q
ربما اغلبنا انتبه في يوم ما بأن طفل في عمر صغير وهو يتصدر الموقف ويمسك بزمام الامور ويقود جماعته دونما وعي وكأنه معد سلفاً لهذه المهمة، ومن هذا النوع من البشر الكثير الذين نصادفهم في جميع مفاصل الحياة وتفصيلاتها، فقد تجد شاباً يسير امور دائرة حكومية بنجاح وحكمة وهو يحظى برضا العاملين معه...

ربما اغلبنا انتبه في يوم ما بأن طفل في عمر صغير وهو يتصدر الموقف ويمسك بزمام الامور ويقود جماعته دونما وعي وكأنه معد سلفاً لهذه المهمة، ومن هذا النوع من البشر الكثير الذين نصادفهم في جميع مفاصل الحياة وتفصيلاتها، فقد تجد شاباً يسير امور دائرة حكومية بنجاح وحكمة وهو يحظى برضا العاملين معه بينما يفشل الكثير من اقرانه في ادارة الامور بهذه الكيفية السلسة واللطيفة والناجحة، كل هذا حصل بسبب امتلاك صاحب هذه الشخصية لمقومات الشخصية القيادية والتي سنتحدث عنها في اسطرنا البسيطة هذه.

في خلدي اسئلة اود طرحها عليك سيدي القارئ الكريم وهي: هل يمكن للانسان ان يكون ذو شخصية قيادية بالاكتساب ام ان هذه السمة هي موروثة لدى الانسان فقط؟، وماهو تأثير البيئة على الشخصية القيادية في السلب والايجاب؟، وماهي الصفات الرئيسة التي عبرها نستدل على كون الشخصية قيادية من عدمها؟

تعرف الشخصية القيادية "بأنها الشخصية التي تتمتع بالحماس المطلوب والرغبة القوية اللازمة لتحقيق الأهداف، والشخص القيادي هو الذي يستطيع جمع الأشخاص وتوجيههم لتحقيق هذه الأهداف".

من المغالطات التي تسود في بعض الاوساط الادارية ان الشخص القيادي يجب ان يتصف بالتسلط والتفرد في اتخاذ القرار وهذا ما يجعل المنضوين تحت سيطرته يذعنون له ويهابونه، في الحقيقة هذا الاعتقاد خاطئ للغاية وهو ترجمة حرفية للبدوية السلبية التي لم تبرح شخصية الانسان العربي حتى يومنا هذا برغم المدنية التي ندعيها الا ان الحقيقة المنبثقة من سلوكياتنا تقول اننا لا زلنا نعيش البداوة مهما حاولنا الظهور بمظهر المدنية في الملبس او استخدام وسائل النقل المتطورة وحتى التكنلوجيا الحديثة التي هي بين يدينا الآن.

ومن الجدير بالإشارة ان الانسان من الممكن ان يكون قيادياً في مكانه الوظيفي، في فريقه الشعبي الذي يمارس فيه لعب كرة القدم، في عائلته الصغيرة وبين اخوانه، في عشيرته، في مرحلته الدراسية، وحتى على متن وسيلة نقل تقله الى مكان ما في نزهة ما او سفرة عمل ما.

يتمتع صاحب الشخصية القيادية بملكة نادرة تختلف عن الاغلبية من الناس وهذه الندرة هي من عززت فكرة ان (القادة يولدون ولا يصنعون) وذلك لصعوبة اكتساب الصفات القيادية العظيمة، اذن القائد ذلك الشخص الذي يشغل الدرجة أو المنصب الأعلى و الأهم، و رغم ذلك فإنه ليس كل من يمتلك سلطة أو يشغل أعلى المناصب يتمتع بروح القيادة الشرعية و الشخصية القيادية.

ماذا يجب ان يتوفر في الشخصية القيادية؟

كثيرة هي الصفات التي يجب ان تتوفر في الشخصية القيادية لكي نطلق عليها هذه التسمية لعل أبرزها: الشجاعة التي تمنحه القوة في مواجهة اللحظات والاشخاص الفوضويين وبذا يمكن مواجهة الاخطاء واتخاذ القرارات الاكثر صوابية، فمن الشجاعة ان يكون القائد حازماً في المواقف التي تتطلب ذلك، ويمكن ان نصف ظهور القائد امام جمهوره او محيطه بالشجاعة كما يقول ونستون تشرشل" إنّ الوقوف والتحدث أمام الناس يتطلب الشجاعة، وكذلك الأمر بالنّسبة إلى الجلوس والاستماع للآخرين.

ثاني الابجديات التي ينغي ان تتوفر لدى القائد هي الاطلاع على الجديد في كافة المجالات والمجالات التي تقترب من اختصاصه على وجه التحديد، كما يلزم ان يسعى الشخص القائد بشكل مستمر إلى التعلم وتحسين معرفته وطريقة إدارته، والاستفادة من أخطائه لتطوير نفسه، فالمعرفة سلطة تمكن الشخص من التغلب على العقبات التي تواجهه، وليس من الخطأ ان يأخذ القائد بمشورة أصحاب الخبرة والمعرفة والمهارة الذين يحيطون به.

وتعد مهارة التواصل والاتصال الفعال بالنسبة للقائد من الاساسيات التي تجعل منه مقبولاً بين انصاره او محيطه الذي يمارس فيه نشاطه، وتتمثل هذه المهارة بقدرته على الانصات الجيد للآخرين وتقبل نقدهم له والتعامل معه بروح رياضية، كما يفضل ان يمتلك خبرة ولو بسيطة في لغة الجسد لقراءة حاجات من حوله دونما يبذلوا جهوداً في التعبير عنها، ومن المهم ان يكون التواصل بطريقة واضحة وبسيطة ولا تسبب إرباكاً للطرف أو المجموعة التي يتم التواصل معها، تلك ابرز من يجعل من الانسان قائدا ملهماً ومقبولاً مجتمعياً وانساناً ناجحاً وفعال.

اضف تعليق