q
والفطرة السليمة التي لم تُشوَّه؛ هي من أهم، وأعظم، وأدق، أدوات العقل الذي وهبه الله تعالى لخلقه من البشر، ولكن الشياطين، ومخلفات الجهل والتخلف من عادات بائدة، وتقاليد سائدة تُشوِّه تلك الفطرة النقية، الصافية، السليمة فتظهر في المجتمع بمظاهر يأباها الإنسان السليم، ويُنكرها العقل القويم...

مقدمة حضارية

الحضارة الإنسانية: هي مركب من أمرين اثنين يُشكلان جوهر الحضارة البشرية عبر العصور والدهور، وهما:

- منظومة قيمية تضبط حركة المجتمع البشرية..

- عمل علمي راقي منضبط بتلك المنظومة، لضمان تطور المجتمع ضمن قوانين وقيم.

بهذا المركب /العلم والعمل، البناء والخارطة، التقدم والقيمة، التطور والفضيلة/ وذلك لأن المجتمع البشري هو بطبيعته مجتمعاً قيمياً حضارياً، لا حيوانياً بهيمياً، وبالتالي هو منضبط بأنظمة وقوانين تحكم حركته، وتضبط تقدمه بما يخدم الجبس البشري، ويُحقق الحضارة الإنسانية التي لا يمكن أن نُطلق عليها هذا الاسم (إنسانية) إذا تخلَّت عن هذه الصفة التي تُمثل جوهر البشر، وأصله وإلا فهو حيوان متوحش لا متحضِّر.

وكتب أحد الأعلام منذ فترة مقالاً حدد فيه معنى "الحضاري" بقوله: "الحضاري وصف يلحق بالشيء إذا كان ذلك الشيء محتوياً على منظومة قيم"، وذلك بعد أن نقل عن ندوة فكرية تعريفها وقولها: "أجمع المشاركون في الندوة على أن الحضاري وصف يلحق بالأمم ذات المنظومات القيمية الكبرى".

نعم؛ هذا ما نعنيه بهذا المفهوم العائم في هذا العصر الغائم، الذي ما ترك مفهوماً إلا وشوَّهه، وواضحاً إلا وأبهمه، من كثرة الكتابات والتشكيكات والتأويلات بغاية تشويه الفكر البشري، بعد أن شوَّهوا الفطرة الإنسانية التي خلق الله سبحانه الخلق عليها، لا سيما التوحيد، والقِيم، والفضيلة.

الفطرة الإنسانية

قرأتُ مقالاً بعنوان (الفطرة الطبيعية كمعيار حضاري) لجناب الأخ محمد الشبوط، وقد أجاد بما أفاد مشكوراً، ولكن خطر في بالي فكرة أعتقد هي ما كانت تدور في فكر وبال وخلد الأخ الباحث لدى كتابته لمقاله المذكور، وهي: أن الفطرة هي مقياس الحضارة وليست معياراً من معايير الحضارة البشرية.

وحضارة اليوم الرقمية، الافتراضية، الوهمية، أوَّل شيء شوَّهته هي الفطرة السليمة، وذلك بعد أن لعبت بالأفكار، وتدخلت بالقوانين الضابطة لحركة المجتمع البشري، تلك المنظومة القيمية التي أنزلها الباري تعالى على خلقه وكلَّف بها أشرف بني البشر من الأنبياء والرسل ثم الأوصياء والأولياء (سلام الله عليهم جميعاً) بعد أن أيدهم بالكتب السماوية كدساتير، وعصمهم من الخطأ لسلامة التطبيق على المستوى النظري، وسلامة المطبِّق على المستوى التنفيذي.

فالخالق سبحانه خلق الخلق وهو أعلم بهم من أنفسهم، واعلم منهم جميعاً بما يُصلحهم فأمر به، وما يُفسدهم فنهى عنه، وبعث فيهم أنبياء ورسلاً، وأنزل عليهم الكتب من السماء وسددهم بالوحي ليسير المجتمع البشري كما أراد الخالق لا كما أراد المخلوق، وكما شرَّع الله لا كما شرَّع الإنسان، وهذا ما بينه أمير المؤمنين وسيد الوصيين الإمام علي بن أبي طالب (ع) في إحدى كلماته وخطبه الراقية جداً، حيث يقول: (وَاصْطَفى سُبْحَانَهُ مِنْ وَلَدَهِ أَنْبيَاءَ أَخَذَ عَلَى الْوَحْيِ مِيثَاقَهُمْ، وَعَلَى تَبْليغِ الرِّسَالَةِ أَمَانَتَهُمْ، لَمَّا بَدَّلَ أَكْثَرُ خَلْقِهِ عَهْدَ اللهِ إِلَيْهِمْ، فَجَهِلُوا حَقَّهُ، واتَّخَذُوا الأَنْدَادَ مَعَهُ، وَاجْتَالَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ عَنْ مَعْرفَتِهِ، وَاقتَطَعَتْهُمْ عَنْ عِبَادَتِهِ، فَبَعَثَ فِيهمْ رُسُلَهُ، وَوَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِياءَهُ، لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِهِ، وَيُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِهِ، وَيَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بَالتَّبْلِيغِ، وَيُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ، وَيُرُوهُمْ آيَاتِ الْمَقْدِرَةِ: مِنْ سَقْف فَوْقَهُمْ مَرْفُوع، وَمِهَاد تَحْتَهُمْ مَوْضُوع، وَمَعَايِشَ تُحْيِيهِمْ، وَآجَال تُفْنِيهمْ، وَأَوْصَاب تُهْرِمُهُمْ، وَأَحْدَاث تَتَابَعُ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُخْلِ اللهُ سُبْحَانَهُ خَلْقَهُ مِنْ نَبِيٍّ مُرْسَل، أَوْ كِتَاب مُنْزَل، أَوْ حُجَّة لاَزِمَة، أَوْ مَحَجَّة قَائِمَة) (نهج البلاغة: خ1)

فالفاطر هو المربي والمعلم والمنظم والمدبِّر لشؤون البشر وليس البشر أنفسهم، لأنهم لو تُركوا على هواهم لرأينا كل يعبد نفسه وهواها، ولتسلط القوي على الضعيف، واكل الغني الفقير، وطغى بعضهم على بعض كما نرى ذلك جلياً وملياً في مجمعات الحيوانات البرية والبحرية، فلا قيود ولا حدود بل الذي يُسيرها الغريزة، والذي يُبقيها ويُكاثرها الشهوة، والبشر ليسوا بدعة من تلك المجموعات الحيوانية إلا بما وهبه الله تعالى ما يُميِّزه عن غيره من المخلوقات حتى الملائكة، ألا وهو العقل، والإرادة.

فبالعقل يعرف الحق من الباطل، والخير من الشر، والصالح من الطالح، والمصلحة من المفسدة، وبالإرادة يختار بينها، ليكون مسؤولاً عن خياراته، وتصرفاته، ولكن مَنْ يُحدد له الحدود الفاصلة بين كل تلك الأشياء الواقعية أو الاعتبارية، هي الشريعة، ومنظومة القيم السماوية، وما نطلق عليه اسم (الدِّين) لأننه سنُحاسب على طبقه، وعلى أساسه ومقاسه في يوم الدِّين والحساب.

مهمة الأنبياء والرسل (ع)

من هنا يمكن لنا أن نفهم بالخط العريض والواضح مهمة كل الأنبياء من أبينا آدم (ع) وحتى الرسول الخاتم (ص)، وهم (124 ألف) نبي، وفيهم خمسة من أول العزم من أصحاب الشرائع والكتب المنزلة، هؤلاء معلمي البشرية، ومربي الإنسان، على قيم السماء، ومقيمي منظومة القيم والحقوق فيما بينهم لتسير الحياة بإيقاع رتيب يُريده الله ويسعى إليه الإنسان السوي ألا وهو السعادة النسبية في الدنيا، والأبدية في الآخرة.

فمهمَّة الأنبياء الكرام الذين هم سفراء الله لهداية الخلق إلى الخالق وسوقهم إلى رضوانه الذي تجتالهم الشياطين وتحرفهم عن الصراط المستقيم بالغواية والهواية، ولله على البشر قاطبة حجتان تقودانه، حجة من داخله، وهي العقل، وحجة من خارجه وهي النبوَّة، ولذا قالوا: "العقل نبي من الداخل والنبي عقل من الخارج"، والكلام دقيق وجميل.

والفطرة السليمة التي لم تُشوَّه؛ هي من أهم، وأعظم، وأدق، أدوات العقل الذي وهبه الله تعالى لخلقه من البشر، ولكن الشياطين، ومخلفات الجهل والتخلف من عادات بائدة، وتقاليد سائدة تُشوِّه تلك الفطرة النقية، الصافية، السليمة فتظهر في المجتمع بمظاهر يأباها الإنسان السليم، ويُنكرها العقل القويم، ويُحرمها الشرع الحنيف، ولذا كان البشر بحاجة إلى ذلك المربي، كلما مالت الأمم عن محجتها، وزاغت عن فطرتها، كما بيَّن أمير المؤمنين (ع) في كلمة الرائعة (لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِهِ،

وَيُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِهِ،

وَيَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بَالتَّبْلِيغِ،

وَيُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ،

وَيُرُوهُمْ آيَاتِ الْمَقْدِرَةِ)، فهذه خمسة وظائف لأنبياء الله في خلقه، ورسله إلى البشر على طول الزمن الممتد من آدم (ع) وحتى آخر ولد من ولده ولا شك ولا ريب أنه سيكون مثله من حيث العصمة والطهارة، والنزاهة والقداسة، لأن الله تعالى خلق الحياة للصالحين وليس للطالحين، وللأولياء لا للأشقياء، وللخير لا للشر، وللنور لا للظلام، وبالعدل لا بالظلم.

والملاحظ أن أوَّل مهمة للأنبياء الكرام (ع) هي (ميثاق الفطرة)؛ وهي ما أودعه الله في طينة البشر وعجينتهم من قابلية الخير والتمييز بين الحق والباطل، وبين الصحيح والفاسد.

الحضارة الرقمية والفطرة البشرية

هنا معقد البحث، ومصبه، ومربط الفرس، ومعلفه – كما يقول العرب – فما الذي فعلته الحضارة الرقمية بالفطرة البشرية؟ وما الذي صنعته صناعاتها العملاقة بنفسه الطيبة وفطرته السليمة؟

وكيف تعاملت الحضارة الرقمية بالإنسان –وهذه هي أحس نقطة في هذا البحث الإنساني– وهل كانت بخدمته وتعمل على حفظه ورفعته، أم أنها استغلته أبشع استغلال وحولته من غاية للحياة إلى وسيلة لأتفه أنواع الحياء وأسوء أشكال الحياة؟

الحث طويل وشاق ومؤلم في تفاصيله لما يحمل من ظلم كبير جداً للإنسانية، ويحتاج إلى حلقات وبحوث وربما العشرات من الكتب لمعالجة هذه المسألة العويصة التي أوقعتنا في أتونها الحضارة الرقمية في هذا العصر الذي كان من المفترض أن يكون عصر الرفاه والسعادة للبشرية قاطبة وليس لبضع مآت منهم يملكون كل الثروات ويتقاتلون لدمار الكرة الأرضية وإبادة البشر لتحقيق أرباح رقمية لا قيمة حقيقية لها بل كلها أصفار في البنوك، فشخص يملك ستين مليار دولار، وربما مليار شخص يعيشون على دولار في اليوم وقد لا يجدونه، أي ظلم افدح من ذلك؟

وهنا جميل ما تفضَّل به وكتبه سماحة الإمام الشيرازي الراحل (قدس سره) في كتابه الراقي جداً (الصياغة الجديدة لعالم الرفاه..) حيث وضَّح هذه النقطة وشرحها مطولاً نأخذ منه باقتضاب لدقة التشخيص وصوابية النظرة إلى الإنسان، يقول سماحته في سبب هذا الضياع البشري: "نقص الثقافة، ولا نقصد نقص ثقافة خاصة كثقافة الاقتصاد، أو ثقافة الاجتماع، أو ثقافة التربية، أو ثقافة الجيش، أو ثقافة الإمارة، أو ثقافة الحكم، أو ثقافة الزراعة، أو ما أشبه، وإنما نقصد نقص ثقافة الحياة بمجموعها، فإن من الضروري:

أولاً: أن نعرف طبيعة الإنسان.

وثانياً: أن نعرف ماذا يلائم طبيعته، وماذا ينافرها؟

وثالثاً: أن ننظر هل الاجتماع مكوّن من الملائم أو المنافر؟ فليس من الصحيح أن نقول: يجب اتباع الأكثرية، كما أنه ليس من الصحيح أن نقول: يجب الحياد بعدم الاتباع والمخالفة، كما أنه ليس من الصحيح أن نقول: يجب المخالفة، فإن كل شيء في موضعه حسن، فإذا كانت الأكثرية مستقيمة يجب اتباعها، وإن كانت منحرفة يجب مخالفتها، وإن لم تكن مستقيمة ولا منحرفة، وإنما بين ذلك سبيلا، فالواجب اتباع الصحيح ومخالفة المنحرف.

تبديل (وتشويه) الفطرة

بينما نرى أنه قد سحقت مسألة الفطرة في الجهة الأولى (معرفة طبيعة الإنسان) وقد قال الله سبحانه وتعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (الروم: 30)

فكما أن لكلّ شيء في الحياة فطرة وخاصيَّة حسب ما قرره الله سبحانه وتعالى، كذلك نرى في الإنسان فطرة خاصَّة، وهذه الفطرة هي التي تملي على الإنسان ما يلائمها وما ينافرها، وقد قال سبحانه: (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا) (الإسراء: 84)

فكما أن فطرة (أصل خِلقة) الحيوانات تختلف عن فطرة الأشجار.. وكما أن فطرة الأشجار تختلف بعضها عن بعض، فكذلك للإنسان فطرة خاصَّة، بينما نرى الآن في العالم جماعة من المفكرين والسياسيين وهم يظنون أن الإنسان صفحة بيضاء يمكن أن ينقش فيها أي نقش، ولذا يتهافتون على قضايا غسل المخ وعلى مسائل الدعاية والتبليغ كيفما شاءوا.

فمثلاً ترى في البلاد الغربية كل الأجهزة منصبّة على توجيه الناس الوجهة الرأسمالية، وفي البلاد الشرقية ترى كل الأجهزة منصبّة على توجيه الناس الوجهة الشيوعية، وفي بعض البلدان التوجيه إلى الوجهة القومية أو ما أشبه، وذلك يسبب انفصاماً في الشخصية، فمن ناحية للإنسان نداء ضمير وصياح فطرة، ومن ناحية يعمل الإعلام على خلاف ذلك، فهؤلاء الساسة والمفكرون -الذين يرون أن الإنسان صفحة بيضاء يمكن أن ينقش فيها أي نقش أو أرض خالية يمكن أن يزرع فيها أي زرع- من هذا المنطلق يأخذون بزمام الإنسان مرَّة ذات اليمين ومـــرَّة ذات الشمال، مما يُسبب الانفصام في الشخصية العالمية، فصار الإنسان أجنبياً عن نفسه، وقد نبّه على هذا القرآن الحكيم بعبارة دقيقة حيث قال سبحانه: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) (الكهف: 28)

إن الهوى لا استقامة له، فالرِّياح تهب مرة نحو الجنوب، وأخرى نحو الشمال، وثالثة نحو الغرب، ورابعة نحو الشرق، ويكون حال الإنسان المتبع لهواه حال العنقود إذا انفرطت الأعناب منه فإنه لا يبقى قوام لحبات الأعناب المنفرطة حين الرفع والوضع والنقل وما أشبه.

العودة إلى الفطرة

ولذا من الضروري على الإنسان أن يلاحظ فطرته القويمة الخالية عن الأهواء الداخلية والمضللات الخارجية، فإذا نمت تلك الفطرة نمواً طبيعياً كان الإنسان سليماً وكان المجتمع المحتوي على هؤلاء الأفراد مجتمعاً سليماً، وإلا -بأن لم تنمُ الفطرة كما هي هي، وإنما زرع فيها غير المناسب لها- يكون الإنسان مريضاً ويكون المجتمع الذي يحتوي على هذه اللبنات الإنسانية مجتمعاً مريضاً كما ابتلى العالم المعاصر بذلك". (الصياغة الجديدة: ص6)

وهذا ما نراه اليوم في أبناء الحضارة الرقمية التي شوَّهت فطرة الإنسان بما ضخَّته مكنتها الإعلامية والإعلانية من أكاذيب وافتراءات وتشويه لكل القيم حتى صارت الممسوخات هي الأصل والإنسان السوي هو النشاز للأسف الشديد، لا سيما وأنهم قوننوا، وشرَّعوا، الشذوذ فدخل ضمن منظومة الحقوق والمعارض لها يكون مجرماً يعاقبوه على فعلته، وهذا من أخطر ما تواجهه المجتمعات البشرية في الحضارة الرقمية.

ولذا لا نستبعد نزول أنواع العذاب علينا، بل ننتظر أن يُصبَّ علينا العذاب صبَّاً بما نفعله من تشويه لفطرة الخلق، واللعب بمخلوقات الخالق تعالى، وإدخال ذلك ضمن تشريعات لا توجد حتى في الحيوانات، كما شرَّعوا هذا الذي يُسمونه هم على طول الزمن "شذوذ" فكيف يصير الشاذ قانوناً ويجرِّم ويُعاقب السليم إذا سمَّاه "شاذاً"؟ هنا الطامة الكبرى حقاً.

فالشاذ والمشوَّه، والمسخ لو جاؤوا بكل قوانين الدنيا البشرية، وحاولوا أن يجبروا البشر عليه لن يستطيعوا أن ينظروا إليه إلا شذوذاً، وفاعله شاذاً، لأنه خارج عن قانون الفطرة البشرية السليمة التي تحكم الحياة، وسيأتي اليوم الذي يجع كل شيء إلى أصله الذي خلق منه وإليه.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق