q
نعتمد نحن البشر بصورة يومية أساسية على استخدام أشياء بلاستيكية أو أشياء يتداخل في تكوينها مواد بلاستيكية، لما يمتاز به البلاستيك عن غيره من المواد في الصمود أمام العوامل الجوية المتغيرة، فهو لا يتآكل ولا يصدأ، فضلًا عن سهولة إنتاجه غير المعقدة، كما أنه سهل التشكيل وغير قابل للكسر بسهولة، زهيد الثمن...

نعتمد نحن البشر بصورة يومية أساسية على استخدام أشياء بلاستيكية أو أشياء يتداخل في تكوينها مواد بلاستيكية، لما يمتاز به البلاستيك عن غيره من المواد في الصمود أمام العوامل الجوية المتغيرة، فهو لا يتآكل ولا يصدأ، فضلًا عن سهولة إنتاجه غير المعقدة، كما أنه سهل التشكيل وغير قابل للكسر بسهولة، زهيد الثمن، خفيف الوزن، ما يعني أنه غير مكلف في عمليات النقل والاستخدام، انظر إلى المكان المحيط بك وأنت تقرأ هذه السطور ستجده لا يخلو من البلاستيك، نستخدمه في كل شيء تقريبًا وبأكثر من شكل، كعبوات وأكياس لنقل وحفظ وتخزين وتغليف الأغذية، كأواني وأكواب للطعام والشراب.

لكن هل فكرت يومًا ما أثر ذلك على صحتك وعلى البيئة من حولك؟؟ هل فكرت من أي مادة أولية يصنع البلاستيك؟! وهل علمت يومًا أن هناك أكثر أنواع يجب عليك الحذر قبل استخدام كل واحدة منها لأنها صنعت من أجل استخدام محدد؟!

بولي بروبلين أو بولي بروبين هي لدائن ملدنة حرارياً تصنع كيميائياً وتستخدم في نطاق واسع من التطبيقات تتضمن التغليف، والنسيج (مثل الحبال، واللباس الداخلية الحرارية والسجاد)، والقرطاسية، والألعاب اللدائنية، والحاويات بمختلف الأحجام، والتجهيزات المخبرية، ومكبرات الصوت، وأجزاء السيارات، والأوراق النقدية اللدائنية البوليمر بالإضافة المصنوع من البولي بروبلين يكون قاسيا ومقاوما بشدة للعديد من المذيبات العضوية والأسس والحموض، في عام 2007، كان حجم السوق العالمية للبولي بروبلين حوالي 45.1 مليون طن برقم مبيعات بقارب 65 مليار دولار أمريكي (47,4 مليار يورو)، بحسب بعض التقارير، فإن الطلب العالمي الحالي على المادة ينتج سوقًا سنويًا بحوالي 45 مليون طن متري، وقدر أن الطلب سيرتفع إلى 62 مليون طن متري بحلول 2020 وتتجسد الاستخدامات النهائية الرئيسة في صناعة التغليف والتعبئة التي تستهلك نحو 30% من الإنتاج الإجمالي، تتبعها صناعة المعدات والالكترونيات وتستخدم كل منها 13%،و صناعة الأجهزة المنزلية وصناعة السيارات ويستهلك كل منهما 10%، تليها مواد البناء بنسبة 5% من السوق وتشكل الاستعمالات الأخرى مجتمعة المتبقي من استهلاك البولي بروبيلين العالمي.

Polypropylene اختصارًا (PP)، هو صمغ اصطناعي يتكون من بلمرة البروبيلين وهو واحد من عائلة هامة من أصماغ البوليوليفين والبولي بروبيلين قابل للتحول إلى الكثير من المنتجات البلاستيكية التي تتطلب الصلابة والمرونة والوزن الخفيف ومقاومة الحرارة ، كما يمكن بلمرته مع الإيثيلين لإنتاج بوليمر مشترك مرن من الإيثلين والبروبيلين، تمت بلمرة البولي بروبيلين لأول مرة عام 1951 من قبل اثنان من علماء البترول، وهما بول هوغان وروربرت بانكس، وفيما بعد مع الإيطالي ناتا والألماني رين وأصبح شهيرًا جدًا بسرعة، بدأ الإنتاج التجاري بعد ذلك بثلاث سنوات، عندما قام الكيميائي الإيطالي البروفيسور جوليو ناتا ببلمرته لأول مرة، تابع ناتا وصنع صمغ البولي بروبيلين الأول في إسبانيا عام 1954، وولدت قدرته على التبلور الكثير من الإثارة، فبحلول عام 1957 ذاعت شهرته وانتشرت الإنتاج التجاري عبر أوروبا، ويعتبر اليوم واحدًا من أكثر أنواع البلاستيك شيوعًا في العالم، بحسب ويكيبيديا الموسوعة الحرة.

فوائد البولي بروبيلين

إحدى فوائده الرئيسية أنه يمكن تصنيعه إلى مفصّلات حية Living Hinges وهي قطع رقيقة جدًا من البلاستيك يمكن طويها دون أن تكسر وتفيد بشكل خاص في استعمالات البناء مثل دعم باب ثقيل والاستعمالات التي لا تحتمل حمولة مثل غطاء عبوة الكاتشاب أو الشامبو، يمكن بلمرته بسهولة مع بلمرات أخرى كالبولي إيتيلين والبلمرة تغير خواص المادة وتتيحه للمزيد من الاستعمالات الهندسية القوية أكثر من البولي بروبيلين النقي، بحسب موقع مجتمع أراجيك.

خطورة مادة البولي بروبيلين على الإنسان

حذرت دراسة جديدة من مخاطر العبوات البلاستيكية المستخدمة في تحضير أغذية الأطفال الرضع، والتي تحتوي على مادة البولي بروبيلين، ومن ثم يمكن أن تطلق جزيئاتٍ بلاستيكيةً دقيقةً تضر بصحة الإنسان، لا تزال تأثيرات اللدائن الدقيقة على صحة الإنسان غير مفهومة جيدًا، لذلك يجب إجراء مزيد من الدراسات حولها، وفق نتائج دراسة أعدها باحثون من جامعة "دبلن" الأيرلندية، ونشرتها دورية "نيتشر فوود" (Nature Food).

يشير الباحثون أيضًا إلى وجود علاقة قوية بين الحرارة وإطلاق الجسيمات البلاستيكية الدقيقة؛ إذ تؤدي السوائل الأكثر دفئًا إلى إطلاق كميات من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة أكبر بكثير من السوائل الباردة، ركزت أكثر الأبحاث السابقة على تعرُّض الإنسان لجُسيمات البلاستيك الدقيقة عن طريق انتقالها إلى سلسلة الغذاء من المحيطات والتربة. في حين تشير الدراسة الحالية إلى أن الاستخدام اليومي للمنتجات البلاستيكية هو مصدر مهم لإطلاق الجسيمات البلاستيكية، مما يعني أن طرق التعرُّض لمخاطرها أقرب إلينا مما كان يُعتقد سابقًا.

عمل الفريق على تحليل إمكانية إطلاق الجسيمات البلاستيكية الدقيقة من عبوات تغذية الرضع التي تحتوي على البولي بروبيلين في أثناء تحضير الغذاء. كما قدروا احتماليات تعرُّض الأطفال الرضع في سن 12 شهرًا لهذه الجسيمات في 48 دولة ومنطقة تغطي 77.6٪ من جملة سكان العالم وجد الباحثون أن مستوى تعرُّض الرُّضَّع اليومي للجسيمات البلاستيكية يتراوح بين 1.3 إلى 16.2 مليون جسيم، بناءً على نتائج فترة اختبار مدتها 21 يومًا.

يمكن لعبوات غذاء الرضع إطلاق ما يصل إلى 16 مليون جسيم بلاستيكي لكل لتر يزيد التعقيم والتعرُّض لدرجة حرارة الماء المرتفعة بشكل كبير من إطلاق الجسيمات البلاستيكية الدقيقة من 0.6 مليون إلى 55 مليون جزيء لكل لتر عندما ترتفع درجة الحرارة من 25 إلى 95 درجة مئوية كما تنتج منتجات البولي بروبيلين البلاستيكية الأخرى مستوياتٍ مماثلةً من الجسيمات، تتباين درجات التعرُّض للجسيمات مع اختلاف المنطقة التي يعيش فيها الرضع. فقد سجلت كلٌّ من قارتي إفريقيا وآسيا أقل معدل تعرُّض محتمل، في حين يتعرَّض الأطفال الرُّضَّع في أستراليا والجزر المحيطة بها، وأمريكا الشمالية وأوروبا لمستوى أعلى من الملوثات.

وفقًا لنتائج الدراسة، فإنه يمكن تقليل مستوى التعرُّض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة المنبعثة من عبوات تغليف الأطعمة باتباع عدد من إجراءات التعقيم التي توصي بها الدراسة، والتي تتوافق مع توصيات منظمة الصحة العالمية في هذا الشأن بحيث يتم تعقيم العبوات بماء مغلي، يُترك ليبرد، ثم تشطف به العبوة 3 مرات على الأقل على الأم تحضير التركيبة في وعاء غير بلاستيكي، ثم تنقلها إلى عبوة الغذاء البلاستيكية بعد أن تبرد ويحذر الباحثون من إعادة تدفئة التركيبة المحضَّرة في أوانٍ بلاستيكية، خاصةً باستخدام أفران الميكروويف.

يقول "ليوين شياو"، أستاذ الهندسة المدنية والبيئة المساعد في جامعة دبلن، والباحث المشارك في الدراسة: "إنه لا يُعرف سوى القليل عن تأثير الجسيمات البلاستيكية الدقيقة على صحة الإنسان وفي المرحلة التالية سوف نتحرى كيفية انتقال الجسيمات والتأثير المحتمل لها بعد ابتلاعها من قِبَل الرُّضَّع"، ويضيف "شياو" سنعمل على تطوير أداة لحساب كمية اللدائن الدقيقة عن طريق تطبيق يسمى "حاسبة البلاستيك الدقيق" ويمكن للوالدين استخدام هذه الأداة -التي لا تزال قيد الدراسة- لتقدير عدد الجسيمات التي تتسرب إلى أبدان أطفالهم كل يوم تقريبًا، بحسب موقع للعلم.

اضف تعليق