q
(ماثيو بوروز) و( روبرت أ. مانينغ) و(أوين دانيلز)
ثلاثة من كبار الباحثين في ATLANTIC COUNCIL
ترجمة وتلخيص: د. قحطان حسين طاهر/مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية

 

إن تحديد المخاطر ليست تنبؤات، إذ أن العديد من التهديدات التي تواجه الأمن والإستقرار العالميين والتي تم تسليط الضوء عليها في أوائل عام 2017 قد تحققت للأسف على مدى العام الماضي.

فعلى الرغم من محاولات الرئيس الصيني (شي جين بينغ) لملء الأحذية الأميركية لأنها تسير بعيدا عن الساحة العالمية، والدفاع عن العولمة في المنتدى الإقتصادي العالمي خلال العام الماضي، إلا أنه من الواضح أن المجتمع الدولي ينجرف نحو (عالم بلا قيادة)، وقد اتخذت الصين نهجا إنتقائيا لملء الفراغ الناتج من تراجع واشنطن في عقد الصفقات التجارية، كما أنها تسعى لكسب حلفاء الولايات المتحدة التقليديين إلى جانبها. وبينما تتجه الولايات المتحدة إلى الداخل، فأن قدرة العالم متعدد الأقطاب على تحمل القيم الليبرالية قد تراجعت بالتأكيد.

وفي مطلع عام 2017، شكلت مخاطر اضطراب أوروبا مصدر قلق كبير، على الرغم من أن ذلك لم يحدث، ومع ذلك يبدو أن عملية إصلاح الإتحاد الأوروبي أخذت بالتباطؤ. وأثارت سلسلة من الإنتخابات في أوروبا فيها مرشحين شعبويين يمينيين، القلق بشأن مستقبل المشهد السياسي في القارة، وبينما أفلتت كل من فرنسا وهولندا من هذا السيناريو بإنتخابهما قادة أكثر إعتدالا، أدى تحقيق الحزب اليميني المتطرف في ألمانيا لمكاسب إنتخابية إلى إضعاف (أنجيلا ميركل) في ولايتها الرابعة.

أما في الشرق الأوسط، بعث انتصار الرئيس السوري بشار الأسد على القلق، خاصة وأنه أدى إلى نفوذ روسي وإيراني أقوى في المنطقة في وقت يتقلص فيه دور الولايات المتحدة، ومن المؤسف القول، يبدو أن الرهان على الوضع المتدهور في الشرق الأوسط دائما هو الرابح، وعلى الرغم من الهدوء النسبي في الحرب السورية، فإن السلام لا يبدو أنه يلوح في الأفق في عام 2018.

وفيما يلي أبرز المخاطر السياسية والأمنية والإقتصادية الدولية المتوقعة لعام 2018 على أساس الظروف الجيوسياسية في جميع أنحاء العالم. وعموما، فإن أحداث عام 2017 والمناخ العالمي الحالي في بداية العام الجديد تشير إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يستعد للأسوء، ولكن هناك أمل في مستقبل أفضل في 2018:

1- كوريا الشمالية على حافة الهاوية:

تقترب (بيونغ يانغ) مع كل اختبار صاروخي من تحقيق القدرة على ضرب الأراضي الأمريكية برأس حربي نووي. في الوقت الذي أكد فيه مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارا وتكرارا أن (الوقت ينفذ) من أصحاب المصلحة لإيجاد حل للأزمة، وعلاوة على ذلك، يقول مستشار الأمن القومي الأمريكي هربرت ماكماستر ومسؤولون آخرون: "إن الردع الأمريكي غير كاف كوسيلة للتخفيف من التهديد الذي يشكله البرنامج النووي لكوريا الشمالية، مما يهدد بالحرب الوقائية أو الإستباقية إذا اكتسبت كوريا الشمالية قدرات صاروخية عابرة للقارات".

هذه اللغة مشابهة جدا لتلك المستخدمة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش في الفترة السابقة لحرب العراق. إلا أن وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، قال: "إن كوريا الشمالية لم تظهر بعد كتهديد كبير لنا". وتحليلات الخبراء الأخيرة تعبر عن وجهة نظر مماثلة على الرغم من أن بيونغ يانغ ربما تحتاج على الأقل من 2 إلى 3 سنوات للحصول على قدرات نووية حقيقية. وعلاوة على ذلك، فإن مبالغة ترامب في هذا التهديد، إلى جانب شكوكه في الردع كسياسة قابلة للتطبيق، تزيد من احتمالية توجيه ضربة أمريكية وقائية لكوريا الشمالية في عام 2018 بنسبة 25-30%.

2- الولايات المتحدة تضع عقبة أمام التجارة العالمية:

ركب ترامب في طريقه إلى منصبه على موجه من الخطابات الخطيرة، مع التركيز بشكل خاص على الصفقات التجارية السيئة. ووصف الإتفاقات التجارية المتعددة الأطراف بأنها تثير قلق الطبقة الوسطى، الذين نددوا باتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، وشراكة تران - المحيط الهادئ (TP)، وإنضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية (WT0) وإتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية (KORUS FTA)، وقد أدى تركيز ترامب على العجز بدلا من الوصول إلى الأسواق كمقياس للتجارة العادلة، إلى خلق معيار صعب للحكم على الصفقات التجارية.

وكان خطاب ترامب أمام كبار المسؤولين التنفيذيين فى منطقة التعاون الإقتصادي لمنطقة آسيا - الباسيفيك في دانانج قريبا من إعلان الحرب على نظام التجارة العالمي. وأشار إلى أن منظمة التجارة العالمية غير عادلة، وعليه فمن المرجح أن يكون عام 2018 عاما يعطل فيه ترامب نظام التجارة العالمية. وهناك إحتمالية تتراوح ما بين 40 و50% تشير إلى أن ترامب سيحاول رفض نافتا وكوروس، على الرغم من أن التحديات القانونية قد تعرقل جهوده. وفي الوقت نفسه، فإن الجزء الآخر من العالم يتحرك مع كندا والإتحاد الأوروبى، تجاه إتفاقيات تجارية بين اليابان والإتحاد الأوروبى، إذ انتهت طوكيو من صيغة TTP--11- A المعدلة للصفقة التجارية لمنطقة المحيط الهادئ. وهو نسخة من صفقة التجارة في المحيط الهادئ التي يمكن أن تتحرك إلى الأمام دون الولايات المتحدة، جنبا إلى جنب مع الهند وبقية دول المحيط الهادئ، بقيادة الصين للتفاوض على الشراكة الإقتصادية الشاملة الإقليمية (RCEP) وسيواجه المصدرون الأمريكيون مزيدا من التمييز نتيجة لذلك.

3- الولايات المتحدة تواجه المزيد من الأزمات:

إن رئاسة ترامب لم تخل تماما بالنظام العالمي كما كان يخشى أصلا. وقد خفف ترامب من إنتقاده المبكر لحلف شمال الأطلسى (الناتو)، لكنه قرر المضي قدما وقرر إنسحاب الولايات المتحدة من إتفاقية باريس للمناخ وTPP. ويشير رفضه للإتفاق النووي مع إيران ونقل المشكلة إلى الكونغرس إلى أن ترامب متردد في موقفه. ومع ذلك، فإن هذا المستوى من الإعتدال يمكن أن يكون مؤقتا. وتواجه الولايات المتحدة إنتخابات نصفية في عام 2018. ومن المرجح أن يؤدي ترجيح كفة الحزب الديمقراطي في الإنتخابات التشريعية إلى جعل رئاسة ترامب أكثر حزما تجاه المصالح الوطنية فيما يتعلق بالتجارة والهجرة، مما يعرض العلاقات الأمريكية مع حلفائها للخطر. ومما يبعث على القلق أكثر من أي وقت مضى ردة فعل الإدارة على أية تهم إضافية قد تتبناها اللجنة التحقيقية الخاصة التي تحقق في العلاقة بين حملة ترامب وروسيا. وأي دليل على تواطؤ ترامب مع روسيا في حملته الإنتخابية من شأنه أن يشل الإدارة ويرسل الأمة إلى أزمة حتى لو لم يؤدي إتهامه إلى إبعاده عن منصبه.

4- معضلة بوتين بعد الإنتخابات:

من المؤكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعاد إنتخابه في آذار من عام 2018. ومع ذلك، فإنه يواجه خيارات صعبة في النهاية. وبدون إجراء إصلاح إقتصادي، من الممكن لبوتين أن يرسل روسيا إلى الإنحدار النهائي. وفي الوقت نفسه، فإن هذا الإصلاح سيكون مزعجا، ومن المحتمل أن يزعزع استقرار حكم بوتين. حيث تم تعيين أليكسي كودرين نائبا لرئيس المجلس الإقتصادي للرئيس في عام 2016. وكان كودرين يشغل منصب وزير المالية الروسى منذ 11 عاما حتى عام 2011. وقد قضى كودرين العام الماضي في الحديث عن آفاق الإصلاح قائلا: "إنه يدعم بوتين في خططه". ومع ذلك، تؤكد خطط كودرين للإصلاح على الإبتكار التكنولوجي الذي يحتاج إلى سوق الإتحاد الأوروبي من أجل النجاح. ومع ذلك، وبالتزامن مع تعيين كودرين، يأمل بوتين في التخلص من العقوبات الغربية، التي فرضها الإتحاد الأوروبي بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وتواجه مقترحات كودرين للإصلاح مستقبلا معقدا. وبوسع بوتين تخفيف العقوبات الأوروبية إذا وافق على إتفاق توفيقي حول أوكرانيا وزيادة التعاون الروسي في مجالات أخرى مثل مكافحة الإرهاب. بيد أنه سيواجه رد فعل قومي ضد هذه التدابير. كما أن الإصلاح الإقتصادي سيقوض نظام الرأسمالية المحسوبية الذي يفضله بوتين.

5- إمكانية العمل الأوروبي بدون أزمة:

على الرغم من أن فرنسا قد انتخبت أخيرا قائدا راغبا في التصدي للأزمة الإقتصادية الهيكلية، وتخليص أوروبا من ركود طويل الأمد، فإنه لا يزال من غير المؤكد قدرة أوروبا على الإصلاح في ظل أزمة تلوح في الأفق، وفي ألمانيا، أدى قرار المستشارة ميركل للتعامل مع أزمة اللاجئين من خلال فتح الحدود للمهاجرين بقرار لا يحظى بتأييد شعبي واضح، إلى تنامي تيار شعبوي حقق مكاسب في الإنتخابات الأخيرة، وقد واجهت ميركل مشكلة في تشكيل الحكومة لأن إعادة تأسيس الإئتلاف السابق مع الديمقراطيين الإشتراكيين يزيد من إمكانية الإصلاحات المالية للإتحاد الأوروبي في نهاية المطاف. وتعهدت ميركل وماكرون بكشف النقاب عن رؤيتهما المشتركة لإصلاحات منطقة اليورو في آذار المقبل. ومع ذلك، فإن الخطر هو أن الضرورة الملحة لهذا الإصلاح أصبحت الآن مع نمو أوروبا أسرع مما كان عليه في السنوات. وسيستنزف خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، والرغبة أيضا في التعامل مع التغيرات الهامة الأخرى في أوروبا.

6- لا نهاية للصراع في الشرق الأوسط:

يمكن أن تؤدي النزاعات السياسية والدبلوماسية في المنطقة إلى المزيد من نقاط التوتر بين مجموعة من الجهات الفاعلة. ومن المرجح أن تظل التوترات بين إيران والمملكة العربية السعودية، الناجمة عن المنافسة الإقليمية على النفوذ مرتفعة، مع تداعيات على الدول المجاورة. وستحتفظ إيران بمركزها الأمني المهيمن في المنطقة خلال عام 2018، سواء من خلال دعم الشبكات العابرة للوطنية مثل حزب الله، والإستفادة من السياسة المتعثرة لمنافسيها، على وجه الخصوص في العراق.

ومن المرجح أن يظل تأثير إيران متعافيا، على الرغم من الجهود التي بذلتها حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والقوميون الشيعة مثل مقتدى الصدر لتقليل النفوذ السياسي للميليشيات الطائفية المدعومة من إيران. وقد فشلت المملكة العربية السعودية في كسر هيمنة حزب الله على السياسة اللبنانية، والآن سوف تكون كل من إيران وقيادة حزب الله في حالة تأهب لأي محاولات سعودية للتدخل. وقد أدى الإستفتاء على الاستقلال الذي نظمه أكراد العراق في عام 2017 إلى تنامي إحتمالات قيام أزمات سياسية وعسكرية في كل من العراق وسوريا في عام 2018. ونظرا لتضاؤل دور الولايات المتحدة في تحديد الوضع النهائي للدولة السورية، التي تتسم بمزيج من النفوذ لإيران وتركيا وروسيا (جنبا إلى جنب مع نظام الأسد) وقد يتحركون ضد الأكراد السوريون. أما في العراق، فإن الصراع العسكري المحتمل بين الحكومة العراقية، والأكراد، والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران يمكن أن يستغل من قبل بقايا الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) لزرع الفوضى، وأن لم يكن على نفس المستوى السابق.

7- تفاقم الفوضى في اليمن:

إتخذت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة خطوات للتعاون مع الجهات الفاعلة الجديدة على أرض الواقع، ولكن يبدو أن الحل السياسي للحرب الأهلية في اليمن غير محتمل. وعلاوة على ذلك، فإن الكارثة الإنسانية في البلد لن تزداد إلا سوءا. إن وفاة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على يد شركائه الحوثيين أضافت طبقة أخرى من التعقيد إلى الوضع السياسي، مما جعل تحقيق السلام على المدى القريب أقل إحتمالا. إن أستمرار إطلاق الصواريخ البالستية من قبل الحوثيين ضد الرياض يمكن أن يؤدي إلى رد عسكري غير متكافئ من المملكة العربية السعودية ويؤدي إلى حصار يدفع اليمن إلى المجاعة تماما.

8- تباطؤ الإصلاح في المملكة العربية السعودية، ومخاطر التبذير، والإحباط والإستياء:

سيستمر تنفيذ برنامج الإصلاح الشامل في الرياض إعتمادا على رؤية 2030، والتحرك ببطء سيكون محبط لمؤيدي الحكومة. وفي الوقت نفسه، ستستمر القطاعات المحافظة التي تقاوم التغيرات مثل السماح للنساء بقيادة المركبات، وتنمية مشاعر الإستياء تجاه الحكومة سيزداد لأن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود قد يسلم التاج لإبنه، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عام 2018، وهذا من الممكن أن يغذي الإستياء والصراع المحتمل داخل العائلة المالكة. ويمكن للمملكة العربية السعودية أن تشهد تصعيدا للتوترات مع كل من إيران وقطر. ونظرا لقرب العائلة الملكية السعودية من إدارة ترامب، فإنها قد تواجه أيضا نكسة محلية وإقليمية في حال تصاعدت التوترات الإسرائيلية الفلسطينية الناجمة عن اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل.

9- التهديد الإرهابي يتزايد خارج الشرق الأوسط:

إن تلاشي مكاسب داعش في سوريا والعراق تعني أن الإرهاب قد يزداد في أماكن أخرى، مع عودة عدد كبير من المقاتلين الأجانب إلى أوروبا وروسيا. فقد شهدت أوروبا ارتفاعا في الهجمات الإرهابية على مدى العامين الماضيين مع تزايد عدد الحوادث المميتة في أوروبا الشرقية بما فيها روسيا. فقد جاءت هجمات سانت بطرسبرغ الأخيرة للتذكير بأن روسيا مازالت معرضة للهجمات الإرهابية بسبب عشرات الروس الذين انضموا إلى الجماعات الإرهابية وحاربوا في الشرق الأوسط. وهناك المزيد من التهديدات الإرهابية في جميع أنحاء العالم ليس بإمكان أي جهاز مخابرات غربية أو روسية التعامل معها.

10- الشعبوية:

من المبكر جدا أن يتم رفضها، إذ أن حركة (النجوم الخمسة) في أوروبا حظيت بتأييد متزايد في إستطلاعات الرأي قبل إنتخابات آذار المحتملة. وفي حين أنه من غير المرجح أن تكون قادرة على تشكيل حكومة، فإن تحالفا بين اليمين الشعبوي في الرابطة الشمالية وحزب يمين فورزا إيطاليا للشعبوية والمشككين بالإتحاد الأوروبي في إيطاليا، والعديد من دول أوروبا الغربية الأخرى التي خاضت معاركها ضد المرشحين للإنتخابات الشعبوية طوال عام 2017، هي المعارضة الشعبية لتيار يبدو أنه لا يمكن وقفه من المهاجرين القادمين من أفريقيا والشرق الأوسط.

وفي الوقت نفسه، يحظى العمدة اليساري السابق للعاصمة المكسيكية، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، بتأييد متزايد كمرشح للرئاسة، مدفوعا بردة فعل شعبي ضد ترامب وتصريحاته المزعجة حول المكسيكيين. من جانب آخر، فوز أوبرادور في الإنتخابات خلال حزيران المقبل، قد يؤدي إلى تفاقم التوترات الأمريكية المكسيكية، مما يعرض منطقة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية للخطر. وفي البرازيل، يستعد الرئيس السابق لويز ايناسيو لولا دا سيلفا للعودة في إنتخابات تشرين الثاني، رغم إدانته الأخيرة بتهم الفساد. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي لوائح الإتهام الأخرى إلى عدم أهليته. ومن بين المرشحين الآخرين جاير بولسونارو الشعبي اليميني الذى أشاد باللجنة العسكرية السابقة في البرازيل أو النظام. وقد يكون انتصار لولا أو بولسونارو مدمرا، مما قد يعرقل الإنتعاش الإقتصادي الهش للبرازيل.

* مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية/2001–2018Ⓒ
http://mcsr.net

اضف تعليق