q
يعلمنا التاريخ ان كل اتفاق تطبيع عربي إسرائيلي يؤدي الى مقتل احد موقعيه، فالسادات قتل بعد عامين من توقيع اتفاقية كامب ديفيد ورابين قتل بعد ثلاثة اعوام من اتفاق غزة اريحا، يضاف اليهما بشير الجميل الذي وقع اتفاق سلام مع اسرائيل ثم قتل بعده وقتل معه الاتفاق. سنرى ما الذي سيحدث هذه المرة...

منذ 7 اعوام والامارات واسرائيل تتبادلان الغزل المكشوف. ومنذ تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة، زادت وثيرة هذا الغزل حتى وصل اليوم الى الاعلان عن اتفاق لاقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين.

الامارات اساسا ليست دولة مواجهة ولا دولة ذات اهمية كبيرة في الصراع العربي الاسرائيلي. وبالتالي فان اتفاقها مع اسرائيل لن يكون ذا تأثير مهم على هذا الصراع.

من جهة اخرى فان توقيت اعلان الاتفاق - ومن ثم توقيعه لاحقا - هو ما يجب التركيز عليه. محمد بن زايد صديق شخصي لنسيب ترامب جيرالد كوشنر وصديق ترامب ايضا. وهو يحاول جاهدا (نجدة) اصدقائه وهم على ابواب الانتخابات الرئاسية.

فمن خلال هذا الاتفاق - خصوصا اذا وقع في البيت الابيض كما هو الحال مع اتفاقيات كامب ديفيد وغزة اريحا والاتفاقية الاردنية الاسرائيلية - سيكون لترامب (انجاز) ما يستطيع التباهي به في وجه بايدن والناخب الامريكي - خصوصا بعد فشل صفقة القرن.

كما ان هذا الاتفاق يخدم رئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو الذي يعاني من اتهامات بالفساد واحتجاجات داخلية. ونتانياهو حليف مهم لبن زايد في الحملة المشتركة (مع ترامب) ضد ايران.

ومن جهة اخرى يحاول بن زايد ان يقوي رصيده في مواجهة تركيا والاخوان وقطر ويجر اسرائيل لمحوره.

لا اعتقد ان دول مثل السعودية او الكويت ستتبع الامارات بسبب المكانة الدينية للسعودية وبسبب قوة الحركة السلفية في الكويت بالاضافة لعدم رغبتها في اثارة ايران او العراق.

لكن دول مثل البحرين او قطر او عمان قد تتبع الامارات خصوصا اذا فاز ترامب بالرئاسة من جديد.

من جهة اخرى يعلمنا التاريخ ان كل اتفاق تطبيع عربي إسرائيلي يؤدي الى مقتل احد موقعيه. فالسادات قتل بعد عامين من توقيع اتفاقية كامب ديفيد ورابين قتل بعد ثلاثة اعوام من اتفاق غزة اريحا. يضاف اليهما بشير الجميل الذي وقع اتفاق سلام مع اسرائيل ثم قتل بعده وقتل معه الاتفاق. سنرى ما الذي سيحدث هذه المرة!

..........................................................................................................
* الآراء الورادة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق