q
إنسانيات - مجتمع

هي الدنيا

المرأة المحترمة لا وقت لديها للعلاقات غير البريئة، ولا تتوقف عند كلمات التغزل التي يطلقها الغرباء او تتأثر بها، فهي واثقة من نفسها ولا تحتاج الى من يقول لها إنها جميلة، والجمال هنا هو جمال العقل والروح او جمال الشكل المدعم بالجمال الأعمق...

المرأة المحترمة لا وقت لديها للعلاقات غير البريئة، ولا تتوقف عند كلمات التغزل التي يطلقها الغرباء او تتأثر بها، فهي واثقة من نفسها ولا تحتاج الى من يقول لها إنها جميلة، والجمال هنا هو جمال العقل و الروح او جمال الشكل المدعم بالجمال الأعمق.. وأياً كان نوع جمالها، يبقى الأجمل فيها أنها تصون نفسها إكراما لشخصها أولاً، ومن ثم لأهل بيتها، فهي لاتجعل من نفسها حقيبة تتناقلها أيدي صيادي القلوب بين محطات العلاقات العبثية.

ستتحرر المرأة من التبعية حين تستقل اقتصاديا وتؤمن بقوتها وتنزع عن ذهنها الأفكار الرجعية التي تجعلها تنظر الى نفسها على أنها مخلوق في المرتبة الثانية وعاجز عن مواجهة الحياة بمفرده.

ما نكتبه عموما في مجال دعم المرأة ومكانتها ينبغي له أن يصل الى المرأة والرجل معا. تحتاج المرأة الى عمل كثير حتى تعي قيمتها الحقيقية وقوتها. فما زلتُ التقي في حياتي اليومية نساءً لم يخرجن من تحت عباءة الذكورة وبعض الموروثات الاجتماعية المتخلفة التي تنسب الى الدين جهلاً، بالرغم من أنهن متعلمات وخضن الحياة الوظيفية. وبمقدار ما يحتاج الرجل الى أن يفهم المرأة تحتاج المرأة أيضا الى أن تفهم نفسها. وإذا لم تساعد نفسها بنفسها فلن يستطيع أحد أن يساعدها.

الحب قيمة إنسانية راقية نتبادلها في الحياة من غير أن نحدد لها زمانا او مكانا معينين، أحيانا يأتي الحب قبل الزواج ويكون مدخلا له وبه يتغلب الطرفان على متاعب الحياة ويتجاوزان مشاكلهما، ولكن إذا كان أحدهما او كلاهما أضعف من تحمل المسؤولية ومقاومة الصعاب يختفي الحب او يبقى لكنه لا يكفي لمواصلة الحياة المشتركة، وربما ينتهي لأنه لم يكن حباً حقيقيا عميقا وراسخاً.

وقد يكون الحب قبل الزواج مجرد رغبة او نزوة عابرة تتبدد بعد الزواج، وأحيانا يأتي الحب بعد الزواج عندما يكون الأخير مشروعا للحياة يبدؤه الرجل والمرأة بالتفاهم والنضج اللذين قد يفضيان الى حب كبير، وأحيانا لا يأتي الحب ويبقى الزواج مجرد تمشية حال.. وعلى العموم يتشابه بعض التجارب وبعضها يختلف أيضا، لذلك لا توجد قاعدة مطلقة لأن التجارب تختلف، وإن تشابه بعضها فإنه لا يصل حد التطابق، لاسيما مع اختلاف أصحابها وتباين مستويات وعيهم ونظرتهم الى الحب والزواج، فضلا عن الظروف المحيطة بهم.

المرأة تحب الرجل قويا حنونا في آن، ولاوجود لصراع بينهما، من طرفها في الأقل. ولا انتصارات ولا هزائم ولا تحديات بينهما إلاّ في مخيلة الرجل الذي قد يعيش في وهم من صنع سوء فهمه للمرأة.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق