q
تصاعدت حدة التوتر بين بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران بشكل كبير، منذ خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وعودة العقوبات الاقتصادية مجددا على إيران، التي دخلت في حرب اعلامية وتهديدات متبادلة مع الولايات المتحدة، وهددت ايران بإغلاق مضيق هرمز في حال منع بلادهم من تصدير نفطها...

تصاعدت حدة التوتر بين بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران بشكل كبير، منذ خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وعودة العقوبات الاقتصادية مجددا على إيران، التي دخلت في حرب اعلامية وتهديدات متبادلة مع الولايات المتحدة، وهددت ايران بإغلاق مضيق هرمز في حال منع بلادهم من تصدير نفطها، في حين طالبت طهران الأوروبيين بتقديم مقترحات أفضل لإنقاذ الاتفاق النووي. وقال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري إن من المحتمل تنفيذ ما أعلنه الرئيس حسن روحاني بشأن النفط في حال اقتضت الظروف ذلك.

وأضاف أنه إما أن يستفيد الجميع من مضيق هرمز أو لا يستفيد منه أحد، حسب تعبيره. وجاء الموقف الإيراني على لسان جعفري بعد ساعات من تعهد الجيش الأميركي بإبقاء الممرات المائية في الخليج مفتوحة أمام ناقلات النفط. ونقلت بعض المصادر عن المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية بيل أوربن قوله "الولايات المتحدة وشركاؤها يوفرون ويعززون الأمن والاستقرار في المنطقة". وردا على سؤال عن رد فعل القوات البحرية الأميركية إذا أغلقت إيران مضيق هرمز قال أورين "نحن مستعدون معا لضمان حرية الملاحة وحركة التجارة حيثما يسمح القانون الدولي".

وكان روحاني أول من بادر إلى إثارة احتمال إغلاق مضيق هرمز -الذي تمر منه نحو 40% من صادرات النفط العالمية المتأتية من دول الخليج- في حال نجحت خطط واشنطن بإقناع دول العالم بالتوقف عن استيراد النفط الإيراني. وتعتقد إيران أنها باتخاذ تلك الخطوات ستدفع الولايات المتحدة وحلفاءها للتفكير مجددا قبل زيادة الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية عليها.

ومع تصاعد التوتر بشأن الممر المائي الاستراتيجي، يقترح الاتحاد الأوروبي خطة لإنقاذ الاتفاق النووي مع طهران بعد انسحاب واشنطن منه. لكن الرئيس الإيراني حسن روحاني قال للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الحزمة لا تكفي. وهدد روحاني وبعض كبار القادة العسكريين بمنع مرور شحنات النفط من دول الخليج إذا حاولت واشنطن وقف الصادرات الإيرانية. وقال قائد الحرس الثوري الإيراني إن قواته مستعدة لإغلاق مضيق هرمز مشيدا بموقف روحاني ”الصارم“. وفي مايو أيار انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اتفاق متعدد الأطراف يقضي برفع عقوبات عن إيران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. وطلبت واشنطن بعد ذلك من الدول الامتناع عن شراء النفط الإيراني اعتبارا من الرابع من نوفمبر تشرين الثاني وإلا واجهت عقوبات مالية.

وقال قائد عسكري أمريكي كبير في عام 2012 إن الحرس الثوري لديه القدرة على إغلاق مضيق هرمز ”لفترة من الزمن“ لكن الولايات المتحدة في هذه الحالة ستتخذ إجراءات لإعادة فتحه. وتعهد الاتحاد الأوروبي، الذي كان أكبر مستورد للنفط من إيران، بالحفاظ على الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 بعد انسحاب الولايات المتحدة بمحاولة المحافظة على تدفق النفط والاستثمارات.

منع صادرات النفط

وفي هذا الشأن ذكر الموقع الإلكتروني الرسمي للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أن خامنئي يدعم اقتراح الرئيس حسن روحاني بأن تمنع إيران صادرات النفط الخليجية إذا تم إيقاف صادرات النفط الإيرانية وقال إن التفاوض مع الولايات المتحدة سيكون ”خطأ واضحا“. جاء تهديد روحاني الواضح بعرقلة شحنات النفط من البلدان المجاورة ردا على عقوبات أمريكية وشيكة ومحاولات واشنطن إجبار جميع البلدان على وقف شراء النفط الإيراني.

وذكر الموقع ”قال (خامنئي) إن تصريحات الرئيس... بأنه إذا لم يتم تصدير النفط الإيراني فلن يجري تصدير نفط أي بلد آخر في المنطقة تصريحات مهمة تعكس سياسة ومنهج النظام“ الإيراني. وهدد مسؤولون إيرانيون من قبل بإغلاق مضيق هرمز وهو طريق رئيسي لشحن النفط ردا على أي تحرك عدواني من جانب الولايات المتحدة.

من جانبه قال قائد الحرس الثوري الإيراني إن طهران ستمنع كل الصادرات من المرور في مضيق هرمز بالخليج إذا استجابت الدول لدعوات أمريكية للتوقف عن شراء النفط الإيراني بدءا من نوفمبر تشرين الثاني. ولا يمكن لإيران من الناحية القانونية أن تغلق الممر المائي لأن جزءا منه يقع في المياه الإقليمية لسلطنة عمان. لكن السفن تمر في مياه إيرانية تحت مسؤولية سلاح البحرية بالحرس الثوري الإيراني.

وفي 2016 استجوب الحرس الثوري واحتجز بحارة أمريكيين أثناء الليل بعد أن دخلوا إلى المياه الإقليمية الإيرانية في منطقة أخرى في الخليج. وقبل ذلك بعام، أطلقت إيران طلقات باتجاه ناقلة ترفع علم سنغافورة قالت إنها ألحقت أضرارا بمنصة نفطية إيرانية، كما احتجزت سفينة حاويات وطاقمها أسبوعا بسبب نزاع حول دين بعد أن قامت زوارق دورية في المضيق بإجبارها على تحويل مسارها. وفي 2007 احتجزت إيران بحارة بريطانيين في منطقة إلى الشمال في الخليج.

وتجري إيران أيضا مناورات حربية سنوية وتختبر صواريخ كروز وصواريخ باليستية متوسطة المدى. وفي 2014 قال حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري الإيراني إن إيران قد تستخدم ما لديها من صواريخ وطائرات بدون طيار وألغام وزوارق سريعة وقاذفات صواريخ في منطقة الخليج للتصدي للولايات المتحدة.

وفي 2015، أجرى الحرس الثوري تدريبات، عرضت على شاشات التلفزيون الرسمي، جرى خلالها تدمير نسخة هيكلية لحاملة طائرات أمريكية بصواريخ وزوارق سريعة محملة بمتفجرات بينما قام أفراد من الحرس الثوري بزرع ألغام في المضيق. وفي الأعوام القليلة الماضية، وقعت مواجهات متكررة بين الحرس الثوري وقوات أمريكية في الخليج. وقالت البحرية الأمريكية إنه في الفترة من يناير كانون الثاني 2016 إلى أغسطس آب 2017 وقع في المتوسط 2.5 حادث تداخل ”غير آمن“ أو ”غير احترافي“ شهريا بين البحرية الأمريكية وقوات بحرية إيرانية، بما في ذلك تحليق طائرة إيرانية بدون طيار بالقرب من سفينة للبحرية الأمريكية. واتهمت طهران قوات أمريكية بالاستفزاز. وقال سلامي هذا العام ”أمنهم وأمن مصالحهم في المنطقة في أيدينا“، رغم أن عدد الحوادث هبط في الأشهر القليلة الماضية.

وأثناء الحرب الإيرانية-العراقية التي استمرت بين عامي 1980 و1988 هاجم كل من البلدين سفنا في الخليج لعرقلة الصادرات النفطية للبلد الآخر فيما عرف بحرب الناقلات. وفي عام 1988، اصيب طراد أمريكي بأضرار عندما ارتطم بلغم إيراني حسبما قال المكتب الأمريكي للمخابرات البحرية. وأضاف المكتب أن الولايات المتحدة ردت بتدمير منشأتين نفطيتين إيرانيتين وإغراق سفينة حربية إيرانية وألحقت أضرارا بسفينة أخرى.

ومهمة الأسطول الخامس الأمريكي ،الذي مقره البحرين، هي حماية السفن التجارية في المنطقة. وقال مسؤولون أمريكيون إن إغلاق مضيق هرمزا سيكون تجاوزا ”لخط أحمر“ وتعهدوا باتخاذ إجراءات لإعادة فتحه. وقال الكابتن بيل أوربان المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية ”لدينا القوات التي نحتاجها للحفاظ على تدفق حر للتجارة وحرية الملاحة“. وتجري قوات بحرية من دول غربية أيضا تدريبات عسكرية في الخليج وفي دول عربية على الجانب الآخر من الخليج قبالة إيران، وخصوصا السعودية ودولة الإمارات المتحدة، لديها قدرات بحرية متقدمة التكنولوجيا.

وقال تقرير المكتب الأمريكي للمخابرات البحرية العام الماضي إن القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني حصلت على زوارق هجومية سريعة وزوارق صغيرة وصواريخ كروز وألغام مضادة للسفن. وأضاف أن تلك القدرات لا يمكنها منافسة التكنولوجيا الغربية. وقالت الولايات المتحدة إنها ستستخدم كاسحات ألغام وسفنا حربية مرافقة وربما ضربات جوية لحماية حرية تدفق التجارة لكن إعادة فتح المضيق قد تكون عملية تستغرق وقتا طويلا خصوصا إذا قام الحرس الثوري بزرع ألغام.

وقال مايكل كونيل رئيس برنامج إيران في مؤسسة سي.إن.إيه الأمريكية للبحوث غير الهادفة للربح إنه من بين كل قدرات ايران فإن الألغام هي على الأرجح التي تثير معظم القلق. ويختلف مسؤولون إيرانيون بشأن أهمية أحدث تهديد لإغلاق مضيق هرمز. وقال مسؤول إيراني بارز وقائد سابق بالحرس الثوري شارك في الحرب ضد العراق في ثمانينات القرن الماضي ”بدعوتها الدول إلى وقف مشترياتها النفطية من إيران، فإن أمريكا أعلنت بالفعل الحرب على إيران“. ”إذا وصلنا إلى الحد الذي لا يكون بمقدورنا تصدير أي نفط، فإننا بالتأكيد سنغلق الممر المائي“. ووضع مسؤول آخر، طلب أيضا عدم نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع، التهديد في سياق المحادثات مع القوى العالمية حول مستقبل الاتفاق النووي. بحسب رويترز.

وتقول إيران إنها لن تبقى في الاتفاق، الذي يحررها من عقوبات دولية في مقابل قيود على برنامجها النووي، إلا إذا هناك ما يضمن مصالحها. وقال المسؤول الحكومي الإيراني الثاني ”قضية المضيق تمنح إيران موقفا مهيمنا في المحادثات. يجب على الجميع أن يعلموا أن إيران لا يمكن أن تذعن للضغوط“. وأضاف قائلا ”إيران لم تغلق أبدا الممر المائي... حتى في أسوأ الظروف“.

تحذيرات ومناورات

على صعيد متصل قال مسؤول عسكري إيراني كبير إنه إذا لم تلتزم القوات الأجنبية في الخليج بالقوانين الدولية فستواجه ردا صارما من الحرس الثوري وذلك مع تصاعد حدة التوتر بين طهران وواشنطن بعد إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة ميجر جنرال محمد باقري قوله ”بفضل أسطول الحرس الثوري تشعر الدول المعادية بالقلق قبل عبور مضيق هرمز“. وأضاف ”التزمت بالقوانين الدولية العام الماضي لكنها إذا خالفت القوانين فستواجه إجراءاتنا للسيطرة“.

من جانب اخر قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إن غلق مضيق هرمز سيكون أكبر خطأ ترتكبه إيران لكنه يعتقد أن إيران تطلق تهديدات ”جوفاء“. وأضاف أنه إذا أرادت إيران تفادي معاودة فرض العقوبات الأمريكية عليها فينبغي أن تقبل عرض الرئيس دونالد ترامب للتفاوض. وعندما سئل خلال مقابلة مع شبكة فوكس الإخبارية عما قد يفعله قادة إيران، أجاب ”يستطيعون قبول عرض الرئيس للتفاوض معهم والتخلي عن برامجهم للصواريخ الباليستية والأسلحة النووية بشكل كامل ويمكن التحقق منه فعليا وليس بموجب الشروط المجحفة للاتفاق النووي الإيراني والتي لم تكن مرضية“. وأضاف ”إذا كانت إيران جادة بالفعل فستجلس على الطاولة. سنعرف إن كانوا (جادين) أم لا“.

من جانب اخر قال مسؤول أمريكي إن إيران اختبرت صاروخا قصير المدى مضادا للسفن في مضيق هرمز خلال مناوراتها البحرية فيما تعتقد واشنطن أنها رسالة من إيران للولايات المتحدة مع إعادة فرضها عقوبات على طهران. ولكن المسؤول لم يشر إلى أن مثل هذه التجربة الصاروخية غير معتادة أثناء المناورات البحرية أو أنها نفذت بشكل غير آمن مشيرا إلى أنها جرت داخل ما يمكن وصفه بأنها المياه الإقليمية الإيرانية في مضيق هرمز.

وكان الحرس الثوري الإيراني قد أكد أنه أجرى مناورات عسكرية في الخليج قائلا إنها استهدفت ”مواجهة تهديدات محتملة“ من الأعداء. وقال الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية بالجيش الأمريكي في وقت سابق إن مجال وحجم هذه المناورات كان مماثلا لمناورات أجرتها إيران في الماضي. ولكن توقيت هذه المناورات بالذات استهدف لفت نظر واشنطن. وقال فوتيل للصحفيين في مقر وزارة الدفاع الأمريكية(البنتاجون)‭ ‬“من الواضح تماما لنا أنهم يحاولون استخدام هذه المناورة كي يبعثوا لنا برسالة بأنهم،‭ ‬مع اقترابنا من هذه الفترة من العقوبات هنا، يمتلكون بعض القدرات ”. بحسب رويترز.

وتشعر إيران بغضب من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني وإعادة فرض عقوبات على طهران. وقال مسؤولون إيرانيون كبار إن بلادهم لن ترضخ بسهولة لحملة أمريكية جديدة تهدف إلى وقف صادرات إيران النفطية الحيوية. وأيد الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي اقتراح الرئيس حسن روحاني بأن إيران قد توقف صادرات النفط في الخليج إذا توقفت صادراتها. وقال فوتيل إن الجيش الأمريكي يعي تماما أنشطة إيران العسكرية. وأضاف ”نحن على علم بما يجري ومازلنا مستعدين لحماية أنفسنا مع سعينا لتحقيق ما نهدف إليه من حرية الملاحة وحرية التجارة في المياه الدولية“.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن قوة بلاده العسكرية كانت سببا في ردع واشنطن عن مهاجمتها، مضيفا أن الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب صارت منعزلة حتى عن حلفائها. وقال روحاني ”يجب أن نجهز أنفسنا لمواجهة القوى العسكرية التي تريد الاستيلاء على أرضنا ومواردنا“. وأضاف ”لماذا لا تهاجمنا الولايات المتحدة؟ لقوتنا ولأنها تعلم... عواقب ذلك“. وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إن الولايات المتحدة تتجنب أي مواجهة عسكرية مع طهران بسبب القوة العسكرية الإيرانية.

وقال روحاني إن العقوبات على إيران تحاكي الحرب التجارية الأمريكية مع الصين والرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها واشنطن على بعض الواردات التركية والأوروبية. وقال ”لسنا وحدنا الذين لا نثق في أمريكا. اليوم حتى أوروبا والصين لا تثقان بها، حتى حلفاء لأمريكا مثل كندا فقدوا الثقة بها“.

منظومة دفاعية جديدة

الى جانب ذلك نقلت وكالة أنباء إيرانية عن قائد القوات البحرية قوله إن البحرية التابعة للجمهورية الإسلامية أطلقت منظومة دفاعية حديثة مصنعة محليا وزودت بها إحدى سفنها الحربية للمرة الأولى وذلك في الوقت الذي يتفاقم فيه التوتر مع الجيش الأمريكي في الخليج. وأكدت القيادة المركزية بالجيش الأمريكي رصد نشاط متزايد للبحرية الإيرانية يمتد إلى مضيق هرمز وهو مرر مائي استراتيجي لشحنات النفط هدد الحرس الثوري الإيراني بإغلاقه.

ونقلت وكالة تسنيم عن قائد القوات البحرية الأميرال حسين خانزادي قوله ”أكرر نجاح الاختبارات الساحلية والبحرية لمنظومة كمند الدفاعية قصيرة المدى وتم تزويد... سفينة حربية بها وسيتم تزويد سفينة ثانية بها قريبا“. وأُطلق على المنظومة ”فالانكس الإيرانية“ نسبة إلى بندقية آلية صنعتها شركة رايثيون الأمريكية وتدمر أعيرتها الثقيلة الصواريخ المعادية. ولعدم قدرتها على استيراد الكثير من الأسلحة بسبب العقوبات الدولية وحظر السلاح، طورت إيران صناعة أسلحة محلية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال تصنيع العتاد العسكري وكثيرا ما تعلن عن تصنيع أسلحة تقول إنه يمكنها مضاهاة المنظومات الغربية المتقدمة.

ورفضت إيران تحذيرا غاضبا وجهه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إليها بقوله إن طهران تغامر بمواجهة عواقب وخيمة ”لم يشهد مثيلها من قبل عبر التاريخ سوى قلة“ إذا وجهت الجمهورية الإسلامية تهديدات لبلاده. ووصف رئيس البرلمان الإيراني تصريحات ترامب بأنها ”كلمات شخص مثير للمشاكل“.

نقل الموانئ

في السياق ذاته أعلن الرئيس حسن روحاني أن إيران ستنقل ميناءها الرئيسي لتصدير النفط من الخليج إلى بحر عمان، لتتفادى الناقلات النفطية بذلك المرور في مضيق هرمز الاستراتيجي. وقال روحاني إن الصادرات يجري نقلها من ميناء جزيرة خرج الواقعة في الخليج، إلى بندر جاسك الواقعة في بحر عمان، وسيتم انجازها بنهاية ولايته في 2021. وقال روحاني في خطاب متلفز لدى افتتاحه ثلاث منشآت بتروكيميائية جديدة في عسلويه مركز صناعة الطاقة في جنوب إيران إن "هذا بغاية الأهمية بالنسبة لي، إنها مسألة استراتيجية جدا. يتعين نقل جزء كبير من مبيعاتنا النفطية من خرج إلى جاسك".

وللوصول إلى جزيرة خرج يتعين على الناقلات حاليا المرور في مضيق هرمز، ما يبطئ عملية التسليم. وهددت إيران في الماضي مرارا بإغلاق مضيق هرمز -- الذي يستخدمه خصومها الخليجيون ومنهم السعودية -- عندما تم تهديدها بعقوبات على صادراتها النفطية وبتحرك عسكري محتمل من الولايات المتحدة. والتهديد الاخير كان في تموز/يوليو الماضي عندما قال روحاني إن إيران دائما ما ضمنت أمن المضيق لكنه حذر الولايات المتحدة من "عدم اللعب بذيل الأسد". بحسب فرانس برس.

ونقل الميناء إلى بحر عُمان سيسمح نظريا لإيران بمواصلة تصدير النفط حتى في حال إغلاق المضيق. وانسحبت الولايات المتحدة في ايار/مايو من الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015، وستعيد فرض عقوبات على قطاع النفط الإيراني في تشرين الثاني/نوفمبر. ويعود آخر اضطراب لعبور النفط في مضيق هرمز إلى 1984 ابان حرب ايران-العراق عندما شنت كل منهما هجمات على المنشآت النفطية وناقلات النفط للدولة الاخرى. ويعبر مضيق هرمز نحو 35 بالمئة تقريبا من النفط المصدر بحرا في العالم، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية. وذكرت وكالة بلومبرغ أن إيران صدرت 2,1 مليون برميل نفط يوميا في آب/اغسطس لكن المحللين يقولون إن العقوبات الأميركية يمكن أن تخفض المبيعات إلى اقل مليون برميل يوميا.

اضف تعليق