من غيره فقد صرحت بكين مؤخرا ضعف فعالية لقاحها وسعيها لدمجها لزيادة فعاليتها، إلى ذلك، قررت الدانمارك التوقف نهائيا عن استخدام لقاح "أسترازينيكا" ويأتي ذلك بعد أن أوصت السلطات الصحية الأميركية بوقف استخدامه مع رصد إصابة ستة متلقين له باضطراب نادر يشمل جلطات دموية، وبذلك، تكون الدانمارك أول دولة أوروبية تتوقف بشكل تام عن استخدام لقاح أسترازينيكا.

ومن المفارقات أن الأعراض الجانبية للقاحات ليست مفاجئة خاصة وان القائمين على إنتاجها صرحوا باحتمالية حدوث آثار جانبية بسيطة مرافقة لهذه اللقاحات.. دون ذكر احتمالية وقوع آثار خطرة ومميتة إثر أخذ اللقاح .. ما تسبب بحدوث جدل كبير في أوساط الهيئات الصحية العالمية ووكالات الأدوية الدولية للإقرار بفعالية هذه اللقاحات وأمانها.

الانتكاسات التي تعرضت لها بعض اللقاحات المضادة لفيروس كورونا أثار التساؤلات حول مصير الطلبيات المتعاقد عليها من عدة دول للحصول على حصتها من اللقاحات حيث مازال من غير الواضح ما إذا كان بإمكان الحكومات التي اشترت هذه الأنواع من اللقاحات إلغاء صفقاتها واللجوء إلى شركات أخرى؟

وفيما تتسارع برامج التلقيح في العالم، وتكافح دول موجات جديدة من الوباء، تشكل هذه الشكوك ضربة لآمال العلماء بسرعة التلقيح، لأنهم يعتبرون أن هذا هو أفضل أمل لوقف الوباء الذي تسبب تغيير مفاصل الحياة في العالم.

نكسة عالمية

تعرضت حملات التلقيح في الولايات المتحدة وأوروبا لنكسة جديدة مع إعلان السلطات الصحية الأميركية "تعليق" استخدام لقاح جونسون اند جونسون ضد كوفيد-19 بعد ظهور حالات نادرة من الجلطات الدموية، وبعد الشكوك حول لقاح استرازينيكا بسبب العوارض نفسها، تواجه الدول الأوروبية مخاطر تأخر إضافي في حملات التلقيح بعدما أعلنت شركة جونسون اند جونسون الأميركية الثلاثاء عن "تأخير إطلاق" لقاحها المؤلف من جرعة واحدة ضد كوفيد-19 في أوروبا.

وأعلنت السلطات الصحية أن أكثر من 6,8 مليون جرعة من لقاح جونسون اند جونسون قد أعطيت على الأراضي الأميركية وهذا النوع من الاثار الجانبية يبدو في الوقت الراهن "نادرا جدا"، من جانب آخر أكدت الولايات المتحدة أن تعليق إعطاء لقاح جونسون اند جونسون "لن يكون له تأثير كبير" على حملة التلقيح الأميركية لان هذه الجرعات تشكل أقل من 5% من تلك التي أعطيت في الولايات المتحدة حتى الآن.

وقال بيتر ماركس أحد مسؤولي إدارة الغذاء والدواء الأميركية خلال مؤتمر صحافي إن "احتياطي اللقاحات أصبح أكثر وفرة"، وإدارة الغذاء والدواء التي تحقق في ست حالات في الولايات المتحدة لأشخاص تعرضوا لجلطات دموية خطيرة بعد تلقي اللقاح، أوصت الثلاثاء بتعليق إعطائه، وأوضح ماركس "حصلت وفاة واحدة وهناك مريض حالته حرجة".

وهؤلاء الاشخاص وكلهم نساء ظهرت عليهم بعد أسبوعين على تلقي الجرعة حالات تجلط دم في الدماغ وهبوط مستوى الصفائح الدموية، وتجتمع المراكز الاميركية لمكافحة الامراض والوقاية منها الاربعاء لتقييم تلك الحالات.

وبموجب توصيات السلطات الصحية، أمرت عدة ولايات أميركية مثل نيويورك وكونيكتيكت ونبراسكا وأوهايو بتعليق فوري للقاح جونسون اند جونسون، في واشنطن بدأ العديد من الاشخاص الذين كان يفترض ان يتلقوا جرعة من لقاح جونسون اند جونسون، بتلقي رسائل اعتبارا من صباح الثلاثاء تلغي مواعيدهم.

ووقع الاتحاد الاوروبي طلبية بحوالى 200 مليون جرعة من لقاح جونسون اند جونسون يضاف اليها خيار 200 مليون جرعة إضافية. وتعهدت المجموعة الخميس بتأمين 200 مليون جرعة بحلول نهاية السنة.

وظهور هذه التعقيدات يذكر بتلك المرتبطة بلقاح استرازينيكا والتي تحقق فيها الوكالة الاوروبية للادوية والتي تسببت بارتياب كبير حيال هذا اللقاح من قبل السكان ووقف استخدامه في عدة دول لا سيما الدنمارك.

رغم ذلك تتواصل حملات التلقيح في كل انحاء العالم حيث بدأ ملايين المسلمين شهر رمضان للسنة الثانية على التوالي في ظل الوباء، وتم إعطاء أكثر من 800 مليون جرعة لقاح ضد كوفيد-19 في 200 دولة ومنطقة على الأقل بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا الى أرقام رسمية.

هناك تفاوت كبير لا يزال قائما بين الدول "ذات الدخل المرتفع" بحسب تصنيف البنك الدولي حيث يتركز حوالى نصف الجرعات التي أعطيت في العالم، والدول "ذات الدخل الضعيف" حيث تم اعطاء 0,1% فقط من الجرعات. وهناك حوالى عشرين دولة لا سيما في افريقيا وأوقيانيا لم تبدأ بعد حملاتها. وتضم 4% من سكان العالم.

واسرائيل (حوالى 60% من شعبها تلقى جرعة واحدة على الأقل) وبريطانيا (47,4%) والإمارات العربية المتحدة (أكثر من 45%) وتشيلي (38,6%) والولايات المتحدة (36,5%) هي الدول التي تشهد حملاتها التقدم الأكبر (خارج إطار الدول التي يقل عدد سكانها عن مليون نسمة)، ووافقت الهند الثلاثاء على استخدام لقاح ثالث على أراضيها هو الروسي سبوتنيك-في، أعلنت بريطانيا الإثنين تحقيق هدف رئيسي في برنامجها للتحصين ضد فيروس كورونا بإعطاء جرعة اللقاح الأولى الى جميع من هم فوق خمسين عاما والى من يعانون وضعا غير مستقر وفق ما أكدت الحكومة.

في مواجهة المخاوف من النسخة المتحورة من الفيروس التي ظهرت في البرازيل، علقت فرنسا الثلاثاء "حتى إشعار آخر" كل الرحلات بين البرازيل وفرنسا كما أعلن رئيس الوزراء جان كاستيكس.

من جهتها طالبت منظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى بوقف بيع الثدييات البرية الحية في أسواق المواد الغذائية، لافتة الى خطر نقل مزيد من الامراض المعدية الى البشر.

في العالم تقترب حصيلة الوباء من ثلاثة ملايين وفاة (2,948,577) بينها أكثر من مليون في أوروبا بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا الى ارقام تقدمها السلطات الصحية.

شكوك بشأن لقاحي أسترا زينيكا وجونسون آند جونسون

واجهت حملة التطعيم من مرض كوفيد-19 في أوروبا المزيد من الاضطرابات يوم الأربعاء بعدما أرجأت شركة الأدوية الأمريكية جونسون آند جونسون تسليم لقاحاتها بينما قالت الدنمرك إنها ستوقف استخدام لقاح أسترا زينيكا بسبب صلته ببعض حالات تجلط الدم، وقالت وكالة الأدوية الأوروبية إنها تتوقع إصدار توصية بشأن لقاح جونسون آند جونسون الأسبوع المقبل، لكنها لا تزال تعتقد بأن فوائد اللقاح تتجاوز مخاطر الآثار الجانبية لاستخدامه، وأوصت وكالات الصحة الاتحادية الأمريكية بوقف استخدام اللقاح لبضعة أيام على الأقل بعد إصابة ست سيدات تقل أعمارهن عن 50 بجلطات دموية بعد تلقي اللقاح.

وبدأ تسليم بعض شحنات من لقاح جونسون آند جونسون لبعض البلدان الأوروبية، لكن السلطات اتخذت قرارات متباينة بشأن تقليص استخدام اللقاح ذي الجرعة الواحدة، إذ قالت بلجيكا وفرنسا إنهما ستواصلان استخدامه بينما علقت إسبانيا وإيطاليا واليونان التطعيم به.

وقالت وكالة الأدوية الأوروبية إن جونسون آند جونسون تواصلت مع السلطات المحلية وأوصت بتخزين الجرعات التي تم استلامها بالفعل لحين إصدار لجنة السلامة توصية عاجلة، ويمثل إرجاء استخدام اللقاح ضربة جديدة لحملة التطعيم المتعثرة في أوروبا، والتي واجهت مشكلات شملت سوء التنسيق بين السلطات المحلية والإقليمية وخلافا تعاقديا مع أسترا زينيكا، وقالت الجهات التنظيمية الأوروبية هذا الشهر إنها وجدت صلة محتملة بين لقاح أسترا زينيكا ومشكلة تجلط نادر في الدم مماثلة لتلك المرتبطة بلقاح جونسون آند جونسون وأدت لعدد من الوفيات، وأوصت وكالة الأدوية الأوروبية بمواصلة استخدام أسترا زينيكا قائلة إن الفوائد تفوق المخاطر، لكن بلدانا عدة في الاتحاد الأوروبي قصرت استخدامه على فئات عمرية معينة بينما قالت السلطات الدنمركية اليوم الأربعاء إنها ستوقف استخدام اللقاح كلية.

وتتزامن المخاطر المحتملة المتعلقة بالجلطات مع خلاف عاصف بين المفوضية الأوروبية وأسترا زينيكا بعد عدم تسليم الشركة سوى جزء بسيط من اللقاحات التي طلبها الاتحاد الأوروبي، وقالت صحيفة لاستامبا الإيطالية إن المفوضية قررت عدم تجديد عقود اللقاح العام المقبل مع أسترا زينيكا وجونسون آند جونسون وستركز بدلا من ذلك على لقاحات أخرى مثل فايزر ومودرنا، وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية إنها تبقي جميع الخيارات مطروحة، لكنه امتنع عن التعقيب بشأن العقود.

أمريكا تدرس بجدية حالات جلطات الدم وعلاقتها بلقاح "جونسون آند جونسون" ضد كورونا

قال مسؤول فيدرالي لـ CNN إن وكالات الصحة الأمريكية تتعامل "بجدية" مع المخاوف بشأن حالات جلطات الدم وعلاقتها بلقاح "جونسون آند جونسون" ضد "كوفيد-19"، كما أنها تعمل على تقييم ما إذا كانت جرعة اللقاح مرتبطة بزيادة ضئيلة لخطر الإصابة بجلطات دموية نادرة، وأوضح المسؤول أن "مراكز السيطرة على الأمراض وإدارة الغذاء والدواء تنظران بشكل جدي في هذه المخاوف بشأن جلطات الدم، وعلاقتها بلقاح جونسون آند جونسون وتجمعان البيانات بدقة"، ووافق خبير خارج الحكومة الأمريكية مطلع على الوضع على أن مسؤولي الصحة يأخذون المخاوف على محمل الجد.

وقال الخبير، الذي فضل عدم الكشف عن هويته بسبب الطبيعة الحساسة للقضية إن "مراكز السيطرة على الأمراض قلقة للغاية وتعمل بجد على هذا الأمر وتراقب ذلك عن كثب"، وتم تسجيل "أربع حالات خطيرة لجلطات دموية نادرة" بعد أن تلقى أشخاص لقاح "جونسون آند جونسون"، وفقاً للسلطات الصحية الأوروبية.

ومثل الولايات المتحدة، تقول السلطات الأوروبية إنها لا تزال تحقق في هذه الحالات وأنه "ليس من الواضح حالياً" ما إذا كان هناك ارتباط سببي بين اللقاح وجلطات الدم، ولا يقتصر القلق في الولايات المتحدة على جرعة لقاح "جونسون آند جونسون" بحد ذاتها، وفي الوقت الذي يشجع فيه مسؤولو الصحة الأمريكيين على تلقي اللقاح في أسرع وقت ممكن، هناك قلق من أن التغطية الإخبارية حول الجلطات التي تتم دراستها فيما يتعلق بلقاح "جونسون آند جونسون" قد تجعل بعض الأمريكيين أكثر تردداً في الحصول على أي لقاح ضد "كوفيد-19".

ويعد التردد بشأن اللقاحات مشكلة بالفعل في الولايات المتحدة، ويفكر المسؤولون في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية "في كيفية التواصل بشأن المشكلة دون خلق انطباع بأنه قد يكون هناك خطأ ما في لقاح جونسون آند جونسون"، وفقاً لما قاله مسؤول الصحة الفيدرالي، وقال خبير آخر مطلع على الوضع إن هذا هو النهج الصحيح، مشدداً على أهمية التواصل دون إخافة الناس.

وفي بيان، أعلنت شركة "جونسون آند جونسون" أن تتبعها للآثار الجانبية كشف "عدداً ضئيلاً من الأحداث النادرة للغاية بعد التطعيم. وفي الوقت الحالي، لم يتم تحديد علاقة سببية واضحة بين هذه الأحداث النادرة ولقاح جونسون آند جونسون ضد كوفيد-19".

وأصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بياناً الأسبوع الماضي قالت فيه إنها كانت على علم بتقارير حول "حالات انصمام خثاري خطيرة" في الولايات المتحدة التي حدثت "في عدد قليل من الأفراد بعد تلقيهم لقاح جونسون آند جونسون ضد كوفيد-19"، موضحة: "في الوقت الحالي لم نجد علاقة سببية مع التطعيم".

الاتحاد الأوروبي يسرع التطعيم بلقاح فايزر/بايونتيك

ستحظى حملة التطعيم في أوروبا ضد فيروس كورونا بمساعدة مختبرات فايزر/بايونتيك التي ستقدم جرعات أكثر من المتوقع في الربع الثاني من العام الحالي، وذلك وسط تعثر في حملات التلقيح جراء انتكاسات مرتبطة بلقاحي جونسون أند جونسون وأسترازينيكا.

وأصبحت الدنمارك الأربعاء أول دولة أوروبية تتخلى نهائيا عن لقاح أسترازينيكا الذي يخضع استخدامه لقيود في غالبية دول الاتحاد الأوروبي بسبب أحتمال الإصابة بتجلط دموي، في المقابل قرب تحالف فايزر/بايونتيك الأميركي الألماني موعد تسليم الاتحاد 50 مليون جرعة إلى الربع الثاني من العام الحالي، لتسلمها بدءاً من الشهر الحالي بدلا من الربع الأخير، ويشكل ذلك نبأ سارا من أجل تعويض النقص الناجم عن تعليق لقاح جونسون أند جونسون بانتظار تحقيق تجريه السلطات الأميركية. وكان من المفترض أن توفر الشركة الأميركية هذه 55 مليون جرعة للاتحاد الأوروبي في الربع الثاني من العام الحالي، وتدرس وكالة الأدوية الأوروبية راهنا حالات التجلط الدموي الناجمة عن هذا اللقاح الأحادي الجرعة ومن المتوقع أن تصدر رأيها الاسبوع المقبل بشأنه.

خطر الإصابة بجلطات المخ نتيجة كوفيد-19 أكبر منه نتيجة اللقاح

قال باحثون بريطانيون إن احتمال الإصابة بجلطات في المخ جراء الإصابة بمرض كوفيد-19 أكبر بكثير من خطر التعرض لها نتيجة تلقي اللقاح المضاد للعدوى، وذلك بعد توقف حملات تطعيم وسط أنباء عن حالات تجلط نادرة الحدوث.

ووردت تقارير عن وجود صلة بين لقاحي أسترا (SE:1212) زينيكا وجونسون أند جونسون وحالات إصابة قليلة جدا بتجلط الجيوب الوريدية في المخ (جلطات المخ). ويوم الأربعاء، أوقفت الولايات المتحدة التطعيم بلقاح جونسون أند جونسون لحين الانتهاء من بحث الصلة بينه وبين الإصابة بجلطات، بينما أوقفت الدنمرك التطعيم بلقاح أسترا زينيكا.

وقال الباحثون إن دراسة أجريت على 500 ألف من مرضى كوفيد-19 خلصت إلى أن 39 من كل مليون مصاب تعرضوا لجلطات في المخ بعد الإصابة. وفي المقابل كشفت بيانات وكالة الأدوية الأوروبية أن خمسة من كل مليون تعرضوا لجلطات في المخ بعد تلقي لقاح أسترا زينيكا، وذكر الباحثون أن خطر التعرض لجلطات في المخ يزيد بنحو ثماني إلى عشر مرات بعد الإصابة بالمرض مقارنة باحتمال التعرض لها بعد تلقي اللقاح.

وقال ماكسيم تاكيه بقسم الصحة النفسية بجامعة أكسفورد في حديث للصحفيين "خطر الإصابة بجلطات المخ بعد الإصابة بكوفيد-19 يبدو أكبر بكثير منه بعد تلقي لقاح أكسفورد-أسترا زينيكا".

نوع اللقاح قد يتسبب في آثار جانبية

ذكر خبراء ألمان أن الآثار الجانبية الخطيرة النادرة بعد الحصول على تطعيم من لقاح "آسترازينيكا" أو "جونسون آند جونسون" قد تكون مرتبطة بالنوع الخاص لهذه اللقاحات، وقال يوهانس أولدنبورج من المستشفى الجامعي في بون في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "حقيقة أن كلا اللقاحين يعتمدان على نفس المبدأ ويسببان نفس المشاكل تشير في رأيي إلى أن الناقل نفسه هو السبب"، موضحا أن ذلك لا يخرج حتى الآن عن نطاق التخمين، وأجلت شركة الأدوية الأمريكية "جونسون آند جونسون" طرح لقاحها في السوق الأوروبية أمس الثلاثاء بسبب تقارير عن ما يسمى بجلطات الوريد الجيبي بعد التطعيم. وكانت السلطات في الولايات المتحدة قد أوصت سابقا بتعليق مؤقت للقاحات الشركة بعد تسجيل ست حالات من تجلط الأوردة الدماغية في البلاد.

وكانت ألمانيا أوقفت مؤقتا في آذار/مارس الماضي التطعيم بلقاح شركة "آسترازينيكا" البريطانية-السويدية، وهي خطوة أتخذتها دول أوروبية أخرى أيضا على نحو مؤقت، وذلك على خلفية تزايد ملحوظ لحالات التجلط المرتبطة بنقص الصفائح الدموية بعد التطعيم بهذا اللقاح. ويوصى حاليا باستخدام "آسترازينيكا" فقط مع من تزيد أعمارهم عن 60 عاما في ألمانيا.

وفي كلا اللقاحين يتم استخدام فيروس غدي غير ضار بطبيعته كناقل لنقل المعلومات الجينية لفيروس كورونا إلى الجسم. وأوضح أولدنبورج أنه من الممكن نظريا أيضا تصور أن بروتين "سبايك" للفيروس، والذي يتم تقديمه إلى الجهاز المناعي في جميع اللقاحات المتاحة من هذا النوع لتكوين الأجسام المضادة، يسبب آثارا جانبية.

كما يرجح كبير الأطباء في مستشفى "شفابينج" الجامعي بميونخ، كليمينس فينتنر، أن الآثار الجانبية لكلا اللقاحين تستند إلى آلية مماثلة. وقال فينتنر: "لدينا في حالة جونسون آند جونسون نفس الآثار الجانبية التي ظهرت في لقاح آسترازينيكا... هنا يُطرح السؤال عما إذا كان هناك تأثير بحسب نوع اللقاح هنا، أي أن الفيروسات الغدية التي يتم استخدامها كنواقل هي التي تسبب المشكلات".

خوف من متحورات "كورونا" عصية على اللقاحات

لا يستبعد باحثون ظهور متحورات كورونا في ألمانيا تكون عصية على اللقاحات أو تكون اللقاحات الحالية أقل كفاءة في درئها، وقال الباحثان شتيفان بولمان وماركوس هوفمان من معهد لايبنيتس لأبحاث الرئيسيات في مدينة جوتينجن الألمانية إن هذا ممكن حدوثه خاصة في ظل انتشار الفيروس الآن بقوة في الموجة الثالثة.

وبحسب البيانات، يمكن أن تنشأ ما يسمى بــ"متغيرات الهروب" إذا انتشر الفيروس في مجموعة سكانية ذات حماية مناعية غير كاملة، وهو ما يحدث على سبيل المثال عند انخفاض المناعة ببطء بعد التعافي من العدوى أو بعد التطعيم.

أوضح بولمان وهوفمان أنه في مجتمع يتمتع بدرجة معينة من المناعة، فإن متغيرات الهروب ستكون متفوقة على الفيروس الأصلي في نشر العدوى، حيث سيصبح المتغير في مثل هذا السيناريو مهيمنا على نحو سريع نسبيا، على غرار المتحور البرازيلي P.1.

وقال العالمان: "إذا لم يكن هناك أي حصانة بين السكان، كما هو الحال حاليا في ألمانيا، فإن متغيرات الهروب في حالة ظهورها ستكون في منافسة مباشرة مع متغيرات الفيروسات السائدة، والتي لا تزال تجد من جانبها ما يكفي من المستقبلات للإصابة"، موضحين أن متغيرات الهروب ستسود حينها على نطاق واسع إذا كانت أيضا أسهل في الانتقال.

وذكر الباحثان أن ظهور متغيرات عصية على اللقاحات المتوفرة حاليا هو "سيناريو متطرف، لكن لا يمكن استبعاده"، موضحين أنه من أجل تقليل احتمالية ظهور متغيرات الهروب، يجب احتواء انتشار الفيروس بشكل فعال - على سبيل المثال من خلال الامتثال لقواعد الحماية من انتشار العدوى والتطعيم على نطاق واسع.

موديرنا تبدأ في توزيع لقاحها في انجلترا

أعلنت شركة موديرنا بدء توزيع لقاحها ضد فيروس كورونا في إنجلترا، وتم البدء في توزيع اللقاح، الذي يعد ثالث لقاح توافقت على استخدامه الجهات التنظيمية في بريطانيا، اليوم، وبعد أسبوع من بدء توزيعه في ويلز، وكانت إيملي سانديرسون/28 عاما/ التي تعمل في مجال القضاء وتعاني من ظروف صحية مزمنة، أول من تلقى لقاح موديرنا في مركز شيفيلد ارينا للتطعيم. بحسب وكالة الانباء الألمانية.

وكان من المفترض أن تتلقى لقاح استرازينيكا/ أوكسفورد، مع ذلك، عقب أن غيرت الجهات المنظمة رأيها بشأن إعطاء اللقاح لمن يبلغون أقل من 30 عاما، تم إعطاؤها لقاح موديرنا.

وكانت خدمة الرعاية الطبية في انجلترا قد أكدت مساء أمس الاثنين أنها حققت الهدف المتمثل في إعطاء أكثر من 32 مليون جرعة لقاح للأفراد في الفئات ذات الأولوية في أنحاء بريطانيا بحلول 15 نيسان/أبريل الجاري.

وقال رئيس خدمة الرعاية الطبية سيمون ستيفنز إن 19 من 20 من أفراد الفئات الأكثر عرضة للخطر في بريطانيا حصلوا على اللقاح، وقد تم تحقيق الهدف قبل يومين من الموعد المقرر، ويمكن للبريطانيين الآن حجز موعد الحصول على اللقاح لمن يبلغون من العمر 45 عاما أو أكثر.

الصين تعترف بضعف فعالية بعض لقاحاتها ضد كورونا

في اعتراف نادر بضعف بعض لقاحات فيروس كورونا الصينية، قال أكبر مسؤول في مجال مكافحة الأمراض في البلاد إن فعاليتها منخفضة وإن الحكومة تدرس مزجها لتعزيز قوتها، قال مدير المراكز الصينية للسيطرة على الأمراض، جاو فو، في مؤتمر أمس السبت في مدينة تشنغدو بجنوب غرب الصين، إن اللقاحات الصينية "لا تتمتع بمعدلات حماية مرتفعة للغاية"، وزعت بكين مئات الملايين من الجرعات في دول أخرى بينما تحاول أيضًا إثارة الشكوك حول فعالية اللقاحات الغربية.

وقال جاو: "لقاحاتنا الآن قيد الدراسة الرسمية فيما إذا كان ينبغي لنا استخدامها في تحصين مختلف الفئات"، وخلص باحثون في البرازيل أن معدل فعالية لقاح سينوفاك الصيني في الوقاية من الالتهابات المصحوبة بأعراض منخفضة تصل إلى 50.4 بالمئة، بينما بلغت نسبة فعالية لقاح فايزر 97 بالمائة، لم توافق بكين بعد على أي لقاحات أجنبية للاستخدام داخل لصين، حيث ظهر فيروس كورونا في أواخر عام 2019.

اضف تعليق