q
يؤدي هذا النوع من الأعاصير إلى تساقط أمطار غزيرة أو ثلوج. ويمكن أن تتسبب أيضا بحدوث فيضانات على السواحل وتؤدي إلى رياح قوية. يُعزى الصقيع القطبي الذي يجتاح أميركا الشمالية حالياً، عشية عطلة عيد الميلاد، إلى ظاهرة تسمّى الإعصار المتفجّر أو الإعصار القنبلة ولا تزال العاصفة التي أودت بالعشرات...

حرب ليست نووية تجتاح الولايات المتحدة بل إعصار متفجر حولها صقيع شامل، فقد أعلنت دوائر النقل في عدة ولايات امريكية انعدام الرؤية تماما تقريبا نتيجة الثلوج وعن ظروف صقيع داعية السكان إلى التزام منازلهم. وتم تحذير السائقين من القيادة في ظل ذروة موسم السفر في البلاد.

وبحلول بعد ظهر الجمعة تحولت العاصفة إلى "إعصار بقوة قنبلة" بعدما تراجع الضغط الجوي بشكل حاد على مدى 24 ساعة.

يؤدي هذا النوع من الأعاصير إلى تساقط أمطار غزيرة أو ثلوج. ويمكن أن تتسبب أيضا بحدوث فيضانات على السواحل وتؤدي إلى رياح قوية.

يُعزى الصقيع القطبي الذي يجتاح أميركا الشمالية حالياً، عشية عطلة عيد الميلاد، إلى ظاهرة تسمّى "الإعصار المتفجّر" أو "الإعصار القنبلة".

ولا تزال العاصفة التي أودت بالعشرات في الولايات المتحدة خلال عطلة عيد الميلاد تلقي بثقلها الثلاثاء على ولاية نيويورك والمسافرين جوّا في أنحاء البلاد، مع انتشار قصص عن عائلات حوصرت لأيام خلال "عاصفة القرن".

ارتفع عدد الوفيات المرتبطة بالعاصفة الشتوية - معظمها حوادث طرق - إلى 50 على الأقل بعد أن أكد مسؤولون وفاة أخرى في مقاطعة إيري بغرب نيويورك، بؤرة الأزمة.

وقال رئيس بلدية بوفالو بايرون براون عبر تويتر "لسوء الحظ، تتوقع الشرطة أن يرتفع العدد". وأصيبت بوفالو بالشلل لمدة خمسة أيام بسبب تكوّم الثلج وانقطاع الكهرباء، ومن المتوقع تساقط المزيد من الثلوج.

حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول المولودة في بوفالو، فقد شبّهت الوضع بعد العاصفة بـ"منطقة حرب". "من المؤكد أنها عاصفة القرن".

مع انخفاض درجات الحرارة، حوصر ركاب وبعض السكان الفارين من منازلهم الشديدة البرودة على الطرق السريعة مع تعذّر التدخل لإنقاذهم.

مناطق في شمال شرق الولايات المتحدة لا تزال تحت تأثير العاصفة الثلجية التي ضربت البلاد على مدى أيام وتسبّبت بانقطاع التيار الكهربائي عن مناطق عدة وتأخير مواعيد رحلات جوية وبوفيات في تسع ولايات، وفق الأرقام الرسمية.

في ولاية نيويورك، أشارت السلطات إلى ظروف قاسية، لا سيما في بوفالو، مع تساقط كثيف ومطوّل للثلوج، والعثور على جثث في السيارات وتحت الثلوج وتفقد عناصر الإغاثة السيارات بحثا عن ناجين.

أجبرت العاصفة الكبرى المصحوبة بثلوج كثيفة ورياح قوية ودرجات حرارة انخفضت إلى ما دون الصفر، سلطات الطيران على إلغاء أكثر من 15 ألف رحلة جوية أميركية في الأيام الأخيرة، بما في ذلك نحو اربعة آلاف رحلة الإثنين، وفقا لموقع تتبّع حركة الطيران "فلايت أوير".

وتعد بافالو في مقاطعة إري التي غالبا ما تشهد شتاء قاسيا، محور الأزمة بعد أن دُفنت المدينة تحت طبقات كثيفة من الثلوج.

وقالت حاكمة نيويورك كاثي هوشول في تصريح للصحافيين "إنها بالتأكيد عاصفة القرن"، مشيرة إلى أنه "من السابق جدا لأوانه القول إنها على وشك الانتهاء".

وقالت هوشول إن بعض البلدات في غرب نيويورك غمرتها ليلا ثلوج بسماكة تتراوح بين 0,75 إلى متر.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن وضع كامل إمكانات الحكومة الفدرالية في متناول ولاية نيويورك، وقال إنه وزوجته جيل بايدن يصليان من أجل أولئك الذين فقدوا أحباء لهم في العاصفة.

وأقر بايدن أيضا إعلان حال الطوارئ في الولاية، وفق البيت الأبيض.

وتوقعت الأرصاد الجوية أن يستمر تساقط الثلوج في مدينة بافالو، وأن تضاف طبقة جديدة إلى الثلوج المتراكمة منذ أيام وأدت إلى شلّ المدينة وانهيار خدمات الطوارئ فيها.

وصباح الثلاثاء أصدرت الأرصاد الجوية تقريرا محدثا توقّعت فيه أن "تميل درجات الحرارة إلى الاعتدال في الشرق والغرب الأوسط في الأيام المقبلة"، لكنّها حذّرت من أن السفر في هذه المناطق يبقى محفوفا بالمخاطر.

وجاء في تغريدة أطلقها مارك بولونكارز المسؤول التنفيذي في مقاطعة إري أن حصيلة الوفيات الناجمة عن العاصفة الثلجية ارتفعت إلى 27 في المقاطعة الاثنين، بما في ذلك 14 شخصا عثر عليهم في الخارج وثلاثة في سيارة.

وكان قد رجّح في مؤتمر صحافي عقده في وقت سابق أن يتجاوز عدد الوفيات في إري حصيلة ضحايا العاصفة الثلجية القوية التي ضربت بافالو عام 1977 وأودت بحياة نحو 30 شخصا.

ومع التوقعات بازدياد تساقط الثلوج والإعلان أن معظم طرق بافالو "غير سالكة"، دعا بولونكارز السكان إلى ملازمة منازلهم.

وأنقذ عناصر في الحرس الوطني وفي أجهزة أخرى مئات من الأشخاص كانوا في سيارات حاصرتها الثلوج وفي منازل انقطع عنها التيار الكهربائي، لكن السلطات أعلنت أن هناك أشخاصا لا يزالون محاصرين.

ووصف جون غارسيا، المسؤول المحلي في مقاطعة إري، العاصفة بأنها "الأسوأ" التي شهدها على الإطلاق، مشيرا إلى أن انعدام الرؤية وتعذّر استجابة السلطات لنداءات الاستغاثة.

وقال في تصريح لشبكة "سي ان ان" الإخبارية الأميركية إن من المؤلم للغاية "تلقي اتصالات عن عائلات مع أطفال يتجمّدون من البرد".

وأعربت حاكمة نيويورك كاثي هوشول عن صدمتها مما شاهدته خلال جولة استطلاعية الأحد في المدينة.

ووصفت هوشول الأمر بأنه أشبه "بمنطقة حرب، ومشهد السيارات على جانبي الطرقات صادم"، مشيرة الى تهديد الثلوج المتراكمة بأكثر من مترين للمنازل ومعاناة السكان من انقطاع الكهرباء.

أدى الطقس القاسي إلى انخفاض درجات الحرارة في 48 ولاية أميركية إلى ما دون الصفر خلال عطلة نهاية الأسبوع، بما في ذلك في تكساس وعلى طول الحدود مع المكسيك حيث واجه مهاجرون وفدوا حديثًا صعوبات في إيجاد مأوى.

السبت سجّل انقطاع للتيار الكهربائي عن نحو 1,7 مليون مشترك، وفق الموقع الالكتروني "باور-آوتيج".

إلا أن هذا الرقم انخفض بشكل كبير، علما بأن نحو 50 ألفا على الساحل الشرقي كانوا ما زالوا يعانون من انقطاع التيار الكهربائي الاثنين.

بسبب الثلوج توقّفت محطات للربط الكهربائي عن العمل في مقاطعة إري حيث لا يتوقّع ان تعود التغذية بالتيار للسكان قبل الثلاثاء، وقال مسؤول رفيع في المقاطعة إن إحدى محطات الربط مغطاة بثلوج بسماكة تفوق خمسة أمتار.

ولا يزال مطار بافالو الدولي مغلقا، كما لا يزال الحظر المفروض على قيادة السيارات ساريا في المدينة وفي غالبية أنحاء مقاطعة إري.

وأغلقت طرق رئيسية عدة بسبب الجليد وانعدام الرؤية، لا سيما جزء من الطريق السريع "إنترستيت 70" الذي يعبر البلاد.

وأطلقت تحذيرات للسائقين بوجوب عدم التنقل في فترة من العام عادة ما تشهد الطرق فيها أكبر ازدحام.

مدينة بافالو الأمريكية تحاول التعافي

,كافح عمال الطرق والسكان الذين أنهكتهم العاصفة في غرب ولاية نيويورك الأمريكية لإزالة الثلوج يوم الثلاثاء بعد عاصفة ثلجية مميتة في مطلع الأسبوع، مع استمرار تساقط الثلوج وتنبؤات بارتفاع سريع في درجات الحرارة وهطول أمطار مما قد يتسبب في سيول ويحول المشهد المتجمد إلى بركة.

وكانت مدينة بافالو بولاية نيويورك الأمريكية والمنطقة المحيطة بها باتجاه هبوب الريح من بحيرتي إيري وأونتاريو هي نقطة البدء لموجة تجمد وعاصفة شتوية عاتية ضربت معظم أنحاء الولايات المتحدة الأسبوع الماضي وخلال عطلة عيد الميلاد وامتدت جنوبا حتى الحدود المكسيكية.

وقال مسؤولون إن الوفيات المؤكدة المرتبطة بالعاصفة في مقاطعتي إيري ونياجرا بالولاية ارتفعت إلى 32 يوم الثلاثاء، وذلك بالتزامن مع تراجع معدل تساقط الثلوج. وواصلت فرق الطوارئ البحث عن المركبات المدفونة تحت الثلوج المتراكمة التي بلغ ارتفاعها عدة أقدام.

وقال مارك بولونكارز المسؤول بمقاطعة إيري للصحفيين إن بعض المتوفين عُثر عليهم متجمدين في سياراتهم بينما كان بعضهم تحت الثلوج المتراكمة في الشوارع وتوفي آخرون بحالات صحية طارئة مثل السكتة القلبية أثناء محاولة إزالة الثلوج.

وذكرت محطة إن.بي.سي نيوز أن 60 على الأقل توفوا في حوادث مرتبطة بسوء الأحوال الجوية في الأيام القليلة الماضية في الولايات المتحدة.

لكن خدمة الأرصاد الوطنية تتوقع أن يتغير الموقف جذريا بذوبان سريع للثلوج في وقت لاحق هذا الأسبوع مع ارتفاع درجات الحرارة لمستويات ربيعية أعلى بكثير من درجة التجمد وأعلى من المستوى الطبيعي مصحوبة بأمطار قد تسبب سيولا.

وقال بولونكارز على تويتر “هذا أحد أسباب استهداف شوارع بعينها بمزيد من عمليات إزالة الثلوج للسماح بتصريف المياه الناتجة عن الذوبان”.

وأشار بولونكارز إلى بطء تقدم تلك العمليات بسبب كميات وعمق الثلوج التي وصفها بأنها “غير قابلة للكسح”.

أسوأ عيد ميلاد

وقالت عائلة آنديل تايلور البالغة 22 عامًا، وهي من سكان بوفالو، إنها توفيت في سيارتها بعد أن علقت في طريقها من المنزل إلى العمل.

يُظهر مقطع فيديو أرسلته تايلور ونشرته أختها سيارتها مغمورة بالثلوج حتى نوافذها.

وصرّحت عائلتها في كارولاينا الشمالية لمحطة تلفزيون محلية أن عناصر الطوارئ الذين علقوا هم أنفسهم أثناء محاولتهم إنقاذها، عثروا عليها ميتة بعد 18 ساعة مرجّحين أن يكون سبب الوفاة التسمم بأكسيد الكربون.

وقال رجل إنه حوصر في سيارته في شوارع بوفالو مع أطفاله الأربعة الصغار لمدة 11 ساعة قبل أن يتم إنقاذهم، وفق صحيفة نيويورك تايمز.

وأكد زيلا سانتياغو البالغ 30 عامًا أنه أبقى محرك سيارته يعمل لتوفير بعض الدفء وأطعم أطفاله بعض العصير الموجود في صندوق السيارة، قبل أن تنقذهم أخيرًا عند الفجر كاسحة ثلج عابرة.

وأدت العواصف الثلجية والرياح العاتية ودرجات الحرارة الشديدة الانخفاض الى إلغاء نحو 20 ألف رحلة جوية في الأيام الأخيرة، بينها نحو 4700 رحلة الثلاثاء، وفق موقع التتبع المتخصّص "فلايت أوير".

معظم الإلغاءات الثلاثاء شملت شركة "ساوث وست إيرلاينز" التي ألغت أكثر من 60 في المئة من رحلاتها بسبب مشاكل لوجستية متتالية تتعلق بشبكة خطوطها، ما كلفها توبيخا من الحكومة الأميركية.

وقالت وزارة النقل عبر تويتر إنها "قلقة من معدل الإلغاء غير المقبول في ساوث ويست" وستتأكد مما إذا كانت الشركة "تمتثل لخطة خدمة العملاء الخاصة بها".

ولا يزال مطار بوفالو الدولي مغلقًا حتى صباح الأربعاء، ولا يزال حظر القيادة ساريا في المدينة حيث حُرم آلاف من الكهرباء.

وقال المسؤول في المدينة مارك بولونكارز محذّرا "يمكنكم بالتأكيد الخروج والمشي للاطمئنان الى الجيران والذهاب إلى المتاجر المفتوحة، وما إلى ذلك. لكن لا تقودوا السيارات".

وقال بيل شيرلوك، أحد سكان بوفالو القدامى، لفرانس برس إن منزله محاط بحوالى أربعة أقدام من الثلج، لكنه كان محظوظًا لأن الكهرباء لم تنقطع ولأن لديه مخزونًا جيدًا من الطعام استعمله طوال عطلة نهاية الأسبوع.

وأضاف المحامي البالغ 38 عامًا إن أولئك الأقل حظًا "ربما عاشوا أسوأ عيد ميلاد في حياتهم" - لافتا الى أن بعض المنازل في حيّه محرومة من الكهرباء منذ الجمعة.

قضّى شيرلوك ثلاث ساعات في إزالة الثلج من ممر سيارته، وقد ينتظر يومًا آخر قبل أن يغامر بقيادتها لأول مرة منذ نحو أسبوع، موضحا "لن نذهب إلى أي مكان إلا إذا اضطررنا لذلك".

يُتوقع أن ترتفع الحرارة لتصل إلى 50 درجة فهرنهايت (10 درجات مئوية) بحلول نهاية الأسبوع، رغم أن المسؤولين حذّروا من أن ذوبان الثلوج قد يؤدي إلى فيضانات طفيفة.

أدى الطقس القاسي خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في جميع ولايات البر الرئيسي للولايات المتحدة، ومن بينها مناطق على طول حدود المكسيك حيث يكافح بعض المهاجرين الوافدين حديثًا للعثور على مأوى.

أدى الجليد أيضًا إلى الإغلاق الموقت لبعض طرق النقل الأكثر ازدحامًا، ومن بينها جزء من الطريق السريع 70 العابر للبلاد.

وقالت حاكمة نيويورك عبر تويتر إن إعادة فتح العديد من الطرق السريعة الرئيسية في نيويورك، وكذلك المعابر الحدودية مع كندا، تعد "مؤشرا الى أننا أخيرًا نتخطى ذروة هذه العاصفة التي تحدث مرة واحدة كل جيل".

وقال مارك بولونكارز المسؤول التنفيذي في مقاطعة إري خلال مؤتمر صحافي أن الطقس العنيف يجعل هذه "أسوأ عاصفة على الأرجح في حياتنا وفي تاريخ المدينة"، مشيرا إلى أن عدد الوفيات في إري سيتجاوز على الأرجح ضحايا العاصفة الثلجية القوية التي ضربت بافالو عام 1977 وأودت بحياة نحو 30 شخصا.

ومع التوقعات بازدياد تساقط الثلوج والإعلان أن معظم طرق بافالو "غير سالكة"، حذر بولونكارز السكان بضرورة التزام منازلهم. وقال "هذه ليست النهاية بعد، لم نصل الى هناك بعد".

وعثر على بعض الضحايا في سيارات وعلى آخرين في شوارع وسط الثلوج.

وقال مارك بولونكارز المسؤول في مقاطعة ايري "لم يكن عيد الميلاد الذي أردناه"، معبرا عن تخوفه من ارتفاع حصيلة القتلى في منطقته.

وتحدث عن "أشخاص عالقين في سياراتهم منذ أكثر من يومين وآخرين في منازلهم بدرجات حرارة متدنية".

وفُرض منع التنقل في هذه المنطقة لكن مئات الأشخاص ما زالوا عالقين في سياراتهم.

وقال مارك بولونكارز لشبكة "سي إن إن" إن فرق الإغاثة تنتقل من سيارة إلى أخرى لترى "ما إذا كانت هناك جثث".

وقال علي لوسون (34 عاما) الذي يعيش في بافالو منذ ثماني سنوات، لوكالة فرانس برس السبت إن "الرياح قوية جدا" لدرجة أن الثلج يتشكل مثل "كثبان رملية". ووصف الوضع ب"الجنوني".

وفي مقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا أدى انقلاب حافلة بسبب الجليد على الأرجح إلى مقتل أربعة أشخاص ونقل 53 آخرين إلى المستشفى بينهم اثنان لا يزالان في حالة حرجة.

وقال رجل وزوجته في المدينة التي تقع على حدود كندا لوكالة فرانس برس إن الطرق باتت مقطوعة بالكامل، ما سيجعل من المتعذر عليهما قطع مسافة 10 دقائق بالسيارة لرؤية أقربائهما في عيد الميلاد.

وقالت ريبيكا بورتولين البالغة 40 عاما "الوضع صعب لأن الظروف سيئة للغاية ... الكثير من مراكز مكافحة الحرائق لا ترسل حتى عربات إطفاء ردا على مكالمات الاستغاثة".

ويعاني خطيبها علي لوسون من آلام في الظهر، لكنه يخطط لمداواة نفسه في المنزل لأن القيادة إلى المستشفى أمر خطير للغاية.

مشرّدون

وفي إل باسو في تكساس، تجمّع مهاجرون عبروا من المكسيك في الكنائس والمدارس وفي مركز للخدمة المدنية بحثا عن التدفئة، وفق ما أفادت المدرّسة والمتطوعة روزا فالكون فرانس برس.

لكن اختار البعض مع ذلك البقاء في الخارج في ظل درجات حرارة متجمدة خشية لفت انتباه سلطات الهجرة، بحسب ما قالت.

وفي شيكاغو، قال بوركي باتن من "نايت مينيستري"، وهي منظمة غير ربحية مكرسة لمساعدة المشرّدين "نوزع معدات الطقس البارد بما في ذلك المعاطف والقبعات والقفازات والملابس الداخلية الحافظة للحرارة والبطانيات وأكياس النوم إضافة إلى لوازم التدفئة المخصصة لليدين والقدمين".

وفي كندا، واصل البعض التسوق في اللحظات الأخيرة قبل العطلة رغم تدني درجات الحرارة.

مع ذلك، أصدرت مناطق كندية تحذيرات من أحوال الطقس الشديدة. وانقطعت الكهرباء عن مئات آلاف الأشخاص في أونتاريو وكيبك بينما ألغيت العديد من الرحلات في مطارات فانكوفر وتورونتو ومونتريال.

وقال ركاب عدد من القطارات التي توقفت في أونتاريو إنهم علقوا داخل العربات لمدة تصل إلى 18 ساعة جرّاء أحوال الطقس الرديئة.

وقالت لوسي إيليس التي كانت على متن أحد القطارات لصحيفة "تورونتو ستار" "تحوّلت رحلة مدتها أربع ساعات إلى رحلة مدتها 18 ساعة... نشعر جميعنا بالتعب الشديد. نمت على الأرض لمدة ساعة، يزداد الشعور بالإحباط".

فيضانات ورياح عاتية

في الولايات المتحدة، أعلنت دوائر النقل في عدة ولايات انعدام الرؤية تماما تقريبا نتيجة الثلوج وعن ظروف صقيع داعية السكان إلى التزام منازلهم.

وتم تحذير السائقين من القيادة في ظل ذروة موسم السفر في البلاد.

وبحلول بعد ظهر الجمعة تحولت العاصفة إلى "إعصار بقوة قنبلة" بعدما تراجع الضغط الجوي بشكل حاد على مدى 24 ساعة.

يؤدي هذا النوع من الأعاصير إلى تساقط أمطار غزيرة أو ثلوج. ويمكن أن تتسبب أيضا بحدوث فيضانات على السواحل وتؤدي إلى رياح قوية.

وقالت خبيرة الأرصاد الجوية في تورونتو كيسلي ماكإيوين عبر تويتر إن أمواجا بارتفاع ثمانية أمتار سجّلت في بحيرة إري، بينما هبّت رياح بلغت سرعتها 120 كلم في الساعة في ميناء فيربورت في أوهايو، بحسب خدمة الأرصاد الجوية.

إعصار متفجّر ينشر الصقيع

يُعزى الصقيع القطبي الذي يجتاح أميركا الشمالية حالياً، عشية عطلة عيد الميلاد، إلى ظاهرة تسمّى "الإعصار المتفجّر" أو "الإعصار القنبلة".

وقالت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية إنّ موجة الصقيع الراهنة تحدث "مرة واحدة في كلّ جيل" ولديها القدرة على أن تصير مميتة.

وحطّمت درجات الحرارة بالفعل أرقاماً قياسية مع انخفاضها إلى 53 درجة مئوية تحت الصفر في غرب كندا وناقص 38 في مينيسوتا وناقص 13 في دالاس.

حتى أنّ الثلج تساقط في شمال فلوريدا ذات المناخ شبه الاستوائي.

والإعصار القنبلة، ويسمى كذلك "التولّد الحلقي المتفجّر"، هو عاصفة تشتدّ بسرعة وتحدث عندما ينخفض ضغط الهواء بمقدار 20 ملّيبار أو أكثر في غضون 24 ساعة.

ويحدث هذا عادةً عندما تصطدم كتلة هوائية دافئة بأخرى باردة، وفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.

وفي الوقت الراهن، اصطدم الهواء الآتي من القطب الشمالي بالهواء الاستوائي الآتي من خليج المكسيك، ليشكّلا منخفضاً جلب الأمطار والثلوج.

ويشرح عالم الأرصاد الجوية يان أميس من مؤسّسة الطقس "ويذر إن كو" أن ما يجعل هذه العاصفة غير عادية هو مدى سرعة انخفاض الضغط - 40 مليبار في 24 ساعة.

ويقول سيريل دوشين، خبير الأرصاد الجوية من قناة الطقس الفرنسية إنّ "هذا الأمر أدّى إلى توليد ظروف عاصفة شديدة بالقرب من قلب نظام الضغط المنخفض، مع ظروف قاسية بشكل خاص".

ويضيف أنّ طبيعة هذه العاصفة التي لا مثيل لها تأتي من شدّة وحدّة درجات الحرارة المنخفضة، و"هذا ما يجعلها استثنائية".

وتسبّبت العاصفة بحدوث "دوّامة قطبية" هي عبارة عن كتلة هوائية شديدة البرودة من القطب الشمالي تتّجه جنوباً نحو خطوط العرض المنخفضة والأكثر دفئاً. وتكون النتيجة انخفاضاً حادّاً في درجات الحرارة. في دنفر، على سبيل المثال، انخفضت درجات الحرارة بمقدار 33 درجة مئوية في غضون سبع ساعات فقط.

وإلى جانب العواصف الثلجية والثلوج، يمكن أن تجعل الرياح الباردة في مناطق مثل السهول الكبرى درجات الحرارة تبدو وكأنّها 55 درجة تحت الصفر.

وحذّرت هيئة الأرصاد الجوية الأميركية من أنّ مثل هذا الصقيع يمكن أن يؤدّي إلى قضمة الصقيع على الجلد المكشوف في غضون دقائق وانخفاض درجة حرارة الجسم وحتى الموت إذا تمّ التعرّض لهذه الظروف لفترة طويلة.

وأضافت أنّ هذا يجعل أيّ سفر أو تنقّل من أيّ نوع "خطيراً" بل "مستحيل".

وفي نهاية هذا الأسبوع، يتوقّع أن يتحرّك الضغط المنخفض العالق حالياً فوق السهول الكبرى والغرب الأوسط شمالًا نحو كيبيك، ومن المحتمل أن يجلب رياحاً قوية وثلوجاً كثيفة قبل الانتقال إلى شمال شرق الولايات المتحدة الذي لا يُتوقع أن يتأثّر بشدة، وفق دوشين.

اضف تعليق