q
لماذا لا ننطلقْ Take-off، أو نقلّع ممّا نحنُ عليهِ، وفيه، ولدينا مطارات \"دوليّة\"، أكثر من أيّ بلدٍ بمرتبتنا المتدنيّة في سلم التطور الاقتصادي والاجتماعي) على امتداد هذا الكون الفسيح؟، لماذا لا نقلِع، أو ننطلق، ولدينا كم هائل من السياسات والاستراتيجيات والخطط الاقتصادية والاجتماعية والأمنية مقارنةً بغيرنا من الدول؟...

تتلخّص نظرية مراحل النمو الاقتصادي لـ والت ويتمان روستو Walt Whitman Rostow في تحديد مراحل معينة لعملية النمو الاقتصادي عند الدول المختلفة، تتسم كل منها بخصائص معينة. وهذه المراحل هي:

1- مرحلة المجتمع التقليدي The Traditional Society

2- مرحلة التهيؤ للانطلاق The Perquisites for Take-off

3- مرحلة الانطلاق The Take-off Period

4- مرحلة النضوج Move Towards Maturity

5- مرحلة الاستهلاك الوفير High Mass Consumption

ومع وجود الكثير من التحفظّات على هذه النظرية، والتي سبق وأنْ تداولتها الكتابات الاقتصادية منذ ظهورها في ستينيّات القرن الماضي، إلاّ أنّ خطوطها العامة يمكن ان تنفع في تحليل مسارات التطور الاقتصادي والاجتماعي في بعض البلدان. وفي خمسينيّات القرن الماضي أعلن خبراء المنظمات الدولية (وبالذات خبراء البنك الدولي للأنشاء والتعمير الذين عملوا مع مجلس الاعمار في العراق)، انّ مشاريع هذا المجلس، مع وفرة الموارد النفطية الي تم تخصيصها بالكامل لتمويل انجازها، ستضع العراق على "عتبة" مرحلة الانطلاق، وستسمح في حال المضيّ بها ببلوغ العراق مرحلة "الانطلاق" نحو الرأسمالية.

وجاءتْ الانقلابات العسكرية، لتفرض نمطاً مختلفاً للتصرف بالموارد النفطية. وكان إن وصل العراق (في حقبتين من تاريخه الحديث على الأقلّ) الى مرحلة الاستهلاك الوفير، دون المرور بالمراحل الأخرى، ليترافق ذلك (في حقب أخرى) مع انتكاسة نمط التنمية (والانتاج) الى عصور ما قبل الصناعة، و الى دعم و تكريس التشكيل الاجتماعي الاقطاعي (أو شبه الاقطاعي)، بكل ما يعنيه ذلك من سيادة قيم وسلوكيات تتعارض تماماً مع التوجّه الاقتصادي السليم لتخصيص الموارد الاقتصادية المتاحة، والتصرّف بها.

ولن أطيل عليكم بسرد المزيد من "الكآبات" الاقتصادية ذات الصلة بهذا الموضوع (فقد كُتب عنها الكثير، وهي متاحة لمن بذل القليل من الجهد في البحث عنها).. غير أنّني أوّد الإعراب عن دهشتي الشاسعة حول عدم قدرتنا على بلوغ مرحلة الانطلاق، رغم مرور أكثر من ستّين عاماً على بلوغنا مرحلة التهيّوء للانطلاق (على وفق نظرية عمّنا روستو سالفة الذكر)، وعلى الرغم من انّ خبراء الصندوق والبنك الدوليّين (وأبناء عمومتهم وخالاتهم من الاقتصاديين العراقيين) قد صدعوا رؤوسنا بذلك منذ "ربيع" العام 2003، والى هذه اللحظة.

لماذا لا ننطلقْ Take-off، أو نقلّع ممّا نحنُ عليهِ، وفيه، ولدينا مطارات "دوليّة"، أكثر من أيّ بلدٍ (بمرتبتنا المتدنيّة في سلم التطور الاقتصادي والاجتماعي) على امتداد هذا الكون الفسيح؟

لماذا لا نقلِع، أو ننطلق، ولدينا كم هائل من السياسات والاستراتيجيات والخطط (الاقتصادية والاجتماعية والأمنية) مقارنةً بغيرنا من الدول؟

نعم.. لدينا : خطة التنمية الوطنية 2007-2009

خطة التنمية الوطنية 2010-2014

خطة التنمية الوطنية2013-2017

إستراتيجية التخفيف من الفقر2009-2014

إستراتيجية مكافحة الفساد2010-2014

إستراتيجية التربية والتعليم2011-2022

إستراتيجية النهوض بالمرأة

الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان

إستراتيجية الأمن الوطني

إستراتيجية تطوير القطاع الخاص 2014-2030

إستراتيجية التنمية الصناعية2013-2030

خطة التشغيل الوطنية

الإستراتيجية الوطنية المتكاملة للطاقة2013-2030

خطة إصلاح المنشآت العامة في العراق 2013 (غير محدد)

خطة التنمية الإستراتيجية لإقليم كردستان 2012-2016

خطة تنمية سامراء!

كلّ هذه المطارات والسياسات والخطط والاستراتيجيات.. وما نزالُ واقفين على "مُدرّجاتنا" السياسية والاقتصادية والاجتماعية المليئةِ بالمطبّاتِ والشروخِ والصدوع.

متى "ننطلِق " و " نُقلِع" اذن؟

لماذا لا تنطلقون، و تقلََعونَ ممّا أنتم فيهِ.. وعليه؟

ما الذي ينقصكم؟

لماذا لا "تنطلقونَ".. و "تقلعون"؟

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق