q
باتت السجون اليوم وفي ظل انشار فيروس كورونا المستجد، الذي اصاب ما يقرب من 4 ملايين انسان في مختلف دول العالم، من أكثر الاماكن خطورة لانتشار وتفشي هذا الوباء بسبب الاكتظاظ وقلة الاجراءات الصحية، هو ما دفع بعض الدول الى اتخاذ اجراءات خاصة للحد من تفشي الوباء داخل السجون...

باتت السجون و ومراكز الاحتجاز اليوم وفي ظل انشار فيروس كورونا المستجد، الذي اصاب ما يقرب من 4 ملايين انسان في مختلف دول العالم، من اكثر الاماكن خطورة لانتشار وتفشي هذا الوباء بسبب الاكتظاظ وقلة الاجراءات الصحية، هو ما دفع بعض الدول الى اتخاذ اجراءات خاصة للحد من تفشي هذا الوباء داخل السجون، ومنها الإفراج المبكر وحظر الزيارات ونقل وتفريق السجناء، خصوصا بعد ازدياد الاصابات والوفيات وهو ما اثار قلق ومخاوف الكثير من الجهات والمنظمات الحقوقية، وشهدت بعض السجون حالات عصيان وتمرد إما بسبب نقص العناية، أو لحالات شغب قامت بها فئات لم تشملها خطط الافراج او العناية.

وعبرت الأمم المتحدة عن "القلق البالغ" إزاء التكدس وقلة الرعاية الصحية في سجون عدد من دول أميركا اللاتينية، وتفشي فيروس كورونا في سجونها المحلية وفي الولايات المتحدة. وفي بعض الحالات أدى الخوف من العدوى إلى أعمال شغب ومقتل عشرات السجناء في فنزويلا وبيرو وكولومبيا في الأسابيع الماضية. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم المكتب في إفادة بجنيف "في العديد من بلدان أميركا اللاتينية يوجد تكدس خطير بالفعل"، ووصف الأمر بأنه "مقلق جدا". وأضاف "إنها مشكلة مزمنة في أنحاء القارة، وفي بعض الحالات يمكن أن تكون مميتة". وقال إن في بعض الأماكن تصل معدلات التكدس إلى 500%، مضيفا أن مراكز الاحتجاز الجديدة التي أقيمت في مناطق مثل بيرو لمنتهكي إجراءات مكافحة كورونا أسهمت في تفاقم المشكلة.

سجون مكتظة

وفي هذا الشأن اجتاحت موجة إصابات بفيروس كورونا المستجدّ السجون الأميركية التي تؤوي أكبر عدد من السجناء في العالم، وسط زنزانات مكتظة وموظفين يواجهون مهاما تفوق قدراتهم ومعتقلين غالبا ما يعانون من أمراض تزيد من خطر انتقال وباء كوفيد-19 إليهم. ويسجل سجن في ماريون بولاية أوهايو أعلى حصيلة إصابات بين المؤسسات الأميركية الأكثر تضررا جراء الوباء، بما في ذلك دور المسنين، حيث كشفت فحوص إصابة 80% من المعتقلين فيه البالغ عددهم حوالى 2500 وموظفيه البالغ عددهم 175 بفيروس كورونا المستجد.

وحذر أحد عناصر الأمن في السجن براين ميلر مستجمعا قواه ليتكلم خلال تعافيه من المرض، بأنه لا يمكن في ظل عدد الإصابات المرتفع بين الموظفين، إدارة المنشآت ولا مراقبة المعتقلين كما ينبغي. وقال "تخطى الوضع نقطة الانهيار في هذا السجن" مضيفا "حاليا، إنه الجحيم". وإذ قدمت السجون علاوة مخاطر بقيمة 1,85 دولار في الساعة للعاملين فيها، انتقد براين ميلر هذا المبلغ مشيرا إلى أنه "أدنى مما تمنحه (مقاهي) ستارباكس".

ومع تزايد عدد الوفيات في السجون الأميركية، ارتفعت أصوات تدعو إلى إطلاق سراح المعتقلين المحكوم عليها لجرائم غير عنيفة، سعيا لتخفيف اكتظاظ السجون التي تؤوي 2,3 مليون معتقل. وألقي ضوء على مصيرهم الأليم عند وفاة أندريا سيركل بير، وهي أميركية من السكان الأصليين عمرها ثلاثين عاما. وأدخلت المرأة وهي حامل سجنا فدراليا في تكساس بتهمة الإتجار بالمخدرات. وسرعان ما أصيبت بفيروس كورونا المستجد ومع تفاقم حالتها، تم وصلها بجهاز تنفس قبل أن تخضع لعملية قيصرية لتلد طفلها وتوفيت.

وشهدت سجون في ولايتي واشنطن وتكساس حركات تمرد قام بها معتقلون احتجاجا على عدم اتخاذ تدابير حماية وعلى تأخر السلطات في التحرك حيال الأزمة الصحية. ولم يبق العاملون في السجون بمنأى عن الوباء. وكتب ديفيد كارتر الذي يعمل حارسا في سجن منذ 15 عاما معلنا رحيله من معتقل في كنساس "لم يعد يسعني أن أبقى مرتبطا بهذه المؤسسة الأشبه بقنبلة موقوتة". وسجن ماريون في ولاية أوهايو ليس سوى الرأس الظاهر من جبل الجليد.

وأفادت "كوفيد بريزون داتا"، وهي مجموعة باحثين جامعيين متخصصين في القانون الجنائي، أن الفحوص كشفت إصابة 13436 معتقلا و5312 عاملا في السجون بفيروس كورونا المستجد. لكن عدد الفحوص التي أجريت كان ضئيلا في كثير من الولايات التي تشرف على القسم الأكبر من السجناء، كما على صعيد إدارة السجون الفدرالية. وأدرجت ثمانية سجون على قائمة وضعتها صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا للمواقع العشرة الأكثر إصابة بوباء كوفيد-19 في الولايات المتحدة، وفي طليعتها سجن ماريون.

ورصد المكتب الفدرالي للسجون المشرف على 152 ألف معتقل و36 ألف موظف في أنحاء الولايات المتحدة، بؤرا للوباء في أكثر من نصف سجونه الـ122. لكن الفحوص أجريت لأقل من ثلاثة آلاف شخص، وجاءت نتائجها إيجابية بالنسبة لـ1842 معتقلا و343 موظفا. وتوفي 36 من هؤلاء المعتقلين نتيجة إصابتهم بكوفيد-19. وأعلن المكتب الفدرالي للسجون وحده ثلاث وفيات في سجن "تيرمينال آيلاند" القريب من لوس أنجليس حيث أصيب حوالى 60% من المعتقلين الـ1050 بالفيروس.

وفي مؤشر إلى مدى انتشار الوباء، أجرت شركة "كور سيفيك" الخاصة التي تدير عشرات السجون عبر الولايات المتحدة، فحوصا للمعتقلين الـ2725 في سجن "تراوسديل تورنر" بولاية تينيسي فتبين أن 1299 معتقلا وخمسين موظفا مصابون من غير أن تظهر على أي منهم أعراض المرض. وفي وضع كهذا، نددت جمعيات للدفاع عن المعتقلين بعدم بذل الولايات ونظام السجون الفدرالي جهودا أكبر لإطلاق سراح المعتقلين المحكوم عليهم لجرائم غير عنيفة أو الذين أوشكوا على استكمال عقوباتهم. وقالت المحامية هيذر سيسنا أنه من أصل عشرة آلاف معتقل في كنساس "وحدهم ستة معتقلين أطلق سراحهم".

أعمال شغب

من جانب اخر قالت هيئة السجون في بيرو إن تسعة نزلاء على الأقل توفوا عقب شغب في أحد السجون بسب المطالبة بإجراءات وقاية أفضل ورعاية طبية من فيروس كورونا. وقال شيرسون فيار رئيس معهد الإصلاحيات الوطنية إن شغب النزلاء الذين كانوا يطالبون أيضا بعفو عن عقوباتهم في سجن ميجل كاسترو الموجود بمنطقة سان خوان دي لوريجانتشو. وقال فيار لقناة تلفزيونية محلية حول وفاة النزلاء الثلاثة ”يجري التحقيق في سبب وفاتهم“. وسمح قرار صدر في وقت سابق للرئيس مارتن فيزكارا بعفو إنساني عن السجناء لمنع انتشار فيروس كورونا في سجون البلاد التي تعمل بضعف طاقتها. وكشف معهد الإصلاحيات الوطنية عن وجود 609 حالات إصابة بفيروس كورونا بين نزلاء السجون و113 حالة إصابة بين العاملين فيها. وتوفي 13 نزيلا بالمرض.

على صعيد متصل قالت إدارة سجن في مدينة ماناوس البرازيلية المتضررة بشدة من فيروس كورونا إن نزلاء في السجن احتجزوا سبعة من حراسه رهائن الأمر الذي يبرز العنف الذي شهدته سجون المنطقة في السنوات الأخيرة. ولم يعرف على الفور سبب تمرد السجناء لكن قنوات تلفزيونية محلية نقلت عن مقطع فيديو قالت إن سجينا قام بتصويره شكوى من الحرارة الشديدة وانقطاع الكهرباء. بحسب رويترز.

وقالت إدارة السجن إن السجناء كانوا يطالبون بحضور صحفيين وحقوقيين مضيفة أنها لا تعلم ما إذا كان قتلى قد سقطوا. ويأتي التمرد في الوقت الذي يجتاح فيه وباء فيروس كورونا ماناوس حيث تدفن السلطات المتوفين بالمرض في مقابر جماعية وتحذر السكان من حدوث أزمة قريبا في النعوش.

على صعيد متصل ارتفع عدد السجناء الذين لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من سجن في فنزويلا إلى 46 قتيلا، حسبما أفادت وكالة EFE نقلا عن أحد موظفي السجن. وأفيد سابقا بأن 17 سجينا قتلوا في ولاية البرتغال بشمال غرب فنزويلا في محاولة الفرار، بينهم عدد من مسؤولي وموظفي السجن. وقال المتحدث باسم الوكالة إن قائمة الضحايا ستزداد، لأن العديد من الجرحى، الذين لم يتم تحديد عددهم بدقة بعد، في حالة حرجة. كما أكد أن مدير السجن، كارلوس روخو، تعرض للطعن الشديد في الظهر، وأن ملازما في الحرس الوطني، شارك في قمع أعمال الشغب، عانى من شظايا عبوة ناسفة ألقاها أحد السجناء. وحاول موظفون في هذا السجن الخاضع لحراسة جنود القيام بوساطة مع السجناء المتمردين. لكنّ السجناء اعتدوا على هؤلاء الموظفين بعنف، فأصابوا مدير السجن "في كتفه بأداة حادّة".

وأكدت منظمة مراقبة حقوق الإنسان "أبزرفاتوريو دي فينزويلانو دي بريزيونيس" حقيقة محاولة الفرار الجماعي، موضحة أن المركز الإصلاحي المخصص أصلا لـ 750 شخصا كان مكتظا بحوالي 2.5 ألف سجين محتجزين في هذا السجن. وبسبب انتشار فيروس كورونا المستجدّ في فنزويلا، توقفت الزيارات العائلية المخصّصة للسجناء. وكان هؤلاء يتلقون في كثير من الأحيان الطعام والدواء خلال تلك الزيارات.

وتعاني فنزويلا من انقسام سياسي حاد نتيجة تنصيب رئيس البرلمان، خوان غوايدو، نسفه رئيسا مؤقتا للبلاد في 23 يناير 2019 بدعم من الولايات المتحدة والدول الغربية، في مواجهة الرئيس المنتخب نيكولاس مادورو، الأمر الذي فاقم الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها فنزويلا أصلا بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة عليها منذ سنوات.

افراج مشروط

من جانب اخر أفرجت السلطات الهندية مؤخرا عن آلاف المساجين المحتجزين احتياطيا قبل المحاكمات، في إفراج مشروط إثر تفشي فيروس كورونا في السجون الهندية المزدحمة. وجاء هذا الإفراج المشروط عن المحتجزين بسبب خشية خبراء الصحة من أن المرافق الضيقة تعمل كأرض خصبة تمكن فيروس كورونا المستجد من الانتشار. وعلى الرغم من عدم وجود أرقام رسمية حول عدد السجناء الذين أصيبوا بمرض كوفيد-19 في جميع أنحاء البلاد، إلا أن السجون في الهند تسجل المزيد من حالات الإصابة بفيروس كورونا، ما دفع السلطات إلى حظر زيارة الأقارب والأصدقاء مؤقتا للسجناء.

وكانت السلطات الأمنية الهندية قد أغلقت سجن ناجبور المركزي، وهو السجن الثامن الذي يغلق في ولاية ماهاراشترا الساحلية، التي تعد من بين الولايات الهندية الأكثر تضررا من وباء كوفيد-19. وتأتي هذه الخطوة أيضا بعد أن جاءت نتائج الفحوص إيجابية بالنسبة إلى 19 سجينا في سجن إندور المركزي في ولاية ماديا براديش وسط البلاد، وتم نقل نحو 250 آخرين كانوا على صلة بالسجناء المصابين إلى سجن مؤقت، بحسب ما ذكرت الأسوشيتد برس.

وقالت رئيسة برنامج إصلاحات السجون في مبادرة كومنولث لحقوق الإنسان، مادوريما دانوكا "إنه وضع مرعب.. إذا لم تتخذ الإجراءات قريبا، فقد تصبح الأمور صعبة للغاية". ويخشى خبراء الصحة من أن المرافق المزدحمة، مثل السجون، يمكن أن تكون قاتلة، ما يهدد حياة السجناء والحراس، وكذلك السكان بشكل عام. وكان فيروس كورونا تفشى بسرعة كبيرة في السجون المكتظة في جميع أنحاء العالم، ما دفع الحكومات إلى إطلاق سراح السجناء بشكل جماعي، فيما حث خبراء الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية الحكومات على خفض أعداد السجناء خلال فترة تفشي الوباء.

في السياق ذاته أطلقت السلطات الفيليبينية سراح نحو 10 آلاف سجين في إطار محاولاتها للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد في سجونها المكتظة، وفق ما أعلن مسؤول في المحكمة العليا. وأفاد مساعد قاضي المحكمة العليا ماريو فيكتور ليونين الصحافيين أن الخطوة تأتي استجابة لتوجيهات صدرت للمحاكم الابتدائية لإطلاق سراح الأشخاص المسجونين بانتظار محاكماتهم نظرا لعدم امتلاكهم أموال الكفالة.

وقال ليونين إن "المحكمة تدرك تماما مدى الاكتظاظ في سجوننا"، معلنا إطلاق سراح 9731 نزيلا. وسجّل تفشي كوفيد-19 في عدد من سجون البلاد الأكثر اكتظاظا حيث أصاب النزلاء والموظفين على حد سواء. ويستحيل تطبيق التباعد الاجتماعي في سجون البلاد حيث تمتلأ الزنزانات بأكثر من قدرتها الاستيعابية بخمس مرّات نظرا للبنية التحتية السيئة والمنظومة القضائية البطيئة التي تواجه ضغوطا. بحسب رويترز.

وبات الاكتظاظ مشكلة أكبر منذ أطلق الرئيس رودريغو دوتيرتي حملته الأمنية لمكافحة المخدرات في 2016 والتي سجن على إثرها الآلاف. وكان سجن "كويزون سيتي" في مانيلا بين المنشآت العقابية التي شهدت تفشي كورونا المستجد. وتصل درجة الاكتظاظ في السجن حد أن النزلاء يتناوبون على النوم على سلالمه وفي باحات كرة السلة المفتوحة. لكن الوضع الأسوأ حتى الآن في سجنين على جزيرة سيبو (وسط) حيث تم تسجيل ما مجموعه 348 إصابة بين أكثر من 8000 نزيل. ودفع تفشي الوباء مجموعات حقوقية للمطالبة بإطلاق سراح السجناء المتهمين بارتكاب جرائم لا تتسم بالعنف إضافة إلى المرضى وكبار السن قبل إتمام عقوباتهم.

سجون إسرائيل

الى جانب ذلك قال نادي الأسير الفلسطيني ومصلحة السجون الإسرائيلية إن سجينا فلسطينيا في العشرينات من عمره توفي بعد تعرضه للإغماء في السجن. وكان نور البرغوثي يقضي عقوبة السجن ثماني سنوات وأمضى منها أربع سنوات بالفعل. وأضاف نادي الأسير في بيان له ”استشهد في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الأسير نور البرغوثي (23 عاما) من بلدة عابود قضاء رام الله، والمحكوم بالسّجن ثماني سنوات وهو معتقل منذ أربع سنوات“.

وأوضح النادي في بيانه أن البرغوثي ”تعرض للإغماء... في قسم 25 بسجن النقب الصحراوي، تأخرت الإدارة في نقل الأسير، وإنعاشه وجاءت بعد أكثر من نصف ساعة على فقدانه للوعي، واستجابت أخيرا بعد تكبيرات وصراخ الأسرى في القسم“. وقال المتحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية في بيان له ”في الليل تم استدعاء أفراد مصلحة السجون إلى زنزانة أحد السجناء المحسوبين على حركة فتح والذي فقد وعيه“. وأضاف ”قامت الطواقم الطبية في السجن بأعمال إنعاش قلبي رئوي ومن ثم نقله إلى المستشفى لمواصلة العلاج الطبي وذلك بعد تمكنها من إعادة النبض وضغط دم جيد“.

وتابع قائلا ”بعد أن تم نقل السجين الأمني إلى المستشفى لتلقي العلاج الطبي، قال المستشفى إنه توفي. الجهات المعنية ستفحص ظروف هذا الحادث“. وأوضح المتحدث أن المعتقل ”محكوم لمدة ثمانية أعوام منذ العام 2017 بتهمة إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة وإطلاق نار وحيازة سلاح“. وتشير الإحصائيات الفلسطينية إلى أن إسرائيل تعتقل في سجونها حوالي 5000 فلسطيني منهم 180 طفلا و 40 امرأة.

في السياق ذاته اكتفى الأسير الفلسطيني المحرر أمير ناجي عقب الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية بالتلويح بيديه لأهله الذي انتظروا خروجه، خوفا من أن يكون حاملا لفيروس كورونا المستجد وينقله لأحدهم. وقف أمير (18 عاما) الذي قضى عاما واحدا في أحد السجون الإسرائيلية، عند مدخل مدينة البيرة في الضفة الغربية المحتلة بكمامته ولباسه الواقي الأبيض وقفازيه الزرقاوين، ليلوح لأقاربه بيديه حاملا العلم الفلسطيني.

كذلك فعل والداه وشقيقاته، بينما لم تتمالك والدته نفسها وخالفت تعليمات رجل الأمن الفلسطيني الذي تواجد في المكان وطلب منهم البقاء بعيدا، لتحتضن ابنها من دون تقبيله. وقضى أمير الحكم الذي صدر عليه لرشقه جنودا اسرائيليين بالحجارة خلال تظاهرة، في سجن نفحة الصحراوي (جنوب)، وتولت وزارة النقل الفلسطينية وطاقم طبي نقله من عند حاجز إسرائيلي جنوب الضفة الغربية.

وقد أجرى الطاقم الطبي الفلسطيني اختبار فيروس كورونا لأمير فور إطلاق سراحه للتأكد من عدم إصابته بالفيروس، ثم نقل إلى الحجر الصحي داخل فندق مع أربعة معتقلين آخرين أطلق سراحهم قبله بأيام. وبينما تطالب السلطة الفلسطينية بالإفراج عن الذين تجاوزت أعمارهم ال65 عاما، وكذلك النساء والأطفال والمرضى، ذكر نادي الأسير الفلسطيني أن "عشرات" المعتقلين الفلسطينيين أطلق سراحهم في الأسابيع الأخيرة. بحسب فرانس برس.

وقالت الناطقة باسم هذه المنظمة أماني سراحنة "لا يوجد رقم دقيق للأسرى الذي أطلق سراحهم منذ بداية آذار/مارس"، لكنها أوضحت أنه "من المؤكد أن العشرات أطلق سراحهم بعد أن أنهوا مدة محكومياتهم بالكامل". ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في كافة السجون ممن تجاوزت أعمارهم 65 عاما. وتهدف المنظمة الدولية من طلبها حسب رئيس بعثتها في القدس ديفيد كين "تقليل عدد المعتقلين في السجون والحد من احتمال تعرض الأضعف بينهم (للإصابة بالفيروس)". وأكد كين "نحن نفضل إطلاق سراحهم، لكن إذا لم يتم ذلك، نرجو أن تتم إزالة الخطر الذي يهددهم".

اضف تعليق