q
إن العالم الرباني سماحة آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي قدّس سرّه كان قد بلغ مرتبة سامية من الاجتهاد إضافة إلى بلوغه المراتب الرفيعة في صفات الكمال كالورع والتواضع وحسن الأخلاق وعذوبة البيان وغيرها. وكان بلوغه درجة الاجتهاد في مقتبل عمره الشريف، وقد أبان وأفصح عن هذه المرتبة كتاب الترتّب...

عالم رباني من علماء الشيعة ينتمي الى عائلة دينية وجهادية عريقة، عرف بزهده واخلاقه العالية وصدقه وتواضعه الذي ورثه عن الآباء والأجداد وحبه للجميع، وكان (رض) له تأثيراً واضحاً وكبيراً في تنمية العقول واظهار الحقائق من خلال بحوثه ومحاضراته القيمة، هذا العالم الكبير هو الفقيه المقدس آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي (أعلى الله درجاته)، النجل الأكبر للمجدد الشيرازي الثاني، من أسرة قادت الزعامة والمرجعية في كربلاء، ومن علماء هذه الأسرة الميرزا مهدي الحسيني الشيرازي (1380هـ) ابن عم الميرزا عبد الهادي بن إسماعيل الحسيني الشيرازي (1382هـ) مرجع تقليد شيعي معروف، ومحمد بن الميرزا مهدي الحسيني الشيرازي الثاني 1422 هجري من أعاظم مراجع التقليد في العراق وإيران.

ولد في كربلاء سنة 1959 م، نشأ وترعرع فيها، تربى في ظل والده محمد الحسيني الشيرازي فتهذب بأدبه وتعلم من أخلاقه وعلمه. بدأ دراسته الأولية في مدرسة حفاظ القرآن الكريم ثم التحق بالحوزة العلمية في كربلاء حيث درس مقدمات العلوم الدينية لدى أساتذتها الكبار. هاجر بصحبة والده إلى الكويت وذلك بعد الضغوط الكبيرة التي لاقته أسرة محمد الحسيني الشيرازي من قبل البعثيين في العراق. وفي الكويت واصل دراسته العلمية فقرأ الرسائل والمكاسب على عمه المرجع الديني صادق الحسيني الشيرازي، وإلى جانب ذلك كان يلقي محاضرات دينية علمية.

في سنة 1980 م هاجر إلى إيران فحل بمدينة قم حيث استمر في دراسة السطوح حتى أكملها وبدأ دراسته العالية لدى والده محمد الحسيني الشيرازي وعمه وكبار فقهاء الحوزة من أمثال حسين وحيد الخراساني، والمرجع الديني الشيخ ميرزا جواد التبريزي وغيرهم فنال مرتبة الفقاهة والاجتهاد، كان من أساطين الأستاذة في الحوزة العلمية في قم المقدسة حيث بدأ بتدريس المقدمات والسطوح العالية ومن سنة 1408 هـ شرع بتدريس بحث خارج الفقه والأصول على فضلاء الحوزة وكان مستمراً في تدريسه إلى أن مات في يوم الأحد تاريخ 26 جمادى الأولى لعام 1429 هجرية. تربى في مدرسته العلمية عدد من التلامذة وهم اليوم من المدرسين في الحوزات العلمية في مختلف أرجاء العالم.

إن العالم الرباني سماحة آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي قدّس سرّه كان قد بلغ مرتبة سامية من الاجتهاد إضافة إلى بلوغه المراتب الرفيعة في صفات الكمال كالورع والتواضع وحسن الأخلاق وعذوبة البيان وغيرها. وكان بلوغه درجة الاجتهاد في مقتبل عمره الشريف، وقد أبان وأفصح عن هذه المرتبة كتاب (الترتّب)، فلذا أجازه العديد من العلماء بإجازة الاجتهاد، كما أشار بمقامه العلمي جمع من العلماء قبل حدود 25 عاماً. وقد إجازة او إشارة كل من:

1ـ المرجع الراحل آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته

2ـ المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله

3ـ آية الله العظمى السيد محمد الفاطمي الأبهري قدّس سرّه

4ـ آية الله العظمى الشيخ مرتضى الأردكاني قدّس سرّه

5ـ آية الله العظمى الشيخ يد الله الدوزدوزاني دام ظله

6ـ آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دام ظله

7ـ آية الله السيد أحمد الشهرستاني قدّس سرّه

8ـ آية الله السيد رضا الصدر قدّس سرّه

توفي رضوان الله عليه في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد 1 يونيو 2008 م، وكان لانتشار خبر الوفاة أصداء في العالم الشيعي حيث جرى تشييع كبير في مدينة قم الإيرانية ثم نقلت جنازته إلى مدينة النجف العراقية وأخيراً وصلت الجنازة إلى مدينة كربلاء حيث دفن بجوار جده ميرزا مهدي الشيرازي.

مؤلفاته

ترك السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي (رض) مؤلفات عديدة، نذكر منها: الترتب، كيف نفهم القرآن طبع مع كتاب التدبر في القرآن في مجلد واحد، التدبر في القرآن، الإمام الحسين عظمة إلهية وعطاء بلا حدود طبع عام 2010م، الرسول الأعظم رائد الحضارة الإنسانية، خطب الجمعة، سلسلة المهدوية، ومضات، هوامش على الدلائل، خواطر عن السيد الوالد، هوامش على المسائل المستحدثة، سلسلة الرسول والعترة، أبحاث أصولية، رسالة في علم الرجال، الاجتهاد والاحتياط والتقليد، بيت الزهراء نموذجا، الزهراء الفيصل والقدوة، رسالة في قاعدة التسامح، الشعائر الحسينية، رسالة في الشهادة الثالثة، الثقة بالنفس طريق الغد المشرق، رسالة حول الزهراء، هوامش على المنطق.

من وصايا الفقيد

هذه الوصايا كان قد كتبها الفقيد آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي قدّس سرّه الشريف إلى المؤمنين والمؤمنات جاء فيها.

بسم الله الرحمن الرحيم

1ـ التقوى من الله تعالى.

2ـ الأخلاق الحسنة.

3ـ تعلّم الخطابة وإتقانها.

4ـ تعلّم الكتابة والتأليف بما فيه احتياجات المجتمع (والشباب بالخصوص).

5ـ تأسيس المؤسسات: الثقافية والاجتماعية الدينية.

6ـ تشويق كل فرد على العمل والفاعلية والانطلاق وتكوين المؤسسات، حتى يكون كل فرد مشروعاً ومؤسسة.

7ـ تخصيص (5) دقائق كل يوم لمحاسبة النفس.

8ـ التزوّد من الثقافة الإسلامية وخاصة في مجال العقائد والأحكام والأخلاق والتفسير والحديث.

9ـ مطالعة أحوال أولياء الله تعالى.

10ـ الاهتمام بشئون الفقراء والمعوزين والأيتام.

وجدت في ثوب آية الله الفقيد فقيه أهل البيت صلوات الله عليهم السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته ورقة صغيرة مكتوب عليها بقلمه الشريف ما يلي:

1ـ قضاء جميع صلواتي وصيامي.

2ـ سماع أشرطتي وحذف ما ينبغي حذفه شرعاً.

3ـ إبراء العمّ حفظه الله ما بذمّتي ـ إن كان ـ تجاهه أو تجاه الحقوق الشرعية.

4ـ المعذرة من جميع من أحاط بي إن كنت قصّرت في شيء من حقوقهم.

اضف تعليق