q
10 ايام تفصلنا عن نهاية حقبة ترامب. واعتقد انه الان اضاع اي فرصة لاي عمل ضد ايران بعد كارثة اقتحام الكونغرس التي قبرته الى الابد، الان وقد انتهت ولاية ترامب او تكاد، نستطيع اجراء تقييم شبه نهائي وشامل لجولات الصراع الايرانية - الامريكية التي جرت في عهده...

10 ايام تفصلنا عن نهاية حقبة ترامب. واعتقد انه الان اضاع اي فرصة لاي عمل ضد ايران بعد كارثة اقتحام الكونغرس التي قبرته الى الابد، الان وقد انتهت ولاية ترامب او تكاد، نستطيع اجراء تقييم شبه نهائي وشامل لجولات الصراع الايرانية - الامريكية التي جرت في عهده.

يمكن تقسيم حقبة ترامب فيما يخص الشأن الايراني الى قسمين:

الاول: من كانون ثاني 2017 وحتى ايار 2018. وهي مرحلة حدث فيها تصعيد لكن وجود ركس تالرسون وزير الخارجية السابق الذي كان يؤيد الاستمرار بالاتفاق النووي ساهم في (تخفيف) حدة التصعيد.

الثاني: من ايار 2018 وحتى الان وهي مرحلة اتسمت بالتصعيد الكبير الذي بدأ باعلان الانسحاب من الاتفاق النووي ثم تنفيذ الاعلان في تشرين ثاني 2018 واستئناف العقوبات وحملة الضغط القصوى.

وشهد عامي 2019 و2020 تصعيدا متزايدا في حوادث التعرض للسفن في الخليج ثم باغتيال سليماني وحملة التفجيرات داخل ايران حتى مقتل كبير علمائها النوويين.

استطيع ان اقول الان ان من خرج منتصرا من هذا الصراع كان ايران، نعم لقد عانت اقتصاديا بل اختنقت او كادت تختنق وتعرضت مصالحها في العراق ولبنان لـ(هزات) هائلة تمثلت في انتفاضات تشرين بالاضافة الى احتجاجات الوقود في ايران نفسها.

لكن ايران واذرعها نجحت في النهاية في امتصاص هذه الصدمات الكبيرة. وحتى مقتل سليماني الذي ترك فراغا مهما لم ينهي وجودها او نفوذها في المنطقة، وفي العراق بالذات فان النفوذ الايراني بالمقارنة مع نظيره الامريكي ربما زاد رغم ان ثورة تشرين سددت ضربات له.

في المحصلة ايران صبرت وصمدت وتربصت وراقبت ترامب يرتكب الخطأ تلو الاخر حتى خسر كل حلفائه ولم يبق له سوى اسرائيل والسعودية والامارات والبحرين، بل خسر حليفه التقليدي بريطانيا التي وقفت ضده في مجلس الامن عندما حاول تمديد حظر السلاح على ايران.

من جهة ثانية اعادت ايران التخصيب ولم تسمح لاستفزازات ترامب - واسرائيل - ان تقودها الى نزاع عسكري غير متكافئ.

والان وحقبة ترامب تنتهي فلإيران اصدقاء وحلفاء اكثر من ترامب. ورغم العقوبات فاقتصادها لم ينهار لانه متنوع وليس مثل اقتصاد العراق الذي انتهى تماما بعد عام 1990.

المحصلة هي ان ايران صمدت ولم تسمح لترامب باستفزازها واظنها فازت في اغلب صراعاتها في المنطقة. فبشار لايزال يحكم سوريا دون خطر جدي. والحوثيون صمدوا ايضا والحرب التي تقودها السعودية ضدهم فشلت.

كما ان نفوذها في العراق ولبنان لم يتغير عمليا، ولم تتنازل في موضوع البرنامج النووي ولا الصواريخ ولا دعم حلفائها.، سنرى الان كيف سيخوض الطرفان صفحة جديدة من الصراع ستكون على الاغلب اكثر هدوءا.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق