q
يعمل النوم على معالجة المعلومات والخبرات التي يستقبلها الدماغ ويعيد ترتيبها وترميزها بشكل يسهل عملية استدعاءها كما يحصل في عملية التذكر في الاختبارات التي نجريها في مسيرتنا الدراسية او حتى على الصعيد المهني، حصول الانسان على قدر كاف من النوم ليلاً يعزز المرونة النفسية والعاطفية...

حاجة الانسان الى النوم كحاجته الى اية حاجة اساسية اخرى وضعت في تصنيف هرم ماسلو للحاجات الاساسية مثل الاكل والشرب والجنس وغيرها، وعدم اكتفاء الانسان بما يحتاجه من النوم سيفقده توازنه ويسبب له عواقب صحية وخيمة قد تفقده قدر من صحته النفسية والجسمانية.

قد اشيع فهم خاطئ فحواه ان في النوم يحدث توقف لأعضاء الجسم والدماغ ايضاً، لكن الواقع لا الدماغ ولا الجسم يتوقفان عند النوم بل يعملان بجهد أكبر من جهدهما اثناء اليقظة، فقد يقومان بالعديد من العمليات التي تعيد لخلايا الانسان حيويته وفاعليته.

يتأثر النوم بعوامل محيطة مثل الظلام فليس عبطاً ان جعل الله الليل سباتاً والنهار نشورا، كما للتركيب الجيني والهرمونات التي تفرزها غدد الجسم اثر بالغ في تحديد نمط النوم ومدى استمراره او انقطاعه الذي لو تكرر فأنه سيحدث تشوهات في ايقاع النوم وبالتالي انعدام الاشباع.

لماذا نحتاج الى النوم؟

حاجتنا للنوم تتابين بين شخص واخر ومن مرحلة عمرية الى اخرى، وقد بينت مؤسسة النوم الوطنية في الولايات المتحدة الامريكية الى حاجة الاطفال حديثي الولادة الى(14-17) ساعة من النوم يومياً، بينما يحتاج الاطفال في عمر الابتدائية الى (9-11) ساعة يومياً.

في حين تتراوح حاجة البالغون الى النوم بين (7-9) ليلاً، وتقل حاجة الانسان الى النوم كلما زاد عمره لكن في المجمل لا تقل الحاجة عند اغلب الناس عن 6 ساعات في الليلة الواحدة، فالكثير من الحاجات رغم ضرورتها للشعور بالراحة الا ان زيادتها عن حدها لها اثار سلبية ايضاً.

للنوم علاقة طردية بالصحة النفسية، فكلما تمتع الانسان بقسط مقبول من النوم كلما زاد توازنه وكلما حرم من النوم أصبح عرضة للعصبية والاثارة وتعكر المزاج وانعدام القدرة على التواصل مع المحيط وفقدان التركيز وايضاً الخمول والكسل وهذه دلائل تشير الى تدني مستوى الصحة النفسية لدى الافراد.

والدراسات النفسية تشير الى الافراد اللذين لديهم مشاكل في النوم هم اكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية ان لم يكن هو السبب المباشر في حدوثها، وتضيف الدراسات ايضاً ان اضطرابات النوم تلقي بضلالها على الناقلات العصبية في جسم الانسان وهرمونات التوتر مما قد يؤدي الى تلف المخ او احداث مشكلة في التفكير والتحليل والتركيب وغيرها من العمليات العقلية.

فوائد غير اعتيادية

يعمل النوم على معالجة المعلومات والخبرات التي يستقبلها الدماغ ويعيد ترتيبها وترميزها بشكل يسهل عملية استدعاءها كما يحصل في عملية التذكر في الاختبارات التي نجريها في مسيرتنا الدراسية او حتى على الصعيد المهني.

حصول الانسان على قدر كاف من النوم (ليلاً) يعزز المرونة النفسية والعاطفية، كما يساعد من التخلص من ضغوطات الحياة والتغلب على المخاوف وتخفيف الاكتئاب وشرود الذهن، فمن الخطأ ان يعمد بعض الطلبة الى تقليل ساعات النوم اثناء فترات الامتحانات باعتقادهم ان ذلك سيعينهم في الحصول على اكبر قدر ممكن للقراءة غير منتبهين الى ان الاجهاد وقلة النوم يقللان من قابلية الذاكرة في الحفظ والاسترجاع والعكس يصح.

وللنوم فوائد كثيرة على الانسان حيث يحسن من اداءه ويمكنه من اداء عملياته البيولوجية، وقد ذهبت بعض الدراسات التي اجريت على تأثير النوم الى ان النوم يزيد من قدرة الانسان على التخسيس وخفض الوزن وتحسين المزاج وتقليل حالات القلق والجزع وتقليل الشعور بالسلبية والخوف سيما لدى الاشخاص الذين قد تعرضوا لصدمة معينة او تجربة قاسية، هذه هي ابرز الاثار الايجابية للنوم على مستوى الصحة النفسية والعقلية.

اما على مستوى الصحة الجسمانية فللنوم فوائد جمة منها: المحافظة على ضغط الدم متعادل وكذلك الكوليسترول وهذان العملان من العوامل التي يؤدي الخلل فيهما الى الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، والنوم المنظم ليلًا يعمل على تعزيز صحة القلب او ابقاءه مستقراً على اقل تقدير.

كما ان النوم المنتظم والكاف يحد من الاصابة بأمراض السرطان حيث يعمل هرمون (الميلاتونين) على تنظيم دورة النوم مما يقلل من امكانية اصابة الانسان بالسرطان ، فالنوم في غرفةٍ مظلمةٍ، وتجنّب استخدام الإلكترونيات قبل النوم يساعد الجسم على إنتاج الميلاتونين الذي يحتاجه.

ويساعد النوم الجسم على الاسترخاء واستعادة الطاقة التي يفقدها الانسان خلال النهار، ويساعد ايضاً على زيادة الهرمونات التي تخفض التوتر الذي ينتج من التعب والارهاق سيما عند ممارسة الاعمال التي تحتاج الى جهد عضلي كبير.

واخيراً يساعد النوم الجيد على تقوية الجهاز المناعي لدى الانسان بصورة كبيرة فيحارب الجراثيم والامراض بأنواعها، وبذلك يحصن الانسان نفسه ضد الكثير مما يضعف قواه الجسدية.

لكي نحظى بأوقات نوم كافية ينبغي ان نقسم انشطتنا داخل البيت، فالعمل في المكتب ان وجد ومشاهدة التلفزيون في غرفة الجلوس والطعام في غرفة الطعام على سبيل المثال والى غير ذلك من السلوكيات الاخرى، وبهذه التقسيم سوف نربط غرفة النوم بالنوم وليس من الصحيح التعدي على وقت وزمن النوم، ما يجعلنا نكسب راحة نفسية وعقلية وجسدية.

اضف تعليق