q
في الوقت الذي تتغير فيه اجيال الحروب، وانتقال الخصوم من الحرب على الارض الى الفضاء، اقتربت التكنولوجيا فائقة التطور من تحقيق السيطرة الكاملة على الطيف الكهرومغناطيسي، تقدمت البحوث العلمية لتقود سباق القوى التدميرية بين الدول العظمى، فأصبحت الاهداف هي السيطرة على الطقس في بلدان العالم...

في الوقت الذي تتغير فيه اجيال الحروب، وانتقال الخصوم من الحرب على الارض الى الفضاء، اقتربت التكنولوجيا فائقة التطور من تحقيق السيطرة الكاملة على الطيف الكهرومغناطيسي، تقدمت البحوث العلمية لتقود سباق القوى التدميرية بين الدول العظمى، فاصبحت الاهداف هي السيطرة على الطقس في بلدان العالم والتحكم في طبقة الايونوسفير، لهزيمة الاخر ليس عسكريا وسياسيا فقط، بل ارغامه على التحالف مع هذه الدول في الوقت التي تفرض شروط تعجيزية على المتضررين جراء الطقس المفتعل من الزلازل والفيضانات والانهيارات الارضية وغيرها، لتحقيق مصالحها الخاصة.

اذ اننا ندخل مرحلة غير تقليدية من الحروب بحلول عام 2020، تشمل النوع المقيدة منها، والتي تضم المجال الاقتصادي والبيئي والاجتماعي والسياسي، فبرنامج الشفق عالي التردد او ما يدعى ابحاث طبقة الغلاف الايوني تم بتمويل من القوات الجوية الامريكية وبحرية الولايات المتحدة وجامعة الاسكا، الهدف المعلن منه هو تحليل الغلاف الايوني.

بحوث هارب

تعزيز تكنولوجيا المجال الايوني لاغراض الاتصالات الاسلكي والمراقبة اهداف اجتمعت في مشروع "هارب"، الا ان السيطرة على المناخ هو اهم ما تسعى اليه تلك الدول، اذ انها تتحكم في مصفوفات هوائية عملاقة في القطب الشمالي ترسل ترددات لا سلكية عالية القوة محملة بموجات كهرومغناطيسسية عالية الفولتية، باتجاه السماء لغرض اثارة وتسخين منطقة محددة من الايونوسفير بشكل مؤقت.

الدكتورة دلال محمود السيد استاذة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، وفي بحث لها حول اسلحة المناخ بينت ان "هناك اهداف عسكرية واخرى سياسية من هارب، تأتي في مقدمتها تفجير الصواريخ في السماء، وسلاح كهرومغناطيسي لتدمير جميع الالكترونيات في ثوان للحفاظ على سرية معلومات قد تكون مهمة بالنسبة لها".

وتضيف السيد انه "احد الوسائل للضغط السياسي على الدول التي تخضع لتأثيراته البيئية مقابل الحصول الامتيازات والتسهيلات الاقتصادية بحجة تقديم المعونة والمساهمة في التنمية، وكسب تأييد الدول التي تحتاج للمساعدات والاغاثة الانسانية".

اسلحة المناخ

تعمل الدول العظمى اليوم على ان تهزم اعدائها بالزلازل والبراكين والفيضانات، وان حرب المناخ باتت وسيلة فعالة في الصراعات الدولية، فكل من روسيا والصين والاتحاد الاوربي تملك مشاريع بينية عسكرية مشابهة ل"هارب"، الا ان التخوف العالمي الحقيقي ياتي من تحولها من المسار العلمي البحثي الى عسكري ذو قدرات فتاكة، المحلل السياسي الدكتور واثق الهاشمي وفي حديث خاص لشبكة النبأ المعلوماتية اوضح ان " هناك مشاكل بين الدول الكبرى تحاول حلها باستغلال التطورات العلمية.

واحد اهم المشاريع التي نفذتها هو التحكم بطبقة الايونوسفير لاحدات متغيرات مناخية في مناطق لاتقع على الخط الطبيعي لها، اذ تحاول الولايات المتحدة اليوم التحول من الحرب العسكرية الى حرب النجوم او ما يسمى كيمترل".

ويؤكد الهاشمي على ان "هناك مؤشرات تدل على تغير نمط الحرب من خلال التغييرات التي تحدث في بيئة المنطقة من ارتفاع درجات، الزلازل والفيضانات، وان هذا التحول في استخدام الاسلحة الذرية مثلا، يأتي من كونها اصبحت مكشوفة لدى الجميع، وبالتالي هذا الموضوع ولد رعب لدى دول العالم".

واشار الى ان " ان ثقب الاوزون وغيرها من متغيرات المناخ وطبقات الغلاف الجوي تقف ورائه اياد خفية وللولايات المتحدة دور كبير في ذلك، ولابد من وقفة جادة للحد من هذا التأثير، على الرغم من وجود مؤتمرات متخصصة في هذا المجال واخرها في باريس، الا ان السؤال المهم هو هل تستطيع الدول الوقوف بوجه هذا المد الخطير في الوقت الذي نقترب منه بحلول 2020".

الكتاب الابيض

في الوقت الذي يدرك العالم خطر هذا المشروع، توجهت لجنة دولية مستقلة باعداد ما يسمى بالكتاب الابيض، للكشف عن الاضرار البيئية لتلك الانشطة، الا ان الادارة الامريكية رفضت بزعم ان اللجنة الاوربية لاتملك مقومات تمكنها من بيان العلاقة بينهما.

وقبل أن نتطرق الى حقيقة وجود هذه التقنية (السلاح المناخي) نستعرض بعض اتهامات الدول في هذا الخصوص، فقد كشف الموقع الاخباري النيوزيلاندي (ناتشر نيوز) عن دراسة تشير الى أن الولايات المتحدة الأميركية هي التي تسببت في الزلزال الذي ضرب اليابان في (11) اذار من عام 2011، حيث أشار " ديميتار أوزونوف" من مركز "غودارد" لأبحاث الفضاء التابع لوكالة ناسا، الى ارتفاع درجة الحرارة بشكل غير مبرر علمياً فوق المكان الذي يُعد بؤرة الزلزال قبل ثلاثة أيام من حدوث الزلزال.

ومن جانبه كشف خبير في دائرة الانواء والرصد الزلزالي التابعة لوزارة النقل العراقية ان "دائرته تمتلك ادلة تثبت ان ارتفاع درجات الحرارة في البلاد هو بفعل فاعل وليس امرا مناخيا طبيعيا، متوقعا ان تصل درجات الحرارة الى (70) درجة مئوية خلال السنوات الثلاثة القادمة".

وقال الخبير ان "الدائرة ومن خلال مختصين في هذا المجال استطاعوا بعد جهود مضنية وعلى مدى اكثر من خمس سنوات، الحصول على الادلة الدامغة التي تبثت تورط الولايات المتحدة الامريكية بالتحكم بالمناخ العراقي، واضاف ان "خبراء المناخ يرجعون ارتفاع درجة الحرارة بهذا الشكل الغريب الى جود طاقة صناعية تم توجيهها عبر مركز "الأبحاث في مجال الترددات العليا للشفق القطبي الشمالي واختصاره (HAARP) باعتباره المركز الوحيد القادر على افتعال زلازل وفيضانات وأعاصير ورفع وخفض درجات الحرارة التي تبدو طبيعية ".

وذكر ان "الرياح الترابية كانت تهب على العراق مرة واحدة في السنة وتسمى الخماسين، وتستمر ليوم او يومين والناس تستعد لها بغلق الابواب والشبايك وعدم الخروج وينتهي الامر، اما الان فقد اصبحت الرياح الترابية تضرب كل مدن العراق، عدا الشمالية تقريبا كل اسبوع مما تسبب في المزيد من الاذى وموت الكثير من كبار السن ومرضى الربو والحساسية".

ولفت الخبير الى ان "الدلائل التي توصل اليها خبراء عراقيون تكاد تكون ادلة دامغة على ان العراق اضحى من الدول التي يتحكم بمناخها هارب الذي تديره الولايات المتحدة الامريكية، معتبرا ذلك حربا من نوع جديد ستكون نتائجها كارثية وقد تفوق ما تعرض له العرق من ثلاث حروب خلال من ثمانينات القرن الماضي وحتى الان كونها تتعلق بالمناخ الذي ينعكس على الامن الغذائي والصحي للانسان".

بين الجيولوجيا والسياسة

يرى بعض المحللين السياسيين ان سلسلة الزلازل التي ضربت بغداد ومناطق واسعة من العراق تنذر بانتقاله جديدة لمرحلة اشد خطورة تطاله منذ أكثر من عقدين من الزمن، اذ بين المحلل السياسي خالد الخفاجي انها "ناشئة عن حرب تدميرية خفية تفوق بأضرارها آثار الغزو والاحتلال والمواجهات العسكرية، حرب غامضة تظهر على أنها كوارث طبيعية، عن طريق سلاح فتَّاك يعد من أحدث أسلحة الدمار الشامل، يستخدم للتحكم بالمناخ واستحداث الظواهر الطبيعية".

العراق الذي يصفه الجيولوجيين بأنه من المناطق الآمنة زلزاليا وظل بمنأى عن مخاطر الحزام الزلزالي الذي يحيط به فيما مضى، أضحى اليوم منطقة زلزالية وذات ظروف مناخية قاسية، ويوضح الخفاجي انه "تتعزز الادلة بالعودة إلى الوراء قليلا حين سمحت الكويت للولايات المتحدة بتخزين غاز (الكيميتريل) في إحدى القواعد العسكرية المتاخمة للحدود العراقية بعد رفض تركيا تخزينه على أراضيها، مما يؤكد إن الولايات المتحدة قد عزمت على استخدامه في المنطقة بشكل واسع".

فغاز (الكيميتريل) هو احد اخطر أسلحة التدمير الشامل وأشدها فتكا ودمارا، وهو السلاح المعول عليه في إحداث الدمار المناخي، الغاز الرهيب اكتشفه العلماء الروس واليهم يعود الفضل في تطوير استخداماته السلمية.

الا ان العالم الجيلوجي مصطفى رشيد العبيدي يعزى الاسباب الى تغيرات مناخية اعتيادية، اذ يقول: ان "التغيرات المناخية الشديدة والزلازل معروفة في السجل الجيولوجي للعراق منذ ملايين السنين قد تحدث كل مئة عام، وهي جزء من تكوين السهل الرسوبي اي الحوض الرسوبي العراقي، اما الزلازل فإن الحزام الزلزالي لزاكروس وطوروس معروف بنشاطه ولكنه يقل او يزداد بفترات زمنية مختلفة وكذلك عمق البؤر الزلزالية لا تقل عن ٢ إلى ١٠ كيلو متر.

كل هذه الدلائل لا تشير إلى اى تأثير خارجي او قوى إقليمية بل هي قوى طبيعية تتكرر باستمرار بين فترة واخرى، وهو ما يظهر في السجل الترسيبي من تكرار الطبقات الرسوبية رملية طينية وحصوية وغرينية بعمق حوالي ٢٠٠٠ متر خلال ٥٠٠٠ سنة الاخيرة في السهل الرسوبي تشير إلى كمية المياه وسرعتها التي نقلت هذه الكميات الهائلة".

نعم هنالك تاثير على الزلازل في التجارب النووية او الذرية ولكن لا تتعدى درجة الزلزال ٣ على مقياس ريختر ولكن درجات الزلازل تتعدى بعضها ٥ درجات

فيما يؤكد العبيدي ان " تأثيرالطبيعة أقوى ومهم وليس الكلام عن قوى إقليمية دولية لان العراق هو عبارة عن حوض تستقر فيه مياه الأمطار بسبب انحدار أرضه".

صراع دولي

في ظل الأزمة المستفحلة بين إيران والغرب، يرجح بعض علماء الجيلوجيا ومحللين سياسيين سعي أميركا أو إسرائيل لاستخدام (السلاح الزلزالي) في إحداث زلزال اصطناعي مدمر يقضي على آمال إيران في امتلاك التقنية النووية.

ويستذكر الخفاجي اعصار ضرب سلطنة عمان " هناك دراسات متخصصة تشير إلى إن إعصار (غونو) الذي بلغت قوته الفئة الخامسة القصوى من الأعاصير وبسرعة 260 كلم/ساعة الذي ضرب سلطنة عمان في حزيران عام 2007، وأحدث خرابًا وتدميرًا كبيرًا هائلا كان ناجمًا عن استخدام (الكيميتريل) وكان الهدف إيران، وبسبب أخطاء في بعض الحسابات، تحول الإعصار إلى عمان ودمر أجزاء واسعة منها وفقد قوته التدميرية عند وصوله إلى إيران"‏.

ويستطرد قائلا: "ليس من المنطقي أن الولايات المتحدة خزنت (الكيميتريل) تحت متناول اليد للسعي لاستخدام جانب الخير منه رغم التداعيات الكارثية السابقة، وربما ستكون ايران على موعد من قرب البدء بالهجوم التدميري، وفي كل الأحوال فان العراق الذي أصبح ساحة لاختبارات هذا السلاح ونال القسط الأوفر منه، لن يكون بمنأى عن تأثيراته المدمرة القادمة".

ظاهرة لاسابقة لها

في الوقت الذي لاتزال تجارب هارب ضد بعض الدول محط شكوك العلماء واختلاف المحللين السياسيين، واتهامات الدول التي اصابتها لعنة الشفق المغناطيسي، تقع ايران تحت رحمة الفيضانات المدمرة.

اذ أعلن رئيس منظمة الإغاثة والإنقاذ الايرانية مرتضى سليمي، أن" 27 محافظة إيرانية من أصل 31، تواجه ازمات السيول منذ أسبوعين، فيضانات وصفها الرئيس الإيراني حسن روحاني بأنها "ظاهرة لا سابقة لها".

وفي ظل الصراع الايراني _ الاوربي بسبب الانشطة النووية، واتهامات للبيت الابيض بزعزعة الاستقرار داخل الجمهورية بوسائل شتى، حملت الادارة الامريكية الحكومة الإيرانية مسؤولية الأضرار الناجمة عن الفيضانات المدمرة، وأكدت استعداد واشنطن لتقديم المساعدة في حملات الإغاثة، ورفض وزير الخارجية مايك بومبيو، مزاعم طهران بأن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على البلاد أدت إلى وقوع الكارثة".

وجاء في بيان له أن "النظام يلقي اللوم على جهات أجنبية، بينها الحقيقة هي أن سوء إدارتهم أدت إلى الكارثة"، مشيرا إلى أن السلطات "تزج بعلماء البيئة في السجن لأنهم يحاولون مساعدة إيران على الاستعداد لهذه المشاكل بعينها".

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد صرح في وقت سابق، بأن "العقوبات الأميركية منعت طهران من الحصول على معدات هي في أمس الحاجة إليها بما في ذلك طائرات هليكوبتر للإغاثة".

.........................................................................................................
* الآراء الواردة في التقرير قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق