q
يشهد شهر تموز/يوليو 2020 إرسال ثلاث مهام غير مسبوقة إلى كوكب المريخ، حيث تسعى ثلاث دول إلى إطلاق مهام غير مسبوقة هذا الصيف لاستكشاف كوكب المريخ، مستفيدة من قصر المسافة بين الأرض والكوكب الأحمر في هذا الوقت، فماهي أهداف هذا السباق المحموم على غزو المريخ؟...

يشهد شهر تموز/يوليو 2020 إرسال ثلاث مهام غير مسبوقة إلى كوكب المريخ، حيث تسعى ثلاث دول إلى إطلاق مهام غير مسبوقة هذا الصيف لاستكشاف كوكب المريخ، مستفيدة من قصر المسافة بين الأرض والكوكب الأحمر في هذا الوقت، فماهي أهداف هذا السباق المحموم على غزو المريخ؟

سكان الأرض على موعد هامّ جديد هذا الصيف مع المريخ مع انطلاق ثلاث مهام استكشاف باتجاه الكوكب الأحمر، أفق البشرية الجديد، أملاً برصد مؤشرات حياة سابقة على سطحه وتحضيراً لإرسال مهمات مأهولة مستقبلاً.

ولا توفر الدورة الفلكية إلا إمكانية إطلاق وحيدة كل 26 شهراً حين تكون المسافة بين المريخ والأرض أقصر من العادة ما يجعل الرحلة أسهل. وتكون المسافة عندها 55 مليون كيلومتر تقطع في غضون ستة أشهر.

وتقف وراء هذه المهمات ثلاث دول. فتفتح الإمارات العربية المتحدة الشوط في 15 تموز/يوليو الحالي بإرسالها أول مسبار عربي لاستكشاف الكواكب يحمل اسم "أمل" لدرس غلاف المريخ الجوي. ويأتي بعدها دور الصين التي سترسل أول رحلة لها إلى الكوكب الأحمر مع مهمة "تيانوين" (أسئلة إلى السماء) التي تضم مركبة وروبوتاً صغيراً مسيّراً بين 20 و25 تموز/يوليو.

أما أكثر هذه المهمات طموحاً فهي الأميركية "مارس 2020" التي تنطلق في 30 تموز/يوليو ويحط في إطارها المسبار "برسفيرنس" على سطح الكوكب الأحمر في بداية برنامج غير مسبوق بضخامته لأخذ عينات ونقلها إلى الأرض. وتشكل هذه المهمة محطة أساسية في البحث عن آثار للحياة على هذا الكوكب. وكان من المقرر إرسال مهمة رابعة روسية-أوروبية، تحمل اسم "إيكزومارس" مع مسبار حفار. لكن المهمة أرجئت إلى العام 2022 بسبب جائحة كوفيد-19.

هذا الإقبال على الكوكب الأحمر ليس مستجداً. فالمريخ أقرب كوكب للأرض، ويشكل منجماً علمياً حقيقياً، واستقبل منذ الستينات في مداره أو على سطحه عشرات المسبارات الآلية الأميركية بغالبيتها، فشِل الكثير منها. لكن منذ مطلع الألفية الراهنة واكتشاف آثار قديمة للمياه السائلة على سطح الكوكب، زادت جاذبية المريخ الذي استحال أولوية في مهمات استكشاف الفضاء.

وتحاول أطراف كثيرة منها الولايات المتحدة وأوروبا والهند والصين والإمارات أن تسجل نقاطاً في هذا المسعى كما هو الحال بالنسبة للقمر، لتفرض نفسها قوة علمية وفضائية كبرى. وتلتحق اليابان بهذا السباق عام 2024 مع إرسال مسبار لاستكشاف "فوبوس" أحد أقمار المريخ.

ويرتسم وراء ذلك حلم أكبر يتمثل "بالمساهمة في مغامرة الاستكشاف البشري للمريخ الذي يشكل الحدود القصوى والذي قد يتوجه إليه الإنسان بعد 20 أو 30 أو 40 عاماً" على ما يقول ميشال فيزو، الخبير في علم الأحياء الفلكي في المركز الوطني الفرنسي للأبحاث الفضائية (وكالة الفضاء الفرنسية).

وحدها الولايات المتحدة تدرس جدياً إمكانية إرسال رحلة مأهولة إلى المريخ وهي الوحيدة التي باشرت دراسات مفصلة حول جدوى مغامرة كهذه. لكن دولاً أخرى قد تنضم إليها في هذا المسعى، إذ تدرس الإمارات العربية المتحدة إمكانية إقامة "مدينة علوم" تحاكي ظروف العيش على المريخ بغية إقامة مستعمرة بشرية فيه بحلول عام 2117.

والمريخ راهناً عبارة عن صحراء جليدية شاسعة فقدت ببطء غلافها الجوي الكثيف بعد تغير مناخي واسع النطاق قبل حوالى 3,5 مليارات سنة، وهو لم يعد بمنأى عن الإشعاعات الكونية. ويعني ذلك باختصار أنه غير "قابل للسكن"، ولا يمكن تحويله إلى "أرض ثانية"، كما يقول خبراء.

تكهنات حول "حياة" في المريخ

يسعى علماء الفضاء للعثور على أثر للحياة على كوكب المريخ، وقامت وكالة "ناسا" للفضاء بمشاركة صورة لثقب "غير عادي" لما يمكن أن يكون بمنزلة موطن لحياة على المريخ، شاركت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" صورة لثقب "غير عادي" في سطح المريخ يمكن أن يكون بمثابة موطن لحياة على ذلك الكوكب، بحسب ما نقل موقع صحيفة "اندبندنت" البريطاني، ويبدو أن الثقب هو المدخل إلى كهف أكبر تحت الأرض، والذي يمكن رؤيته قليلاً في الصورة، وتم اكتشاف الصورة في عام 2011، عن طريق الصدفة وقد التقطت بواسطة المركبة الفضائية، التيتستطلع المريخ وما زال يدور حول هذا الكوكب حتى يومنا هذا، بحسب الصحيف، وعندما تم اكتشاف الحفرة، أجرت ناسا مزيدا من التحليلات، تشير إلى أن الكهف يمتد لحوالي 20 مترا، ولم يتم التمكن من العثور على تفسير للحفرة الدائرية التي تحيط بالفتحة أو تقدير مناسب لمدى امتداد الكهف الأساسي.

وبحسب صحيفة "اندبندنت" البريطانية كتبت ناسا هذا الاسبوع على الصورة التي شاركتها: "تحظى هذه الثقوب باهتمام خاص لأن كهوفها الداخلية محمية نسبيا من سطح المريخ القاسي، مما يجعلها مرشحة جيدة نسبيا لاحتضان حياة بالمريخ". وأضافت: "هذه الحفر هي بالتالي أهداف رئيسية للمركبات الفضائية المحتملة في المستقبل، والروبوتات، بل وحتى المستكشفين البشر بين الكواكب"، ورغم غياب الدليل على وجود حياة لكائنات حية على سطح المريخ، يتوقع الباحثون أنه ربما تكون الحياة مخفية تحت سطح الكوكب الأحمر.

اكتشاف هياكل غامضة على كوكب المريخ

اكتشف جين ورد أحد مستخدمي الإنتر نت، في الصور التي نشرتها وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" لسطح كوكب المريخ، هياكل غامضة جمعها في فيديو نشره للمناقشة، ويسأل هل هناك حياة على المريخ؟.

ويشير موقع Planet News إلى أن جين ورد نشر هذا الفيديو في يوم 12 يوليو 2020 ويعلق على الصور المعروضة فيه، ويسأل هل توجد حياة على الكوكب الأحمر؟

ووفقا له، قد تكون هذه القطع الأثرية أو الشواذ الموجودة على سطح المريخ، في الواقع أنقاض مبان. فمثلا بعض القطع لها شكل كتل أو ألواح حجرية، ويمكن مشاهدة ثقوب فيها. كما يلاحظ على مقربة من أحد المواقع وجود جسم هرمي الشكل، ويشير ورد، إلى أن هذا قد يكون بقايا مبنى، حتى أن البعض شاهد في الصورة ما يشبه الأساسات، ولكن ومع كل هذا، لا يمكن الحديث عن وجود حياة على الكوكب الأحمر.

مسبار الأمل: أول مهمة عربية تاريخية إلى المريخ

أطلقت الإمارات العربية المتحدة مسبارا في أول مهمة عربية إلى المريخ، وبعد إخفاق محاولتين سابقتين في الأسبوع الماضي بسبب الطقس، وتهدف المهمة إلى دراسة الطقس والمناخ في الكوكب الأحمر.

ومن المفترض أن تشهد رحلة المسبار التي تبلغ 500 مليون كيلومتر وصول الروبوتات الآلية في شباط/ فبراير 2021 - في وقت الذكرى الخمسين لإنشاء دولة الإمارات، ومهمة مسبار الأمل هي واحدة من ثلاث بعثات تنطلق إلى المريخ هذا الشهر. وتستعد كل من الولايات المتحدة والصين لإطلاق مهمتين مماثلتين.

تتمتع الإمارات العربية المتحدة بخبرة محدودة في تصميم وتصنيع المركبات الفضائية، ومع ذلك فهي تحاول شيئاً نجحت الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا والهند فقط في القيام به، لكن ذلك يعبّر عن طموح الإماراتيين بوجوب التجرؤ على مواجهة هذا التحدي. وأنتج مهندسوها، بإرشاد من خبراء أمريكيين، مسباراً متطوراً في ست سنوات فقط - وعندما يصل هذا القمر الصناعي إلى المريخ، من المتوقع أن يقدم علماً جديداً، وأن يكشف عن رؤى جديدة حول عمل الغلاف الجوي للكوكب.

وعلى وجه الخصوص، يعتقد العلماء أنه يمكن أن يزيد من فهمنا لكيف فقد المريخ الكثير من هوائه ومعه الكثير من مياهه، يعتبر مسبار الأمل إلى حد كبير وسيلة للإلهام - وهو شيء سيجذب المزيد من الشباب في الإمارات وفي المنطقة العربية للإقبال على العلوم في مراحل التعليم المختلفة.

والقمر الصناعي هو واحد من مشاريع عدة تقول حكومة الإمارات إنها تشير إلى نيتها في تقليل اعتماد الدولة على النفط والغاز والتوجه نحو مستقبل قائم على اقتصاد المعرفة، ولكن كما هو الحال دائماً في ما يتعلق بالمريخ، فإن المخاطر عالية، إذ إن نصف البعثات المرسلة إلى الكوكب الأحمر انتهت بالفشل.

ويدرك مدير مشروع الأمل عمران شرف المخاطر ولكنه يصر على أن بلاده على حق في المحاولة. وقال لبي بي سي نيوز: "إن هذه المهمة هي مهمة بحث وتطوير، ونعم، يُعدّ الفشل خياراً"، وأضاف "مع ذلك، فإن الفشل في التقدم كأمة ليس خيارا. وإن أكثر ما يهمنا هنا هو الإمكانات والقدرات التي اكتسبتها الإمارات من هذه المهمة، والمعرفة التي جلبتها للبلاد".

كيف تمكنت الإمارات من القيام بذلك؟، قالت حكومة الإمارات لفريق المشروع إنها لا تستطيع شراء المركبة الفضائية من شركة أجنبية كبيرة، فكان عليها أن تبني بنفسها القمر الصناعي، وهذا يعني الدخول في شراكة مع الجامعات الأمريكية التي لديها الخبرة اللازمة.

عمل المهندسون والعلماء الإماراتيون والأمريكيون جنباً إلى جنب لتصميم وبناء أنظمة المركبات الفضائية والأدوات الثلاث الموجودة على متن السفينة التي ستقوم بدراسة الكوكب.

وفي حين جرى قسم كبير من تصنيع القمر الصناعي في "مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء" في جامعة كولورادو في بولدر، أنجز أيضاً عملٌ كبير في مركز محمد بن راشد للفضاء، ويعتقد بريت لاندين ، من مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء، بأن الإماراتيين هم الآن في مكان عظيم يمكّنهم بالقيام بمهمة أخرى بأنفسهم.

وقال كبير مهندسي النظم "يمكنني أن أقدم لك العملية التي تزود مركبة فضائية بالوقود، ولكن إلى حين ترتدي بزة النجاة وتحول 800 كيلو غرام من وقود الصواريخ المتطاير للغاية من الخزانات إلى المركبة الفضائية، فأنت لن تعرف حقاً ماهية الأمر"، وأضاف "لقد قام مهندسو الدفع بذلك الآن وهم يعرفون كيف يفعلون ذلك في المرة المقبلة التي يبنون فيها مركبة فضائية".

"حضارة ذكية" تعيش في أنفاق داخل كوكب المريخ.

أكد عدد من العلماء والخبراء التابعين لوكالة "ناسا" وجود "حضارة ذكية" تختبئ في أنفاق أو كهوف داخل كوكب المريخ، بسبب طبيعة الهواء والطقس المحيط بالكوكب، ويعتقد الخبراء أن هذه "الحياة الذكية" التي تعيش على كوكب المريخ، اتخذت من الأنفاق والكهوف التي شكلتها طبيعة المريخ البركانية قديما، مكانا للعيش هربا من طبيعة طقسه "غير المريحة".

وأكد الخبراء رصدهم لأكثر من 1000 كهف، على سطح الكوكب لهذه اللحظة، ما يدعم نظريتهم، الأمر الذي جعل وكالة "ناسا" تعمل على إطلاق مكوك فضائي إلى المريخ بهدف دراستها، ويعتقد هؤلاء العلماء، أن المريخ (يبعد حوالي 33 مليون ميل عن الأرض)، يتعرض بشكل مستمر للأشعة الكونية الضارة، ما جعل "الحضارات الذكية" تتخذ من باطن الأرض مسكنا لها، بحسب صحيفة "ذا صن" البريطانية.

وحدد فريق من العلماء والباحثين مهمتهم القادمة في محاضرة ألقوها في المؤتمر الثالث للكواكب الذي عقد في شهر فبراير/ شباط الماضي في أمريكا، وبحسب العالم الأمريكي، شاريتو فليليبس ليندر: "إذا كانت الحياة موجودة هناك فمن الأفضل الحفاظ عليها تحت سطح الأرض"، ويحاول فريق من وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" استكشاف ما إذا كانت هناك أي علامات على الحياة في الوقت الحالي أو في السابق متواجدة داخل كهوف وأقنية الحمم البركانية الجافة في كوكب المريخ.

ويتوقع بعض الخبراء ان يتمكن البشر في المستقبل من العيش في كهوف المريخ البركانية، وبحسب العالم، باسكال ليم، الباحث في الكواكب في مركز "ناسا أميس" للأبحاث في كاليفورنيا: "في المريخ وفي أماكن أخرى من الكون، يمكن لأنابيب الحمم البركانية أن تحدث الحياة والموت بنفس الوقت".

5 أوجه للشبه بين الأرض وكوكب المريخ تجعله صالحاً للحياة

كتبت دولة الإمارات فصلاً جديداً من فصول الإنجازات والريادة توجت رؤى القادة الرشيدة الصائبة للمستقبل وجهود أبناء الإمارات اليوم بإطلاق "مسبار الأمل" أول مهمة عربية لاستكشاف المريخ بنجاح والذي يحمل رسالة أمل إماراتية إلى العالم أجمع عنوانها لا مستحيل في "دار زايد" لخدمة البشرية جمعاء.

ويمثل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" انطلاقة إماراتية قوية نحو 50 عاماً جديدة من الإنجازات والطموحات والعمل ترسخ مكانة الإمارات بهذا الإنجاز التاريخي ضمن قائمة الدولة الرائدة في الصناعات الفضائية والساعية لاستكشاف الكوكب الأحمر بما يعزز المعرفة ويخدم مجتمعات وشعوب العالم.

- أوجه التشابه

تستعرض وكالة أنباء الإمارات "وام" في التقرير التالي 5 أوجه للشبه بين الأرض وكوكب المريخ تجعله أكثر كوكب صالح للحياة في المجموعة الشمسية كونه شبيها بالأرض وعلى الرغم من أن هناك كوكبا آخر أقرب إلى الأرض هو "الزهرة" إلا أنه لا يمتلك المميزات التي يمتلكها المريخ والتي تجعله صالحا للسكن.

وتتمثل أوجه الشبه بين الأرض والكوكب الأحمر في "احتواء تربة كوكب المريخ على الماء كما يمكن للإنسان تحمل مناخه الحالي في حين يستقبل ضوءا كافيا من الشمس لتشغيل الألواح الشمسية كما يمكن للإنسان التكيف مع جاذبيته بسهولة إضافة إلى أن لديه مواسم مختلفة، كما أنه يمتلك دورة نهارية وليلية شبيهة بالأرض"- الكوكب الأحمر.

ويوفر استكشاف المريخ فرصة لفهم أصل وتطور العملية المناخية والجيولوجية التي جعلت الكوكب الأحمر على حالته الحالية وإذا كانت قابلة للتطبيق على الكواكب الأخرى في مجموعتنا الشمسية إضافة إلى البحث الدائم عن إمكانية أن يكون المريخ صالحاً للحياة حيث أظهرت العديد من المهمات السابقة للمريخ أنه كان صالحاً للحياة في الماضي لذلك فإن فهم تطور طبيعة سطح المريخ وغلافه الجوي ستساعد المجتمع العلمي على التنبؤ بمستقبل الكوكب الأحمر.

وشهد الكوكب الأحمر اهتمام العديد من دول العالم لسبر أغواره على مر التاريخ ومعرفة تاريخه وحاضره ومستقبله إذ سماه الرومان تيمناً باسم إله الحرب لديهم وذلك بسبب لونه الأحمر الذي يشبه الدم وهو رابع كوكب في الترتيب من حيث البعد عن الشمس وهو كوكب صحراوي يمتاز ببرودته الشديدة وجوه المغبر كما أن غلافه الجوي رقيق للغاية ويتشابه المريخ مع الأرض في كثير من المعالم مثل تغير فصول السنة والثلوج التي تغطي القطبين وتغير الطقس وانتشار الأخاديد والجبال والبراكين الخامدة ومميزات أخرى يمكن العثور عليها في كوكبنا.

- الغلاف الجوي للمريخ.

يتكون الغلاف الجوي للمريخ من غازات ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين والأرجون وهو رقيق للغاية ونتيجة لذلك فإنه لا يتمكن من حماية سطح الكوكب من خطر النيازك والكويكبات والمذنبات وهو ما يتسبب أيضاً في هروب حرارة الشمس بسهولة من الكوكب ويمكن أن تتراوح درجات الحرارة بين 20 و-153 درجة مئوية كما أن المريخ يشهد أحياناً رياحاً شديدة تُسبب عواصف ترابية يمكنها أن تُغطي الكوكب لشهور.

- حجم المريخ وبعده عن الشمس.

ويبلغ نصف قطر كوكب المريخ حوالي 3,390 كيلومترا ويصل حجمه إلى نصف حجم الأرض. ويبلغ متوسط المسافة بين المريخ والشمس حوالي 228 مليون كيلومتر وهي المسافة التي تُقدر بحوالي 1.5 وحدة فلكية. "الوحدة الفلكية هي المسافة بين الأرض والشمس وتُعرف اختصاراً بـ "و.ف".

- بنية كوكب المريخ.

كما يمتلك كوكب المريخ نواة كثيفة في مركزه على عمق يتراوح بين 1500 إلى 2100 كيلومتر. وتتكون هذه النواة في معظمها من الحديد والنيكل والكبريت. وهناك غلاف صخري يُحيط بالنواة يتراوح سمكه بين 1240 إلى 1800 كيلومتر. ويغطي هذا كله قشرة مكونة من الحديد والمغنيسيوم والألمونيوم والكالسيوم والبوتاسيوم ويتراوح عمق هذه القشرة بين 10 إلى 50 كيلومترا.

- سطح الكوكب الأحمر.

ويتكون سطح المريخ من ألوان عدة كالذهبي والبني والأسمر لكن المريخ يظهر لنا باللون الأحمر نتيجة لتأكسد الحديد المنتشر بكثافة في صخور المريخ مكوناً جزيئات من الصدأ وبفعل الرياح ترتفع هذه الجزيئات وتنتشر في الغلاف الجوي وهو ما يجعل الكوكب يبدو أحمر اللون عند النظر إليه من بعيد. ومن المثير للاهتمام أنه على الرغم من أن قطر المريخ يساوي نصف قطر الأرض إلا أن مساحة المريخ تساوي مساحة اليابسة على الأرض.

- أقمار المريخ.

ويمتلك كوكب المريخ قمرين صغيرين هما فوبوس وديموس ويعتقد العلماء أن القمرين كانا مجرد كويكبين استطاع المريخ أن يجذبهما إليه. ويكتسب القمران شكل حبة البطاطس لأن كتلتهما صغيرة جداً لذلك لا تستطيع الجاذبية أن تجعلهما كرويين. واكتسب القمران اسميهما من الخيول التي تجر عربة "آريس" إله الحرب عند اليونانيين، حيث يُسمى الأول فوبوس أي الخوف بينما يُسمي الثاني ديموس أي الرعب.

- الأرض والمريخ.

يزيد اليوم على المريخ قليلا عن 24 ساعة في حين تساوي السنة المريخية 687 يوما ولا يمتلك الكوكب الأحمر مجالا مغناطيسيا فيما يعد المريخ كوكبا صخريا لديه قمران يدوران حوله ولديه غلاف جوي رقيق بينما يظهر المريخ باللون الأحمر بسبب تأكسد الحديد المنتشر في تربته حيث يعد ثاني أصغر كوكب في المجموعة الشمسية والكوكب الرابع في الترتيب من حيث البعد عن الشمس.

كما يصل متوسط المسافة من الشمس لكوكب الأرض 93 مليون ميل وللمريخ 142 مليون ميل في حين يصل متوسط سرعة الدوران حول الشمس للأرض 18.5 ميل في الثانية وللمريخ 14.5 ميل في الثانية كما يصل نصف قطر الأرض 7,926 ميل والمريخ 4,220 ميل فيما يصل ميلان محور الدوران للأرض 23.5 درجة وللكوكب الأحمر 25 درجة.

كما يصل عدد أيام السنة على الأرض 365.25 يوم والمريخ 687 يوماً أرضيا في حين يصل عدد ساعات اليوم على الأرض 23 ساعة و56 دقيقة والمريخ 24 ساعة و37 دقيقة كما تصل الجاذبية على الأرض 2.66 من الجاذبية على المريخ وعلى المريخ 0.357 من الجاذبية على الأرض كما تصل درجة الحرارة على الأرض 57 درجة فهرنهايت في المتوسط والمريخ -81 درجة فهرنهايت في المتوسط فيما تأتي مكونات الغلاف الجوي على الأرض من النيتروجين والأكسجين والأرجون وغازات أخرى وعلى المريخ يتكون أغلبه من ثاني أكسيد الكربون وبعض بخار الماء.

الجدير بالذكر أن وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء أعلنا عن استقبال محطة التحكم الأرضي في الخوانيج بدبي لأول اتصال من مسبار الأمل حيث تم تسجيل إشارة البث الأولى من المسبار في تمام الساعة 03:10 فجراً بتوقيت الإمارات وذلك بعد أكثر من ساعة من إطلاق المسبار لتبدأ مهمة الإمارات التاريخية لاستكشاف الكوكب الأحمر، كأول مهمة فضائية عربية تدشن حقبة جديدة من الإنجازات العلمية.

اسمك على سطح المريخ؟ "ناسا" تحقق لك هذا الحلم

بينما سيتاح لعدد محدود جداً من البشر فرصة السفر قريباً إلى كوكب المريخ، أتاحت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" فرصة ذهبية لإرسال أسماء العديدين عبر رحلة استكشافية للكوكب الأحمر .. ابحث عن رابط تسجيل اسمك!

بينما سيستغرق وصول البشر لسطح كوكب المريخ والهبوط عليه سنوات عدة، سيكون أمامهم حالياً على الأقل فرصة لإرسال أسمائهم، حيث صرحت وكالة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا" بأنها فتحت المجال أمام إضافة أسماء على رقائق سيتم نقلها إلى المريخ، وستسافر الرقائق في مُهمة من المقرر إطلاقها في تموز/ يوليو عام 2020 لتهبط على سطح الكوكب الأحمر بحلول شباط/ فبراير عام 2021، وفي بيان صحفي، قالت "ناسا" إن هذه المهمة لن تكون مأهولة، وستقتصر على مسبار للبحث عن مؤشرات على حياة ميكروبية سابقة، بالإضافة إلى محاولة تحديد مناخ الكوكب والمواصفات الجيولوجية له وجمع عينات من أجل تمهيد الطريق للاستكشاف البشري فيما بعد.

ويأتي إرسال الأسماء للمريخ كجزء من حملة لتسليط الضوء على المهام المتعددة التي تم التخطيط لها ضمن مبادرة وكالة "ناسا" التي تحمل اسم "من القمر إلى المريخ"، وقال مساعد مدير إدارة المهام العلمية بالوكالة في العاصمة الأمريكية واشنطن، توماس زوربوشن: "بينما نستعد لإطلاق المهمة التاريخية نحو المريخ، نرغب أن يشاركنا الجميع في رحلتنا الاستكشافية"، وينتهي موعد تسجيل الأسماء على الموقع الإلكتروني للوكالة يوم 30 أيلول/ سبتمبر. كما سيحصل كل من يقوم بتسجيل اسمه قبل الموعد المُحدد على "بطاقة صعود" تذكارية تحمل الاسم والدولة، بالإضافة إلى الشعار الخاص بالمهمة المسافرة إلى المريخ.

لتسجيل اسمك، اتبع الرابط الاتي:

https://mars.nasa.gov/participate/send-your-name/mars2020

وتجاوز عدد من سجلوا أسماءهم لإرسالها للمريخ حتى لحظة كتابة هذا التقرير 800 ألف شخص، ومن المتوقع أن يصل الرقم لعدة ملايين خلال الفترة القادمة.

جدير بالذكر أن "ناسا" تسعى أيضاً إلى إعادة البشر لسطح القمر بحلول عام 2024 لإجراء مزيد من الاستكشاف لسطحه. ومن المقرر أن يتم استخدام نتائج الرحلة نحو القمر عند القيام بإرسال رواد فضاء إلى سطح كوكب المريخ بحلول عام 2030.

اضف تعليق